لازال معظم السودانيون «بما فيهم أنا» حتى الساعة، لا يدرك جيداً، حقيقة مايجري في السودان الوطن غير المحظوظ. فعلى سبيل المثال لا نعرف لماذا تستميت العصابة الفاسدة، للتمسك بمقاليد الحكم، لأكثر من ربع قرن، وحال البلد، يغني عن السؤال في كل المجالات..! بل تصر العصابة الفاقدة للشرعية، أن تفرض خياراتها البائسة على الشعب..؟ بعد ان عراها الزمن، وعرى شعاراتها من كل بريق، لانها أوصلت البلد واهلها، الى الدرك السحيق..! بالطبع، هذا التساؤل، فيه، قدراً، من السذاجة والعفوية من جانبنا، لأن أسباب تمسكهم بالسلطة معروفة. لكن الذي لا يعرفه المواطن المسكين، هو هرولة البعض ممن يتحدثون باسم المعارضة، نحو دعوة سميت باسم الحوار الوطني..! وهي دعوة زائفة شعاراً ومضموناً.. وهنا نسأل، أي حوار وطني، مع الشيطان...؟
أو أي حوار مع المرض..؟ أي حوار مع موجدي الأمراض..؟ هذا النظام ، هو في حد ذاته نظام مريض، مصاب بكل عاهات التاريخ، النفسية، والفكرية والسياسية والاخلاقية والثقافية، والحضارية.. لذا نسأل، عسى ان نبعد عنا انفسنا تلك السذاجة والعفوية، والانتهازية التي عمت عقول ونفوس البعض من السياسيين، عن رؤية الظلم والظلام، وبشاعات الواقع، ودماماته المؤلمة..! التي سحقت الانسان، وضيعت الوطن. الى شمال وجنوب، وحرب مستعرة، في دارفور، وجبال النوبة، والإنقسنا، حتماً الشعب،لا يؤمن بأي مسار حوار، يقود للتعايش مع الشيطان، حتى لو أدى إلى قيام حكومة قومية، تشارك فيها العصابة المجرمة، حتى كانت بأفراد، أو فرداً، لان حكومة بهذا المعنى، غير مؤهلة لإحداث التغيير المطلوب، الذي يقضي على الواقع غير المقبول، سياسياً، واقتصادياً، واجتماعياً، بل دعوة بهذا المعنى، يعتبرها الشعب مجرد خديعة، كسابقاتها التي حاكتها الانقاذ، وقد إستغلتها الماضي لتنفيذ مآربها الشريرة.
لذلك لا يعرف الشعب حتى الان.. ما هو السبب الذي جعل البعض من القوى السياسية، تعول على المؤتمر الشعبي، او الاصلاح، وغيره من مخلفات، هذا النظام المريض.. بل تتهمه بالتخطيط للحاق بالنظام..؟ هؤلاء هم كلهم وباء في وباء، وليس من ورائهم أمل، أو رجاء.. بل نقولها، لكل من يخدع نفسه ان ما يحاك الآن تحت شعارات الحوار الوطني، ليس الهدف من ورائه، هو عمار السودان، ورفعة شأنه بين الشعوب والأمم، أو رفع المعاناة عن كاهل فقرائه.. وهذا ليس تشاؤماً بل ستسفر عنه الايام القادمة. لذلك نقول: أن المستهدف الاول، من هذه الخديعة، هو الوطن وغلابته..سواء في المركز، أو الأطراف البعيدة، ومن يقف في صفهم سواء كان حزبا سياسياً أو نخبة، أو فرداً.
لذا على القوى السياسية السودانية لاسيما الحريصة على مصلحة الشعب وخياراته في الحرية والعدالة الاجتماعية، وسيادة دولة القانون، التي تحمي الحقوق، وتوقر حقوق الانسان. ان تقف الى جانب الشعب، وتوحد موقفها، وتوضح رؤيتها السياسية للشعب، لأن، هناك العديد من التساؤلات التي تشغل بال المواطن السوداني، ولم يجد لها إجوبة مقنعة، من قبل القوى السياسية،لاسيما الجبهة الثورية، ومن ذلك، لماذا التعويل على أحزاب قد أثبت الزمن فشلها، وفشل قادتها، كونهم ظلوا يمسكون العصا من نصفها، نصف مع الشعب، والنصف الاخر مع النظام..؟ ان ما وصلت اليه البلاد خلال حكم هذه الطغمة الفاسدة، يجب ان يكون محطة فاصلة، في تاريخنا السياسي المعاصر، لفرز الكيمان، وتحديد المواقف، والخيار، لكي تتحقق الثورة، أو الانتفاضة، وحتما هذا ليس مستحيلاً، على شعب الذرى، شعب الكبرياء والشموخ،الشعب الذي فجر اكتوبر ومارس ابريل المجيدتين.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة