انا ما سرقت.....لم يعد سراً و لا خافياً على العباد ما يحدث من نهب وسلب لثروات وخيرات البلاد، نهباً مسلحاً ومصلحاً، ولكن مهلاً فإن فخامة الرئيس قد طالب القائلين بهذه المزاعم أن يقدموا الدليل.رحم الله القائل: فليس يصح في الأذهان شيءُ...إذا احتاج النهارُ إلى دليلفحديث المجالس لا يكاد يخلو من اتهام فلان وعلان الذي ترعرع بينهم ويعرفون أباه وجده ويعلمون كسبه وجده، ويعجبون من الثروات التي نزلت عليهم كأنما غشيتهم ليلة القدر بما يفوق ما يكسبه من يحمل مثل مؤهلاتهم في ألف شهر .يرون العمارات السوامق التي ارتبطت في أذهانهم بالأسامي الأجنبية أصبح أصحابها ناس حاج البلوله وجادالله وغيرهم (علما بانه ليس لدينا اعتراض على الاسماء) هؤلاء الذين جاء بهم التمكين لنصرة الدين فإذا هم يتركون الدين جانباً و ينتصرون على فقرهم، ويشاهدون المركبات الفارهه تظهر فجاءة لتؤكد قول سيدنا عمر بن الخطاب: "تأبى الدراهم إلا أن تمد أعناقها" ولكن لا سبيل إلى الدليل، إذ كيف يتوقع الحصول عليه في صفقات تتهم في الخفاء ثم ما فائدته إذا وجد إذا كانت القضايا التي قدمت فيها الأدلة الدمغة انتهت إلى لا شيء (قضية الأقطان).يكتفي البعض بالسخرية وإطلاق النكات فقد روي أن أحدهم كان يأكل في كسرة بي مويه فمر من أمامه أحد هؤلاء فقال له: تفضل يا فلان ثم أردف قائلاً: عذراً لقد نسيت أنك أصبحت لا تأكل الحلال.فالفتاوى كانت صدرت منذ البدء بضرورة التمكين وذلك على حد زعم دعاة التأصيل تنزيلا لقول الله تعالى:(الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وأتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور) (41 - سورة الحج)، فتعجلوا في جمع كل ما وصلت إليه أيديهم إذ ما كان أحداً يعتقد بأن المسألة ستستمر ربع قرن وتزيد، لكنهم ساروا على عكس مراد التمكين الذي ورد في الآية الكريمة وحولوا غايته إلى تعدد الزوجات وإنشاء الشركات وعقد الصفقات.والآن وصلنا إلى مرحلة تتطلب فقهاً جديداً ولم يعجز الفقهاء عن ابتكار وصفة التحلل التي تتمثل في التنازل عن بعض الثروات الطائلة التي اكتسبت بغير وجه حق وكأن شيئاً لم يكن والغريب في الأمر أن البعض يوافقهم على ذلك قائلين خليهم يتحللوا بس يحلوا عنا.أما إذا تجرأ احد على إلقاء الاتهامات جزافاً فسيضع نفسه تحت طائلة المسألة القانونية ويلقى جزاءه جزاءاً موفوراً فنكتفي بالاستغراب والمعاينة من على البعد إكمالاً لقول الشاعر الذي بدأنا به........ أنا جئت أعاين.الطيب الشيخ [email protected]
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة