ولا ية غرب كردفان وطنٌ جامعٌ لشعب كريم، شعب في معظمه من أصول عربية وهم المسيرية ، حُمُر و زُرُق وقبيلة حَمَر وشعوبٌ أخرى هم أهل الدار بمعنى آخر ، هبط العرب عليهم من جزيرة العرب ، وهم كانوا حضوراً لحظة تواتر العرب إلى السودان القديم والذي كان يعرف بأرض الشمس المشرقة وكان العرب غير منظمين في هجراتهم من جزيرتهم إلى البقاع الأخرى من أرض الله الواسعة الدائمة مادامت الدنيا. كانوا يهاجرون فراداً وجماعة وكانوا مسلمين وقد أرادوا نشردينهم وإيجاد بيئات صالحة للسكن حيث حطوا رحالهم على أرض السودان ووجدوا ضمن ماوجدوا القبائل الزنجية الإفريقية والنوبية لهذا لما عمرت ديار غرب السودان منذُ ماقبل المهدية ومنذُ عهد فترات الإستعمار البغيض ، لم يتغافل الحكام في السودان عن هذا الواقع فكان العربي يُعامل سواسياً مع غير العربي. إلا أنه منذُ أكثر من عقدين من الزمان (26عاماً) قد عمت الفوضى في غرب كردفان وإنتشر السلاح وأُعدمت التنمية فقتل الناس بعضهم البعض لأتفه الأسباب وساعد على ذلك وبصورة قوية، غياب الإدارة الأهلية ذلك النظام الرائع الذي باركه المستعمر الإنجليزي لجدواه في التحكم على المسيرة السليمة وهم يديرون الناس (المسيرية) لكن رغم أن البحر كان متلاطم الأمواج والرياح عاتية، فقد رست سفينة شعب غرب كردفان على الشاطئ (وحطَ) الناس أقدامهم على اليابسة وبدأوا يتلمسون طريقهم إلى الأمام وذلك بعد أن اُلغى نظام (الأمارة) والعودة إلى نظام (النظارة) وشكله الهرمي هو : سير ، ناظر ، عمدة وشيخ ... كان ذلك هو النظام المتبع منذُ عهد الإستعمار إلى نهاية تسعينات القرن المنصرم (1989م) حيث طُبق نظام الأمارة فانفرط العِقد وعمت القبلية والعرقية المميتة وتقاتل الناس كما أسلفنا بصورة شرسة . وعودةً إلى النظام الجديد لإدارة المنطقة إدارة حازمة ماتطلب ذلك، نقول جاء والي غرب كردفان (أبوالقاسم الأمين بركة الملقب بالأمير) جاء بالنظام الأساسي القديم للإدارة الاهلية فوضع على النوبة ناظر وعلى حمر ناظر وعلى الفلايتة ناظر وعلى العجايرة ناظر وعلى المسيرية الزُرق ناظر ليرأسهم جميعاً (سير) وقد تم إختياره من أبناء آخر ناظر يشار له بالبنان ، ناظر كان أهل للموقع ، ناظر كان ملئ السمع والبصر ألا وهو المرحوم بابوه نمر علي الجُلة ، وكانت (حبوبتي) تحكي لي دوماً عن الناظر بابوه وعن الإنجليز وتقول: ياوليدي ماتسمع الكلام الساكت ...الإنجليز إستعمرونا ولكن شغلهم كان (نضيف) وربوا بابوه على الكلام ده وكانت الحياة تسير بخطوات ثابتة وعم الأمن والأمان ... لما تحصل (ضُمة) أي القتل عمداً يقبض الشيخ على القاتل ويسلمه للعمدة الذي يسلمه إلى الناضر. وتكون المحاكمة فورياً . عند ما يكون هناك جمعية أو (نضُر) يسمع الناس صوت النحاس عشان تكون (عرضة) في المجلد يحضرها كل الناس ، ده في زمن الإنجليز والناضر بابوه ، الله يخليه وفسَر الناس صوت النحاس وقالوا أنه يقول: ناضركم ده بابوه ... كِن ترضوه أو تابوه !. وماهي غرب كردفان؟! هي ولاية كانت قائمة قبل توقيع إتفاقية السلام الشامل بين حكومة السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان / الجيش الشعبي لتحرير السودان والتي وقعت بضاحية نيفاشا بدولة كينيا عام 2005م وقد فككت الولاية لتكون عربوناً للسلام وتكون المنطقة الغربية لولاية جنوب كردفان وعاصمتها مدينة كادقلي ... عادت الولاية سيرتها الأولى عند إنفصال جنوب السودان عام 2011م وعاصمتها مدينة الفولة وبها حقول هجليج لضخ بترول السودان وتذخر المنطقة بعديد الخيرات كالثروة الغابية والحيوانية والزراعية وهي (سدادة) السودان الشمالي التي تلاصق دولة جنوب السودان وقد عُرف إنسانها بالبلاء الحسن في سبيل السودان الشمالي عند الحرب مع قبائل السودان الجنوبي وبها منطقة (أبيي) التي عرفها المجتمع الدولي بعد أن أوصلها ومشكلتها إلى محكمة التحكيم الدولي بلاهاي ولازالت (وجع) راس للسودان الشمالي والسودان الجنوبي . تعيش المنطقة في تخلف تام : لا طرق معبدة ، لا مصانع ، لا تعليم مؤسسي ، لا خدمات ولا أمن وأمان لهذا نرى أن مايجري الآن في غرب كردفان، خطوة أولى على طريق المليون ميل ونسأل المولى عز وجل أن يعين شعب غرب كردفان للسير قدماً حتى ينفض غبار التخلف وأن يكلل مجهود الوالي هناك بالنجاح ...آمين. وأن آخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين وألا عدوان إلاعلى الظالمين.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة