|
أين هي ثورة اكتوبر... بقلم الامين جميل
|
09:24 PM Oct, 24 2015 سودانيز اون لاين الامين جميل-الخرطوم-السودان مكتبتى فى سودانيزاونلاين
الجبهة الثورية في هذه المرحلة تحتاج لقيادة الاستاذ مالك ودبلماسية الاستاذ ياسر أكثر منها لقيادة د.جبريل.
[email protected] الحزب الاتحادي الديمقراطي/ الجبهة الثورية ين هي ثورة اكتوبر التي نحتفل بها ؟ أين مكتسباتها ، التي دفع شعبنا البطل دماءه الطاهرة ثمنا لها ؟ أين هي مبادئ الثورة ؟ أين الديمقراطية و أين الحرية ؟ أين العدالة الاجتماعية ؟ بل و أين تلك الأماني الجميلة الزاهية التي تغنى بها عباقرة جيل اكتوبر البطل : فتسلحنا باكتوبر لن نرجع شبرا سندق الصخر حتى يخرج الصخر لنا زرعا وخضرا ونرود المجد حتى يحفظ الدهر لنا اسما وذكرا من المحزن ، أننا لم نحافظ علي مبادئ اكتوبر ، فارتكبت قوانا الوطنية من الاخطاء ما قاد للانقلاب العسكري في مايو 69 . كما انها لم تحافظ على مكتسبات انتفاضة ابريل المجيدة. و ها نحن في الدرك الاسفل نرزح تحت وطأة الانقاذ التي ارجعتنا الى الوراء الاف الاميال ، ودمرت مشاريعنا الزراعيه كافة ، فبعد أن امتلآت أرضنا زرعا و خضرة اصبحت المجاعة على عتبات ابوابنا . ولم نرد المجد كما تمنى لنا جيل اكتوبر بل تشردنا في كل بقاع الارض ، وسارعت الانقاذ ووصمتنا بالخزي و العار، فكلما نشرت احدي الهيئات العالمية قائمة بانتهاكات حقوق الانسان او الفساد و سوء الإدارة أو الارهاب وجدنا صحيفة وطننا هي الآسوأ بين صحف بقية دول العالم . هذا ، وتمر علينا هذه الذكرى العطرة وشعب ا كتوبر العظيم ممتهن الكرامه ، مسلوب الحريه ، مشوه العقيده ، محروم من كل متطلبات الحياة الكريمة التي انعدمت في وطننا إلاّ للقلة الحاكمة التي نهبت ثرواتنا ، فصارت طبقة من المليارديرات يعيشون حياة الملوك و الامراء المفسدين وسط شعب بائس مغلوب على امره ، يئن من الجوع و سوء التغذية ، و يعاني من الحرب و التشريد و الاغتراب والمرض و انعدام الدواء و الفاقة و الفقر و الغلاء و الظلم. تمر علينا هذه الذكرى العطرة ووطننا يعاني من انهيار كامل في التعليم ، و في الخدمات الصحيه و الاقتصاد و الزراعة و الصناعة و القضاء والخدمة المدنية و كافة مرافق الدولة الاخرى . و الأنكأ و الأمرّ هو انحلال المجتمع و تلاشي الخلق السوداني الكريم . إن ما تبقى من وطننا مهدد بالزوال من الخارطة السياسيه كدولة... و هذه حقيقة يعلمها الكثير من السياسيين ، وليس بعد ذهاب الجنوب من مستَغرب... لكن الغريب في الامر هو أن الطغمة الحاكمة ما زالت تسلك مسالك الاستهتارو الاستهزاء وتصر على البقاء مهما كان ثمن ذلك ، بينما أكبر فصيل موحد في المعارضة قد تصدعت وحدته و استشرى الخلاف بين قادته حول الرئاسة .. أمر مزّق نياط قلبي و رسم الكآبة على و جهي ، و سرعان ما طافت بذهني ذكرى معلم الوطنية البطل الشهيد الشريف حسين الهندي عليه رحمة الله عليه ورضوانه ، و استحضرت حديثه لي عن كيفية تأسيس الجبهة الوطنية، و كيف أن وطنيتهم تغلبت على مصالحهم الشخصية ، فتخطوا مشكلة رئاسة الجبهة بسهولة و يسر . اتصل الشريف بالسيد الصادق طالبا منه الانضمام الى الجبهة ،فرد السيد الصادق بأنه لا يمانع لكنه يريد أن يكون رئيسا الجبهة فرد الشريف مباشرة ، نحن موافقون .. لا نقاش ولا اتفاق على تداول ، ببساطة حسم الامر، و ذلك لان شعارهم ، الوطن أولاً ، ذلك جيل أكتوبر الذي وصفه استاذنا الاديب الدكتور محمد المكي ابراهيم بقوله : جيل العطاء المستجيش ضراوة و مقاومة المستميت على المبادئ مؤمنا المشرئب إلى النجوم لينتقي صدر السماء لشعبنا ذلك جيل الوطنية ، أين نحن منه .. بضعة أفراد لا يتعدون اصابع اليد الواحدة يخذلون شعبا بأكمله من أجل رئاسة الجبهة الثورية .. لماذا الآن و الانقاذ آيلة للسقوط . ثمّ ماذا ستجنون من الرئاسة حتى تخلقوا هذه المشكلة ؟ كل الاسباب التي استعرضتها لاقناع نفسي بضرورة ما ارتكبتم من جرم في حق شعبنا وجدتها اسبابا واهية : إن خشيتكم من سيطرة الحركة الشعبية مجرد أوهام ، فالحركة رغم إنها أكبر فصيل في الجبهة ، بل أن قوتها المدنية و العسكرية هي أضعاف كل التنظيمات المنضوية تحت لواء الجبهة مجتمعة ، ما فتئت تؤكد قولا و فعلا رفضها للحلول الفردية الجزئية . لقد رفضت الحل الفردي ،رغم انها كانت على مرمى حجر من تحقيق انتصار فردي ، لكنها آثرت شراكتكم ، وذلك خلال تسعة جلسات من المفاوضات نجحت الحركة في نقلها من مفاوضات للحل الجزئي المتمثل في المنطقتين الى مربع الحل الشامل . اما هذه العرمانفوبيا التي اصابت بعض القاده ، نتيجه لدنمايكية الاستاذ ياسر عرمان فلا مبررلها . فالاستاذ آمن بقضية وطنه فوهبها حياته ، و آمن بضرورة وحدة وطنه ، فحقق ذلك فكرا و عملا ، بينما بعضكم يطالب بتقرير المصير ، و الاستاذ شعلة من النشاط يعمل بجد و صبر، يوصل النهار بالليل و الليل بالنهار و لولا خبرته السياسية ودبلماسيته الرفيعه لما قامت الجبهة ولما انجزت شيئا . إن انضمام أي تنظيم جديد للجبهة الثوريه أمر رحبت به لوائح الجبهة ، لكن تلك اللوائح نصت على دراسة تاريخه النضالي أولا ،اضافة الى توافق اعضاء المجلس القيادي ثم يتم الفصل في أمره بالقبول أو الرفض ، و إذا كانت بعض التنظيمات حريصة على العمل الوطني فدونها الشارع لتثبت نفسها و ساحات العمل الوطني شاسعة المساحة و ليست مقصورةعلى الجبهة الثورية فقط ، أما تقسيم المعارضة الى يمين و يسار في هذا التوقيت فأمر خاطئ و سابق لأوانه. ثم إذا كان دافعكم هو انتزاع وطننا من براثن الانقاذ لماذا تتنازعون علي الرئاسة ؟ انها رحمكم الله مسؤولية و ليست تشريفا إلا إذا كانت هناك اجندة سرية .....!!!! و لماذا تكون الرئاسة دورية ؟ و اذا سلمنا على تداولها ألم يكن هناك اتفاق على التوافق؟ و التوافق يعني الاجماع بتفاوت نسبة الرضا ، وهذا حسب علمي لم يتم . و إذا استثنينا الحركة الشعبية من ذلك فهناك فصيلان آخران لم يوافقا ابدا : 1: حزب الامة ، بقيادة المناضل السيد نصرالدين الهادي المهدي والمهندس أحمد مخير و السيد مهدي داؤود الخليفه و بعضا من الشباب الواعد . وقد أدت نضالاتهم و مواقفهم الوطنية المشرفة إلى انضمام امام الانصار السيد الصادق إلى صفوف المعارضة، و أيضا ابعدوا شبح العنصرية من الجبهة - كما فعل الاتحاديون الديمقراطيون - ، واسهم السيد نصرالدين بثقله الحزبي في فتح آفاق جديدة للجبهة علي الصعيدين الداخلي و الخارجي . 2: جبهة الشرق ، بقيادة الاستاذة زينب كباشي و التي اضافت ثقلا قوميا معتبرا للجبهة .. من الناحية التنظيمية ، كلف المجلس القيادي بالاجماع ، بل و ترجى ، الاستاذ مالك عقار بالاستمرار في الرئاسة حتى يونيو 2016 لتعديل الدستور و اعادة هيكلة الجبهة ، فلماذا تم اختياركم للرئيس الجديد قبل هذا التاريخ و كذلك قبل تعديل المادة الثامنة و المادة الثانية عشر و المادة الثالثة عشر من دستور الجبهة ، و التي تمنح أي تنظيم في مكتب الجبهة القيادي الحق الديمقراطي في الترشح لرئاسة الجبهة ، كما إنها تقضي على اختيار الرئيس بالانتخاب الحر المباشر . أما كان اولى أن تعدلوا الدستور أولا و أن تنتخبوا ناطقا رسميا آخرا و أمينا للامانة القانونية ، بدلا عن الذّين فصلا من تنظيميهما و بالتالي من الجبهة . أما كان أولى بكم مراجعة السيد أمين القطاع السياسي في موقفه من المفاوضات و إلزامه برأي الاغلبية ... هذا ، فمن الناحية الاجرائية تم اتخاذ قرار التغيير في غياب الرئيس الفعلي و هذا يتناقض مع لوائح الجبهة ، و قد جرت العادة – في مثل هذه الحالات - أن يقدم أمناء الأمانات تقاريرهم عن ادائهم ، و بعد نقاش هذه التقارير يقدم الرئيس تقريره النهائي و بما أنكم لم تفعلوا ذلك فقد فتحتم الباب على مصراعيه و هيأتم للاعداء و خاصة لأمن الانقاذ مناخا لم يحلم به لخلق الشائعات المقرضة حول فساد أمانات الجبهة ، خاصة امانة المالية المسؤولة عن أموال الجبهة و استثماراتها، لا سيما و الانقاذ موصومة بالفساد ، وهذا أمر بالغ الحساسية في الشارع السوداني مما يستوجب على القائمين على الامر تبرئة ذممهم منه بنشر تقاريرهم . و مما أدهشني و أحزنني بشدة هذا التهافت الاعلامي من جانب واحد ، و هذه البيانات التي نشرت بفرحة عارمة ، كأنها بيانات انتصار الثورة ، فزادت الفرقة ووسعت هوة الخلاف بين المتحالفين ، و ما يثير الدهشة حقا سرعة إلتقاط إعلام النظام للحدث و نشر مقابلات صحفية لجانب دون الآخر . هذا، ففي اعتقادي الشخصي ، المدعوم بقرائن الاحداث ،المدفوع بحب الوطن وبكل صدق وبلا مواراة أو موارية ، اعتقد أن الاستاذ مالك عقار رجل دولة متكامل، يمتاز بالصبر و الحكمة ونضوج الرأي و بعد النظر والتجربة الثرة و الخبرة الطويلة و الى جانبه الشرعية الدستورية ، لذا فهو اجدر برئاسة الجبهة ، و هذا لا ينقص من مقدرات أخي و رفيق شبابي د.جبريل و الذي تمتد معرفتي به لاكثر من أربعين عاما كان فيها مثالا للخلق القويم و الرفقة الطيبة اشتهر بالامانة و الاخلاص و تميز بالذكاء و المثابرة و حب الوطن ، إلاّ أن الجبهة الثورية في هذه المرحلة بالذات تحتاج لقيادة الاستاذ مالك ودبلماسية الاستاذ ياسر أكثر منها لقيادة د.جبريل. إن شعب اكتوبر العظيم ، أيها القادة، يتأسى و يتألم لخلافاتكم و تشرذمكم ، فاعيدوا إليه البسمة و الامل باتحادكم ..ووطنكم يستنجدكم و يناديكم و نداء الاوطان لا يرد فابتعتدوا عن القضايا الانصرافية و استنهضوا هممكم لازالة الانقاذ ، يرحمنا ويرحمكم الله . ختاما انتهز هذه الفرصة لأناشد كل الوطنيين بمختلف مشاربهم التدخل لرأب الصدع . التحية لجيل اكتوبر العظيم و لكل وطني عاض بنواجذه على قضية وطنه عاشت ذكرى الثورة المجيدة و المجد و الخلود لشهداء الوطن . وعاش نضال الشعب السوداني البطل قاهر الديكتاتوريات ** هذا المقال يعبر عن رأي الشخصي ، و الله من وراء القصد **
أحدث المقالات
- بين التآمر الخارجي والفشل الداخلي بقلم نورالدين مدني
- الثورة بقلم الفاضل إحيمر
- الديوم الشرقية .اصاله والتاريخ والحضاره بقلم طاهر محمد
- ماذايجري في غرب كردفان ؟ بقلم حامد ديدان محمد
- للمجتمع المدني دور في تطبيق العدالة الانتقالية بقلم الفاضل سعيد سنهوري
- التقيّة و الرمال السودانية العربية المتحركة بقلم الفاضل عباس محمّد علي
- برانويا الاغلبية الصامتة ما بين كلاب بافلوف والشخصية السايكوباتية (5-20) بقلم أحمد زكريا إسماعيل
- حتى (التو) واللحظة لم يتصل بنا رئيس المخابرات السعودية بقلم جمال السراج
- آل سـعود وإنتاج ظاهرة التكفير المعاصر بقلم د.غازي حسين
- الانتخابات تسقط نتنياهو الكندي بقلم نقولا ناصر*
- ما أوهن المطالب الفلسطينية! بقلم د. فايز أبو شمالة
- المعارضة لماذا نحاكمها بالماضى ولا نحفزها بالحاضر؟؟ بقلم عبد الغفار المهدى
- وداعاً حلايب والفشقة..!! بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين
- بدون تفاصيل ..!! بقلم الطاهر ساتي
- ماذا لو هبط الهلال..!! بقلم عبد الباقى الظافر
- غندور والحوار التحضيري بقلم الطيب مصطفى
- ولا يزال ( الحوار) مستمرا ....!!!؟؟؟ بقلم محمد فضل ( جدة)
- فقدان السيادة الوطنية وقرار تفكيك من راس الدوله نفسه بقلم محمد عامر
- إلغاء اللوتري الأمريكي بسبب السودان!! بقلم فيصل الدابي/المحامي
- عرمان :صريع الصراع والإقصاء!! بقلم حيدر احمد خيرالله
- استفتاءُ دارفور وَحُكْمْ المنطقتين: إعلاناتٌ مُبْهَمَة وخفايا خبيثة ..! بقلم د. فيصل عوض حسن
- مسرح وسينما المشي على الرموش والمشي على الحبل بقلم بدرالدين حسن علي
- الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (14) عقم مسار التسوية وعزة خيار المقاومة بقلم د. مصطفى يوسف اللد
|
|
|
|
|
|