شعب يتقدم الشعوب العربية والأفريقية بأبعاد .. حيث شعب الثورات والانتفاضات .. ذلك الشعب البطل الذي قام بانتفاضات قوية وعظيمة في تاريخ الشعوب ضد أركان الظلم والإجحاف .. وذلك في أكتوبر 1964 وفي أبريل 1985 .. في الوقت الذي كانت فيه الشعوب العربية نائمة ولا تعرف شيئاَ عن حقائق الانتفاضات والثورات .. وهي شعوب كانت شيمتها الاستكانة والخضوع لألوان المذلة والإهانة .. ثم ذلك الركوع والسمع والطاعة للقادة الطغاة الجبابرة .. وعندما فاقت تلك الشعوب النائمة من غفلتها تلك الطويلة بدأت بركلات ( الربيع العربي ) وظنت أنها رائدة الانتفاضات والثورات في عالم العروبة .. وتلك فرية تجرح كرامة الشعب السوداني .. ذلك الشعب البطل المعلم لقواعد الانتفاضات والثورات في عالم العروبة .. شعوب عربية تجهل الحقائق وتدعي لنفسها ما ليس بالحقائق .. فهي تظن أنها الرائدة في عالم البطولات والانتفاضات حين هبت بثورتها في مواسم الربيع العربي .. والشعب السوداني قد يتواضع أدباَ بالسكوت .. ولكن لا يعني ذلك أن الآخرين هم السابقون في عالم الانتفاضات والثورات .. فتلك ( ميادين البطولات ) عرفها الشعب السوداني في الوقت الذي كانت فيه الأكثرية من الشعوب العربية تقتاد من موائد الإذلال .. وهي تلك الموائد التي أبتها وعافتها نفوس الشعب السوداني المناضل الشريف .. ثم يضحك الشعب السوداني حين تبكي شعوب الربيع العربي من ويلات التبعات .. فتلك تجارب وويلات عرفها الشعب السوداني قبل الآخرين بسنوات وسنوات .. والشعب السوداني المعلم في ريادة البطولات والانتفاضات يملك الحق في نصح الآخرين من الشعوب العربية .. ويقول لهم بالصوت العالي : العبرة ليست في إشعال تلك الانتفاضات والثورات .. إنما العبرة في عقول واعية حكيمة عالية الذكاء تجيد استثمار تلك الإنجازات الشعبية الكبيرة لصالح الشعوب .. ولكن مع الأسف الشديد فإن الساحات العربية جميعها تفتقد تلك العقول الماهرة .. بما في ذلك ساحات السودان .. ولذلك نجد الفوضى والانفلات والخراب والدمار في أعقاب تلك الانتفاضات أينما تجري في بلاد العروبة .. وتلك الحقيقة القاسية تجسد الآلام وتخلق نظرة تشاؤمية عميقة لدى شعوب الانتفاضات .. واليوم ينظر العالم بذهول عن الأحوال السائدة في بلاد الربيع العربي .. فما الذي يجري في دولة تونس الشقيقة ؟؟ .. وما الذي يجري في دولة مصر الشقيقة ؟ .. وما الذي يجري في دولة ليبيا الشقيقة ؟؟ وما الذي يجري في دولة اليمن الشقيق .. وما الذي يجري في دولة سوريا العريقة .. هل تحس شعوب تلك الدول برحمة الربيع العربي حقا وحقيقة ؟؟ .. أم هي تعاني الويلات والويلات من معقبات الأمور ؟؟ .. ونفس الشعوب في بلاد الربيع العربي تسأل الذات : أين ذلك الربيع العطر العبق المفترض ؟؟ .. ولماذا تفوح روائح الدماء في الأرجاء بدلاَ من روائح الرياحين والياسمين والنرجس ؟؟ .. وأين تكمن العيوب في انتفاضات العرب والعروبة ؟؟ .. هل تكمن في فكرة الانتفاضة نفسها ؟؟ .. أم تكمن في إنسان الانتفاضة نفسه ؟؟ .. أم تكمن في شعوب الانتفاضة نفسها ؟؟ .. أم تكمن في عقليات الإنسان العربي نفسه ؟؟ .. فتلك أسئلة تظل حائرة ولا تجد الإجابات .. ثم هنالك جملة من المتناقضات التي تسود الأنفس العربية .. فالسكوت عن الظلم والتسلط تعـد جريمة .. وفي نفس الوقت تحريك الأوراق وإرباك الساحات وجلب الموت والدمار تعـد جريمة أكبر .. فإذن تلك الحيرة سوف تظل قائمة .. وهي حيرة تعجز الشطار كما تعجز أهل العقول .
المعلقون العرب والمحللون السياسيون للمجريات والأحداث العربية في القنوات الفضائية حين يتناولون سيرة الانتفاضات يفضلون أن يؤرخوا بدايات الانتفاضات للشعوب العربية بالتقويم الهجري حيث هجرة تلك الشعوب العربية الكسولة لسنوات الخمول والكسل والنوم ،، ذلك النوم الذي طال كنوم أهل الكهف ،، ولا يريدون أن يؤرخوا الانتفاضات العربية بالتقويم الميلادي حيث مولد الانتفاضات والبطولات في أرض الأبطال الأشاوس ،، أرض السودان ،، وطن الشعب الراقي المعلم ،، أرض أعظم الشعوب التي عرفت الانتفاضات والثورات في تاريخ الشعوب العربية والأفريقية .
من العجيب والمدهش حقاَ أن أحداً من المحللين السياسيين أو المعلقين العرب في الفضائيات أو في اللقاءات أو في الكتابات الصحفية لا يحاول إنصاف الشعب السوداني حين يتناول مجريات وإرهاصات الانتفاضات في العالم العربي !! .. فهم يتجاهلون كلياَ ذكرى انتفاضات الشعب السوداني .. وتلك ملاحظة تجلب التساؤلات عن نوايا الإخوة العرب تجاه الشعب السوداني وتجاه القضايا السودانية ! .. وقفة قد تؤكد مقولة الإخوة السودانية من أصول غير عربية حين يقولون أن عروبة السودان غير مقبولة من العرب أنفسهم ناهيك من الأفارقة !! .. ولكن ذلك جدل سوف يقودنا إلى الأعمق .. والشعب السوداني لا يريد ذلك .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة