تأمُلات[email protected]· أتعجب لاعتقاد البعض في شيخ لا يملك ناصية (الحديث) العادي ناهيك عن حفظ القرآن والأحاديث والتفقه في الدين.· وأتحسر على حال شعب يصير ( بعض) كباره صغاراً ويتوه ( بعض) صغاره في شبر ماء عندما يأتي الحديث عن الشيوخ، ويتمكن منهم بعض المحتالين بدرجة لا فكاك منها.· وأشعر بأسى بالغ لذلك الشاب الذي يبدو متعلماً وهو يؤكد لنا أن القلم لا يزيل بلم حقيقة، حين انبرأ مدافعاً عن ( وهمة) كبيرة اسمها شيخ الأمين.· قال ذلك الشاب الساذج أن شيخهم ليس مقبوضاً عليه، بل معتكف وسوف يخرج على الناس بمفاجأة في القريب العاجل.· أي شيخ، وأي اعتكاف أيها الغر المسكين!· ولما يترك شيخكم ( الوهمة) كل أرض السودان الواسعة ويختار ( اللمارات) مكاناً لاعتكافه المزعوم!· لو أنهم اقتنعوا بشيخ ( محتال) لكنه لبق وبليغ لربما وجدنا لهم شيئاً من العذر.· فلا يعقل أن يجثوا الواحد منهم على ركبتيه ويسعى لتقبيل يدي شيخ تلك هي طريقته في الكلام!· من حسن حظي أنني لم أسمعه يتحدث إلا قبل أيام قليلة فقط وبمحض الصدفة، حيث كنت في زيارة صديق عزيز وأثناء جلوسي معه لاحظت أن إحدى قنواتنا الفضائية كانت تبث حلقة معادة مع الشيخ ( الوهمة).· إعادة بث الحلقة في مثل هذا التوقيت أراه خبثاً من بعض وسائل إعلامنا، حيث يبدو مقصوداً ، وليت القصد كان طيباً.· في الوقت الذي يحقق فيه الآخرون حول جرائمه تحتفي بعض قنواتنا بإعادة بث إحدى الحلقات المسجلة معه!· المهم أنني سمعته يتحدث عن ضرورة النزول لمستوى الشباب ليمكنهم ذلك كشيوخ من المواكبة والتحاور مع هؤلاء الشباب.· طبعاً لم يقل كلمة ( تحاور) هذه، فهي من عندي، لكنه نقل معناها بصورة ( سوقية) يبدو أنها لغته التي ألِفها محبوه.· وأضاف ناصحاً الشيوخ الآخرين بأنهم إن لم يواكبوا ويقدموا وجبات البيرجر ويتبسطوا مع الشباب لن يتمكنوا من الوصول إليهم.· شوفوا التناقض!· العصيدة لا تناسبه كشيخ قابع في عاصمة البلد ولذلك يقدم البيرجر عوضاً عنها، وفي ذات الوقت يتحدث عن ضرورة التبسط!· يدعي التبسط لأنه لا يحمل أي فكرة ويحاول إيهام الناس بأن حديثه البسيط هو نوع من التواضع في حين أن الواضح أنه يلجأ للحديث البسيط للتغطية على جهله بأمور الدين.· وبالرغم من ذلك نراه لا يمارس من البساطة سوى القشور فقط.· فالنبي الكريم محمد ( صلى الله عليه وسلم) الذي حاول أن يستشهد الشيخ ( الوهمة) ببساطته في ذاك اللقاء التلفزيوني لم يكن يفرط في التزين أو يدعو الناس للاحتفال بعيد ميلاده.· ولا كان يقبل أن يجثو أصحابه على ركبهم ليقبلوا يده الكريمة.· فأين البساطة في سلوكك يا شيخ الوهم!· ثم سمعته للمرة الثانية من خلال الفيديو القصير الذي تداوله الناس عبر الواتساب.· الفيديو الذي تحدث فيه عن زيارته مع الفريق طه إلى دولة الإمارات التي تربطه علاقات مع كبار شيوخها رغم أنه لا يعرف كيف ينطق اسمها بصورة صحيحة، حيث يقول ( اللمارات).· أضاف الشيخ - الذي يلعب دوراً مرسوماً في تضليل الشباب لا أرى أنه يختلف كثيراً عما تفعله بهم المخدرات – في ذلك الفيديو أن صديقه الفريق طه لجأ له لكونه يتمتع بعلاقات ( سمحة) مع أهل الإمارات ولذلك قال له الفريق أنهم يريدون أن ( يعملوا) شيئاً اسمه الدبلوماسية الشعبية!!· طبعاً لأول مرة أعرف أن الدبلوماسية الشعبية ( بعملوها) أي بسووها زي لما تعمل حلة بامية أو بطاطس مثلاً!· ثم أن الطريقة التي تحدث بها عن الدبلوماسية الشعبية و( عملها) يعطي الانطباع بأنه لم يسمع بهذا المصطلح من قبل ويظن واهماً أنها من بنات أفكار حكومة الانقاذ وسكرتير الرئيس صديقه الفريق طه!· يا لأسفي على ما آل إليه حالنا في هذا الزمان العجيب!· عموماً هذا الشيخ ضعيف، أو قل عديم الفكرة مقبوض عليه حالياً في دولة الإمارات بتهم تتعلق بالاحتيال.· هذه هي الحقيقة التي يجب أن يفهمها الشباب الذين أضاعوا الكثير جداً من وقتهم الثمين في خزعبلات لا طائل منها.· هل سمعتموني يا شكر الله وبقية شلة الإنس التي تُسمى مجازاً بـ ( حيران الشيخ)!· شيخكم الآن في قبضة من لا يرحمون في قضايا الاحتيال والدجل والشعوذة.· لم أشأ أن أكتب عن هذا الأمر إلا بعد أن أكد لي مصدر موثوق خبر القبض على الرجل بالتهم المذكورة آنفاً.· فليكف بعض السذج والخبثاء الذي يطالبون الناس بعدم الخوض في أمور يزعمون أنها شخصية باعتبار أنها تتعلق بعلاقة العبد بربه عن مطالباتهم غير المنطقية.· فالشخصية عندما تصبح عامة وتؤثر في حياة الناس وتنفذ أدوراً مرسومة بعناية يكون من حق الجميع أن يوجهوا لها النقد الموضوعي الذي يرونه.· لو جلس هذا الشيخ المزعوم في بيته وفعل ما يرغب فيه لما سأل أحدنا عن حاله أو لامه على طريقة ممارسته لطقوسه.· لكنه يستقطب قطاعات عريضة من شباب يفترض أنهم يشكلون مستقبل البلد ويبيع لهم الوهم كل ساعة.· كما يكتب عنه الكثيرون مدافعين عن هذه الخزعبلات لينشرون الجهل وسط شبابنا، فكيف يطالب البعض منتقديه بأن يتركوا الرجل لربه؟!· بهذا المنطق يمكننا أن نتحدث عن ترك أي مسئول يسرق وينهب ويهمل المال العام لخالقه لكي يحاسبه في يوم الحساب.· كما أن الكتابة عن خبر القبض عليه بتهم الاحتيال ليس شماته، بل هي ضرورية لتسليط الضوء على مثل هذه السلوكيات الغريبة بغرض توعية بعض من يقعون تحت تأثير تخدير هؤلاء.· فما أكثر أمثاله في سودان اليوم.· ومن نحتاج لتخليص شبابنا من محاولات تضليلهم وتخديرهم ليس بالضرورة أن يكونوا شيوخاً.· فهناك من المسئولين والإعلاميين والدعاة المزعومين ما يكون تأثيرهم أشد فتكاً من المواد المخدرة، لأن هذه على الأقل يتفق الجميع على خطورتها ويمكن لأهل الواقع تحت تأثير المخدرات إن انتبهوا أن يرافقوا ابنهم لأقرب عيادة لتخليصه من آثارها المدمرة.· أما ما يفعله شيخ الأمين ومن يسلكون سلوكاً مشابهاً ففيه الخطر الأكبر على الشباب، سيما في ظل ما نحن فيه حالياً.· من يكتب مطالباً الناس بعدم الخوض في مثل هذا الخبر إما أنه ساذج وبسيط أو أنه يؤدي دوراً مرسوماً بعناية مثل الدور الذي يؤديه شيخ الأمين نفسه.· ولا أدرى ماذا سيقول بعض من سخروا أقلامهم للدفاع عن شيخ الأمين عندما عبر بعض الأهلة عن غضبهم تجاه تدخله في الشأن الهلالي.· فالثروة التي كذبوا على الناس حولها مؤكدين أن الرجل حققها بعصاميته واجتهاده ومثابرته اتضح أن جلها إن لم يكن كلها قد تحققت بأساليب فيها الكثير من الاحتيال وخداع الناس.· فماذا أنتم قائلون أيها الزملاء الأعزاء!· غضبت ذات يوم حينما قرأت أخباراً تفيد بأن شيخ الأمين قد خلص لاعبي الهلال من السحر قبل أحدى مبارياتهم الأفريقية.· وكتبت وقتها قائلاً أن مثل هذا ( الخزعبلات) لا يفترض أن يدخل عقل طفل غض دع عنك الكبار العقلاء، فالمنافس الذي نازله الهلال يومها كان مصرياً، ولم يعرف عن الأندية المصرية لجوءها للسحر والشعوذة، هذا إن سلمنا بأن الشيخ المزعوم قادر على تخليص البشر من السحر.· لكن مشكلة البعض دائماً أن ذكاءهم يخونهم حين يحاولون الضحك على عقول القراء.· يعجزون عن ايجاد الحبكة المتماسكة المقنعة مثلما يعجز شيخ الأمين نفسه عن تبني طريقة جاذبة ومقنعة في الحديث.· لكن المحزن حقيقة أنه بالرغم من ضعف الحبكة وركاكة الشيخ هناك من اقتنعوا به دائماً إلى درجة أن تستعين به الدولة لـ ( عمل ) الدبلوماسية الشعبية وتحسين العلاقات مع الإمارات!· هواننا يزداد كل يوم.· وعقولنا تُستفز كل ساعة.· ومن لا يضيع من شبابنا بفعل المخدرات المنتشرة ( على قفا من يشيل) ، يتوه وسط مثل هذه الخزعبلات والأوهام.· فسنوا أقلامكم أكثر أيها الزملاء ( كتاب نشر الوعي) وثابروا أكثر لأن المعركة طويلة وشاقة جداً، وإلا سنفقد المزيد من شباب البلد. أحدث المقالات
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة