يبدو ان المشير عمر حسن احمد البشير الذي قفز على السلطة بأنقلاب عسكري قبل اكثر من ربع قرن من الزمان ما زال بنقاء قلبه الذي اتى به من منطقته الوادعة في شمال البلاد (حوش بانقا) ..وما زالت حناياه تفيض بتلك الروح الجميلة التي يتسم بها ابناء وبنات القرى المتناثرة في ربوع السودان .. وما زالت ايضا تلك الحنايا تعزف على اوتار من النغم الحنون مثلها ومثل ملايين الافئدة والقلوب المسكونة دوما بالحب والحنان ..ولم تسعفه المدة الزمنية الطويلة التي مكث فيها وسط انماط مختلفة من البشر منذ رحوله من منطقته في تغيير ملامحه الريفبة والادراك بأن هناك نوع من (الرجال)ومهما علا شأنهم في دنيا الثقافة لا يكفون عن التعامل بأسلوب النفاق او التضليل .. والا ما صدق اولئك المنافقين الذين من حوله حينما همسوا له في اذنه بأن عضوية المؤتمر الوطني في ازدياد مضطرد حتى فاقت هذه العضوية عن ال(5)ملايين عضو وعلى استعداد تام للزودة عن حياض الحزب !! هذه الادعاءات التي روجتها ثلة من المنافقين دعته ان يبوح عن هذه الاحصائية كلما سنحت له الفرصة في القاء كلمة امام الجمع حتى ولو كان الحاضرون لا يربون عن اصابع اليدين ..ويتفاخر الرجل كثيرا بهذا العدد الهلامي دون التحري عنه ويعتقد بأن حزبه استقطب جل ابناء الشعب السوداني لما له من الق وبريق خصوصا وكما يعتقد فأن هذا الحزب يتمتع بمظاهر فلسفية وبرامج عصرية ذات نوع من الاستراتيجية المفضية الى خانة البناء والتشييد لبلاد ارهقها الزمن وهو يعتقد ايضا بأنه ومن خلال هذا الحزب اشاد الكثير من الخدمات الصحية ..والتعليمية والاجتماعية والتنموية ..وهو ايضا في خضم هذه الاكاذيب لا يدري ان اولئك المنافقين الذين يلتفون من حوله درجوا على النهب والسلب والاصطياد في المياه العكرة .. وياليت هذه الفئة اكتفت بألقاء هذه(الاكاذيب)في اذن الرئيس وحسب ..بل انها تمارس نوع اخر من الدجل في سبيل اعضاء كثر من السذج في رحاب الحزب حينما يخدعونهم بأن الحصول على (بطاقة ) الحزب تفتح لهم افاق رحبة في نيل كل المآرب والاهداف المنشودة ..مما جعل الكثيرين من هؤلاء البسطاء يركضون خلف هذه البطاقات اعتقاداً منهم بأنها ستفتح لهم كل الابواب المغلقة ..ولكنهم سرعان ما يكتشفون بأنها لا قيمة لها فيلقون بها في قارعة الطريق !! ولقد رأيت بأم عيني ان احد المنافقين وابان الشروع في الانتخابات الاخيرة قصد احد الاحياء الشعبية في احدى مدن الاغتراب وتمكن من توزيع حوالي (5)الاف بطاقة لاولئك السودانيين الذين يقبعون في تلك (المقاهي)المنتشرة في ذلك المكان ويتخذونها مرتعا لقضاء الوقت ومرفأ لتزجية الاوقات في الامسيات الدافئة .. الا ان الذين قصدوا مراكز الاقتراع للادلاء بأصواتهم لم يربوا عن ال(50)شخصا ذلك لان الباقين ايقنوا ان ذلك الرجل الذي اتاهم لتوزيع تلك البطاقات ماهو الا (منافق) يسعى ويبحث عن مصالحه الشخصية !! وهناك اسباب عدة تدعو الكثيرين بعدم الانتماء لحزب المؤتمر الوطني من ضمنها ان معظم الاعضاء في هذا الحزب كانوا يوما يرتدون ثوب الاتحاد الاشتراكي ويترنمون على اوتار النظام المايوي المدحور سنينا عددا ..وباتوا اليوم يتغنون بمآثر الانقاذ حيث خلعوا اثوابهم في لحظات مما يؤكد بأنها الفئة التي تتغنى لكل نظام حتى يقتاتوا من فتاته ..ولا غرو ان الشعب السوداني الذي سكب الكثير من الدماء لازالة هذه الفئة من الوجود وخاضوا العديد من المعارك في سبيل تنظيف البلاد من هذه الفلول الباغية التي وجدت فرصتها السانحة في الولوج الى ابواب نظام الانقاذ لايمكن ان يؤمن ببرامج هذا النظام لانه فتح لتلك الفئة المأجورة احضانه !! الحقيقة التي لا يمكن ان تتوارى خلف الغيوم الداكنة هي ان هذا الشعب وبحكم نضاله الطويل وبطولاته التي احرزها في كل الميادين السياسية والاجتماعية والفكرية والثقافية لا يمكن ان يكون اداة طيعة في ايادي فئة باغية من (المرتزقة).. كما انه قادر على ازالتها وارغامها على الركوع والتواري خجلا خلف الانظار .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة