(كلام عابر)أحمد فيصل وأردوغان وأخت بلادي والسيد الوزيرحدثان في الخارج وحدث داخل حدود الوطن وحدث رابع بدأ في السودان وانتهى نهاية مأساوية في العراق.• السلطان الأنكشاري الجديد رجب طيب أردوغان جاء بثوب عصري يرتدي فيه أحدث صيحات البدل وربطات العنق يخفي تحته ميوله الانكشارية العنصرية، ويحلم باستعادة مجد أسلافه السلاطين العثمانيين الذين بلغت اقدامهم الهمجية أبواب فيينا، وحكموا على بلاد البلقان وكل العالم العربي بالتخلف في الوقت الذي كانت فيه أوروبا تعيش عصر الثورة الصناعية. لا يبدو أن أوروبا ستجد أنه يوفي بمتطلباتها ومعاييرها لتضمه شريكا اصيلا وعضوا في اتحادها الاقتصادي مهما تنازل وانبطح. أحلامه التوسعية الامبراطورية لا تقف عند حد، رغم أن عصر الذرة قد تجاوزها.لم يتجه السلطان العثماني هذه المرة لبلاد البلقان بل اتجه شرقا وجنوبا، يستأسد على الجيران وهم في أسوأ حالات ضعفهم. دخلت قواته العرق كما قال بطلب من الحكومة العراقية. نفس الحكومةالعراقية قالت له شكر الله سعيك وطلبت منه سحب قواته، وما زال السلطان الكولونيالي الجديد الذي دخل في حرب مع كل جيرانه،إلا اسرائيل بالطبع،وجعل بلاده حاضنة ومعبرا للإرهاب، ما زال يماطل العراقيين بلا حياء،ويرفض سحب جنوده من أراضيهم.• مصر أخت بلادي الشقيقة التهمت حلايب في غمضة عين مثلما التهمت المثلث الواقع شمال حلفا وشمال خط العرض 22 درجة شمال خط الاستواء، ورفضت مجرد الحديث عن الموضوع،واستبعدت تماما فكرة اللجوء لمؤسسات التحكيم الدولية. مع اسرائل الوضع مختلف. ارتبطت مصر في اتفاقية مع اسرائيل تبيعها بموجبها الغاز بربع السعر العالمي، ولكن توقف امداد الغاز عقب الاطاحة بحسني مبارك فلجأت اسرائيل للتحكيم الدولي الذي أصدر حكما لصالح اسرائيل يلزم مصر بدفع تعويضات تبلغ ملياري دولار علاوة على عقوبات وتعويضات أخرى. ولأن اسرائيل ليست السودان وليست حلايب، فستكون التداعيات القادمة في هذه القضية مثيرة وجديرة بالمتابعة.• الشاب أحمد فيصل قطع دراسته وغادر السودان قبل عامين لينضم إلى داعش في العراق وعمره لم يتجاوز الستة عشر ربيعا ليلحق بأخيه الأكبر أمجد الذي هاجر مع زوجته وطفله للعراق ليبايع أبوبكر البغدادي زعيم داعش. أحمد فيص فجر نفسه بسيارة ملغومة وسط تجمع تابع لقوات أجنبية في العراق. الشقياقان من تلاميذ الشيخ مساعد السديرة الذي يدير معهدا في شمبات لتدريس(علوم الحديث) وهذا المعهد حاضن للسلفية الجهادية ويعتبر نطقة تجمع للتغرير بالشباب وتصديرهم للموت مع جماعة أنصار الدين في مالي والشباب الصومالي وداعش في العراق وسوريا. وما يزال المعهد وشيخه وما يزال آخرون تعرفهم الأجهزة الأمنية يواصلون التغرير بالشباب السوداني وتصديرهم للموت.أسأل الله الرحمة والمغفرة للشاب أحمد فيصل وأن يرد غربة شقيقه الأكبر وأن يلهم أسرته الصبر والسلوان، وأسأل الله أن يكون هذا الشاب آخر الضحايا.• السيد وزير المالية بدرالدين لم يجد في نفسه حرجا، وهو يعرض بضاعته على المجلس التشريعي المركزي، من وصف كل الشعب السوداني بأنه شعب يستهلك ولا ينتج. أثارت هذه الكلمات غير الموفقة حفيظة الناس ولكني أراها تتسق مع السياق العام للخطاب الرسمي المنفلت الخالي من الكياسة، بجميع مستوياته،الغارق في جنون القوة، والذي لا تقيده ضوابط عقلانية تراعي قواعد الأدب وحسن الخطاب. وكل إنسان يعطي مما عنده كما قال السيد المسيح عليه السلام، ولا يبدو أن عند السيد الوزير أفضل مما قال أو فعل. والله المستعان على ما يصفون.(عبدالله علقم)[email protected]أحدث المقالات
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة