لا أدري لماذا عند رحيل فطاحلة أمثال جيلي عبدالرحمن وتاج السر الحسن ومحي الدين فارس و حمدنالله عبدالقادر وجمال الغيطاني وهو من المهتمين بالأدب السوداني ، أتذكر الكثير من الأسماء السودانية المصرية في حقل الأدب والفن مثل المخرج السينمائي الكبير سعيد حامد " حب في الثلاجة ، صعيدي في الجامعة الأمريكية ، وأفلام أخرى " والممثل النجم كمال الشناوي والراحل المقيم ابراهيم خان العتباني وغيرهم .
السر قدور ممثل موهوب جدا ، وقد شاهدت له مسرحية " مدير ليوم واحد " التي سودنها وأخرجها الفنان عثمان أحمد حمد " أبودليبة " ، كان السر رائعا جدا ، أوشكت مواهبه العديدة أن تضيع مع فوهة البندقية ، الآن يحدثوني عن ضحكته في أغاني وأغاني ، قدور و " أبودليبة " ومكي سنادة وعثمان قمر الأنبياء لا أظن يتكرر مثلهم ثانية ، الشاعر الكبير هاشم صديق " ثلاثي الأبعاد " : الكتابة المسرحية ، التمثيل والشعر " واسمه الكامل " هاشم صديق الملك !!" قليلون يعرفون أنه ممثل موهوب ، وكاتب مسرحي موهوب ، تجلت موهبته في مسرحية " نبته حبيبتي " وأحلام الزمان ولكن ضاعت موهبته في التمثيل والكتابة المسرحية وبقي الشعروبقيت " ملحمة أكتوبر " ، عزالدين هلالي موهوب جدا مسرحيا وشعريا ، جميع هؤلاء سأعود لهم ثانية ، ومن الشعراء الذين ضاع شعرهم : حمزة الملك طمبل ، ومن حدثني عنه الراحل المقيم المسرحي الشاعر الدبلوماسي عبدالهادي الصديق الذي أقمت معه في إحدى زياراتي للجزائر عندما كان يعمل بالسفارة السودانية في الجزائر وكان يهوى الأدب والمسرح ، صاحب كتاب " الصوت والصدى " عن خليل فرح ، وكتابه واحدمن الإنجازات البديعة ، وفي الصفحة الأولى أهدى كتابه لحمزة الملك طمبل ، عبدالهادي الصديق ضاعت موهبته الأدبية وربما بقيت " دبلوماسيته "
حمزة الملك طمبل ذكره البابطين" وهومؤرخ كويتي بستحق الثناء والتقدير" في موسوعته عن شعراء العرب قائلا : ولد حمزة الملك طمبل في مدينة أسوان (جنوبي مصر) وتوفي في مدينة دنقلا (شمالي السودان) وبين السودان ومصر قضى حياته. تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي بأسوان، وكان من معلميه عباس محمود العقاد. هو اصغر أبناء الملك طمبل بن الملك حمد الكبير بن عبد الدائم كان الملك طمبل بعد نفيه لمصر بسبب خلاف بينه وبين حكمدار السودان من رموز السودان المجهولين تزوج في أسرة مصرية أسوانية يقال أنها أسرة الأديب المصري الأشهر عباس العقاد وأنجب منها حمزة يحكى أن احد المفتشين الانجليز أقام مأدبة دعا لها في منزله فتسابق المدعوون للحضور
غير أن حمزة جاء متأخرا فغضب المفتش وسأله عن سبب تأخيره فرد عليه ببرود : كنت اقرأ في كتاب ولو لم اصل لنهايته قبل قليل لما أتيت! كانت له صداقة بالشاعرين التجاني يوسف بشير وتوفيق صالح جبريل ويقال أنه الوحيد الذي ظل وفيا لصديقة التجاني يوسف بشير بعد مرضه توفي حمزة في الخمسينات من عمرة وكان متزوجا بالمرحومة سارة حمد زبير الملك حمد . عاد إلى السودان فعين نائب مأمور بمدينة دنقلا، ولكنه سرعان ما هجر الوظيفة الرسمية واستقر بقصره في دنقلا، وظل يتردد بين القاهرة وبين مسقط رأسه، ومستقر جسده في مصر والسودان توثقت علاقته بالعقاد، وبعدد من الأدباء، وكان يحب الغناء والفن والمبدعين فيهما، ولم تكن السياسة تشغل في نفسه مكانًا.
الراحل المقيم عبدالهادي الصديق كان يحبه كثيرا ، قال لي : له ديوان شعر سماه: «ديوان الطبيعة» - صدرت طبعته الأولى من القاهرة عام 1931، وأعاد نشره محمد إبراهيم الشوش - مع كتابه النقدي: «الأدب السوداني وما يجب أن يكون عليه» - المجلس القومي لرعاية الآداب والفنون (السوداني) - بيروت 1972، ونشرت له قصائد في صحيفة الأهرام (المصرية) وفي: الحضارة، والبلاغ ا لسودانيتين. نحن لم نوثق جيدا للكثير من شعرائنا وأدبائنا ومثقفينا الذين يتمتعون بقدر هائل من العطاء والإنجازات يستحقون بها أكثر من جائزة نوبل ، بل أن بعضهم غير معروف لأبناء جيلهم والجيل الحالي ، ولا ترد ذكراهم في المناشط والفعاليات الثقافية والأدبية ، ولا ترد ذكراهم في الكتب التي طبعت مؤخرا
. تأثر بدراسته النقدية لمدرسة الديوان بمصر، فكان داعية للتجديد وحمل حملات ضارية على المقلدين من الشعراء، واتهم شعرهم بالكذب، وسعى إلى أن يحقق معاييره النقدية في شعره ، فاتجه نحو وحدة الموضوع ، وكان همه المعنى لا المبنى ، واهتم بشعر الطبيعة خاصة ، والبيئة السودانية عامة ، وكان في ذلك صوتا جديدا
غير أنه لم يجدد في الأسلوب إلا في حدود بعض الألفاظ وتغليب الأوزان الطويلة كما قال لي الراحل المقيم عبدالهادي الصديق ، وهو كذلك رومانتيكي النزعة - هو شاعر الطبيعة في الشعر السوداني بلا منازع.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة