|
بعد هجومه العنيف وانتقاداته اللاذعة بقلم مصطفى خليل حسن
|
05:21 PM Oct, 08 2015 سودانيز اون لاين مقالات سودانيزاونلاين-phoenix Arizona USA مكتبتى فى سودانيزاونلاين
بسم الله الرحمن الرحيم جدة 5/10/2015م بعد هجومــــــه العنيف وانتقاداته اللاذعــة للتنظيم السياسي لحزب المؤتمر الوطني هـــل يقــــدم الرئيسي البشيـــر استقــــالتــــــه من الحزب ليصــــح رمــــــزاً قومياً شامخـــــاً ويدير الحوار الوطني المرتقب مع الأحزاب بحيادية وشفافية ؟
في حديث المكاشفة والصراحة والشفافية شن الرئيسي البشير هجوماً عنيفاً وانتقادات لاذعة للتنظيم السياسي للمؤتمر الوطني واتهمه بالهشاشة والرخاوة وأشار إلى أن الانتخابات الأخيرة قد أثبتت ذلك وقال أنه يخشى على التنظيم من الذوبان إذا قامت ثورة شعبية مثلما ذاب سلفه الاتحاد الاشتراكي المايوي أثر قيام ثورة أبريل 1985م. بعد هذه التصريحات المثيرة هل سينفض الرئيس البشير يديه من المؤتمر الوطني ويقدم استقالة ليصبح رمزاً قومياً شامخاً ويدير الحوار الوطني المرتقب مع الأحزاب بحيادية وشفافية؟ إن التنظيم السياسي للمؤتمر الوطني ظل يستظل بظلال شجرة السلطة الوارفة ويرفل في نعيمها وخيراتها لأكثر من ستة وعشرون عاماً ولم يستطيع أن ينشئ تنظيماً سياسياً قوياً متعافياً يصون به وحدة الوطن ويحفظ مواردها ويقيم مجتمع العدالة والكفاية والتنمية المستدامة ويحارب الفساد والمحسوبية والبطالة والفقر رغم إمساكه بكل مفاصل الدولة وما توفره من إمكانيات مادية هائلة وزخم إعلامي صارخ. لقد ظل المؤتمر الوطني مثل سائر الأحزاب السودانية قيادته مفصولة عن قواعده لا يستنفرها إلا في المواسم الانتخابية. لقد كان أغلب الناس متفائلون أن التنظيم السياسي لحزب المؤتمر الوطني سيطور العمل الحزبي وفق برامج مدروسة تلبي أشواق السودانيين في الحرية والعدالة والديمقراطية والتنمية ويحارب الفساد والمحسوبية والبطالة والفقر ويحدث ثورة اجتماعية واقتصادية هائلة تعوض هذه الشعب الصابر عشرات السنوات التي ضاعت من عمره منذ فجر الاستقلال وهو يتأرج في ظل أنظمة حزبية متهالكة تارة تعقبها أنظمة عسكرية شمولية مفلسة ولكن بعد مرور أكثر من ستة وعشرون عاماً خاب فأل هذا الشعب وتبخرت أحلامه في السراب وذهبت أدارج الرياح . إن تجربة حزب المؤتمر الوطني خلال هذه السنوات المديدة تثبت فشله الذريع في حل مشاكل الوطن وأهمها المحافظة على وحدة الوطن ومكافحة الفساد والمحسوبية والبطالة وحل مشاكل البلاد الاقتصادية وإرساء مبادئ الديمقراطية والشورى والإصلاح. (1) المحافظة على وحدة الوطن: عندما استولت حركة الإنقاذ على السلطة في 30 يونيو 1989 كان قادتها يرددون أنه لو لا قيام هذه الحركة لاستولى المتمردون على الخرطوم لأنهم كانوا يدقون أبواب المدينة وأن حاميات الجنوب كانت تسقط تباعاً الواحدة تلو الأخرى وذكروا أن من أهم أهداف حركتهم المحافظة على وحدة الوطن وتعهدوا بحل مشكلة الجنوب سلمياً ولكن المتمردون لم يجنحوا للحل السلمي واشتدت ضراوة الحرب وبدلاً من أن يترك حسم هذه الحرب للجيش السوداني الذي له خبرة وتجارب طويلة في حرب الأدغال والأحراش وكان من المفترض أن يوفر لهذا الجيش أحدث الأسلحة للقضاء على التمرد ولقد عانى هذا الجيش من الإهمال والتهميش وضعف الإمدادات في العهود الحزبية وكان من المفترض أن يوكل لهذا الجيش حسم المعركة وبدلاً من ذلك بدأت حرب جهادية حصدت عشرات الآلاف من خيرة الشباب واستنزفت الموارد واستمرت هذه الحرب الجهادية عدة سنوات ووثقتها برامج ساحات الفداء التي تبث من القناة الفضائية السودانية وهذه الحرب الجهادية استعدت علينا الدوائر الكنسية في الغرب وجميع أنحاء العالم على أساس أنها حرب إبادة دينية وجنى المتمردون الكثير من التعاطف والدعم المادي والتسليح من الولايات المتحدة والدوار الكنسية الغربية والأفريقية وتعرض السودان لكثير من الضغوط والحظر من هذه الدوائر ونتج عن هذه الضغوط اتفاقية نيفاشا التي منحت المتمردين حكم انتقالي ذاتي لمدة خمس سنوات يعقبها استفتاء تقرير المصير وللأسف لم يستطيع التنظيم السياسي للمؤتمر الوطني أن ينشى تنظيمات سياسية قوية في الجنوب ترفع رايات الوحدة وتساعد القبائل الحدودية وتدعم المسلمين الذي لا يقل تعدادهم عن 50% من سكان الجنوب وكذلك لم تجد أقاليم التماس والتمازج الواقعة على الحدود الشمالية للجنوب أي دعم يذكر. لقد كانت الفترة الانتقالية لاتفاقية نيفاشا تحدياً كبيراً للتنظيم السياسي للمؤتمر الوطني ليرسخ مبادئ الوحدة ويتنصر لها في هذه المعركة الشرسة ولكن المؤتمر الوطني ترك المتمردين بزعامة الحركة الشعبية والتي لا تمثل أغلبية في الجنوب تركها حرة طليقة تسرح وتمرح في الجنوب وترسخ في همجية وشراسة لغة الانفصال وتغري الجنوبيين بالحصول على 100% من الإنتاج النفطي إذا انفصل الجنوب بدلاً من الـ50% التي منحتها لهم اتفاقية نيفاشا خلال الفترة الانتقالية لكل هذه العوامل جاءت نتيجة الاستفتاء بنسبة 99.9 لصالح الانفصال. لم يقتصر فشل المؤتمر الوطني في جنوب الوطن بل تعداه إلى دار فور وجنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق حيث نشطت الحركات الانفصالية المسلحة وحركة قطاع الشمال التي تجد الدعم والتسليح من دولة الجنوب وكما فشل التنظيم السياسي للمؤتمر فشل في هذه المناطق واستمرت الحرب في تلك المناطق بشراسة وصارت خطراً يهدد وحدة الوطن. (2) مكافحة الفساد والمحسوبية : إن الفساد الذي استشرى في عهود الأحزاب والنظم العسكرية الشمولية السابقة والتي أقام نظام الإنقاذ في أول عهده المحاكم لكشفه وتعريته أطل الفساد من جديد فالتقارير السنوية للمراجع العام تكشف مدى حجم السطو على المال العم واستباحته والفساد الذي طال الولايات مثل ولاية الخرطوم وولاية الجزيرة ظاهر للعيان أما فساد المؤسسات فيتمثل في مؤسسة الأقطان وإفساد الوزارات فلم تسلم منه حتى وزارة الإرشاد والأوقاف. كان من المتوقع أن يمحص ويدقق التنظيم السياسي للمؤتمر الوطني في الشخصيات التي تتولى المناصب القيادية في الولايات والمؤسسات والوزارات وأن تكون معايير الأمانة والكفاءة وتقوى الله هي المعايير الحقيقة للاختيار لا أن يكون شعار الولاء قبل الأداء هو المعيار السائد وكان يجب محاربة المحسوبية والمحاباة في التعيينات لوظائف الدولة ولا أن يشرع سيف العزل والإحالة للصالح العام في وجه الكفاءات المشهود لها بالخبرة والتمييز بغض النظر عن انتمائها السياسي . (3) حل مشاكل البلاد الاقتصادية: لقد فشلت كل الأنظمة التي تعاقبت على حكم البلاد في حل المشاكل الاقتصادية وظل الشعب الصابر يتفاءل بالخير عند قدوم كل نظام جديد وهو يحلم بتوفير لقمة العيش الكريم . إن مشاريع التنمية التي تم تنفيذها خلال الستة وعشرون عاماً لا تتناسب مع طول هذه الفترة الزمنية والتي كنا نطمع فيه إلى قيام مشاريع تنموية ضخمة وهائلة تقهر الفقر والتخلف والبطالة . لقد تم إهمال مشروع الجزيرة الذي يعتبر العمود الفقري لاقتصاد البلاد كما تم إهمال قطاع الخدمات والنقل من خطوط جوية وسكك حديدية وخطوط بحرية وقطاعات النقل تعتبر جزءاً مكلاً للقطاع الاقتصادي . (4) إرساء مبادئ الشورى والحوار والديمقراطية والإصلاح لم يستطع التنظيم السياسي للمؤتمر الوطني إرساء هذه المبادئ وتم إبعاد وعزل بعض الشخصيات الإصلاحية التي كان من المؤمل أن تعلب دوراً هاماً داخل التنظيم أمثال والي القضارف كرم الله عباس والبروف حسن مكي كما أن بعض الشخصيات المشهود لها بالحنكة والخبرة والفكر أثرت الابتعاد عن التنظيم أمثال البروف الطيب زين العابدين والدكتور غازي صلاح الدين . إن عزل وابتعاد هذه الشخصيات تعتبر خسارة فادحة للتنظيم وذلك نتيجة لغياب مبادئ الشورى والديمقراطية والحوار واحترام الرأي الآخر. دخل بعض قادة التنظيم السياسي للمؤتمر الوطني في مهاترات رخيصة وألفاظ جارحه في هجومهم على معارضيهم وأدخلوا مصطلحات جديدة في الساحة السياسية مثل ( زعيط ومعيط ) و( لحس الكوع ) وكان يجب أن تكون عفة اللسان هي النموذج الأمثل في الخطاب السياسي مع المعارضين ) . خاتمة: أكتب هذه المقالة وقلبي على الوطن بكل الصفاء والنقاء لا يحركني الهوى ولا الانتماءات الحزبية الضيقة وهدفي الإصلاح ما استطعت. وأتمنى أن تكون محصلة الحوار الوطني المرتقب وحدة في الرؤى والأفكار والأهداف لمصلحة الوطن العزيز.
مصطفى خليل حسن جدة ص ب 5692 جدة 21432 جوال 0502349905 بريد الكتروني : mailto:[email protected]@yahoo.com
أحدث المقالات
- طلاب المؤتمر الوطني هددوا بتفجير جامعة مدني الأهلية ونسفها..!! بقلم عبدالوهاب الأنصاري 10-08-15, 03:16 PM, عبد الوهاب الأنصاري
- لماذا لا يشارك حزب البهجة في الحوار المرتقب؟!! بقلم فيصل الدابي/المحامي 10-08-15, 03:14 PM, فيصل الدابي المحامي
- تراجي مصطفي !! بقلم راشد عبد الرحيم 10-08-15, 03:13 PM, راشد عبد الرحيم
- الجِبْت بقلم بابكر فيصل بابكر 10-08-15, 03:06 PM, بابكر فيصل بابكر
- رؤية سمير المشهراوي لفتح ما تحت السطور بقلم سميح خلف 10-08-15, 03:04 PM, سميح خلف
- تعميد الوحدة الوطنية في حرب أكتوبر بقلم د. أحمد الخميسي 10-08-15, 03:03 PM, أحمد الخميسي
- (غنماية) حاج أحمد!! بقلم عثمان ميرغني 10-08-15, 01:37 PM, عثمان ميرغني
- من يدري؟! بقلم صلاح الدين عووضة 10-08-15, 01:34 PM, صلاح الدين عووضة
- الطامة (الكبرى ) جداً ..!! بقلم عبد الباقى الظافر 10-08-15, 01:32 PM, عبدالباقي الظافر
- عثمان ميرغني .. هل هو غرور ونرجسية ؟! بقلم الطيب مصطفى 10-08-15, 01:31 PM, الطيب مصطفى
- سلامة نظرك ..!! بقلم الطاهر ساتي 10-08-15, 01:29 PM, الطاهر ساتي
- التصريحات التطمينية ومفارقة الواقع بقلم نورالدين مدني 10-08-15, 06:03 AM, نور الدين مدني
- لاخير فى الحاكم ولا المحكوم بقلم عمرالشريف 10-08-15, 06:01 AM, عمر الشريف
- قال البشير ان من يرفض الحوار في يوم 10/10/2015 انه سيحسمه بقلم جبريل حسن احمد 10-08-15, 05:53 AM, جبريل حسن احمد
- الحوار ،الهلال ، المريخ ، كمال عمر: السقوط!! بقلم حيدر احمد خيرالله 10-08-15, 05:43 AM, حيدر احمد خيرالله
- غياب الدستور وممارسة حقوق المواطنة الحوار بقلم بدوى تاجو 10-08-15, 05:41 AM, بدوي تاجو
- لماذا ارتفع حجم الكراهية في السودان إلي هذا المستوي المخيف ؟؟؟؟؟؟ بقلم هاشم محمد علي احمد 10-08-15, 05:34 AM, هاشم محمد علي احمد
- وزارة الصحة تجود بغير مالها على المصابين اليمنين! بقلم عثمان محمد حسن 10-08-15, 05:29 AM, عثمان محمد حسن
بيان من حركة تحرير السودان للعدالة حول وصول وفد الحركة الي انجمينا للقاء بدبي 10-08-15, 03:57 PM, بيانات سودانيزاونلاينبيان هام رقم (26 ) الخيانة العظمي تلاحق القيادة المكلفه في الحركة الشعبية لتحرير السودان 10-08-15, 03:55 PM, بيانات سودانيزاونلايننواب: الحكومة تجري خلف العجائز وناشطات الأسافير لإنجاح الحوار 10-08-15, 03:54 PM, اخر لحظةالجبهة الوطنية العريضة ترد على دعوة رئيس الحكومة السودانية لها للحوار 10-08-15, 03:51 PM, الجبهة الوطنية العريضةبيان صحفي إن لم يكن الحل في الإسلام فأين يكون؟! 10-08-15, 03:49 PM, حزب التحرير في ولاية السودانالحزب الإتحادي الموحد نرفض حوار التمكين 10-08-15, 03:00 PM, بيانات سودانيزاونلاينبرلماني مستقل: لا يمكن للمهدي والميرغني أن يعملا ضد حكومة أبنائهما 10-08-15, 02:49 PM, صحيفة التيارابوعبيدة الخليفة : البشير يسعى لإعادة انتاج مشروع ﺍلإبادة الجماعية عبر الحوار 10-08-15, 02:44 PM, ابوعبيدة الخليفة عبد الله التعايشيمصر ع وإصابة (4) أطفال في حادث سقوط قطار بمنتزه ببحري 10-08-15, 02:42 PM, اخر لحظةبدء محاكمة المتورطين في فضيحة مدرسة الريان الوهمية 10-08-15, 02:39 PM, صحيفة الصيحة السودانيةكاركاتير اليوم الموافق 08 اكتوبر 2015 للفنان عمر دفع الله عن حقوق الانسان فى السودان 10-08-15, 02:35 PM, Sudanese Online Cartoon
|
|
|
|
|
|