|
أرفض.. وتمرد على واقعك..!! بقلم عثمان ميرغني
|
03:46 PM Sep, 22 2015 سودانيز اون لاين عثمان ميرغني-الخرطوم-السودان مكتبتى فى سودانيزاونلاين
حديث المدينة الثلاثاء 22 سبتمبر 2015
من أوجب فوائد الحزب الجديد أنه سيطيح بالمُسَلَّمات المحفوظة عن ظهر قلب في العمل السياسي التقليدي. واحد من أكبر نكبات السياسة في السودان أن تعريف كلمة (حزب) ما يزال مخلوطاً بـطقوس (التعميد).. فيكون الدخول إلى الحزب (في رأي أهل الحزب طبعاً) هداية بعد ضلال.. والخروج من الحزب أشبه بالخروج من الدين.. (والعياذ بالله).. ألم تسمعوا كثيراً في الأخبار (انسلاخ مجموعة من حزب كذا إلى حزب كذا).. (خمسة آلاف من أبناء قبيلة كذا يعلنون انضمامهم لحزب كذا).. كأنما العمل السياسي هو نشاط (تبشيري) ينقل الناس من الكفر إلى الإيمان أو بالعكس.. مثل هذه المفاهيم الخاطئة هي التي تكرس حالة الاحتراب والتخاصم السياسي في بلادنا.. فالجسور المعنوية الفاصلة بين حزب وآخر أقرب كثيراً إلى أسوار فاصلة بين الحق والباطل (في نظر الحزب).. من خرج على الحزب نزع الخير من نفسه.. ومن دخله حظى ببركة الحياة الصالحة.. مثل هذا الوضع يجعل قيادات الأحزاب فوق النقد والمراجعة.. لأن العلاقة الرأسية هنا علاقة ممزوجة بـ(التبعية). بينما الحقيقة أن الحزب هو مجرد منصة للتناصر حول (برنامج عمل).. النظر كله مسدد إلى البرنامج الذي يؤسس على مفاهيم تعبر عن رؤية الحزب.. الناخب الذي يصوِّت للحزب.. هو في الحقيقة يناصر (برنامج العمل) الذي طرحه الحزب.. فيظل التنافس دائماً قائماً على (البرنامج) لا على الاستعلاء الفكري أو الطائفي أو ما شابه ذلك من مفردات الواقع السياسي السوداني الراهن. لهذا؛ فالحزب الجديد لا يشترط بطاقة فكرية أو غيرها من سمات (التعميد) السياسي المتبع في بقية الأحزاب.. والذي ينضم إليه ليس مطلوباً منه نزع فكر من رأسه.. أو لبس فكر آخر.. فالحزب منصة تناصر على (برنامج عمل) مؤسس على مفاهيم ورؤية واضحة.. سيجد كل فرد سوداني أن (برنامج عمل) الحزب يخاطبه هو (شخصياً) في نفسه.. وأسرته.. فيصبح الانتماء للحزب أو حتى التعاطف معه دفاعا عن مصالح الفرد وأسرته.. التي هي في النهاية مصالح الوطن وأهله.. الأب الذي يكد ويكدح من اجل تعليم ابنه ليصبح طبيباً –مثلاً- يدرك أن ابنه سيساعده بقدر ما يساعد مرضاه.. فالمصلحة الخاصة هنا سليلة المصلحة العامة.. والحلم الخاص هو بكل يين حلم عام.. أجعل الحزب الجديد (قضية شخصية) تهمك وأسرتك.. فمجموع ما نطمح إليه كلنا هو طموح الوطن اجمالاً.. ومن هنا يجب أن تكبر بأحلامك.. كلما صغرت أحلامك تقزمت أحلام الوطن.. أكبر بأحلامك ليكبر الوطن بحلمنا القومي الأعظم. أسألك بالله.. هل واقعنا حولنا يرضيك؟؟ هل هذه أحلامنا؟؟ لماذا لا نمارس الرفض الجماعي.. لواقعنا الذي لا يناسب مواردنا ولا تاريخنا.. نحن وطن ثري مترف بالموارد.. لماذا نظل فقراء نلعق الصبر في أسى المحروم.. كالعير في البيداء يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها محمول.. أبدأ بنفسك الآن وأرفض واقعك.. وكبِّر أحلامك..
أحدث المقالات
- رسالة مفتوحة إلى سمو الملك سلمان بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين.. !! قريمانيات .. بقلم .. الط 09-22-15, 04:23 AM, الطيب رحمه قريمان
- مش ديل؟! ما بخافوا الله و لا مدير الضرايب! بقلم عثمان محمد حسن 09-22-15, 02:24 AM, عثمان محمد حسن
- كتاب جدران تونس رجْعُ صدى الثورة في إيطاليا بقلم عزالدين عناية∗ 09-22-15, 02:19 AM, عزالدين عناية
- الأضحية.. واحد كيلو فقط ... !! قريمانيات .. بقلم .. الطيب رحمه قريمان .. بريطانيا... !! 09-22-15, 02:14 AM, الطيب رحمه قريمان
- الثوره المصريه القادمه بقلم عبد الحكيم المغربي 09-21-15, 11:47 PM, عبد الحكيم المغربي
- رداً علي مايسمي بالأغلبية الصامتة الجاك محمود أحمد يكتب: الثورة مستمرة والسادن يطلع برة!! (1-10) 09-21-15, 11:45 PM, مقالات سودانيزاونلاين
- هذا الدماغ ليس للإستعباد! بقلم هاشم كرار 09-21-15, 11:43 PM, هاشم كرار
- برانويا الاغلبية الصامتة ما بين كلاب بافلوف والشخصية السايكوباتية (2-20) بقلم أحمد زكريا إسماعيل 09-21-15, 11:41 PM, أحمد زكريا إسماعيل
- قيادة النار تثأر للجرف الصامد بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي 09-21-15, 11:40 PM, مصطفى يوسف اللداوي
- أداء و كفاءة محطات توليد الكهرباء (3) بقلم د. عمر بادي 09-21-15, 10:55 PM, د. عمر بادي
- مع الأطباء و دور الصحة بقلم عمر عثمان-Omer Gibreal 09-21-15, 10:51 PM, عمر عثمان-Omer Gibreal
- الإعتقال الإداري وواجب إسرائيل الأخلاقي الحتمي* 09-21-15, 10:50 PM, ألون بن مئير
- بيت لحم مهد المسيح ومهد الانتفاضة بقلم د. فايز أبو شمالة 09-21-15, 10:47 PM, فايز أبو شمالة
- عيد الترابط الأسري والتكافل المجتمعي بقلم نورالدين مدني 09-21-15, 10:46 PM, نور الدين مدني
- نداء عاجل لعلماء الامه بقلم عبد الحكيم المغربي 09-21-15, 10:45 PM, عبد الحكيم المغربي
|
|
|
|
|
|