برلينصدر عن دار الدليل للطباعة والنشر في برلين في العام 2015، كتاب للدكتور حسن حميدة بعنوان "وَطَن نُون". والكتاب من الحجم الكبير وورق لامع ويضم مجموعة قصص قصيرة للأطفال، مصحوبة برسوم توضيحية ملونة. كتبت المقدمة السيدة القسيسة الجامعية، الدكتورة سابينا ناجل، العاملة مع مجموعة الدارسين البروتستنتية بمدينة يينا ، تشير فيها إلى نشاطات الكاتب أثناء سنواته الدراسية في جامعة فريدريك شيلر بمدينة يينا في الوسط الطلابي وفي مجلس شؤون الطلاب وتأسيسه لمشروع في الجامعة، أختار له أسم مشروع أفريقيا. والمشاركة في مجلس بلدية المدينة ومواقع أخرى بتنظيم المعارضة وعرض بعض لوحاته وقصصه القصيرة.والكتاب يحتوي على خمسة وعشرين قصة قصيرة ورسومات بنفس العدد وباللغتين العربية والألمانية. وقام الكاتب نفسه بترجمة قصصه إلى الألمانية. والسرد القصصي يأتي بلسان طفلة في الخامسة من عمرها واسمها نون. وتضم أسرتها الصغيرة ووالديها وأختها التي تصغرها بعامين. تتحدث الصغيرة عن معاناتهم في بلدهم الأم وويلات الحرب والجوع والفقر وهروبهم من نيران الحروب وما تعرضوا له أثناء نزوحهم عبر الوديان والجبال والصحراء حتى وصولهم إلى البحر والمركب المكتظ بالمهاجرين القادمين من كل حدب وصوب والخوف القاتل من احتمال غرق المركب، حتى وصولهم إلى بر السلام والوطن الجديد. والاندماج الفعال داخل المجتمع والاطمئنان النفسي والشعور بالأمان. والكتاب مُصمم عرضيا وكل قصة تحتل صفحة كاملة بينما الرسم التوضيحي يحتل الصفحة المقابلة، مما يقود في نفس الوقت إلى الانفعال مع الكلمة المطبوعة والكلمة المرسومة والتفاعل الخلاق والانطباع الجمالي بين القلم والريشة. كُتبت النصوص بلغة مبسطة وواضحة ورشيقة مع جمال الصياغة، كما إن الرسومات الملونة تعبر بصورة مدهشة عن فحوى النص ويمكن من خلالها تصور وتخيل المضمون بالكامل حتى مع غياب النص المجاور. ربما يصيب القارئ بعض الارتباك عندما يقرأ فقرة في أحدى القصص:" كل الناس في مركبنا مثلا فريدا للإنسانية، يختلفون في أشكالهم وألوانهم، وفي حديثهم ولغاتهم. ولكن يتفقون في العمل من أجل حياة أفضل. تجمعهم الإنسانية، يتخاطبون بلغة الوصف، التي لا تعرف الكلمات والحروف. والبحر هو أصدق مرآة، فيه يتعرف المرء على نفسه. والبحر أصدق مسرح للأحداث، فيه الحياة ممكنة وفيه الموت ممكن". أو حين يكتب " إنها الحياة في أفق جديد، في وطن جديد. وطن تلقتنا فيه طيور البحر البيضاء، استقبلتنا فيه نوارس ناصعة البياض. أطيور هي، أنوارس هي، أم هي ملوك الشفقة، ملوك للرحمة؟...مثل هذه الكلمات لا تصدر عن لسان طفلة في عامها الخامس. ولكن حسن حميدة لا يخاطب الأطفال فحسب بل وكذلك الناشئة والكبار، وليس في عمله الحالي وإنما في أعماله السابقة أيضاً. والهدف هو الوصول إلى أكبر مجموعة من اللاجئين وتعريفهم بالوطن الجديد، بأسلوب حياة أهله وقيمهم وإمكانية التعايش السلمي والتعاون المشترك، لسهولة الاندماج والانخراط في المجتمع. فقصصه تصبح مادة جيدة في المدارس يشارك فيها المعلم بالنقاش والشرح أو في المنزل وسط أفراد الأسرة. وخاصة بعد أن تجاوز عدد اللاجئين المليون في ألمانيا، غالبيتهم من سوريا والعراق.التهنئة والتحية للصديق مستشار التغذية حسن حميدة لهذا الانجاز، وبعد أن تعودنا على كتاباته وإرشاداته الصحية حول أنجع السبل للتغذية لضمان سلامة أجسادنا، يتحفنا الآن بمادة غذائية لأرواحنا وأذهاننا.والتحية للفنان الشاب المبدع إيهاب الحسن في الخرطوم لرسوماته الرائعة والشكر موصول لدار الدليل للطباعة والنشر في برلين ولرئيس تحرير مجلتها الشهرية "الدليل" الأستاذ محمد بركات، التي تواصل جهدها لخدمة الثقافة العربية في المهجر بالرغم من كل الصعوبات المادية._____________1–وَطَن نُون – مجموعة قصصية للأطفال، من أجل تعزيز التواصل بين الثقافات، د. حسن حميدة دار الدليل للطباعة والنشر \ برلين – ديسمبر \ كانون أول 2015 أحدث المقالات
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة