|
الزواج في جزيرة صاي زمان، شوفوا كان كيف!! بقلم عباس حسن محمد علي طه – جزيرة صاي
|
02:53 PM Oct, 28 2015 سودانيز اون لاين عباس حسن محمد علي طه-الرياض-السعودية مكتبتى فى سودانيزاونلاين
ليلة البارحة وفي غربتي المؤلمة طبعاً كنت مساهراً مع شريط ذكريات الماضي في بلدي جزيرة صاي التي نشأنا فيها وترعرعنا وأيام طفولتنا الحلوة الجميلة ويا ليتها تعود ولكن بالطبع هيهات هيهات وهنا أذكر من تلك الذكريات الخالدة في وجدانا وذاكرتنا مناسابات الزواج في صاي وحولها مع تفاوت بسيط في كل منطقة نوبية ،وهنا أذكر مراسيم الزواج ( العرس) أي ( البلى بالنوبية ) في أيام زماننا الحلوة في جزيرتنا الجميلة مع جمال نيلها وجروفها وطميها ونخليها ولياليها المقمرة واللعب في رمالها جنب بحر الدميرة (المسورى) ووسط النخيل ( الفنتين تو) (والكجي كجيلي واليلى وكيلى) مع صوت السواقي والجداول ومراكب تعدي شرق وغرب من صاي إلي توشكى وحميد وأبو راقة وقبة سليم ونلوة وبالشرق إلى أدون دوللي وكوئكة وعبود وشمالاً إلى أرنتى وعبري وتبج وغيرها ..مما أدى إلى نسابة مشتركة وقرابة مستركة والزواج زالزفة من صيصاب إلى موركة ومن عدو إلى أرودين ومن موركة إلى صيصاب وهكذا تداخل بين هذه القرى وتلاقي الأهل بينهم والزواج زمان كان ليه طعم وكنا نعرف من هوالعريس والعروس بل كنا نعرف قبل الزواج أو منذ الخطوبة بسنوات ونعرف أهليهم وجذورهم لذا التواصل فيما بعد أقوى وأهان فوق في بيوتنا زمان ومع أولاد حارتنا و الأهل والأحباب مع العمات والخالات والأعمام والحبوبات وإبن العم والخالة وطبعاً ده زمان بدري خالص و قبل هجرتنا إلى الخرطوم والكلاكلات بالذات ولفة القبة وحلة كوكو وأبو آدم وفي غربتنا إلى دول المهجر في منفوحة وغبيرة وهبيلة وشوالة والإستراحات مخرج (18) حيث التوهان في الطريق والإتصالات وين الإستراحة بوين والجوالات ترن تساؤلاً الوصف حتى بعد منتصف الليل.. زمان العرس كان ليه ذكريات جميلة ما زالت باقية في أذهانناً ووجداننا ، و كان يا ما كان .. من أهم المواسم خاصة إذا صادف زمن عطلة المدارس وحضور الطلبه وتصادف قمر الخمسطاشر يا سلاآآآم ويا سلام ، وتبدأ مراسيم الزواج بالخطوبة ( الفِرقاد) ومنذ لحظة الخطوبة (الفِرقاد) تختفي العروس تماماً من أنظار الرجال الأجانب شرعاً، فقط تحفها زميلاتها من البنات ( حِلان بروي) والحبوبات والخالات والعمات، زحمة شباب في بيت العريس وهنالك زحمة بنات في بيت العروس والزيارات بين البيتين لا تنقطع من قبل الزواج وبعده بشهر وكل زول تشوفوا هو من الأهل ويبدأ ترقب وصول العريس والونسات من جو جو النفس، وأهان وصلت لواري بقال بصاي (فرخ خليفة ) وبوري ليكا ليكا لييك وعلي سلطان بهناك وعباس فرح وبوري من أدون دولي يخبرنا بوصول العريس وناس الخرطوم وصلوا كمان والمراكب تعدي في رحلات متتابعة بين صاي وحميد وكوئكة والعريس من أهلنا وأهلنا داخلين بيت العرس طوووش لا جوازات سفر ولا إقامات ولا خارطة طريق و لا تفتيش ولا تصحيح أوضاع ولا بطاقة صراف ولا ساهر ولا كفيل ولا إشارات مرور ولا جوالات ولا واتساب ولا تيس بوك والجيوب ما فيها قروش غير علبه قمشة ، بس الناس مبسوطة آخر قيراط ، لا تشوف غريب الدار، ولا فلسفة ناس العاصمة بالجنز والبنطلون بس جلاليب وعراقي،، أهان قالوا العرس قرررب ووب،وأهان قالوا شنطة العريس وصلت بيت العروس، والكل يتفرج والخبر ينتشر في كل الحارات والمارت والكل فرحان وكأن العرس عرس كل زول وأهان تم تحديد ليلة الحناء ( الكوفري) قالوا خلاص بعد بكرة يوم الأثنين وكل الأحباب وصلوا والرتينة مولعة حاجة جميلة والريحة والحنة و(الجويد) زغاريد ( أيوي أيوي أيوووووي بلال يا بلال أنقا ووبلال) والعريس مبسوط بلمة أهل والكل مبسوط ولكن أم العروسين أشد فرحاً وإبتهاجاً و العريس بعراقي مش بدلة والجرتق ، وننتقل إلى بيت العروس الحنة متواصلة ولا تظهر العروس أبداً وهي أشد حياءً لأنها مصونة وذلك شرف للعريس ووالديه وأهلنا في صاي ، وما أجمل الخجل والحياء ، أهان إنتشر الخبر الأكيد وعم القرى أهان قالوا العرس بعد بكره يوم الخميس والشباب بيجهزو الحطب ( ديتى) والبنوت حلاتن بيجهزن الشعرية والمنين والبسكوت والعجوة والأسلى ونظفن حوش البيت ( السمينتو) ورشن الرمل في (التقوكو)، أهان كمان الشباب بهناك بيجهزوا غرفة ( عوضة) العريس ( أريسين أودا) وضربواالجير بألوان زاهية وجميله وكتابات (بيت مال وعيال) و(مبروك يا عريس)، والأبراش الملونة تحكي أيام ماضيها ( كجلي) والعجوة و(الأسلي) والقمشة والكتشينة وهكذا ،، تحرك موكب العريس إلى بيت العروس بالفرح والسرور وشايلين الرتينة ( كلوبو) من صيايصاب إلى موركة أو عدو أو إرودين وبالعكس هم ينشدون مع أحمد شريف سيلة ونردد معه ( مرحبا يا نور عيني مرحبا) ووصلنا إلى المكان المخصص لعقد الزواج والماذون عثمان أحمد في منتصف اللمة بين العروسين وولي أمرهما وبعد التوقيع إبراهيم شوربجي يضرب البندقية طاخ طاخ إعلانناً بالعقد ، والأبراش مفروشة وتعشينا باليخني والسلطة والملوخية وبدأ ( السرفقاد) وهي عادة عند الشباب، وبعدين دخلنا عوضة العريس وجلسنا،أهان الونسة تبدأ ولمدة شهرين تقريباً وبكلفة بسيطة جداً جداً ولا تعقيدات ولا تكاليف مالية ولا إسراف لأن القرايب بيجيبوا للعريس الذبيحة والكرى بشوير عبارة عن دقيق قمح ولا تظاهر ولا كبرياء على أهل العروس بالماديات والمغريات ودولارات مغتربين ولا ريالات ناس ديلا وآسفاي لا توجد تظاهر إطلاقاً عشان الكل بسطاء وكرماء والزواج يتم ببساطة وغير معقدة وهلاك ! و كانت البركة والمحبة والود والعشق ولمة أهل ويا سلام ويا سلام،، هكذا كان الزواج في البلد وتعالوا نشوف ما يتم الآن في الخرطوم والمهاجر ( السعودية وغيرها). أهان بعد هجرتنا إلى الخرطوم أو الكلاكلات والحاج يوسف وأبو آدم وغيرها أو لدول الخليج مثلاً ، تعالوا شوفوا العرس كيف !! صدقوني .. أهان العريس يا زول دخل الحوووش والورطة والهم والغم ظاهر في وجهه ، أمامه مشغوليات كثيرة وميزانية مفتوحة وغير محددة ( كل الشركات في العالم تضع الميزانانيات) ما عدا هذا العريس المسكين ميزانيته مفتوحة حتى نفاد آخر قرش في جيبه أو لحين إشعار آخر ولا يعرف الفخ الذي سيدخل فيه أثناء وبعد الزواج وكيف سيخرج من هذه الورطة، أهان التكاليف أصبحت لا تعرف الضروريات أوالكماليات، كلها ضرورية بالطبع لأجل التظاهر وشوفوني أنا مغترب قاهر البسطاء من إيجار إستراحات فاخرة مكندشة مقفولة في حي الفلاني ( الزهور ، الأندلس، الطائف، كالابلازا أو الفنادق أو النادي الكاثوليكي ،أهان جابوا الكراسي الملونة والمشروبات الباردة والأكلات هامبرقرات والسندويشات المستوردة وغيرها والفنانين لابسين أحسن من العريس وأهان بدأت