على هامش كده كده يا التريلا بقلم مصعب المشرّف

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-13-2024, 08:57 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-28-2015, 01:54 PM

مصعب المشـرّف
<aمصعب المشـرّف
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
على هامش كده كده يا التريلا بقلم مصعب المشرّف

    01:54 PM Sep, 28 2015
    سودانيز اون لاين
    مصعب المشـرّف-
    مكتبتى فى سودانيزاونلاين



    28 سبتمبر 2015م


    الذي حرضني على كتابة هذا المقال ؛ هو إعلان إمتلأت به الفضائيات السودانية الخاصة عن إحياء بعض مطربي السودان لحفل غنائي للجالية السودانية في دولة الأمارات العربية المتحدة .... وقد أشرف على تنظيم الحفل ورعايته وكالة نقل وشحن وتخليص جمركي .



    في معظم الدول العربية (ولا نقول الأوروبية) ؛ لا يسمح لغير الشركات والوكالات المتخصصة المرخص لها ؛ العاملة في حقل الإنتاج الفني بإقتحام هذا المجال .

    واقع الأمر فإنه حين تكون وكالة شحن ونقل وتخليص جمركي هي التي تتولى فعالية إعداد وتنظيم ورعاية حفل غنائي . فلنا أن نتخيل كم هي المساخر التي تكتنف الثقافة والفنون لدينا ؟ وكم نحن متخلفون عن غيرنا لجهة التخصص والادارة ....



    وطالما كانت وكالة شحن ونقل وتخليص جمركي هي المنظمة للحفلات الغنائية . فقد كان من حق الجمهور الإحتفاء خلال فعاليات هذا الحفل بكلمات وألحان أغنيات هابطة لمطربين من الدرجة العاشرة .. أغنيات هابطة "ترفـل" في مقدمتها أغنية مستوحاة من تعبير شوارع شعبية آفروعربية ؛ تقول كلماتها "كـده .. كدة .. يا التريلاّ .. القاطرا قندراني"؟

    على هامش "كدة كدة يا التريلا":

    واقع الأمر فإن جملة "التريلا القاطرا قندراني" لايمكن إلصاقها بالموروث الشعبي السوداني الوطني الأصيل . وذلك لكونها من قبيل العبارات والجمل التي ابتكرتها جماعات عرقية لاجئة إلى السودان من دول الجوار الأفريقي المتخلفة ؛ ولأسباب تتعلق بمجاعات ونزاعات عرقية سياسية مسلحة في بلادها.

    وقد إصطدمت هذه المجموعات الأفريقية اللاجئة إلى السودان بثقافة إسلامية عربية سائدة من جهة ... ثم وتقدم وتعقيد نوعي لجهة الأطروحات في مجال الثقافة والفنون . وكذلك الوسائل والأدوات المستخدمة في حياة الناس . ومدى إنتشارها سواء في جانب المواصلات والتعليم والطعام والأزياء والمثل والمفاهيم .. إلخ .

    فكان أن لجأت هذه المحموعات الأفريقية بعد إستقرارها في السودان . وتعلمها التخاطب البسيط المباشر باللغة العربية .. لجأت إلى التعبير عن نفسها بعبارات وجمل ومنتجات يجري اليوم تصنيفها (أكاديمياً) تحت بند "الآفروعربي" .... ويعتبرها المواطن السوداني الأصيل بمثابة "لغة شوارع". ومنتجات صعاليك وشمّـاسَـة.

    وأحياناً كثيرة تجد هذه المنتجات "الأفروعربية" ترحيباً ودهشة في أوساط لعض المواطنين السودانين خاصة في سن الطفولة والصبا من بين من تلقى تعليما بسيطاً ... أو إكتفى بالتعليم الأكاديمي العام والعالي وفقاً للمناهج الدراسية وحدها ؛ دون أن يشغل نفسه بالأخذ من ثمار الثقافة العربية والحضارة الإسلامية بمعناها العريض ؛ والتي تسمو باللغة والمعاني وتلفظ الغث والفـج والـزَبَـدْ.

    وعند تفكيك منطوق عبارة "كدة كدة يا التريلا القاطرا قندراني" من حيث المعنى المباشر ؛ فهي تشير إلى إندهاش هذا اللاجيء "الزنجـي" بهذه الوسيلة الضخمة التي تتكون من جزئين .. الجزء الأول عبارة عن قاطرة ؛ والجزء الثاني عبارة عن مقطورة.



    والقاطرة الضخمة للتريلة ؛ تسمى في الموروث الشعبي السوداني "قوندران" . وهو في الأصل إسم لشركة شحن ونقل عالمية Gondrand تأسست عام 1866م .



    جاءت هذه الشركة مع الإستعمار البريطاني للسودان ما بين عامي 1898م و 1956م . فجرى تحريف الإسم إلى "قوندران" باللهجة السودانية .... وبالتالي يؤخذ على أنه مذكر.


    أما التريلاّ (التريلة) فهو التحريف للإسم الإنجليزي للمقطورة Trailer بمختلف أشكالها ووظائفها وأغراضها ... وأخذ من اللفظ على أنها مؤنث.


    وهكذا أصبح كل شاب يُشاهد في الشارع العام أو الحدائق يتمشي بصحبته فتاة .. أصبح هدفاً للتعليقات والتحرشات اللفظية الظريفة من جانب الصعاليك والمتسكِعين والشمّاسَة ؛ التي تصفه بأنه (قندران قاطر تريلة).

    الجدير بالملاحظة أن المجتمع العربي الكبير من الخليج إلى المحيط ؛ نراه دائما ما يعجب بكلمات وألحان هذه الأغنيات السودانية الخفيفة ؛ التي عادة ما يجري تصنيفها بأنها هابطة على مقياس الذوق السوداني المحلي.

    ولكن هذا الإعجاب إنما يدل دلالة واضحة على مدى إهتمام وتفاعل العالم العربي بكل ماهو هجين جديد رافد إلى ثقافته ؛ بغض النظر عما إذا كان على هيئة "موشحـات" جاءت بها الأندلس .. أو عبارات ومونولوجات جاء بها السودان في أغنياته ومسمياته.... لا بل وحتى روايات هي في الأصل مغرقة في المحلية السودانية بشخوصها وأحداثها وحواراتها ؛ مثل رواية "موسم الهجرة إلى الشمال" للطيب صالح.

    ويندرج داخل إطار هذا التوجه العربي القومي العام ؛ إحتفاء العرب بأغنيات سودانية من قبيل "المامبو السوداني" و "التريلة" و "إزيكم كيفنكم" . دونا عن بقية الأغنيات الرصينة التي تستهوي عامة الشعب السوداني .. وحيث يبقى مطربون سودانيون أفذاذ من أمثال "محمد الأمين" و "محمد وردي" و "عبد الكريم الكابلي" ... يبقى هؤلاء مجهولون لدى العرب من جهة ولا يجدون آذاناً صاغية من جهة أخرى ؛ رغم أنهم مصنفون من مطربي الدرجة الإستثنائية الممتازة ... ويعتبرون عمالقة داخل السودان.

    إن التساؤل الذي يطرح نفسه هنا هو :
    لماذا يفهم العربي كلمات أغنية "المامبو السوداني" و "كده كده يا التريلة" رغم غرقها في المحلية والمولودية الآفروعربية .. ويستصعب فهم كلمات أغنيات مثل "وعد النـوّار" و "الطير المهاجر" و "ضنين الوعد" .. لا بل وينكر ذوقه العام تقبلها أو إستيعاب مفرداتها؟

    الأذن العربية مرهفة .... والذوق القومي العام لايمكن وصفه بالإنحطاط ... فهو يدرك ما يسمع .. ويعجب بأغنيات رصينة الكلمات والصياغة واللحن والغناء منذ عمر بن أبي ربيعة ومعبـد وميادة ... وفي معيتهم زرياب وإسحاق الموصلي .... ومروراً بمحمد عبد الوهاب وأم كلثوم وعبد الحليم حافظ وطلال مداح .... إلخ إلى يومنا هذا.
    ترى هل هذا هو الدور والمساهمة المطلوبة مننا نحن السودانيون ؛ في مجال رفد الثقافة والفنون والحضارة العربية المتجددة؟ .. وبأن نقتصر على "المامبو" و "كده يا التريلة" وأخواتها؟

    ومن أين جاء هذا الإنطباع والتحديد لهذا الإطار.... والتنميط لشخصية الزول السودانية؟

    ولا أدري أين مكمن الخطأ هنا ..... هل العيب فينا أم في غيرنا؟



    أحدث المقالات

  • كل عام وانتم بخير !! بقلم حيدر احمد خيرالله 09-28-15, 05:41 AM, حيدر احمد خيرالله
  • 20 إعلامي سوداني حجوا على نفقة إدارة الحج هذا العام .. بقلم أسامة عوض الله 09-28-15, 05:38 AM, أسامة عوض الله
  • يا علي السيد الختم بِنشِبَك وتحصل ندامة عقبين بقلم عبد الله علي إبراهيم 09-28-15, 05:20 AM, عبدالله علي إبراهيم
  • رسالة الي الدكتور عشاري ومن يهمه الامر بقلم شوقي بدرى 09-28-15, 05:13 AM, شوقي بدرى
  • الأغلبية الصامتة : الخطاب السياسى وآليات الإستقطاب بقلم عادل شالوكا 09-28-15, 05:11 AM, عادل شالوكا
  • في انتظار المعجزة بقلم كمال الهِدي 09-28-15, 05:09 AM, كمال الهدي
  • إنتفاضة ضد الفقر و الجوع بقلم حسيب الصالحي 09-28-15, 05:07 AM, مقالات سودانيزاونلاين























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de