|
لماذا لَمْ تتطَوَّر كُرَة القَدَم، العنصرية والأنانية هُمَا أسُ الدَاء (9) بقلم عبد العزيز سام
|
02:01 PM Oct, 17 2015 سودانيز اون لاين عبد العزيز عثمان سام- مكتبتى فى سودانيزاونلاين
- 14 أكتوبر 2015م ألعاب القُوَى Athletics هى أمِّ الرياضات وأقدمِها، ولكن ظغت كُرَة القَدَم كلُعبَة شعبية جماهيرية ساحِرة، مُحبَّبة ومُزدهِرَة، وفى متناولِ يدِ كل المجتمعات، فقيرها ومتوسطها وغنيِّها. ولكُرةِ القَدَم سِحرٌ لا يُقاوَم، لذلك إزدهرت وتميَّزت على كلِ ضرُوبِ الرياضة. وعندما نتحدثُ عن نجاح السودان أو فشله فى تطويرِ كُرَةِ القَدَم، فإنَّ ذلك النجاح أو الفشل ينسحِبُ على كلِ ضروبِ الرياضة. وأنّ الجهد الذى بذله القِطاع الخاص لتطويرِ كُرَة القَدَم هو جهدٌ مقدَّر. ولو كان بُذِلَ لتطوير أى منشطٍ آخر من مناشطِ الرياضة لرُبَّما أصابَ نجاحَاً أكبر من الذى تحقق فى كُرَةِ القَدَم، على مستوى الأنديةِ والمُنتخبَات. هذا الجزء هو محاولة من هاوٍ غير متخصِّص، للإجابة على سؤالٍ بسيط وجوهرى هو: لماذا فشلنا فى تطويرِ كُرَةِ القَدَم فى السودان؟ ولستُ هنا لأجِيبَ على السؤال بقطعِيِّة، ولكن لألقِى الضوءَ على بعضِ العوامل السالبة، والأسباب التى أدَّت إلى عدمِ التوفيق فى تطويرِ كُرَةِ القدم، على مستوى الأنديةِ والمنتخبَات. وأركِّز على عوامِل أساسية، هى: 1) البِنية التحتية والدعم (اللوجستى)، 2) سياسات الدولة فى مجالِ الرياضة ورِعايتِها. 3) إدارة كُرَة القدَم 4) التدريب والرعاية الفنية. وسوف اربط العِللْ المُلازِمة لتلك العوامل بعنوانِ السلسلة "العنصرية والأنانية هما أسُ الداءْ"، وأفصِّلُها كالآتى: أولاً: البِنيَّة التحتية والدعم (اللوجستى): هذا العامِل يتعلق بتوفيرِ البنيات التِحتيَّة لعمومِ المناشِط الرياضة، وتخصِيصَاً كُرَة القَدَم. وتشتمل البنية التحتِيِّة للرياضة، وكُرَة القَدَم خصوصاً على: الملاعِب و"الإستادات" والكُلّيات المتخصصة فى تعليمِ وتطوير كُرَة القدم، والمدرِّبِين، والوحدات الصِحِّية المتخصصة فى إصاباتِ الملاعِب. واللاعِبين ذوِى الموْهِبة هُمْ ركِيّزَة البِنية التحتية لكُرَةِ القدم، فضلاً عن الجمهور الذوَّاق والعاشق لكُرَةِ القَدَم الذى يملك الدافِع والرغبة فى تطويرِ هذا المَنْشَط والإستثمار فيه. والدولة التى لا تَنْجِب نساءُهَا لاعِبى كُرَة قدم موهُوبِين وأفذاذ تفتَقِر إلى البنية التحتيَّة الأساسية لمنْشطِ كُرَة القدم. منشط كُرَة القدم مِحورَه "اللاعِب الموهُوب" الذى إذا صُقِلت موهِبته بالتعليم والتدريب والرعاية فى مناخٍ سليم، وتوفرت له سُبُل الحياة الكريمة منذ سنٍ مُبكِّرَة فإنَّ ذلك اللاعب سَيُثرِى المنشط ويكون ثرْوَة قومِيَّة لبلده، وثرْوَة خاصة لنفسه وأسرتِه فى آنٍ. وفى هذا السياق هناك دول تفتَقِر إلى البِنيَّة التحتِية الأساسية لكُرَةِ القدم وهو اللاعب الموهُوب. أنظر إلى دولة كبيرة مثل الهِند، رغم عدد سكانها الذى يفوق المِلْيَار نسمة (مليون مليون) إلَّا أنَّ شعبَ الهند العظيم أبناء "المهَاتْمَا" غاندِى، ولَالْ نِهرُو، والشاعر العظيم "طاغور" لا ينجِب موهُوبِين فى كُرَةِ القَدَم! وأنا شخصياً لا أعرِفُ السبب. والهند نموذج لدولة تفتقر إلى البِنْيَة التحتية الأساسية لمنشَطِ كُرَة القدم، ألا وهو اللاعِب الموهُوب. والجمهور الذوّاق المُهِيِم بحُبِّ كُرَة القدم أيضاً جزء أساس من النِبية التِحتِيَّة لكُرَةِ القدم. وبالنظر إلى حالِنا فى السوان نجد أنّ هناك جانب رسْمِى وآخر أهلى/ شعبِى لتوفيرِ واتاحة البِنْيَّة التحتية لكُرَةِ القدم، وهناك خللٌ فى الجانِبين رغم إختلاف مِقْدَارِهما. الجانب الأهلى/ الجماهيرى متوفر بشكلٍ جيد، فالشعب السودانى عاشق مُتيَّم بالرياضة وبكُرَةِ القدم خاصة، والنساء السودانيات وُلِدْنَ أفذاذَ اللاعِبين الموهُوبِين فى كُرَةِ القَدَم، والأسماء التى عطّرَت سماءَ هذا المنشط كثيرة وكبيرة وتركت أثراً طيباً فى سِفِرِ هذا المنشط، وحفّزَت الذين يأتون من بعدِهم لمواصلةِ المسَيِرَة. أمّا الجانب الرسمى المنوُط به توفير البِنيات التحتية وتسييرِها ورعايتِها فقد إعتَوْرَه ضعفٌ وعدم جدِّيَة مقارنة بالدولِ الأخرى المُهتمَّة برياضةِ كُرَة القَدَم. فى السودان، تقبَع وزارة الرياضة والشباب فى ذيلِ الوزارات فى كلِ الحكومات المتعاقِبَة. والميزانيات التى تُرصَد لها ليست ميزانيات كافية لتنفيذ برامج إستراتيجية، هى بالأحْرَى ميزانيات تسيِير لمكتبِ الوزير ليس أكْثَر!. وعددٌ كبير من الذين تقلّدُوا وزارة الرياضة فى السودان هُمْ من خارجِ المجتمع الرياضِى السودانى. وبعضَهم قد لا يعلمُ الكثير عن الرياضة فى السودان. توفير وإعْدَاد البِنْية التِحتيَّة "المادِّية" المُتمثِلة فى الملاعبِ والإستادات، والمدارِس والكلّيَات المُتخصِصة فى تعليم وتطوير كُرَّة القدم والرياضات الأخرى. و"التنقِيب"عنِ اللاعِبين الموهُوبِين فى جميع أرجاءِ السودان وتجمِيعِهم ورعايتهم. والتوفيق بين مهامِّهِم الدراسية والأسرِيِّة وممارستهم لكُرَةِ القدم، وتوفير الموارد المالية والبشرية لهذه المهام تقع على عاتِقِ الدولة وحْدَها، وهى القادِرة عليه. إضافة إلى مهامٍ أخرى مثل ربطِ الرياضة وكُرَةِ القَدَم بالهُوِيَّة الوطنية وتربية النَشءْ على المبادِئ والقِيمْ التى تُكَّرِس مفهوم أنَّ التنافس الرياضى بإسم السودان هو عملٌ وطنِىٌ مُقَدَّس للدفاع عنِ الوطن ورفع إسم السودان عالياً. لاعِبِى كُرَة القَدَم السودانين لا دافِع لهم يحفّزَهم للتضحية فى ظلِّ هُوِيَّة مُزيَّفة و وطنية مغشُوشَة، و بِناءْ هذه القِيَمٍ هو من صميمِ مهام الدولة والحكومة توكِلُها لوزارةِ الرياضة ورعاية الشباب. لكن دور الدولة فى توفير البنية التحتية للرياضة وكُرة القَدَم فيه ضمُور كامِل، لأنَّ الدولة والحكومات المتعاقِبة ترصُد الجزء الأكبر من موارد الدولة فى ميزانيات الدِفاع والأمن! على حسابِ المهام المتعلقة برعايةِ الشباب والرياضة وتوفير البِنْيَّة التِحتيِّة لها. وهناك نماذِج معِيِّبَة لواقعِ الملاعِب واللاعِب السودانى منها: أنَّ الملاعِب السودانية محصورة فى ولاية الخرطوم وغير مطابِقَة للمواصفات الدولية. واللاعِب الموهوب فى معظمِ أقاليم السودان يبدأ نشاطه فى مُقتَبِل عمرِه خارج إطار البِنيَّة التحتِيَّة السليمة والرعاية التى توفر مُدخلات مُناسِبة لِصْقِل موهبته من حيث الملاعِب والملابس والغِذاء من قِبَلِ الدولة. ولا تُوجَد جهة، غير أسرة اللاعِب الموهوب تُقدِّم له المطلوبَات الضرورية لبناءِه بدنياً وفنّياً ونفسياً. فى السودان، لا يجِد اللاعب الموهوب الرعاية والتدريب والتأهيل إلّا فى سنٍ متأخِرَة (18-20 سنة). وهذه السِن تُناسِب"العطاء" وليس"الأخذ"! فقد فات الوقت المناسب لصقلِ المهارة بالعِلم، وكسبِ اللياقة وإستيعابِ الخُطَط والتكتيكات الضرورية للّعِب. اللاعِب بعد هذه السِنْ يصعُب تلقينه معارف جديدة. وعليه سيُكرِّر، وقت الحَوْجَة، ما اكتسبه من معارف خاطِئة فى بداياته الأولى خارج دائرة الرعاية والإنضباط والتدريب العِلمِى والتأهيل البدنِى، والوُجدَانِى. وستظل كُرَة القدمِ السودانية فى سُباتِها ما لم يتم تدارُك هذا الأمر وأكتشاف الموهبة الكروية باكِرَاً، وتعْهُّدِها بالرعاية والتدريب والتأهيل منذ سن باكِرَة (7-10 سنة). ثانياً: سياسات الدولة فى مجالِ الرياضة ورعايتها: ليس من إهتمامات الحكومات المتعاقبة رصدِ ميزانيات كافية لتطوير الرياضة وفى مقدمِتها كُرَة القَدَم، ولكن فى نفس الوقت يحْرَص الرؤساء والوزراء على تقدُّمِ الصفوف لإستلام وتسليم "الكؤوس" و"الميداليات" عندما تحققها الفرق الرياضية بجهدِها الذاتِى الأهلِى المحْض. ولا نجاح ذو بال يمكن أنْ يتحقق بدونِ دورٍ أساسى تقوم به للدولة، بموجبه تتبنَّى الحكومة سياسات وبرامج لبناء وتطوير البِنيَات التحتِيَّة المادية والبشرية، وتقديم دعم لوجِستى مُستَمِر للأجهزة التى تُدِيِّر المنتخبات والأندية الرياضية. وتخصيص ميزانيات تسيير مُستمرة ومتصَاعِدة لتوفير الظروف الملائمة لتطوير كُرة القدم فى السودان. وأهم معوِّق للرياضة ولكرةِ القدم فى السودان، فى نظرى، هو الإكتشاف المتأخّر للاعِبين الموهوبِين بعد أن يكونوا قد تجاوَزُوا السِن المُناسِبة للإستيعاب، وفقدوا بالتالى الأساس السليم للتكوِين والتطوُّر والتأهِيل. تخَيَّل مثلاً: أنَّ شاباً موهوباً فى"الفيزياء" أو"النَحْت" أحُضِرَ مباشرةً إلى الجامعة بدونِ أنْ يمُرَّ بمراحل الدراسة الطبيعية من أساس ومتوسط وثانوى، فهل يستطيع ذلك الشاب الإستمرار فى الجامعة ؟ لنْ يستطيع. كذلك لاعِب كُرَة القدم الموهُوب لا بُدَّ له من المرور بمراحِل تعليم وتدريب وتأهيل لتنمية قدراته البدنية وصقلِ موهبته، وتعليمه خُطط وطرُق اللعِب إعداداً له لدخولِ أندِية القِمَّة، الهلال والمريخ والموردة وأهلى مدنى .. إلخ. إذا فقدَ لاعِب كرة القدم التدرُّج الطبيعى فى سُلَّمِ الرُقِى إلى القِمَّة، سيفشَل ويسقُط ويزْوِى. كما أنَّ طالب الفيزياء الموهوب لا بُدَّ أنْ يتدرَّجَ فى السُلّمِ التعليمى: أساس، متوسط، وثانونى ليتأهَّل لدخولِ الجامعة. ولكن إذا قفزَ إلى الجامعةِ مباشرّة مُعتمِداً على الموهِبة وحْدَها فسيسقط فى أولِ أمتحان، وسيُغَادِر الجامعة. وأن الفترة التى سيقضيها فى الجامعة ستُأثّر على مستوى الجامعة وجوْدَتِها وتصنيفِها مقارنة بالجامعاتِ الأخرَى (الفُرُق التى يلعب ضِدَّها السودان). إنَّ سُننَ الحياة تقوم على قاعدة واحِدة: ولا بُدَّ لكلِ شىءٍ ناجح أن ينموَ طبيعياً، ويتدرَّجَ من القاعدةِ إلى القمَّة ليأتِى أكُلَه. ولكن فى السودان عندنا الأشياء "مقلوبة" ونطلب من الماءِ أنْ يجرىَ من أسفل إلى أعلى! كما نطالِب لاعِبينا أنْ يبدأوا تعلُم الكُرَة فى الجامعة "الهلال والمريخ"Top down، وليس من الروضة، فالأساس، والمتوسط، ثم الثانونى ثم إلى الجامعة فى خاتمةِ المطَاف مسلحِينَ بالعلومِ الضرورية للعطاء والإبداع. وبعد كل تلك "الخرْمَجَة" والعمل ضد طبيعةِ الأشياء، نطلبُ ونتوقع من لاعِبِينَا أنْ يفوزوا بالبطولات ويأتُونا بالكؤوس ضد أندية ولاعِبين إتَّبَعت دُولهم الوسائِل الطبيعية المتدرِّجة فى تعليمِهِم كُرَة القَدَم وفنونه خطوة بخطوة، مرحِلة إلى أخرَى، وفق منهج قوِيم، و وسائل عِلمية سليِّمَة، ومن أسفل إلى أعَلَى Bottom up. وليس عدلاً أنْ نُلقِىَ باللومِ على إداراتِ الأندية الكبيرة "هلال، مريخ، موردة، أهلى مدنى" لأنَّ إدارات هذه الأندية تبدأ عملَها، عادَّةً، من فراغ وثغرَةLacuna بسبب قصور دور الدولة فى حمايةِ اللاعب الموهوب ورعايته وتأهيله عبر مراحل حتى دخوله "الفريق الكبير". وقصور الدولة هذا لن تتحمَّله إدارات الأندية وإن أرادُو تحمّلَها لأنّ الأوانَ قد فات. والنتيجة أنْ يستمرَ فشل الكرة السودانية حتى يأتى من يملأ هذا الفراغ ويسِدّ تلكَ الثغرَة. (ملاحظة مُهِمَّة): لماذا نجد فى السودان دون سائر دول العالم تكرار إسماء فرق القِمَّة: الهلال والمريخ والموردة والنيل والأهلى، فى كلِ مدن وقُرَى السودان؟ وما هى سلبيات وإيجابيات ذلك؟ وهل هناك دول أخرى تُشابِه السودان فى تكرارِ أسماء الفرُق فى كلِ انحاءِ الدولة؟ لستُ مُطلِعاً على فوائد ومضار تكرار إسماء الأندية الكبيرة فى مُدنِ وقرى السودان. غير أنِّى لا أرَى داعِياً لذلك التكرار. لماذا مريخ "مليط" وهلال "قَنَتِّى" ومورَدة "تلّبَتْ البَحَر" والنيل "حَمْرَة الوِز"، والأهلى "شنقِل طوبَاى"؟ ولا احدَ يُنكِر على جماهيرِ تلك المناطق حُبَّهم الكبير لهذه الفرق "العاصِمِية" العرِيقَة. لكن، لماذا لا تضَعْ الدولة/ الأقاليم سياسات تربُط أسماء الفرق الرياضية برموز وآثار و"أيقونات" من ذاتِ الإقاليم والمناطق؟ أضرب مثلاً: أيُّهما أقوى، أنْ يشارِكَ فريقان من مدينة الفاشر أبو زكريا "أدَّاب العاصِى" فى الدورِى الممتاز السودانى بإسمى"الهلال الفاشر" و"المريخ الفاشر"؟ أم كان الأوْفَق والأقوَى للمنافسة الوطنية، لو أنَّ إسْمَاهُما: بالنسبة لهلالِ الفاشر"أدَّاب العَاصِى/ أو دِينار". ولمريخ الفاشر"حَجَر قَدَّو/ أو شَاو دُورْشِيد"، سيكونُ للإسمِ عَبَق خاص وخصوصية ورمزِية ودافِع أكبر. وفيه وفَاء وإحْتِفَاء برموز وأبطال وطنيين نعتزَّ بهم. وكان طعمُ النصر أحلى والفرحة ستكون أكبر يوم أنْ جَنْدَل (مريخ الفاشر) أقصُد "جَحَر قدّو الفاشر" مريخ "أمدرمان" فى عقرِ دارِه. وكُنَّا سنشْعُرُ بفخْرٍ خاص!. هذه، أفكار وخواطِر تُراوِدُنِى وكثيرونَ من عشّاقِ كُرَة القَدَم، على الأقل لإزالة "التشويش" الذى يسببه التكرار والإستنساخ الممجُوج فى أسماءِ الأندية السودانية. وأنَّ ذلكَ لا ينتقِص من حُبِّ الجماهير السودانية فى الأقاليم المختلفة لأندِية العاصمة الوطنية، الهلال والمريخ والموردة.. إلخ. ثالثاً: إدارة كُرَة القَدَم: عالمياً يُمْتَنَع على الحكومات التدخل المباشر، بصِفتِها الرسمية، فى إدارة شؤون كُرَة القدم عملاً بمبدأ "أهلِيَّة الحركة الرياضية" الذى يعنى أنَّ الحركة الرياضة لها الأهلية القانونية الكاملة Legal entity لإدارةِ شؤونِها بإستقلالٍ تام، بعيداً عن تدخل أو تأثير الأنظمة والحكومات. وعليه تقع مُهِمَّة إدارة كُرَة القَدَم على القطاع "الأهلى/ الخاص" غير الرسمى، ممثلاً فى "اتحادِ الكُرَة". فى السودان هناك إشكالات كبيرة وتحدِّيات وظواهر سالِبة تواجِه إدارة كُرَة القَدَم عموماً، اتحادات الكُرَة وإدارات الأندية بشكلٍ خاص، منها: 1- ظاهِرة الحساسية المُفرِطة المُسْتفحِلة فى حِراكِ الجماهير ومآلاتها بين قطبى الكرة السودانية، (الهلال والمريخ). ليس عيبَاً انْ يشجعَ أى سودانى أحد القطبين، ولكنَّ العيب هو هذا التعصّب الذى يصَل فى أوقات الذرّوَة إلى ما يفوق العدَاء، و يُخرِج منشط كُرَة القدم من سمَاحَةِ وتسامح وصفاء الرياضة إلى ضدِّهَا. ومثال ذلك ما حدث بين"روابِط" جماهير الناديين من مظاهر ومشاعِر صَادِمَة لحالةِ الخروج المُتتابِع للفريقين من البطولة الأفريقية الأكبر، كأس الأبطال من مرحلة دورِى الأربعة. الهلال والمريخ يستحِقّان الوقوف والتحيَّة والتحفيز والتكريم لبلوغِهِما هذه المرحلة المُتقدِّمة فى هذه البطولة الأفريقية الأولى رُغم كل الظروف السيئة التى تمرّ بها السودان. وأهمَّها حالة الحرب الدائمة فى اطرافِها والإحتقان السياسى فى مركزِه، والإقتصاد المترَدِّى، والدولة الآيلة للسقوط. والجماهير التى تعانى شظف العيش، والمناخ الحارّ وجافْ وقَاتِل. رُغم كل هذه الظروف القاسية تمكّنَ الفريقان من تحقيق "مركزين" للسودان من جملة "أربعة" مراكز لعُمومِ أفريقيا! فالتحيَّة لإدارتِى الناديين. ولكن صوت لوم كبير يجِب توجيهَهُ لإحتفالاتِ "الشمَاتَة" الضاجَّة والصاخِبة التى نظّمَها جماهير كلِ فريق إحتفالاً بخروجِ "توأمِه" من المنافسة! ولو أنّ أحدَهُما لم يفعلْ لكانَ خير!.. سألنى صديق "غير سودانى" لماذا يحدُث هذا؟ لم أجِبْهُ لأنَّنِى لم أكُنْ أتوقع مِنْهُ السؤال. 2- إحتكار إدارات الأندية الكبيرة للأغنياء والمقتدِرِين مالياً: وهذا فى رأيِى أحد أسباب تدهور الكُرَة فى السودان، لأنّهم بذلك "يضيِّقُون وآسِعاً"، كيف ؟ لأنَّ نادى الهلال مثلاً، الذى أنتمى إليه منذ العام 1970م وأهِيْمُ بعِشقِه، وأتمنَّى أنْ يحرِزَ بطولة خارجية وأنا بَعدُ على قيدِ الحياة، لا أملِك بطاقة عضويته حتى اليوم. وأنا الذى لم أتغيبَ عن دخول مباريات الهلال فى الدورى والكأس، والتنافس الإقليمى منذ قدومِى وإستقرارى فى أم دُرمان "العاصمة الوطنية" فى يوليو 1983م. لم أحصل قط على بُطاقةِ عضوية نادى الهلال، هذا الكيان الذى أعتقدُ أنَّ إنتِمائِى للسودان جاء تبْعَاً لولائى له، لأنّنِى أحبَبْتُ الهلالَ بطوعِى وإختيارى. لكن، لماذا لم أحظَ بنَيْلِ بُطاقة عضوية نادِى الهلال حتى الآن؟ لأنَّ عضوية الهلال والمريخ تمنَحُهَا "شركات خاصة" يملِكُها ويتصرف فى"منْحِهَا" عنصُرِيِين وأنانيَّن من أهلِ المركز إياهم الذين يأتون لإدارةِ هذه الكيانات بطُرقٍ مُلتَوِية. يجب، وفوراً كسر إحتكار مِلكِيَّة ناديىّ الهلال والمريخ ونزعِها من هذه الإدارات الضيِّقة، وتملِيكِها على الشِيُوع لكلِ عاشِقِى الكيان. لا بُدَّ من تحويل مِلْكِيَّةِ هذه الأندية الكبيرة من ضيقِ النُخَبِ الخاصة إلى رِحابِ جماهيرها العريضة الوفِيَّة والمُمْتدَّة. يجِب صدورِ قرارات من جماهيرِ الناديين الكبيرين بإحالةِ مِكلِيَّة الناديين إليهما عبرِ فتحِها للإكتِتَاب كشرِكات "مُسَاهَمَة عَامَّة" لجماهيرِ النادى. وأنْ تصدُر أسهُم مفتوحة للجمهور للإكتِتَابِ عليها (كما فعلَ المصريون فى مشروعِ قناة السويس الجديدة). وبعد إنتهاء الأكِتِتاب فى الناديين، و وضع الأموال فى بنكِ السودان المركزى تحت إشراف "لجنة تأسيس" Promotersمن أوفياءِ أبناء الكيَان، يتم الإعلان عن انتخابات عامة، حُرَّة ونزِيهة، لإدارة النادى من حَمَلَةِ الأسهُم: "من كُلِّ حسب أسهُمِه، وللكيانٍ كلِّ الأسهمِ والجهدِ والعطاء". عندئذٍ سأنالُ عضوية النادى الذى أحببته وأنا طفلٌ، ويزدادُ حُبَّهُ فى جوانِحِى كلِ لحظة دون خُفُوت. عندما يكونُ لكُلِّ مُحبٍ وعاشق لناديه سهم/ أسهم فيهِ، ويستطيع أنْ يترشَّح ويصوِّت لإنتخاب الإدارة التى يريدها، حينذاك ستأتِى الكؤوس والبطولات طائِعَة. شريطة أنْ تقوم الدولة بأدوارِها التمهيدية من رعاية وتعليم وتأهيل اللاعِبين الموهُوبِين فى كرة القدم، والمناشطِ الرياضية الأخرَى. الهلال والمريخ والموردة واتحاد مدنى وحى العرب بورتسودان وأهلى شندى، مريخ كادقلى.. إلخ، هى صُرُوح رياضية وطنية كبيرة شكَّلت الوجدان السودانى، وعليه فهى اكبر من أنْ تكونَ شركات خاصة يَحْتكِرُ إدارتِها أفراد بعددِ أصابعِ اليَدِ الواحِدَة. 3- أثرَ زيف الهُوِيَّة السودانية فى قتلِ روحِ والولاء والتضحية فى اللاعب السودانى، والكرة السودانية، والقعُود بها عن تحقيق الانتصارات. هذه النَكْسَة رغم حساسيتها لدى أهل المركز العنصريون، تُعتبر عائِقَاً كبيراً فى طريق تقدُّمِ الكرة السودانية! اللاعبين بَشَر وهُمْ يسألون انفسهم: من نَحْنُ؟ وبأىِّ هُوِيَّةٍ نخوض وَغَى المباريات لننتصِر! ومن هؤلاء الذين نلعبُ ضِدَّهم، وما علاقتِنا بِهِم؟ هكذا يتحدث اللاعبون مع أنفسِهم عندما تذهب الفرق والمنتخبات السودانية لتلعب فى دوراتٍ عربية بإعتبار أنَّ السودان دولة عربية.! فهل تتوقع من لاعبين لم يحقِقُوا هوِيَّتِهم الوطنية أن يحققوا للسودان كأس"عربية" ؟ عِلماً بأنَّ تشكيلات فرُق السودان، عبر الأجيال، تتكوَّن من: سبت دودو/ أحمد آدم/ حامد بريمة، مُعِز محجوب، الدِعيَّع فى حراسةِ المرمى (وكَبَاتِن الفريق).. وفى خطِ الدفاع، شواطين/ بشارة/ فتحى فرج الله/ توفيق/ كمال عبد الغنى/ إبراهيم عطا/ مجدى مرجان(الخال)/ صدِّيق الرميلة/ طارق أحمد آدم / منصور بشير تنقا/ جمال(الثعلب)/ مُحسِن سيد/ الجقر/ عاكف عطا.. وفى خط الوسط والوسط المُهاجِم، مازدا/ حمد والديبة/ كُمبه (بورتسوان)/ سامى عز الدين/ فودَة/ سكسك/ كرار أبوعلى/ وليم/ كابو/ باكمبا/ كومى/ هيثم سعودى/ حمد كمال/ هيثم مصطفى/ خالد بخيت/ أبو شامة/ منتصر الزاكى/ إبراهومة/ منير البلة/ بلة جابر.. وفى الهجوم: صديق منزول/ جكسا/ قاقرين/ جقدول/ كمال عبد الوهاب/ سانتو/ النقر جا/ أسامة الثغر/ سيكا/ بريش/ وليد طاشين/ الريح كاريكا/ زاهر مُركَز/ والى الدين/ أبوحشيش/ مُهنَّد الطاهر/ علاء الدين يوسف/ مدثر كاريكا/ بِشَّة/ بكرى المدينة. بالله عليكم كيف لهذه "التشكيلات" للأندية السودانية الكبيرة والمنتخبات لثلاثة أجيال متتالية، حاولتُ تشكيِلها من ذاكِرتِى الخَرِبَة. كيف لها أنْ تكونَ تشكيلات لأندِية أم مُنتَخبات دولة عربية؟ وهل من العدلِ أن تُسَمَّىَ هذه الفرق والمنتخبات "عربية" ؟ وهلْ يحق لنا أن نطلبَ منها الفور بكأس عربية، للسودان؟ ونفس أزمة الهوية مُلازمة للفرق والمنتخبات السودانية عندما تلعب أفريقياً، حيثُ يُصِرّ الإعلام العربى و"شمال افريقى" على تصنيفِ السودان ضمن الدول العربية وتلطِخ أنديتِها ومنتخباتِها بهذه الهُوِيَّة الزِيف التى لا تُحفّز اللاعبينَ على العَطَاء. ودوماً يخرجُونَ من الأدوار التمهيدية ويعودُونَ يُجرجِرُون أذيال الخيبة والهزيمة. إذاً، ازمة الهوية الزائِفة تضاف إلى أسبابِ فشل الكرة السودانية فى التقدُّم. وأهمية الهوية تتجسَّد فى أهمية "الإسم" للشخص، الهُوِيَّة تعنِى: من هوَ/هِى!. لا يمكِن لفريق: كابتنه" مُنِير البلة" ويقود خط دفاعه/"عاكِف عطا"، والوسط "وليم" و"باكمبا"، وهجومه القناص"المرحوم" والى الدين، يعينه بالتمريرات من الطرف الشمال الرهيب"دوشكا"، وتُسَمِّى هذا الفريق "عَرَبِى"؟!. أو أنَّ البلد التى أتَى منه هؤلاء دولة عربية!. عندما سُئِلَ حارس البرازيل"ديدا" قُبيل كأس العالم 1994م عن الفريق الذى يخشَاهُ البرازيل فى هذا"المونديال"، أجاب بسرعة: السودان! لأنَّه ذاقَ بأس منتخب الشباب أخوان"عاكف، إبراهومة وكومى" فى كأس العالم للشباب بإيطاليا. ولمّا أخبره الصحفِى بأنَّ منتخب السودان ليس ضِمنَ منتخبات ذلك"المونديال" إنفرجَت أسارِير "ديدا" وأضاف: لا نخشى أحداً غيره! وقد نال البرازيل البطولة.. إنًّهُ لأمرٍ مُحزِن حقاً أننا لا نعرِفُ قدر أنفُسِنا. أمامَنا خياران: أمّا أنْ نُصحِّح تعريف الهوية السودانية، او أنْ نترك لعب الكُرَة بهويَّة زائِفة ومفروضة. وإلا فهُناكَ شرَفَانِ لنْ ننالَهُما للأبد: عضوية مجلس الأمن/ الأمم المتحدة، والفوز ببطولةٍ أفريقية أو عربية أو"موندِيال" بهويتنا الراهِنة هذه. رابعاً: التدريب والرعاية الفنية: أكبر تحَدِّى يحتاج إلى تفكيك "طلاسِم" فى الكرة السودانية هو التدريب والرعاية الفنية لـ "اللاعِب" السودانى. قلنا أنَّ لاعِب كرة القدم السودانى لا يخضع للتدرّج الطبيعى فى الرُقِى فى سُلّمِ الصعود من القاع إلى القِمَّة. وفى الغالِب فقَدَ الرعاية والتدريب والبناء الفنَّى عندما كان صغيراً وقابلاً للتشكيل. ولكن بحُكمِ موهبته وتفوُّقِه على أقرانه نال شرف التسجيل فى نادى"قِمَّة"، هلال أو مريخ..إلخ، وهناك توفرت له ما فقدَهُ طوال مسيرته الرياضية السابقة من رعاية فنية وتدريب وإنضِباط. وهنا ينهض سؤال: هل سيتصَالَح ذاك اللاعب ويندمج ويخضع ويتأقلم مع هذا الوضع الجديد؟ وما هى المظاهر السالبة المُحتَمَلة لهذا الوضع الجديد وإنعكاساتِها على مستواه وعلى نتائج الفريق؟ الإجابة على السؤال يساعد جداً فى تشخيص أزمة كرة القدم السودانية خاصة فى الأندية الكبيرة التى تُمثِل السودان خارجياً وتحقق نتائج نعجز عن توقُعِها أو تحليلها وتفسيرها. أمّا عندما يلعبون للمنتخب الوطنِى بمختلف مراحِله فحَدِّث ولا حَرَج. دعنِى أجتهد قليلاً لإستخلاص نتائج وإنعكاسات الوضع الجديد للاعب القادم إلى أندية القمة قافزاً فوق الحوَاجِز، ومتجاوِزَاً المراحل الطبيعية للتعليم والتدريب: 1- مثل هذا اللاعب يفتقِر إلى الزخيرة المعرفية الطبيعية لإدراك وإستيعاب مناهجِ التدريب العلمية الحديثة، وبالتالى سيُعانِى من عدم فهمِ حِصَص التدريب على المستويين النظرى والعَمَلِى. 2- هذا اللاعب يفتقر إلى الإستعداد والبناء البدنى اللازم "المفترض" للاعِب فى سِنّة إذا كان قد اتَّبعَ فى سالف أيامه الوسائل العلمية السليمة فى بناء جسمه وتنمية قدراته ومهاراته. وينتج عن ذلك، ما نراه من إنهيار اللياقة البدنية والذِهنية للَّاعِب الذى يُراهِن عليه الفريق فى حسمِ المباراة، والحل أمّا أن يستبدله المدرب وينال سخط الجماهير، وقد يُقَال من منصبه غدَاً! أو ان يُبقِيه خوفاً و"تقِيَّة" فيخسر الفريق فى أرضه و وسط جماهيره كما تعوَّدنا أن نرى فى الفترةِ الأخيرة. 3- لا داعِى لإستجلابِ مدرب أجنبى البَتَّة! لأنَّ اللاعِب السودانى القافز فوق حواجز التعليم والتأهيل البدنى والفنى، لا يمكِن أنْ يكونَ أرضاً خِصبة لزرْع مناهج وطرق تدريب وخطط لعب من مدَرِّب أجنبى يقوم بعملِه على فرّضِيةِ أنَّ اللاعب الذى بين يديه هو "لاعِب" كرة قدم كما ينبغِى أنْ يكون!. ولكِنَّ اللاعب السودانى ليس كذلك. هو لاعب هشْ المعرفة، ضعيف البِنية الجسمانية، غير ناضج سلوكياً، ثم مغرور ومُفْتَرِى لأنَّ الإعلام المُضلِل يُصوِّرَه شخصاً كامِلاً. 4- لا يخضع اللاعب السودانى إلى المساءَلة والمحاسبة والجزاءات من إدارةِ نادِيه لأنَّ النادى قد أنفق مبالغ مالية طائلة فى تسجيله بسبب الدعاية المُغرِضَة التى يُطلِقُهَا فى مدحِه وسائل الإعلام وسماسِرَة اللاعِبين. إضافةً إلى إفتقار الأندية لـ"كشَّافِين" متخصِصين ومتفرغين لمتابعة اللاعبين فى كلِ أنحاءِ السودان منذ وقتٍ مُبكِّر. 5- اللاعب يضمن البقاء فى النادى حال إخفاقِه فى تقديم المستوى المرجو منه، بينما يذهب المدرِّب الذى فشلَ فى توصيلِ معَارِفِه وخبراته وخططه للاعِبٍ يفتَقِد الإستعداد الفِطِرِى البسيط لإستيعاب ما يُطلَب منه. 6- يجب أنْ لا يُفهَمْ أننا نضع كل اللوم على اللاعِب، لا. نحنُ نضع اللوم والعَتَبْ الأكبر على الجِهة التى أوجدت "الفراغ" والثغرة التى تسرَّبَ منها اللاعب من المراحل الطبيعية والأساسية للتعلّم والتأهيل النفسى والبدنى. وتلك الجِهة هى الدولة ممثلة فى وزارةِ الرياضة والشباب. وما لم نرّدِمْ هذه الهُوَّة سنظل نَحْرِثُ الوَهمَ لنحْصِد النَدَمْ. ويكون من الصعبِ جِدَّاً أنْ أرَىَ الهلال وقد فازَ بكأسٍ خارِجية مُحْتَرَمَة، وأنا على قيدِ الحيَاة. أقولُ قولِى هذا وأسألكُم العفْوَ، وأدعو بالعافية لكلِ جماهير الرياضة فى السودان. (فى جزءٍ عاشِر سأتناول، من عرَّضَ المدنيِّينَ للإبادة فى دارفور)
أحدث المقالات
- اكتشاف الجسم الغريب الذي سقط بالخرطوم!! بقلم فيصل الدابي/المحامي 10-17-15, 01:59 PM, فيصل الدابي المحامي
- كيف ( تسرق ) وزارة الكهرباء ( مياه ) ولاية الخرطوم بقلم جمال السراج 10-17-15, 01:55 PM, جمال السراج
- الارهاب الاسرائيلي اخطر انواع الارهاب بقلم د.غازي حسين 10-17-15, 01:54 PM, مقالات سودانيزاونلاين
- الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (8) صورٌ معيبة وتصرفاتٌ مشينة بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي 10-17-15, 01:53 PM, مصطفى يوسف اللداوي
- الحركة الشعبية تضع الحكم الذاتي موضع التنفيذ. بقلم الفاضل سعيد سنهوري 10-17-15, 01:15 PM, الفاضل سعيد سنهوري
- الكلام (المُلبَّك)!! بقلم صلاح الدين عووضة 10-17-15, 01:11 PM, صلاح الدين عووضة
- شكلة نسوان حول ساعة أحمد الولد الفنان!! بقلم فيصل الدابي/المحامي 10-17-15, 01:09 PM, فيصل الدابي المحامي
- عندما يُحتفى بالعملاء.. منصور خالد نموذجاً بقلم الطيب مصطفى 10-17-15, 01:06 PM, الطيب مصطفى
- كرسي القماش..!! بقلم عبد الباقى الظافر 10-17-15, 01:03 PM, عبدالباقي الظافر
- نيفاشا تو !!او الفجر الكاذب!! بقلم حيدر احمد خيرالله 10-17-15, 05:29 AM, حيدر احمد خيرالله
- انتفاضة سكاكين المطبخ تحصد سريعا بقلم نقولا ناصر* 10-17-15, 05:21 AM, نقولا ناصر
- ماذا وراء إزدياد القتلى الايرانيين في سوريا؟ بقلم عبدالله جابر اللامي 10-17-15, 05:18 AM, مقالات سودانيزاونلاين
- الحوار الوطني.. الإجراءات سبيل للمخرجات (2) بقلم البراق النذير الوراق 10-17-15, 02:19 AM, البراق النذير الوراق
- أحمد الذي إخترع الساعة ؟؟ أم الساعة التي إخترعت أحمد ؟؟ بقلم سارة عيسي 10-16-15, 10:12 PM, سارة عيسي
- قراءة في كلمة الرئيس في جلسة الحوار الوطني بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن 10-16-15, 10:10 PM, زين العابدين صالح عبد الرحمن
- من قلب الشارع نودع فقيد الصحافة والسودان بقلم نورالدين مدني 10-16-15, 10:08 PM, نور الدين مدني
|
|
|
|
|
|