أصوات المكرفونات واحد أتنين تلاتة، والعروس مشت الكوافير والتكاسي شغالة ومصاريف مشاوير عربات والجوالات تبكي وترن والجو سخن خلاص والزهج في الشوارع المليانة مياه أمطار راكدة على كل حال ورطة عريس وبس، وتبدأ الأغاني بمكبرات الصوت وعندئذ يبدأ الزحف من كل فج عميق ناس ما تعرفهم ولا شفتهم من قبل ولا هتشوفهم تاني وبدأ الرقص أهان الهرجلة وشكل وسكر وإختلاط مشين ومصور الفيديو حضر شايل كاميرتو ولاف وسط الحريم بس والظاهر نسى الرجال بهناك، وكمان سيتحكم في التصوير إن أبينا أم قبلنا ويصور بناتنا وهن في غفلة ونعاس وتكبير وتقريب وجوههن حسب مزاجو دون مراعاة أهلها أو من كان يريد خطبة إحداهن ليفسخ الخطوبة بعد ذلك، والحريم يشترين ثلاثة ثياب فاخرة وغالية جداً ليلة الحنة وليلة الزواج وليلة الحفل وحتى لو عرس جيران والكل مبسوط في هذه الزحمة والكل عريس ما عدا العريس الأصلي الذي بدأ يفكر عن المخرج من هذه الورطة غير المحسوبة وحتى لو وجد المخرج من ورطته سيدخل مرة أخرى إلى ورطته الكبرى حين يعود إلى كفيله الذي سيطلب منه تصحيح الوضع بعد عودته الى السعودية أو خروج نهائي إلى يعود إلى الجمعية مرة اخرى مثل العزابي تماماً لا عمل وترك زوجته وحيدة تطالبه بتأشيرة زيارة له ولكن أين المفر يا سعادة العريس أدفع ثمن تظاهرك يا غبي يا مفتري ومن ناس ديلا وآسفاي . ويا حليل أيام زمان وهووي يا أولاد تعالوا تزوجوا من البلد وفي البلد بنوت بلدنا حرَم كم جيملات وكم مؤدبات.. هووي با بنات إن جاؤكم عريس بلدنا لا تتأملوا وتنتظروا مغتربين بلا رصيد أو أخلاق أو متكبر ومغرور يجوك ليتكبروا بأموالهم عليك وعلي والديك ورب إبن البلد المزارع بأخلاقه المعهودة يساوي ألف مغترب ولكن من المغتربين ناس محترمين بس كيف نعرفهم إلا بالتحري والتدقيق قبل فوات الأوات وإياكم وإياكم الزواج الذي حتماً آخره طلاق بسبب تلك التكاليف المفرطة ولكم مودتي .. من مذكرات : عباس حسن محمد علي طه – جوال 0544676864 مقيم بالسعودية
مواضيع لها علاقة بالموضوع او الكاتب
- شخصيات فى الخط الأمامى للدفاع عن الرأسمالية العالمية بقلم محمود محمد ياسين
- خطاب مفتوح من القواعد الي/ عقار..مناوي ..جبريل ..عبدالواحد بقلم مبارك ابراهيم
- إجتثاث الفساد يبدأ من هنا..!! بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين
- انقلاب برلماني على الشعب السوداني!! بقلم فيصل الدابي /المحامي
- الميلشيات جانب کبير من المشکلة بقلم کوثر العزاوي
- سجاد النبوة أم الحوار؟!! بقلم كمال الهِدي
- الأمن الثقافي بدعة الإفتراء على الثقافة!! بقلم حيدر احمد خيرالله
- بسيطة جداً!! بقلم صلاح الدين عووضة
- قضية شخصية ..!! بقلم الطاهر ساتي
- عقدة اللون الأبيض في (السودان)! بقلم الطيب مصطفى
- الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (18) قراءة في مشروع كيري حول الأقصى بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي
السودانيون بالمملكة المتحدة يستجيبون لنداء مساعدة شديابوزير الداخلية الفريق عصمت عبد الرحيم: (5500) ضابط تركوا الخدمة خلال (8) أشهرسرطان الثدي.الداء الخفيتفاصيل جديدة بشأن حبس ضابط أمريكي بالفتيحابالحزب الإتحادي الموحد – سنقاوم إستهداف أهلنا النوبةبيان توضيح للشعب السودانى من الجبهة الشعبية المتحدة للتحرير والعدالة
|
|
|
|
|
|