تأمُلات[email protected]· أُستبعد النادي الملكي ريال مدريد من كأس الملك بسبب خطأه الذي تمثل في اشراك لاعب موقوف دون أن نسمع ضجيجاً وتهديدات وعنتريات لا تقتل ذبابة مثل ما يحدث عندنا.· نادِ ذائع الصيت عالمياً يفقد فرصته في الاستمرار في بطولة كبيرة ولا يثير ضجيجاً أو يصدر بيانات متحدية لسلطة الاتحاد ويكتفي فقط بتقديم استئناف بكل هدوء.. لماذا؟!· لأن لديهم اتحاد يحترم النظام والقانون.· أما نحن فلدينا اتحاد ضعيف.. فاسد.. وفاشل لذلك من الطبيعي أن يتحدى الجميع قراراته طالما أنها لا تستند على القانون.· ومصيبة ضباط اتحاد الكرة السوداني أنهم لا يتعلمون مطلقاً من أخطائهم.· فبعد كل ما جرى في الأزمة مع الهلال والأمل وتدخل السلطة الذي كان متوقعاً وسماعنا لوعود رئيسهم الذي علمهم السحر بالعمل معاً على بدء موسم جديد أكثر استقراراً.. بعد ذلك بأقل من أسبوع تابعنا نذر أزمة جديدة.· من أنتم حتى تدخلون البلد كل يوم في أزمة جديدة بسبب تواطؤكم وضعفكم.· بطل الأزمة الحالية هو اللاعب ألوك.· لن أخوض في تفاصيل القصة أو أتحدث عن الخطابات المتبادلة لأنني شخصياً مللت مثل هذا الجدل الذي لا ينتهي.· الصراع حول اللاعب نفسه لا يعني بالنسبة لي شيئاً.· فكثيراً ما أثاروا ضجيجاً حول لاعبين كان مصيرهم الخروج من كشف الهلال أو المريخ ربما بعد أقل من ستة أشهر.· سواءً أثير اللغط حول تسجيل لاعب أم لم يُثار لا تمل وسائل إعلامنا الحديث عن ضجة التسجيلات واللاعب الفلتة وفي نهاية الأمر يخرج من تصدر ما نشيتات الصحف خلال فترة التسجيلات من الباب الضيق في أول تسجيلات تليها.· على سبيل المثال لا الحصر سمعنا وقرأنا الكثير عن اللاعب مجدي عبد اللطيف في العام الماضي.· قالت الكثير من الصحف المريخية وقتها أنهم ضموا إلى كشوفاتهم أفضل صانع ألعاب في البلد.· فهل فيكم من شاهد مجدي يركض في الميادين بشعار المريخ؟!· شخصياً لم أحظ بفرصة مشاهدته مع المريخ.· ومن شاهده منكم فليحدثنا بالله.· لم أر اللاعب بشعار المريخ لنفاجأ قبل أسابيع بأن المريخ يفكر في تحويله إلى أهلي الخرطوم ولا أدري ما إذا كان ذلك قد تم أم لا.· بكري المدينة أثاروا حوله ضجيجاً كثيفاً وتم تسجيله للمريخ بعد اتفاقه مع الهلال واستلام جزء من المبلغ، فماذا قدم بكري للمريخ؟!· المتابع لضجيج تلك الأيام يخيل له أن وجود بكري في هجوم المريخ معناه الظفر بكأس أفريقيا.· وقد رأينا كيف أن بكري مع آخرين وقفوا يتفرجون خلال الجولة الحاسمة ليفقد المريخ فرصة بلوغ النهائي.· وها نحن نتابع أن المريخ يسعى هذه الأيام لاستعادة لاعبه المعار عنكبة الأمر الذي يشير إلى أن بريق بكري إلى زوال مع مرور الوقت.· وكنت قد أكدت على أن ما قدمه بكري مع المريخ هذا العام لن يقدمه في مقبل السنوات وذلك لاعتبارات عديدة.· أول هذه الاعتبارات أنه ركض هذا الموسم بحماس شديد حتى يثبت لنفسه والآخرين شيئاً.· وثانيها أن الفتى يكبر ولا يصغر كما يعتقد البعض فيصرون على أن مواسمه القادمة في المريخ ستكون أفضل.· وفي هذا الجانب ظهرت مؤشرات ما سيكون عليه موسم بكري الجديد مع المريخ مما فعله خلال آخر مباريات المنتخب.· وفي الهلال أيضاً هناك الكثير من اللاعبين الذين أُثير حولهم ضجيجاً دون أن نرى لهم أي طحين بعد ذلك.· أين مثلاً مهاجم الأمل الطاهر الذي عندما ضمه الهلال صوروا لنا أن هجوم الهلال كسب لاعباً لا يوجد منه اثنان!· فماذا قدم الطاهر حتى لحظة مغادرته الكشف؟!· الغريب في الأمر أن مجلس الهلال تحديداً وعد بالاعتماد على الشباب في المواسم المقبلة.· ورغم الوفرة والجودة في لاعبي الرديف ظل مجلس الهلال يخوض صراعات مفتعلة من أجل لاعبين لا أظنهم سيأتون بالمفقود.· والسبب دائماً هو الإعلام.· ملخص الأمر في هذه الجزئية هو أن كلاً يروج لصحيفته ويريدها أن تتصدر المبيعات.· وواهم من يظن أنه تمسك بالحقوق أو شيء من هذا القبيل.· كلما اشتعلت الأزمات واحتد الصراع بين قطبي القمة حول لاعب وساد جدل قانوني ( بيزنطي) انتعشت الصحف وزاد عدد قراء الأعمدة وهذا ما يريده البعض.· من دفعوا مجلس الهلال لحالة التوهان التي عاشها في الأسابيع الماضية يفترض أن يخجلوا من أنفسهم بدلاً من محاولة دفع المجلس مرة ثانية لخوض صراع جديد.· والاتحاد الذي أساء لنفسه كعادة ضباطه ورضخ للسلطة كان يفترض أن يتعلم ولو مرة من مرارة التجربة.· والمريخ الذي دلله أسامه عطا المنان ومعتصم كثيراً كنا نتوقع أن يقول رجال لجنة تسييره ( كفاية).· في كل بقاع الدنيا يكون الهم هو لعب الكرة وتأتي الأزمات ربما مصادفة أو نتيجة لهفوات.· أما عندنا فالأصل هو الأزمات.· فيما يأتي لعب الكرة في المرتبة الثانية.· هذا الاتحاد الفاشل فشل منتخبه في بلوغ مرحلة متقدمة في أضعف بطولات القارة.· مع تولي رئيسه لمنصب الرئيس في سيكافا يأتي منتخبنا في المرتبة الرابعة لبطولة تظفر بها يوغندا!!· أي فشل أكثر من هذا بالله عليكم؟!نقطة أخيرة:· لا شك عندي مطلقاً في وجود من يتآمرون على الهلال.· والصحيح أن المؤامرة ضد كل البلد وليس الهلال وحده.· وفي الهلال كان رأيي دائما ًأن المؤامرة بدأت منذ سنوات طويلة وليست وليدة اليوم.· حدث أن قال رئيس الجمهورية أن الهلال والمريخ هما أكبر حزبين في البلد، وقد كتبنا عن ذلك حينها أي قبل سنوات طويلة من الآن.· وبعد أن تم تدجين المريخ وصار نادي حكومة كامل الدسم كان لابد من السعي لتحقيق نفس الغرض في الهلال. · منذ اليوم الذي تولى فيه صلاح إدريس رئاسة النادي ليحشد بعض الأقلام حوله وظهور لغة ( الكاش يقلل النقاش) بدأ الهلال السير في الطريق الخطأ.· في سابق الأزمان كان الولاء للمؤسسة.· أما منذ ذلك التاريخ وفيما تلاه صار الرئيس هو الكل في الكل.· صحيح أن الأهلة لم يرضخوا لرغبات البعض ويتركوا الجمل بما حمل لأصحاب المصالح، وهناك دائماً من ناهضوا فكرة التدجين.· لكن الصورة لم تعد كما كانت في السابق.· وبعد مجيء الكاردينال ساءت الأمور أكثر.· وصار الكثير من الأهلة يقبلون بأمور ما كانوا يقبلون بها في السابق.· وحين أكتب أن الهلال صار مثل المغفل النافع يوم أن خدم بانسحابه الأمل عطبرة أكثر مما أفاد نفسه، لا يعني ذلك أنني اختزل كل الهلال في شخص الكاردينال أو مجلسه.· لكن الواقع يقول أن الكثير من الأهلة يعيشون سروراً وحبوراً بسبب وعود الكاردينال وما قام به حتى الآن.· ولا تنسوا أن هناك من أشاروا للكاردينال باستجلاب مجموعات تشجيع تُدفع لهم الأموال.· وليس كل من يحملون لافتات ويخرجون في مسيرات هم جماهير الهلال الحقيقية.· وحين ننتقد بقسوة نفعل ذلك بسبب غيرتنا على هذا النادي، وليس جهلاً بما يجري من حولنا.· في رأيي الشخصي لا يعني تمسكنا بتقاليد وإرث الهلال القبول بكل ما يأتي به أي مجلس لمجرد أنه منتخب.· لا ندعو لاسقاط المجالس المنتخبة بالقوة، لكن لابد من نقدها بكل القسوة عندما تكون الأخطاء كبيرة.· لن أقف مع مجلس الهلال في كل ما يفعله لمجرد الشعور بأن هناك من يستهدف الهلال.· فمن يستهدفون النادي من داخله أشد خطورة من الخصوم الخارجيين.· والمتكسبون من وراء الأزمات يضيعون حقوق النادي ولا يحافظون عليها كما يدعون.· وحينما يُضلل بعض المقربين من المجلس رجاله ويضحكون على جماهير النادي تكون الخطورة أكبر.· هذا هو خلط الأوراق الذي قلت في مقال سابق أن المناصرين للحكومة يسعون له دوماً.· ومثل هذا الخلط يفيد البعض ويضاعف من مكاسبهم المادية على حساب مؤسساتنا.· الخيط إذاً رفيع جداً ولهذا نوجه النقد الذي نراه بناءً بغض النظر عما يحيق بالهلال وكرة القدم السودانية وكل الوطن من مخاطر.· العاقل دائماً يكون أكثر حيطة وحذراً ويقظة عندما يشعر بأن هناك من يتآمر عليه، فهل فعل مجلس الهلال ذلك؟!· أشك تماماً في أن يكون مجلس الهلال قد تبنى الحيطة والحذر في تعامله مع ما يجري.· بل على العكس هو يضر النادي بتصرفاته أكثر مما يفيده.· ولهذا أجد صعوبة كبيرة في مساندة مجلس يولي علينا من يسيئون لكل أبناء الوطن ويتماهون مع السلطة وفي ذات الوقت نتعشم في أن يظل الهلال نادي الحركة الوطنية وأن يقود التغيير نحو الأفضل.· لا يمكن لأمثال رئيس الهلال الحالي أن يكونوا قادة للتغيير هذه حقيقة يجب أن نواجهها بدلاً من الهروب منها إن كنا نريد فعلاً لنادينا الاستمرار في دوره الرائد.· والتغيير الحقيقي يمكن أن يتم فقط يوم أن تعي الجماهير دورها الحقيقي ولا تكتفي فقط بمؤازرة فريق الكرة من المدرجات والتهليل للتسجيلات والفرح باللاعبين الجدد.· كثيراً ما كتبنا عن ضرورة أن يكون لهذه الجماهير كلمتها الفصل في كل شيء.· وهذا لن يتأتى بدون عضوية فاعلة وكبيرة تمكن هذه الجماهير من المساهمة الفعلية في كل شئون ناديها.· أما إن استمر الوضع كما هو عليه الآن واكتفت هذه الجموع الهائلة بالتهليل لهذا اللاعب أو ذاك الإداري أو الصحفي فلن يتغير واقعنا المرير.· سيظل كل شيء على ما هو عليه، بل سيزداد الأمر سوءاً في ظل واقع البلد الحالي.· وسيأتي يوم بدلاً من أن ترفع رأسك فيه لكونك هلالابي ستجد نفسك مضطراً لأن تطأطئه.· ولو كانت الأموال والمنشآت وحدها تكفي لصار المريخ في عهد جمال الوالي بطلاً لعموم أفريقيا على مدي العشر سنوات الماضية.· هناك من يحاولون دائماً تضليل جماهير النادي ودفعها للتسليم بأمور يمكن مناهضتها بكل سهولة.· لهذا أعيد وأكرر أن الخيط رفيع جداً وعلينا جميعاً بالمزيد من الحذر.· عندما نقول أن المجلس حقق مكاسب عديدة من قرار الانسحاب، نضر بكياننا ربما دون أن نقصد.· وحين نقول أن الرضوخ لتوجيهات نائب الرئيس كان ضرورياً وأن هناك أشياء إيجابية تم الاتفاق عليها فإما أننا نضحك على أنفسنا أو نستهزئ بعقول الآخرين.· فليس هناك أموراً سرية في مثلما جرى ولسنا أمام قضية تتعلق بالأمن القومي أو سيادة الدولة في مواجه أعداء خارجيين حتى يتم الاتفاق على بعض الأمور دون الكشف عنها. أحدث المقالات
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة