تأمُلات[email protected]· عشنا وشفنا اليوم الذي صار فيه الهلال مثل مغفلِ نافع.· يوم أن رأيت بعض جماهير الهلال تحمل صورة الأستاذ جمال حسن سعيد، رئيس نادي الأمل عطبرة بإعتباره رمزاً للصمود والعدالة ضحكت على حالنا.· قلت في قرارة نفسي: إلى أين ستوصلنا هذه العواطف الجياشة والتسرع الشديد في الحكم على الأمور.· لم أقل ما قلته في نفسي من فراغ، فقد سبق ذلك بنحو أسبوعين تصريح ( هزيل) لرئيس نادي الأمل حول قضيتهم مع اتحاد الكرة بدا فيه عاجزاً عن فعل شيء.· لذلك كلما حدثني أحد أصدقائي بعد نشوب الأزمة بشكلها الأخير ودخول الهلال طرفاً فيها عن رئيس نادي الأمل بوصفه قانونياً ضليعاً يتحسب جيداً لخطواته كان ردي دائماً أنني (رميت طوبته) منذ ذلك الحين.· لكن رغم تصريحه الهزيل وموقفه الذي حسبه بعض المتعجلين بطولياً وظف الرجل ذكاءه ليستخدم الهلال بجماهيره الكبيرة كوسيلة لخدمة قضيته.· ويوم أن تحقق له ما أراد باع القضية دون تردد.· بعد صدور قرارات الجمعية العمومية الطارئة التي شكى الكثير من أعضائها من الطريقة التي جرت بها الأمور فيها خرج علينا جمال حسن سعيد بتصريح ليس أقل هزالاً عن سابقه قال فيه أن مخرجات الجمعية أرضت كافة الأطراف، رغم أن تلك القرارات لم تنفع سوى الأمل والمريخ.· هذا يعيدني لفكرة أن مجلس الهلال الحالي غير مؤهل للدفاع عن حقوق النادي.· ولو كانوا مؤهلين لذلك لما ضحك عليهم رئيس نادي الأمل عطبرة الذي احتفوا به وبمواقفه وحشدوا له الجماهير لتحمل صوره ليبيعهم في نهاية الأمر ويغادر إلى مدينته فرحاً بانجاز تحقق على حساب الهلال.· الرجل القانوني يعبر عن رضاه عن جمعية عمومية غير قانونية بصمت بالعشرة على قرارات طُبخت خارجها! يا للهول.· وهذا يؤكد أيضاً أن آخر ما يفترض أن نتحدث عنه في هذا السودان هو القانون.· فلا يعقل أن يشرعن قانوني الفساد والفوضى والمحسوبية لمجرد أن ذلك يصب في مصلحة ناديه.· لا أظنني أخطأت حين كتبت " يظنونا قطعاناً تُساق كما يشتهون... لمجرد أن للهلال قضية يفترض أن نتمترس مع عماد الطيب الذي يمارس الهرجلة والضحك على عقول الأهلة كلما طفأت على السطح قضية ساخنة."· فها هم يسوقون عدداً من جماهير النادي للتهليل لرئيس نادي الأمل الذي باع القضية.· ولا أظنني ابتعدت عن الصواب كثيراً حين كتبت " تنتعش الإذاعات والقنوات الفضائية بأمر لا أرى فيه جديداً البتة... فمنذ متى كان اتحاد الكرة يطبق القوانين ويحترمها حتى نبدو وكأن المفاجأة قد صعقتنا ونحن نراهم يتلاعبون بهذه القوانين!"· فها هي الجمعية العمومية تنتهي بتشييع القانون إلى مثواه الأخير.· نحن نعيش في دولة تحتفي بالفساد والمفسدين وتعليهم لأرقى المراتب.· لهذا قلت في مقالي السابق أن مجلس الهلال حينما وافق على الجلوس مع رئيس البرلمان وغيره من شخصيات تمثل السلطة كان عليه أن يتوقع الأسوأ.· ولأننا نعيش في دولة تحتفي بالفساد والمفسدين يتبجح مسئولو اتحاد الكرة وينفشون ريشهم رغم الأخطاء الكارثية ومظاهر الفساد الواضحة التي لا تخفى على كل باحث عن الحقيقة.· وبعد كل ذلك يأتيكم رئيس الاتحاد الدكتور معتصم جعفر ليتبجح في بعض القنوات الفضائية مؤكداً أنهم طبقوا القانون وينفي عن أنفسهم تهم الفساد!· يردد معتصم هذه الأيام أنهم قد تسامحوا كثيراً مع من يتهمونهم بالفساد وأنهم لن يسكتوا بعد اليوم.· يا ريت يا معتصم نسمع في القريب العاجل عن بدء إجراءاتكم القضائية ضد كل من اتهمكم بالفساد.· أنتم تضربون طناشاً شديداً و( تتخنون) جلودكم لأنكم لا تريدون لمصالحكم غير المشروعة أن تتأثر مهما حصل.· لو كانت لديكم الجرأة فعلاً على مقاضاة من يتهمونكم بالفساد لطبقتم قبل ذلك القانون فعلاً لا قولاً يا معتصم.· لقد وقعتم في أخطاء كارثية لا حصر لها ورغماً عن ذلك استمريتم في مواقعكم وكأن شيئاً لم يكن، وهذا فساد إداري واضح للعيان.· ولقد استفدتم من أموال لا حصر لها تأتيكم من الفيفا ومن دخل المباريات وحقوق النقل وغيرها وهذا فساد ما بعده فساد.· فالمعروف والمفهوم للجميع أن الفيفا تدعم جميع الاتحادات المنضوية تحت لوائها، لكنكم لم توضحوا للناس في يوم كم تتلقون وفيماذا تصرفون هذه الأموال.· ولقد عينتكم بعض موظفي شركاتكم الخاصة في لجان الاتحاد وهذا فساد لا يحتاج لرفع الضوء.· الأدهى والأمر أن معتصم يعترف بعضمة لسانه بأنهم فعلاً يشترون تذاكر السفر للبعثات الرياضية من وكالة أمين مال الاتحاد ومالكه الحصري أسامة مبرراً ذلك بكلام فطير لا يقنع طفلاً غض الإهاب.· قال إيه " بنشتري من أسامة لأنه يمنحنا التذاكر بدفع آجل!· وهل هناك مؤسسات تشتري تذاكر الطيران بالكاش يا معتصم؟!· مفهوم أن المؤسسات والدوائر الحكومية تشتري الكثير من السلع والخدمات عبر وسيلة الدفع الآجل.· لكنكم اخترتم وكالة أسامة، أو بالأصح أسس أسامة وكالة حتى يستفيد من تواجده باتحادكم الفاسد ويكتنز الأموال من وراء ذلك.· يا خي أنتو من شدة فسادكم سبق أن أُبعد قائد المنتخب الوطني الأسبق هيثم مصطفى من القائمة في إحدى المرات فهدد وتوعد بكشف المستور وبمجرد عودة المنتخب من رحلته تلك كان هيثم على صدر القائمة الجديدة !!· ومن شدة فسادكم طوعتم القوانين ولعبتم بالبيضة والحجر من أجل أن تستمروا على كراسيكم.· والعجيب أنكم تدافعون عن أنفسكم بالكلام فقط، ولم يحدث في يوم أن أبرزتم مستندات تؤكد سلامة موقفكم تجاه أي قضية.· من تبدلت مواقفهم مائة وثمانون درجة وصاروا يدافعون عن رجال الاتحاد يضحكون على البسطاء السذج.· ففساد هذه الزمرة لا يحتاج لمستندات.· والحديث عن ضرورة ابراز المستندات فيه استخفاف بعقول البشر.· فلا يعقل أن يترك من يملك القلم ما يدينه.· لكن قبل أن يطلب البعض من الآخرين ابراز المستندات التي تدين هؤلاء الرجال كان يفترض أن يدعوا ضباط الاتحاد أنفسهم لاتباع الشفافية نهجاً في إدارة الكرة في البلد.· هم الذين يمثلون المؤسسة الكبيرة وطالما حاصرتهم الاتهامات من كل صوب كان يفترض أن يدافعوا هم عن أنفسهم بالمستتندات التي تؤكد سلامة مواقفهم، لو كانت سليمة فعلاً.· محزن أن يدافع صحفي عن المفسدين الذين كان حتى وقت قريب هو نفسه أحد من كتبوا كثيراً عن فسادهم.· لكنها لعبة المصالح التي أضاعت البلد كلها وليس الكرة وحدها.· إذا كانت حكومتنا نفسها تكذب على الشعب كله وتوهمه بتوقيع اتفاق ضخم مع شركة روسية عملاقة غير موجودة أصلاً، فهل من غرابة في أن يفسد ضباط اتحاد الكرة، أو أن يدافع عنهم بعض المستفيدين من مثل هذه الأوضاع! · ما تم في الأزمة الأخيرة أوضح دليل على فساد هذه ( الشلة).· وإن عدنا لبداية الأزمة نجدهم قد قرروا إعادة مباراة كان من المفترض أن تذهب نقاطها للنادي الشاكي.· لكن لأن معتصم وشلته آخر من يطبق القوانين قرروا إعادتها لتبدأ فصول الأزمة التي لم يكن القانون جزءاً من حلها مطلقاً، بل حاولوا حلها بالجودية وتدخل السلطة.· ولماذا الغضب ممن يصفونكم بالفشل والفساد يا معتصم وها هو قريبك محمد سيد أحمد عضو الاتحاد الذي تركتم له الجمل بما حمل أيام اشتداد الأزمة يؤكد أن جمعيتكم العمومية لم تمارس حقها الأصيل أو تناقش شيئا،ً بل نفذت توجيهات أطراف خارجية!· هل هناك فساد أكثر من أن يخرج أحد أعضاء اتحادكم بمثل هذا الحديث؟!· ولا تنسى أنه هو ذات العضو الذي ما ترك شخصاً إلا وهاجمه أثناء حملة دفاعه عن اتحادكم أيام غيابكم!· محمد سيد أحمد - الذي وصفه البعض بأنه رجل مواجهات- دافع عن الاتحاد باستماتة وبعد أقل من أسبوع تحول للمعسكر الآخر وصار من أشد منتقديه، مع أن الرجال يحسبون رجالاً بقوة مواقفهم وثباتهم على المبدأ لا بطول اللسان أو قوة العضلات.· أستحلفك بالله يا معتصم أن تتخلى عن مثل هذا الحديث الاستهلاكي وألق نظرة سريعة على وجهك في المرآة وسيتضح لك الكثير.· ستكتشف كيف أن الأموال الكثيرة التي دخلت عليكم بغير حق قد ظهرت حتى في أشكالكم.· بالرغم من الراحة والدعة يبدو الواحد منكم متجهماً ومتبلد الشكل بفعل ( عمايلكم).· كل ما جري في ذلك اليوم كان (مسخرة) وضحكاً على العقول لا أكثر.· وقد تأكدنا أكتر بعد انتهاء جمعيتكم ( المزيفة) أن بيع الوهم لجماهير الرياضة لن يتوقف مطلقاً.· الوزير الذي بدا متجهماً وعاجزاً عن قول أي شيء عندما أُستضيف في قناة النيل الأزرق خلال الأزمة ظهرت عليه علامات الفرح بعد انتهاء جمعية الزيف والخداع.· قال فخامته يومها أن الكل خرج منتصراً.· وأكد على أنهم حفظوا للرياضة أهليتها وحافظوا على وحدة الرياضيين.· أليس هذا الوهم بعينه!· كيف تكون المحافظة على أهلية الرياضة والحل المفترض قد طُبخ داخل قبة البرلمان؟!· وكيف تكون الوحدة والأهلة الذين يشكلون غالبية جماهير الكرة في البلد ما زالوا في أشد حالات غضبهم مما جري؟!· الزملاء الذين حملوا هواتفهم وأجهزتهم المختلفة بذلك الحماس ( التمثيلي) لأخذ التصريحات بعد الجمعية كانوا جزءاً من لعبة مفضوحة، حيث كانوا يعلمون بكل شيء قبل أن تنعقد الجمعية.· من تابع ذلك المشهد دون معرفة ببواطن الأمور لابد أنه خيل له أننا أمام جمعية جادة ومستقلة عبر أعضاؤها عن رؤاهم ووجهات نظرهم التي تخدم القضايا العامة، بينما الحقيقة غير ذلك، فلماذا التظاهر بذلك الاهتمام الكبير من بعض الزملاء؟!· نعود ونكرر أن مجلس الهلال عجز عن تصحيح الأوضاع لسببين أولها أنه غير مؤهل لمحاربة الفساد لوجود بعض الفاسدين داخله وحول الرئيس الذي لا أظنه فهم كل ما جرى جيداً.· وثانيهما أن البلد كلها غارقة في الفساد وهو ما يملأ ضباط الاتحاد ثقة في قدرتهم على الاستمرار في فسادهم دون أن يحاسبهم أي كائن.· ويبقى السؤال: هل حقاً ليس أمام الهلال فرصة التوجه بقضاياه إلى الجهات الخارجية ذات الصلة بسبب فقرة في أنظمة ولوائح اتحاد الفشل، كما ذكر الأخ خالد عز الدين؟!· وإن صح ذلك لماذا وعد المجلس ورئيسه جماهير النادي بالاستمرار في موقفهم وعدم التزحزح عنه !· ولماذا كذب على جماهيره في قضية بكري وتحدثوا عن مخاطبات وشكاوى وصلت لوزان؟!· أهكذا تكون الشفافية التي حدثنا عنها الكاردينال في بيانه الأخير؟!· و لماذا بدأوا إجراءاتهم الأخيرة قبل أن يعرفوا إلى أين ستنتهي بهم؟!· وأي منطق يمكن أن يدفعنا لتصديق اصرارهم على الانسحاب من نسخة الممتاز القادمة ونحن نتابع تسجيلاتهم للاعبين الجدد محليين وأجانب؟!· وما جدوى الانسحاب من النسخة القادمة إن تم فعلاً طالما أنهم لا يملكون القدرة على التوجه بقضيتهم لجهات خارجية؟!· هل هي مجرد محاولات لامتصاص غضب الجماهير التي يراهنون على أنها ستنسى مع مرور الوقت؟!· هل نتوقع سيناريو شبيهاً بما تم في قضية تسجيل بكري المدينة للمريخ وبعد أن ينضم اللاعبون الجدد تركز بعض على المناشيتات والصور الجاذبة.· هل سنقرأ " المحترف الفلاني يقنع المدرب بجاهزيته من خلال معسكر الفريق الإعدادي.. وأن المهاجم الضجة سجل هدفاً عالمياً في أول تدريبب ليحجز خانته مبكراً".· ثم بعد ذلك ينسى ( بعض) الأهلة كل ما جري في نهاية الموسم الحالي ويقبلون بشهية مفتوحة لمتابعة فريقهم في الموسم الجديد بوعد كذوب آخر بالجاهزية التامة للظفر بالأميرة الأفريقية؟!· كل شيء جائز في سودان اليوم.· نقطة أخيرة:· هل حقاً دفع مسئولو اتحاد الكرة مبلغ 13 مليون جنيه في كشف زواج بكري المدينة باسم المؤسسة!!· وارد جداً.· ولهذا يتحداهم الأخ خالد عز الدين بأن يتجهوا للقضاء.· يا لها من مفارقة عجيبة، ففي زمن الدكتور شداد جاءته عربة هدية فسجلها باسم اتحاد الكرة، أما هؤلاء يمكن أن يدفعوا في كشف زواج لاعب باسم الاتحاد!· دفع ولو جنيه واحد في مناسبة خاصة باسم الاتحاد يعد كارثة لو تعلمون.· فما دامت الأمور مفتوحة بهذا الشكل لابد أن هناك مبالغ أكبر بعشرات المرات عن الـ 13 مليون قد صُرفت في غير وجهاتها الصحيحة دون أن يعلم الناس عنها شيئاً.· لكنه تصرف متوقع من اتحاد يحمل أمين ماله أختام المؤسسة إلى بيته ويصدر الرسائل لمن يصطفيهم كيفما اتفق مع رغباتهم.· ولا يزال هناك من يطالب مناهضي فساد الاتحاد بابراز مستنداتهم!! أحدث المقالات
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة