|
بَعْضُ السُودانيينَ هُمُ العَدُوْ..! بقلم د. فيصل عوض حسن
|
09:53 PM Oct, 20 2015 سودانيز اون لاين د. فيصل عوض حسن-الخرطوم-السودان مكتبتى فى سودانيزاونلاين
قبل جفاف مِدَادْ آخر ما كتبتُه بعُنوان (خَسِئْتَ يا بشير السَجَمْ)، بشأن ما أعلنه رئيس الوزراء الأثيوبي واعتزام دولته بناء ميناء بحري خاص بها داخل الأراضي السودانية، وتأكيداته المُستفزَّة بأنَّ بلاده (ستحصل) على قطعة الأرض التي سيُقام عليها الميناء، فاجأتنا الأنباء التي نشرتها أكثر من صحيفة باعتداءات دموية جديدة من قبل المليشيات الأثيوبية المسلحة، أسفرت عن مقتل عدد من الأرواح السودانية و(إصابة) العشرات و(فرار) المئات من مناطقهم، لـ(عَدَم) استتباب الأمن (وغياب) حماية الدولة من (تعديات) الأثيوبيين الـ(مُتكررة) والـ(مُخطَّطة) بعناية كما يبدو، والتي ارتفعت وتيرتها بصورةٍ ملحوظة في الآونة الأخيرة. يُقابل هذه التعديات المُتصاعدة، (صَمْت) مُخزي للبشير وعصابته، وهو صَمْتٌ دام طويلاً كما أفاد بذلك عددٌ من مُواطني تلك المناطق، الذين قَدَّموا شكاويهم منذ كان الخضر والياً للقضارف، وأوضحوا (تجاوُزات) اثيوبيا وأطماعها في الأراضي السودانية، وانتهاكها لأعراض وأملاك الدولة بصورةٍ (مُمَنْهَجَة)، حيث تقوم أثيوبيا بتمويل مُزارعيها ودعمهم مالياً وفنياً وعسكرياً، إلى أن فاقت الأراضي التي ابتلعتها أثيوبيا المليون فدان! وللحقيقة فإنَّ أسباب صَمْت البشير وعصابته معلومة للجميع، وكذلك استجابتهم لابتزازات أثيوبيا، وعموماً لا يُوجد سوداني عاقل يتوقَّع (خيراً) من المُتأسلمين بعد مسيرتهم المشئومة لرُبع قرنٍ مضى، وهي كافية للحُكم على (عَمَالَتهم) وارتهانهم للخارج، وتفكيك البلد وتمزيقها والمُتاجرة بكل ما يتعلَّق بها. هذه الأحداث كَشَفَت (حقيقة) ما يُوصفون بالمُعارضة، على اختلاف مُسمَّياتهم، سواء كانوا أحزاباً أو حركات مُسلَّحة أو كيانات أُخرى، حيث اتَّضح جلياً أنَّ آخر اهتماماتهم هي السودان وأهله، مهما قالوا أو فعلوا و(بَرَّروا) لمُغامراتهم أو أطماعهم أو قصورهم، والنتيجة واحدة هي استمرار المُتأسلمين في التخريب والتدمير، وبلوغنا حدوداً غير مسبوقة من الهوان والانكسار! فالدولة بكاملها أضحت مُرْتَهَنَة بالبشير، رغم ما يعتريه من (عِلَلْ) و(نواقص) و(تناقُضات) عديدة أبرزها أنَّه مطلوبٌ للعدالة الدولية وهي نقطة خطيرة جداً على السودان، لكون أنَّ ضمانته الوحيدة هي بقاءه على رأس السُلطة، ما يدفعه للحفاظ هذه الأوضاع وتعميقها سعياً لأمانه الشخصي من جهة، واستغلال الآخرين (داخلياً أو خارجياً) لنقطة ضعفه هذه من جهةٍ ثانية، وهو ما حدث فعلاً في حالاتٍ عديدة لا يسع المجال لذكرها، وفي المُحصِّلة الخاسر الوحيد هو السودان وأهله! والمُعارضة عاجزة تماماً إلا من إصدار بعض البيانات والنداءات، أو إقامة ورعاية الأنشطة الانصرافية كالندوات والمُؤتمرات التي ينتقدون فيها الديكتاتورية الإسلاموية التي يُمارسونها داخل أحزابهم أو كياناتهم، وشاهدي ما جرى من مهازل مُخزية وأليمة مُؤخَّراً، ولا تعكس (ذرة) من الوطنية أو احترام الذات! ومن بين المُعارضة، من يتحالف مع الإسلامويين مُكتفياً بنصيبه من السودان ولحم ودماء أهله! وآخرين يعملون هنا وهناك، أي ما بين المُعارضة والمُتأسلمين بلا حياءً أو وخزة ضمير! ولا فرق بين هؤلاء أو أولئك وبين المُتأسلمين، فجميعهم خان السودان (الأرض والتاريخ.. الحاضر والمُستقبل)، ونال من أهله و(قبض) الثمن! البعضُ يقول بأنَّنا نسير تجاه الـ(صَوْمَلَة)، إلا أنَّ الصومال سيكون أفضل حالاً من السودان، على الأقل حدود الدولة (هناك) ما تزال محفوظة، بعكس السودان المُرشَّح للتلاشى سواء برهن أراضيه للغير، أو بالصَمْتْ على الاحتلال الأجنبي، في ظل حكم البشير الذي لا يتوانى عن بيع أي شيئ بما في ذلك أرواح شعبه، فجيشنا يُقاتل الآن إنابةً عن البعض بينما أجزاء واسعة من بلادنا مُحتلَّة! ومُعارضتنا تبحث عن موطئ قدم لإرضاء المُتأسلمين، أو التناحُر لأجل مناصب داخلية في كياناتهم، وجميعهم يفتقرون للرُؤية الـ(رصينة) والواضحة لإحداث التغيير في الدولة وتسييرها، والانتقال بها لمرحلة الاستقرار ثم البناء والتطوير! ومن الأهمية بمكان، تكذيب (فِرْيَة) العُنصرية والجهوية التي غرسها الإسلامويين بين أبناء السودان، و(أزكى) نيرانها و(تاجَر) بها بعض المُعارضين. فالواضح للعيان، ومعلومٌ بالضرورة، أنَّ عصابة المُتأسلمين تتكوَّن من كل أقاليم السودان، ولا توجد منطقة أو إقليم إلا وبعض أفرادها داخل هذه العصابة المأفونة، وعلى كافة المُستويات (القيادية والوسيطة والدنيا)، وكذلك الحال بالنسبة لما يُسمُّون أنفسهم مُعارضة! والأهمَّ من هذا أنَّ الإشكالية لم تعد حصرية على مناطق النزاع المعلومة، والتي بسببها أصبح البشير مطلوباً للعدالة الدولية، وإنَّما إشكالية غالبية أهل السودان، وأضحت هناك ثأرات أو فلنقل أثمان (مُستَحَقَّة) الدفع، بسبب جرائمه الأُخرى كالاعتقال والتعذيب والتشريد والقتل. مما ينفي مسألة العُنصُرية أو التهميش ويُظهرها على حقيقتها الغائبة عن الكثيرين، فهي عبارة عن (وسيلة) أو (أسلوب) مدروس بعناية تمَّ تطويعه وتنفيذه لتحقيق أهداف ومرامي خبيثة، وبنظرة فاحصة في أفراد العصابة الإسلاموية الأشدَّ بطشاً بأهلنا في دارفور والمنطقتين، سنجدهم ينتمون لتلك المناطق والشواهد عديدة ولا تحتاج لاستدلال! فاشعال الفتنة بين أبناء الوطن الواحد، وإزكاء روح التفرقة والشتات، فخٌ يُدَار بخبثٍ وكفاءةٍ عالية لم ينتبه له العديدون حتَّى الآن! المُحصِّلة قلناها مراراً وتكراراً وسنقولها مُجدَّداً وسنظل نُكررها، ما (حَكَّ جِلْدَنَا مثل ظُفرنا)، فيا أهلي السودانيين الكرام في كل ربوع وطننا الحبيب، إنَّ بلادنا تتآكل وأرواحُنا ودماؤُنا رخيصة لدى المُتأسلمين والمُغامرين ممن يُوصفون مُعارضة، وها هي ذي الأيَّام تكشف لنا جميعاً أنَّهم (هُمْ العَدُوْ) الحقيقي لنا وعلينا تجاوُزهم. وبلادنا ثرية بمواردها البشرية المشهودة بالكفاءة، والقادرة على إدارة البلاد لو توفَّرت الإرادة اللازمة للتغيير! ولا تصدقوا ما يُقال بشأن حوار أو غيره، ولا (تَلْتَهوا) بالندوات والمُؤتمرات والبيانات والإعلانات (الوَهمية)، علينا الإسراع بإحداث التغيير، ولتكن البداية بتجاوُز الكيانات الحزبية المُتكلسة والمُغامرة. حديثي أوجهه بصفةٍ خاصَّة للكوادر الحزبية الوسيطة، وتحديداً الشباب، بأنَّ يتجاوزوا قادتهم الذين أثبتوا فشلهم وقصورهم ويتَّحدوا مع نظرائهم في الكيانات الأُخرى لإحداث التغيير، وبالتوازي مع هذه الجهود يتَّفقوا حول رُؤية واضحة المعالم لإدارة الدولة بعد التغيير، يُساعدهم في هذا خُبراء استشاريون (تكنوقراط) في مُختلف المجالات والتخصُّصات (وما أكثرهم) لإنضاج تلك الرُؤية إنقاذاً للجميع، فالخشية كل الخشية ألا نجد سوداناً نتجادل بشأنه إذا استمرَّ الحال أكثر من هذا.
أحدث المقالات
- رسالة عاجلة من يو (آرتمري) لأبنائها تأليف :عباس حسن محمد علي طه – جزيرة صاي 10-20-15, 08:37 PM, عباس حسن محمد علي طه
- النيابة والشرطة والقضاء علاقات تناحر ام تعاون؟ وهل المحامي كبش فداء لكل منهم؟ (2 -2 ) 10-20-15, 08:35 PM, عبد العزيز التوم ابراهيم
- في ذكراك يا أكتوبر يا لهب الثورة العملاقة بقلم بدرالدين حسن علي 10-20-15, 08:32 PM, بدرالدين حسن علي
- تجربة الحكم اللامركزي بولاية وسط دارفور من حيث الافقار و الفساد المنظم من قبل الوالي جعفر عبدالحكم 10-20-15, 08:30 PM, ادم ابكر عيسي
- تناقضات هيومن رايتس ..! بقلم عمر قسم السيد 10-20-15, 05:34 PM, عمـــر قسم الســيد
- انتفاضة سودانية لا تزال الأيام تستدعيها للحضور بقلم خضرعطا المنان 10-20-15, 05:18 PM, خضرعطا المنان
- تقرير أداء آليات الضمان 2014 (4) المسكوت عنه في قضايا المعاشيات المدنية بقلم محمد علي خوجلي 10-20-15, 05:17 PM, محمد علي خوجلي
- قصـة ثورة 21 أكتوبر 1964م الشعبية بقلم مصعب المشرّف 10-20-15, 05:15 PM, مصعب المشـرّف
- اسرائيل و مجزرة المسجد الأقصى الوحشية بقلم د. غازي حسين 10-20-15, 05:13 PM, مقالات سودانيزاونلاين
- اسأل اولا شعب الكويت وامراء الكويت....؟؟؟!!! بقلم سميح خلف 10-20-15, 05:11 PM, سميح خلف
- العرس النوبي زمان، شوفوا كان كيف بقلم/ عباس حسن محمد علي طه – جزيرة صاي 10-20-15, 03:22 PM, عباس حسن محمد علي طه
- أطروحة حركة تحرير البجا السلمية بقلم آدم أركاب 10-20-15, 03:18 PM, آدم أركاب
- اكتوبر تنهار.. بهذه الأفعال بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين 10-20-15, 03:16 PM, نور الدين محمد عثمان نور الدين
- ثوار قال.. قال ثوار! بقلم عثمان محمد حسن 10-20-15, 03:14 PM, عثمان محمد حسن
- الشيخ..هل يكون الضّحية..!؟ بقلم عبد الله الشيخ 10-20-15, 03:13 PM, عبد الله الشيخ
- مطلوب عشرة مليارات دولار..!! بقلم عثمان ميرغني 10-20-15, 01:57 PM, عثمان ميرغني
- أسئلة للبشير!! بقلم صلاح الدين عووضة 10-20-15, 01:53 PM, صلاح الدين عووضة
- الجيش والسلطة وإشراقة..!! بقلم عبد الباقى الظافر 10-20-15, 01:51 PM, عبدالباقي الظافر
- الجبهة الثورية السودانية والفضيحة المدوية بقلم الطيب مصطفى 10-20-15, 01:49 PM, الطيب مصطفى
- ورشة ملوثة ..!! بقلم الطاهر ساتي 10-20-15, 01:47 PM, الطاهر ساتي
- زيادة الأجور بقلم حامــــد ديـــــدان محمـــد 10-20-15, 06:19 AM, حامـد ديدان محمـد
- معذورون بقلم كمال الهِدي 10-20-15, 05:57 AM, كمال الهدي
- إيران ودعاية ظريف بقلم طارق الحميد 10-20-15, 05:52 AM, مقالات سودانيزاونلاين
- هذا ليس المخرج سيد/عقار!! بقلم حيدر احمد خيرالله 10-20-15, 05:40 AM, حيدر احمد خيرالله
- سياحة في قرية أوربي – أرض الملوك العظماء بقلم عباس حسن محمد علي طه – جزيرة صاي 10-20-15, 05:38 AM, عباس حسن محمد علي طه
- بابكر عوض الله: سارق "نار" الشيوعيين إلى الانقلابيين بقلم عبد الله علي إبراهيم 10-20-15, 05:10 AM, عبدالله علي إبراهيم
- أغنية قديمة لشهر متجدد بقلم د.جعفر محمد عمر حسب الله 10-20-15, 05:06 AM, جعفر محمد عمر حسب الله
- الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (10) أقوالٌ وتعليقات من الشارع الإسرائيلي بقلم د. مصطفى يوسف ال 10-20-15, 01:17 AM, مصطفى يوسف اللداوي
- تغيير السودان المتاريس والفرص القادمة.(3) بقلم فيصل سعد 10-19-15, 10:07 PM, فيصل سعد
- لو كنت الرئيس: أما آن لعباس حتى أن يصقل سيفه؟! بقلم الدكتور أيوب عثمان 10-19-15, 10:03 PM, أيوب عثمان
- تائه بين القوم/ الشيخ الحسين/ وضحك المرغني ....... أخيرا 10-19-15, 10:01 PM, الشيخ الحسين
|
|
|
|
|
|