*لم أكن أود العودة للكتابة عن الحوار المنشود خاصة بعد متابعة مخرجات حوار الخرطوم التي "لا تكاد تبين" رغم الاجتماعات التي تعقد وتنفض والتصريحات المتتالية القائلة بأن الأمور تسير على مايرام. *الأمر المقلق ليس فقط على مستقبل الحوار وإنما على مستقبل السودان والوحدة والسلام مابدر من بعض سدنة "العهد القديم" الذين مازالوا يتبرعون بتصريحات محبطة تؤكد الحرص على العودة لما قبل مبادرة الحوار. *بالرجوع لتصريحات الأستاذ علي عثمان محمد طه النائب الاول لرئيس الجمهورية السابق القيادي بحزب المؤتمر الوطني وبالحركة السياسية الإسلامية في حوار "السوداني" الذي أجراه معه علي عبد الكريم وعبد الباسط نتوقف عند قوله الواضح : "يكون التداول قد وقع بين الناس حول وسائل التنفيذ وليس في مرجعيات الأحكام التي يحتكم إليها الناس" *هذا التصريح يعني أنه ليس هناك اتجاه لتغيير السياسات القائمة على المرجعيات الحالية‘ وهي ذات السياسات التي فشلت في الحفاظ على وحدة السودان وتحقيق السلام الشامل والتحول الديمقراطي الحقيقي. * التصريح السالب الآخر جاء من القيادي بحزب المؤتمر الوطني المثير للجدل الدكتور نافع علي نافع الذي عاد لتصريحاته العدائية لأحزاب المعارضة والتقليل من شأنها وهو يصفهم بأنهم "سافوتة في أضان فيل" كما قال في ندوة المبادرات المجتمعية لإسناد الحوار بالكلاكلة. * لماذا الحوار إذا كان الحزب الحاكم لا يأبه بأحزاب المعارضة‘ ويحصر اهتمامه في أحزاب التوالي التي تجتمع وتنفض وهي تدور مثل الساقية التي تأخذ من مياه المؤتمر الوطني لتصبها فيه مرة أخرى. *نقول هذا بعد اطلاعنا على مخرجات لقاء قوى نداء السودان في باريس الذي اختتم الجمعة الماضية‘ التي أكدت حرصها على الحل السلمي القومي عبر حكومة انتقالية يتم تشكيلها بانتقال تفاوضي يتفق عليه أو عبر الانتفاضة الشعبية .. دون أية إشارة للعمل المسلح‘ وهذه خطوة تستحق المساندة من الحكومة والحزب الحاكم. *مهما يكن من امر فإن خيار التفاوض من اجل قيام حكومة انتقالية تتبنى أجندة قومية تحقق السلام الشامل وتفتح صفحة جديدة يتم الانتقال عبرها سلمياً من حكومة الحزب الواحد إلى الحومة القومية أفضل من استمرار الخلافات والنزاعات المسلحة وتداعياتها الدرامية في حياة الناس الذين تزداد معاناتهم جراء عدم معالجة الاختناقات السياسية والاقتصادية والأمنية.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة