|
الأشياء تتداعى.. بقلم اللواء تلفون كوكو أبوجلحة
|
06:36 PM Sep, 20 2015 سودانيز اون لاين تلفون كوكو ابو جلحة- مكتبتى فى سودانيزاونلاين
وبه نستعين.. .. عزيزى القارئ وعزيزتى القارئة كما وعدتكم فى مقدمة هذا المقال على أننى بصدد كتابة ردود على مقالين كتبهما كل من الكاتب عادل إبراهيم شالوكا تحت عنوان مرحباً بالحوار الحقيقى والكاتب مبارك أردول تحت عنوان الحوار النوبى النوبى حوار للإلهاء والإلتفاف ودس السم فى الدسم .. فاليوم سأتناول ما جاء فى مقال الكاتب مبارك أردول وذلك بغرض كشف ودحض ما ورد فى مقاله من معلومات غير صحيحة قصد منها تضليل الرأى العام وتزوير التاريخ .. وقبل الخوض فى التفاصيل أفيدكم أننى هنا لست بصدد الدفاع عن رأى شخص معين أو آراء أشخاص معينين أو طرح أو اُطروحات معينة أو مبادرة أو مبادرات معينة .. وإنما أنا هنا من أجل توضيح بعض الحقائق مجردة من أجل تفنيد المزاعم المغلوطة المنسوبة لى وللأغلبية الصامتة وبصدد تفصيل ما جاء فى مقال أردول من دون تفصيل حتى يستطيع القارئ والقارئة من التقييم ثم الحكم . والغرض من هذا هو عدم ترك المجال للصوص الثورات من سرقة وتحريف وتزوير نضال الثوار على حسب رغبتهم .. حيث إعتقدوا أنهم بأقلامهم هذه لقادرين على صياغة التاريخ " تاريخ جبال النوبة " .. وكان من الممكن أن يقوموا بذلك لأن التاريخ ليس ملك لأحد ولا حكر على أحد .. ولكن لعدم توفر الحيادية والأمانة الأدبية فيهم فهم بذلك فقدوا أهم عناصر كتابة التاريخ .. وقد ظهر ذلك جلياً فى التوثيق المبرمج الذى يقوم به هذا الكاتب مبارك أردول إذ تكونوا قد لاحظتم وشاهدتم الطريقة التى يوثق بها إنتصارات الجيش الشعبى فى جبال النوبة – أى مركبة " مجروس ، تايوتا ، رينالد ، مدرعة ، جيفانق ، حطام طائرة " جثث قتلى مواقف مع الثلاثى تجد هذا الأردول يوثق هذه الأحداث بصورته هو بدلاً من هؤلاء الذين دفعوا الثمن من أجل صناعة هذه الحدث ..وبالطبع إن مثل هذه السلوك سوف لن تفوت عليكم ، وطبعاً مثل التصرفات الخاصة بأخذ صوره مع أي من الأحداث المربوطة بالعمليات العسكرية تؤكد ما كتبته من قبل أن هذا الأردول لم يمر عبر مصنع الرجال لأنه شرد من التدريب.. وكما لم يخض ولو نصف معركة مع العدو لذلك فهو مصاب بعقدة أن الناس يعرفون أنه جبان وفاقد عسكرية.. والرتبة العسكرية التى يحملها هو غير مستحق وغير مؤهل لها.. فهو يريد أن يكمل الباقى بالصُور فى الشبكة الإلكترونية بينما المؤرخون فى العالم يؤرخون الأحداث التاريخية وينسبونها إلى أصحابها ..فماذا يعنى عندما يتعرض كاتب صغير فى العمر كما تحدث عن نفسه بإساءة الآخرين على أن الكلاب العجوزة لا تتعلم حيلة جديدة وكأنه خالد فى عمره هذا .. فماذا يعنى عندما يتعرض لأعيان قومه بأسلوب وقح بذئ لا يشبه عادات القبيلة التى ينتمى إليها هذا الكاتب لمجرد أن شخصاً ما أبدى برأيه حول موضوع ما ؟! هل يمكننا أن نصدق على أن الغبار الذى اُثير فى الأسبوع الماضى هل هذا كله لأن أحد أبناء القبيلة من الوطنيين أبدى برأيه فى موضوع هو يراه من وجهة نظره بالمهم للغاية ويحتاج لتضافرالجهود من أجل إيجاد الحلول له ؟! أم أن هناك أشياء خلف الكواليس ؟! لماذا يثير موضوع جمع شمل أبناء النوبة حساسية بعض الناس هكذا ؟! لماذا هذه الشكوك ؟! من هو الذى بيده توزيع صكوك النقاء الثورى ؟! هل يمكن أن نصدق أن هؤلاء المنخرطون فى الثورة بعد وقف إطلاق النار هم من لديهم النقاء الثورى ؟! وأين كانوا طيلة فترة إعلان بيان إندماج النوبة فى الحركة الشعبية يناير 1985م فى راديو الجيش الشعبى لتحرير السودان عندما وجه فيه يوسف كوه نداءه إلى جميع شباب النوبة بالإضافة إلى القادرين على حمل السلاح بأن يبلغوا بطرفنا فى إثيوبيا بغرض التدريب ورفع السلاح بدلاً من رفع جردل القمامة ؟! وقد إستمر تكرار إذاعة هذا البيان يومياً فى الراديو لثلاثة أشهر وبعد ذلك بُثت الأحاديث التى سجلناها نحن عوض كوكو ، يوسف كره وشخصى الضعيف باللغات المحلية .. وحقيقة لم يستجب لنداءاتنا سوى الشبان الشجعان الأوفياء من غير المتعلمين .. فكان معظمهم من المزارعين والرعاة والمصارعين والعمال وقليل جداً من طلاب الجامعات وعلى رأسهم الشهيد تاج السر البدين أدخله الله فسيح جناته وجعله من السابقين .. لنشهد تدفق وهرولة الآلاف من الجامعيين وحملة الدرجات العلمية العليا إلى الحركة الشعبية بعد وقف إطلاق النار بغرض قطف الثمار فى خطوة ليست بالغريبة ولا الجديدة لأن المقولة تقول " أن الثورات يخططها المفكرون وينفذها الشجعان ويحصدها الإنتهازيون " .. فليست الثورة فى جبال النوبة هى الأولى للتعرض لمثل هذا الإختطاف فهى ليست بالمحصنة من ذلك .. فالثورات معظمها تعرضت للإختطاف بما فيها ثورة أكتوبر 1964م وإنتفاضة إبريل 1985م .. فالنخب التى كانت تحكم مع عبود هى نفسها من تولت مقاليد الحكم بعد ذهاب عبود .. وكذلك نفس النخب التى كانت تحكم مع النميرى هى نفسها من تولت مقاليد الحكم بعد ذهاب النميرى .. لذلك لم يحدث أى تغيير فى نظام ومفاهيم الحكم فظلت النخب الحاكمة فى الخرطوم تواصل فى نفس السياسات بالكربون .. فلا نفذت مطالب الجماهير التى كانت تهتف بزوال نظام عبود ولا نفذت المطالب التى رفعها الجماهير ضد النميرى .. لذلك لم تنقل المدن إلى الأرياف مما إضطر الناس لنقل أنفسهم إلى المدن بحثاً عن الخدمات ..حقيقة النخبة الحاكمة فى الخرطوم ستظل تخدع فى شعبها لأنها إن قامت بتنفيذ مطالب الجماهير فهذا بالضرورة سيكون خصماً من تمتعها لأنها أساساً تعيش على حساب النسبة المئوية من الميزانية المالية المخصصة للأرياف لإنشاء محطات المياه والكهرباء والطرق والصحة والتعليم لذلك نجد كل الثورات فى السودان فشلت إلى الوصول إلى غاياتها بسبب إستيلاء الإنتهازيون على الثورات فى غفلة من الجماهير .. هذا ما جعل قائد الحركة الشعبية يؤكد مراراً وتكراراً فى أحاديثه الراتبة القائد مع الثوار . حيث نبه الثوار إلى أن الثورة ستختطف .. فالإنتهازيون فى الحركة الشعبية أكدوا أن ما يقومون به هو نفس ما قام به الإنتهازيون فى جميع الثورات فى العالم .. ولكننا نقول لهؤلاء الإنتهازيون أنهم ليسوا بمقام أسلافهم الآخرين لأنهم من الضعف بمكان ما لا يمكنهم من تحقيق مخططاتهم التآمرية .. ذلك لأن ثوار الغابة ليسوا كثوار المدن .. فهم لا زالوا يحملون السلاح وليس القلم .. وهم قادرون لوضع نهاية لهذا العبث العابث غير الأخلاقى . وعندما نبدأ بالتعليق على ما جاء فى مقال الكاتب مبارك أردول ونقتبس منه الآتى " المجموعة التى إجتمعت فى كمبالا 2003م وأقامت مؤتمر نيفاشا ، هذه المجموعة رُسم لها خطاً موازياً لما يقدمه وفد الحركة الشعبية المفاوض فى كينيا بقيادة د . جون قرنق حيث كان المطلب آنذاك أن يمنح حق تقرير المصير لمنطقة جبال النوبة والنيل الأزرق حسبما جاء فى توصيات مؤتمر كل النوبة الأول فى كاودة وغيره ، رفض هؤلاء هذه المطالب بل كل ما تقدمت به الحركة الشعبية بإعتبارها رؤيتهم لحسم الصراع فى المنطقة وتحقيق السلام ، ولم تكن لهذه المجموعة أى رؤية محددة لكيفية تحقيق الحقوق وإحلال السلام ، بل كان العمل كله منصب على الرفض والتشويش لمواقف الحركة الشعبية التفاوضية ورؤيتها فى طاولة المفاوضات حيث حشدهم النظام فى ورشة – ضرار – فى كمبالا وأتى ببعضهم فكانوا أكثر من الخمسين فرداً يتقدمهم سليمان رحال ، كبشور كوكو ، محمد مركزو ، ومكى على بلايل ...الخ ومن خلفهم يقف آلان قولتى المبعوث البريطانى فقد أعابو أمر حق تقرير المصير ورفضوه ، وقالوا فقط نحن نريد حكم ذاتى بصلاحيات موسعة !!! ولما حدث من ربكة فى المفاوضات إضطرت الوساطة إلى أن تحول مفاوضات المناطق الثلاثة إلى منطقة كارن بدلاً من نيفاشا ، ليتوصلوا إلى ما وصلوا إليه بعد هذه التباينات فى المواقف والأدوار التى نفذها هؤلاء لوفد على عثمان محمد طه بحزافيره ، فخرجت برتوكولات المنطقتين بالصورة التى رأها الجميع ، قامت نفس هذه المجموعة مجدداً ومن معها بكيل الإتهامات على الحركة الشعبية وإتهامها بأنها تسببت فى ضعف المطالب للمنطقة وبيع نضال النوبة وو ...الخ من المزايدات ، وأصبح تلفون كوكو ومن شايعه يرون الفيل ويطعنون فى ظله بسلسلة مقالات فى صحيفة الترابى طيلة فترة السلام والغرض من هذا شئ واحد وهو تصفية الحركة الشعبية فى شمال السودان وإعدام وجودها وتسويف مطالب أهل المنطقة العادلة والقديمة .. وهو نفس الشئ الذى طرحه تلفون كوكو من قبل فى مؤتمر دبـي ، حيث إقترح للحضور الإستسلام وعدم مواصلة الكفاح .. ومرة اُخرى ترشح ضد مرشحى الحركة الشعبية لتحقيق نفس الهدف هو وصديق منصور وغيره لتشتيت الأصوات وقطع الطريق أمام أى نصر يمكن أن تحرزه الحركة الشعبية لتتمكن من نيل الحقوق عن طريق الأغلبية الميكانيكية فى البرلمان " إنتهى الإقتباس ... عندما يكتب مبارك أردول عن كبار أعيان القبيلة "النوبة " بمقاماتهم الشامخة وبمؤهلاتهم العلمية الرفيعة ويبخس لهم مجهوداتهم ويهاترهم ويجردهم من حق الإدلاء بآرائهم فى قضية لا أعتقد أن تباين الآراء حولها يخلق عداوة بين أبناء القبيلة بقدر ما هى تحتاج للحوار المستمر والتفاهم بغرض الوصول إلى نقطة إلتقاء ثم التوافق ، وخاصة إن إدعى طرف معين بأحقيته المطلقة لتقرير مصير النوبة فهذا سيكون من الغباء والجهل بحقوق الآخرين وهى مصيبة كبرى .. كيف يصل الغرور بأردول على أن يعتقد بأن على النوبة عامة إعتبار الحركة الشعبية الممثل المطلق لهم لمجرد أن الحركة الشعبية خرجت بتوصيات مؤتمر كل النوبة الأول فى كاودة وغيره ، أيه يعنى أن مؤتمر كل النوبة خرج بتوصيات ! هل كان هؤلاء القامات السامية الذين يبخسهم أردول هل كانوا وغيرهم من النوبة بالداخل جزء من مخرجات هذا المؤتمر المُفترى عليه ؟ لماذا يجرد أردول الناس من حق إبداء الرآى الآخر ؟ فتوصيات مؤتمر كل النوبة ليس بالقرآن ولا هو بالأنجيل.. وإنما هذا المؤتمر فى رأى الخاص كان مؤتمر الإستسلام والتبعية والذيلية الرخيصة .. فهو المؤتمر الذى سلم فيه بعض من النوبة ذقونهم للآخرين لكى يتفاوضوا نيابة عنهم ! لماذا يتفاوض شخص آخر عنك ؟ ماذا ينقص أبناء النوبة لكى يفوضوا شخصاً آخر للتفاوض عنهم ؟ لماذا حارب النوبة بأنفسهم من دون وكالة بالسلاح القاتل ولا يستطيعون التفاوض بالكلام غير القاتل ؟ هل كان لا يوجد فى أبناء النوبة من المتعلمين ممن يمكن أن توكل إليهم مسئولية التفاوض نيابة عن أهلهم ؟ هذه هى الخساسة والذلة .. لهذا كان طبيعى جداً أن لا يحقق هذا المؤتمر غاياته وذلك لأسباب بسيطة وهامة أولاً لأن قيادات النوبة فى هذا المؤتمر سلموا ذقونهم للآخرين ليتفافضوا نيابة عنهم وثانياً لأن المنظمين لهذا المؤتمر كانوا من الإنتهازية وعدم الأمانة والمبالاة بمكان.. لدرجة أنهم من شدة إنتهازيتهم ومكرهم تناسوا عمداً دعوة من وضعوا لبنة هذا العمل الذى يتسابقون له فاصابتهم اللعنة .. أين الذين وضعوا حجر الأساس الذى إنطلق منه الشباب ليحشدون الشباب فى المدن والبوادى والأرياف من سبعينيات القرن الماضى فى تنظيم كمولو حتى أصبحوا جاهزين لإستقبال أى توجيهات من اللجنة التنفيذية لتنظيم كمولو ؟ فكانت أولى التوجيهات هى حشد الجماهير فى إنتخابات 1981م للوقوف وراء مرشحى تنظيم كمولو يوسف كوه مكى ودانيال كودى أنجلو حيث كان أحدهما للبرلمان القومى والآخر لمجلس الشعب الإقليمى وقد فازا من دون أى منافسة تذكر.. وكانت التوجيهات التى تلت الأولى هى توجيه الشباب للتبليغ إلى مراكز التدريب فى إثيوبيا بغرض رفع السلاح بدلاً من رفع جردل القمامة ، فتقاطر الشباب إلى إثيوبيا مشياً على الأرجل لأيام وليالى فرادى وجماعات .. فأين المؤسسين لتنظيم كمولو الذى أفرخ آلاف المقاتلين الذين من دونهم ما كان من الممكن قيام ما يسمى بمؤتمر كل النوبة أو غير النوبة .. أين أزرق زكريا ؟ أين صالح الياس دلدوم ؟ أين عزالدين كوكو تية ؟ أين كوكو جقدول ؟ أين محمد الأول ؟ لولا هؤلاء الذين أصبحوا الآن صغار فى نظركم وكانوا بالأمس قامات شامخة لما كان هناك شئ يكتب عنه هذا الأردول ولما وجد هؤلاء الثلاثى مكاناً يتطاولون منه .. الأمر الثانى ومن دون أن يكون هناك طليعة تفتح الطريق لهؤلاء الشباب المخلصين الشجعان الأوفياء للتسابق إلى مراكز التدريب بإثيوبيا فمن دون هذه الطليعة لم يكن من السهل وصول هؤلاء الشباب إلى مراكز التدريب .. فكيف يتناسى هؤلاء المنظمون للمؤتمر عدم دعوة الذين فتحوا طريق شباب النوبة لرفع السلاح ؟! فلقد قضى عوض كوكو تية نحبه ولحق به يوسف كوه مكى ولكن بقى كل من يوسف كره هارون وشخصى الضعيف على قيد الحياة.. وكلانا كنا داخل السودان وليس خارجه .. فأنظر لهذه المؤامرة أن يتم دعوة من كانوا يقاتلون ضد الحركة الشعبية وآخرين ممن هربوا من مناطق التماس خوفاً من الجيش الشعبى إلى داخل المدن الشمالية وكذلك دعوة من هم خارج السودان ولا يتم تقديم الدعوة لمن فتحوا الطريق للشباب النوبى لرفع السلاح وأمضوا زهرة شبابهم تجوالاً من غابة لأخرى ومن كركور لكهف !! بينما العالم المتحضر يضع مثل هؤلاء فى نصب أعينهم بل ويسميهم بالأباء المؤسسين ويخلدون ذكراهم إن هم قضوا نحبهم .. ولكن أنظر لما يحدث اليوم من إنتهازية !! فكيف لا تصيبهم لعنة المؤسسين لتنظيم كمولو؟!.. ولعنة الطلائع الذين فتحوا طريق النضال من أجل تحرير شعب النوبة من رفع جردل القمامة ؟!.. إن ما يتحدث عنه هذا الأردول على أن هذه القامات السامية التى رفض أن يعطيهم حتى حقهم العلمى فالأول لمعلومية القراء والقارئات يحمل درجة الدكتوراة وهو سليمان رحال وكذا الثانى فهو يحمل أيضاً درجة الدكتوراة وهو كبشور كوكو والثالث يحمل رتبة العميد فى الجيش وهو محمد مركزو كوكو والرابع هو الأستاذ مكى بلايل . فهم كلهم يحملون درجات علمية رفيعة إلا إن الكاتب أراد أن يكتبها هكذا عمداً أمعاناً منه فى إستحقارهم.. ولكنه نسى أن هؤلاء بمقاماتهم ليسوا بمن يحتاجون من نوعه هذا لأى ترفيع لأن المسألة إن كانت عادية كما خلق الله الناس لماذا ذكر جون قرنق مع درجته العلمية ؟! يا للخساسة .. فإن زعم أردول أن هذه القامات هى من رفضت حق تقرير المصير لشعب جبال النوبة لذلك جاء البروتوكول بصورته تلك حقيقة هذا الزعم لا يسنده أى سند وهو زعم لا يخرج إلا من إنسان سطحى لا يملك من المعلومات شيئاً ، ذلك لأن حق تقرير المصير لا يُعطى للناس فى صحن من ذهب كما يقول المثل إنما حق تقرير المصير هذا ينتزع إنتزاعاً .. فعليه أن لا يأخذه الطمع وكُبر القلب ويحاول أن يقيس ما حصل عليه الجنوبيون من حق تقرير وما حصل عليه هو من المشورة الشعبية .. فحق تقرير المصير لجنوب السودان لم يبدأ التفاوض عليه من مشاكوس 2002م حسب ما يتصور هذا الأردول .. وإنما تقرير مصير جنوب السودان جاء عبر مجهودات مضنية شاقة مميتة لسنوات طويلة بدأت قبل نيل السودان لإستقلاله من مؤتمر المائدة المستديرة 1947م خطاب عبدالرحمن سولى للحاكم العام على أن الجنوب إما أن يحكم بالفدريشن أو الإنفصال 1957م.. إلى تمرد الأنانيا ون 1955م إلى مؤتمر جوبا1967م إلى الأنانيا تو 1977م إلى الأنانيا ثرى الحركة الشعبية لتحرير السودان 1983م وإعلان فرانكفورت د . لام أكول ود . على الحاج يناير 1992م وإعلان المبادئ للإيقاد فى أسمرة 1994م وإتفاقية الخرطوم 1997م إلى أن وصلوا إلى محطة 2002م مشاكوس .. فالجنوبيون دفعوا ثمناً باهظاً لنيل حق تقرير المصير من أرواح ودماء وهجرة ونزوح ومعاناة مستمرة لأكثر من خمسين عاماً .. ثم أن الجنوبيين بمختلف توجهاتهم القبلية والسياسية متفقين حول مطلب حق تقرير المصير (الإنفصال).. بينما أردول يفترض أن النوبة يجب أن يتفقوا حول مطلب حق تقرير المصير .. ولكن فشتان ما بين قضية الجنوبيين وقضية النوبة ..فالنوبة هم أصحاب الإمتياز التاريخى فى السودان.. فالجنوبيون أخذوا قرارهم منذ الخمسينات من القرن الماضى حول مطلب الإنفصال وعملوا من أجله افراداً وجماعات سياسياً وعسكرياً أما أردول الذى يقول أن هذه المجموعة التى إضافنى إليها على أننا خربنا حق تقرير مصير النوبة فهذا زعم لا يتسم بالعقلانية والجدية لأن النوبة لم يتفقوا يوماً من الأيام حول مطلب تقرير المصير ولم يحدث أن عملوا من أجله .. فأنظر مثلاً أنا أحد الأربعة الذين تقدمنا بالنوبة لرفع السلاح . ونحن من كتبنا البيان السياسى لإندماج النوبة فى الحركة الشعبية وأنا عضو فى تنظيم كمولو . فلن يكن موضوع حق تقرير المصير واحد من مطالب تنظيم كمولو ولا نحن الأربعة من كتبنا البيان لم يكن مطلب من هذا النوع من ضمن مطالبنا .. فمطالبنا الأساسية كانت تتمثل فى الظلم السياسى والإقتصادى والإجتماعى الواقع على قبيلة النوبة بالتحديد .. وبالتالى هذه الأوضاع هى التى أجبرتنا للتمرد لرفع السلاح لتحرير النوبة من هذه المظالم .. لأن وضع النوبة الإجتماعى كان لا يقل عن العبودية إلا بمقدار (أمشى يا عبد) ... فالوضع المهين لهذا الشعب أجبر فيليب عباس غبوش أن يعيش لاجئاً إلى أن صدر قرار من النميرى فى خواتيم أيامه من عام 1985م بإلغاء مسألة الصحة التى تهين قبيلة بعينها وبذلك رجع فيليب من كينيا إلى السودان .. فأردول وغيره على ما إعتقد لم يعاصروا عهد الستينات والسبعينات والثمانينات من القرن الماضى عندما كان النوباوى يصنف إجتماعياً فى الدرجة الثالثة وهو فقط رافع لجردل القمامة وخادم فى بيوت الأسياد . لذلك كان هم تنظيم كمولو والطليعة التى رفعت السلاح هو تحرير النوباوى من هذه المهنة المهينة لكرامة الإنسان .. وقد نجحنا فى ذلك تماما .. فهؤلاء الذين يكتبون عن تطلعات تفوق قدراتهم المتاحة فعليهم أن يلتزموا بجانب العقلانية .. ماذا يجنيه النوبة من حق تقرير المصير ؟ هل الإنفصال كما فعل الجنوبيون ؟ ماهى شكل الدولة التى يريد أن يقيمها هذا الأردول ؟ دولة مقفولة طبعاً من جميع الإتجاهات ؟ وتكون تحت رحمة الدول الأخرى ؟ هؤلاء الذين يتحدثون عن حق تقرير المصير هم طلاب وجياع سلطة لا يهتمون فيما يصلح الشعب.. كما أنهم جبناء يائسين ليس لهم قدرة الصمود من أجل تغيير الأوضاع عبر نضال طويل لإعادة مجدهم .. يقول أردول أن نفس هذه المجموعة التى ذكرها قامت مجدداً ومن معها بكيل الإتهامات على الحركة الشعبية وإتهامها بأنها تسببت فى ضعف المطالب للمنطقة وبيع نضال النوبة ...الخ من المزايدات وأصبح تلفون كوكو ومن شايعه يرون فى الفيل ويطعنون فى ظله بسلسلة مقالات فى صحيفة الترابى طيلة فترة السلام والغرض شئ واحد وهو تصفية الحركة الشعبية شمال السودان وإعدام وجودها وتسويف مطالب أهل المنطقة العادلة وهو نفس الشئ الذى طرحه تلفون كوكو أبوجلحة من قبل فى مؤتمر دبــي . حيث أقترح للحضور الإستسلام وعدم مواصلة الكفاح .. ومرة أخرى ترشح ضد مرشحى الحركة الشعبية هو وصديق منصور .. للرد على هذا المزاعم فالكاتب مبارك أردول يعطى المتهم فرصة سانحة ومن دون أدنى إجتهاد لدحض إفتراءاته وبالتالى فضح مزاعمه وهزيمته . وكما سبق فى المقال السابق أن أى بيان أو مقال يكون أهميته وقيمته فى نوعية المعلومات المنشورة وصدقيتها .. فمجموعة المطبلاتية حارقى البخور من الأكاديميين حول الثلاثى كلهم مصابون بداء الكذب والنفاق والتملق وعدم الحياء وينشرون معلومات مضروبة لا يحتاج الطرف الآخر لأى جهد من أجل دحضها ، ويكونون عرضة للسخرية مما يجبرهم على سحب ما ينشرون فى الشبكة الإلكترونية.. فللرد على زعمه على أن المجموعة التى ذكرها فى مقاله وأضافنى إليهم على أننا نحن السبب وراء ضعف وتسويف مطالب أهل المنطقة العادلة فأنا أقول له هذا غير صحيح بل العكس فأنا شخصياً من القلائل الذين توصلوا إلى قناعة تامة منذ ثمانينات القرن الماضى أن الشعب النوبى الذى يقطن فى المساحة التى يُطلق عليها إسم إقليم جبال النوبة لشعب مضطهد ومظلوم من قبل أنظمة الحكم الظالمة فى الخرطوم وهو يعانى من التمييز العنصرى العرقى بسبب لونه الذى خصاه به المولى عز وجل لدرجة أنه محروم من العمل فى المؤسسات القومية مثل تلفزيون السودان المُفترى عليه بالقومية لأن لونه الأسود هذا يسئ لتلفزيون السودان الذى يجعل اللون الأبيض الناصع النقى شرط من شروط لون من يريد العمل فيه!! بينما تجد عمر الجزلى ديناصور هذه المؤسسة يهرب من عمره يضرب شعره بالسبغة السوداء بدل السبغة البيضاء لدرجة أنك تظن أنه وقع من بطن اُمه قبل قليل !! .. لذلك قررت بكل قناعتى بأن أبذل كل طاقاتى من أجل المساهمة مع الآخرين فى تحريره من الذل والهوان .. ولقد دعمت قرارى النظرى هذا عملياً بأن تحركت وكنت مع ضمن أثنين آخرين عوض كوكو ويوسف كره إلى إثيوبيا ليكتمل عددنا إلى أربعة أفراد بيوسف كوه مكى ولا خامس لنا وحقيقة كنا سنكون خمسة ولكن خامسنا هذا حدثت له عملية غسيل دماغ من يعقوب إسماعيل وهو حامد سليم من تقلى ورجع إلى الخرطوم وكنا يمكن أن نكون عشرة ولكن بقية السبعة وبعد أن وصلنا الخرطوم وعقدنا عدة إجتماعات فى جامعة القاهرة فرع الخرطوم والإرسالية أم درمان وبحرى شمبات تملص السبعة بحجة أن بيوتهم عورة وأنهم راجعون لكى ينظمونها ويلحقون بنا . ولكن للأسف لم نراهم على مدى عقدين من الزمان بعد السلام وهم يهرولون لمقاعد البرلمان القومى وبعضهم إلى مقاعد المجلس التشريعى وآخرين لمجلس السلاطين المقرن بمكاتب الحركة الشعبية ومن دون خجل راح بعض منهم يكتبون عنى تقارير على أننى أقوم بنشاطات هدامة ضد الحركة الشعبية التى تجابنوا هم على مدى عقدين من الزمان ليكونوا مناضلين فيها ليظهروا بعد أن بردت ليتبجحوا ويكسروا الثلج وينبطحوا ظانين بذلك أنهم سينالون صك الغفران لتجرسهم من النضال وعشمهم للسلطة .. فيا أردول أنا من القلائل الذين عملوا على تعبئة شعبنا من أجل رفع السلاح بدلاً من رفع جردل القمامة وإستمعوا لندائنا وذهبنا بهم إلى إثيوبيا ورجعنا بهم إلى جبال النوبة وقاتلنا العدو بجميع أنواع الأسلحة.. فأنا من الذين مشوا من إثيوبيا وإلى جبال النوبة ثلاث مرات مشياً على الأرجل.. وطفت فى جبال النوبة جبل لجبل وفى جنوب السودان غابة غابة.. هل هذا كله لا يساوى فى نظرك إلا أنى أطعن فى ظل الفيل ؟. هل تعنى أن طعن الفيل بالقلم هو الذى يؤثر مع الفيل أكثر من الكلاشنكوف الذى يحمل الرصاص الحى ؟ هذه هى مصيبتكم الذين حول الثلاثي الفاشل دائماً وأبداً أنتم تحللون الأمور عن طريق الغباء والكذب.. فتتمسكون بالقشور وتتركون الجوهر .. الإتفاقية التى تتهمنا بأننا عملنا من أجل الإساءة للحركة الشعبية فحقيقة لم نكن الأول فى نقدها بل العكس أنا إنتقدتها فى نوفمبر 2005م بيايــى فى مؤتمر الضباط الذى أقامه القائد العام سلفاكير ميارديت بينما الآخرون إنتقدوها ورفعوا مذكرة ضد هذه الإتفاقية للقائد العام للحركة الشعبية د.جون قرنق فى وثيقة هى بطرفى موقع عليها تسعة وعشرين قيادياً يمثلون جبال النوبة والنيل الأزرق ومن ضمنهم القائد محمد جمعة نايل ، د . أحمد عبدالرحن سعيد ، رمضان حسن نمر ، هاشم بدرالدين ، كرنولس منقاتى ، سيف البلولة ، يعقوب عثمان كالوكا ، صديق منصور الناير ، نيرون فيليب ، أحمد العمدة ، المطران أندودو آدم النيل ، يونان موسى وآخرين بيان موقع بتاريخ 19/10/2003م .. فلماذا لا يشكل هجوم هؤلاء على الإتفاقية أى خطر وهم تسعة وعشرين قيادياً.. بينما أنا لوحدى يشكل كتاباتى خطورة على الإتفاقية ؟! وللرد على زعمه على أننى إقترحت على المؤتمرين الإستسلام وعدم مواصلة الكفاح فهذا زعم لا يسنده الواقع .. ولكى نضع القارئ والقارئة فى الصورة فهنا يجب التفصيل .. ففى سبتمبر من عام 1992م دعا القائد يوسف كوه مكى قائد عمليات جنوب كردفان القيادات المدنية والعسكرية وكانت الدعوة موجهة لحوالى أكثر من أربعمائة وتسعة وسبعين قيادياً يمثلون جميع أنواع الطيف الإجتماعى والسياسى والعسكرى لحضور مؤتمر يُعقد فى دبــي بريفى هيبان .. وكان الإعتقال قد غيب أهم شخصيتين هما عوض الكريم كوكو تية ويونس أبوسدر منزول.. بينما غيب المنفى كل من دانيال كودى أنجلو ، طبيب عبدالحميد عباس ، محمد هارون كافى ويونس دومى كالو .. أما بقية ضباط الحركة الشعبية الكبار فكانوا كلهم حضور بدءاً من يوسف كوه مكى ، يوسف كره هارون ، جبريل كُرمبة ، محمد جمعة نايل ، إسماعيل خميس جلاب وشخصى الضعيف بجانب الضباط من الصف الثانى ومن الإدارات الأهلية وصل جميع المكوك فى الأراضى المحررة وإتحادات المرأة والشباب ورجال الدين الإسلامى والمسيحى وبعض السياسيين والمثقفين .. ولم يبدأ المؤتمر فى الوقت المحدد له وذلك لإتاحة الفرصة لوفد الغربية بقيادة محمد جمعة نايل للوصول إلى مكان المؤتمر.. حيث ظل المؤتمرون فى إنتظارهم ليومين.. وقد وصل محمد جمعة إلى المؤتمروهو مرفوع الرأس بعد هزيمته للزبير محمد صالح ومليشياته فى تلوشي فى حرب إستمرت من نوفمبر 1991م حتى 3/ مايو 1992م من دون أن يحقق الزبير محمد صالح أى نصر على قوات الجيش الشعبى وإنسحب وهو يجرجر أذيال الهزيمة والإنكسار عائداً إلى الخرطوم مهزوماً مدحوراً .. فقبل وصول وفد الغربية كنا نجلس مع يوسف كوه مكى فى محل إقامته ليلاً (أيام الجاهلية ) فى مكان المؤتمر ونتناول كأس كاسين وإستطعنا من خلالها أن نجعله يسرب لنا محاور خطابه للمؤتمر والذى كان أهم محاوره هو وقف الحرب من عدمه .. وعلى ضو هذا التسريب عقدنا عدة حوارات ليلية فى محل إقامتى بدبى مع نخبة من الضباط يوسف كرة هارون ، جبريل كرمبة ، وإلتحق بنا محمد جمعة نايل بعد وصوله بالإضافة إلى يعقوب عثمان كالوكا ومدير دفع الله كبسليب وجبرائيل على أنقلو ، وسايمون كالو وعزت كوكو وموسى عبدالباقى .. الأخير هذا كان قد لعب دوراً محورياً للتنسيق حيث أنه كان آخر ضابط يبلَغ إلى جبال النوبة من الجنوب بعد إنشقاق كل من د . لام أكول ود . ريك مشار فنقل لنا معلومات مقلقة عن وضع أبناء النوبة فى الجنوب بعد إنشقاق رياك إذ أنهم أصبحوا وقود القتال بين الطرفين بالإضافة إلى أوضاعهم المزرية أساساً .. ومن خلال المداولات توصلنا إلى قناعة أن الجنوبيين سينفصلون ويمقلبون النوبة لذلك جاء الإتفاق على ضرورة فك الإرتباط مع الجنوب والدخول فى مفاوضات مع النظام .. وعندما جاء موعد إفتتاح المؤتمر الذى بدأ أعماله من الساعة التاسعة صباحاً بأيات من القرآن الكريم والكتاب المقدس .. وبعد ذلك قدم إسماعيل خميس جلاب يوسف كوه للمؤتمرين فحيا يوسف كوه المؤتمرين ثم بعد ذلك هنأ قوات الجيش الشعبى فى جبال النوبة لصمودها ودحرها لقوات الزبير محمد صالح .. ثم حى الشهداء والمعوقين والجرحى والأرامل والأيتام ..وبعده شرح أسباب دعوته للمؤتمرين لهذا المؤتمر .. فقال : أنه طيلة هذه السنوات ويقصد بذلك الفترة من يوليو 1989م حتى سبتمبر 1992م كان يقود جبال النوبة لوحده من دون مساعدة أو إستشارة ، ولكنه شعر بأن هذا نظام ليس بالجيد لذلك قرر أن لا يقود منطقة جبال النوبة بعد اليوم لوحده .. فقال أنه عين أقدم ضابط ليكون رئيساً للمجلس الإستشارى والذى سيتكون من العسكريين والمدنيين وذلك لكى يساعدوه فى إتخاذ القرارات الصعبة ، فعين رئيس للمجلس الإستشارى وهو إسماعيل خميس جلاب وعين نائباً له وهو موسى عبدالباقى .. وبعد ذلك واصل فى حديثه وقال أنه يأسف للفترة السابقة التى كان يقود فيها جبال النوبة لوحده فإن كان هناك من أخطاء فهو يتحمل ذلك وإن كان هناك من نجاحات فنحن شركاء فى ذلك .. وبعد ذلك قال قبل الدخول فى الأجندة أنا أريدكم أن تجيبونى أولاً على هذا السؤال هل يستمر الحرب أم نوقفه ؟ وقال أنا ساُسلم إدارة المؤتمر لرئيس المجلس الإستشارى مع نائبه لإدارة المؤتمر بينما أنا سأكون عضو عادى وإن إحتجت للكلام فسوف أطلب الفرصة من رئيس المؤتمر مثلى مثل أى عضو .. ومنه صفق له الحضور ثم جلس . وكنت أجلس جنبه من الجانب الأيمن .. وبعد ذلك إستلم أسماعيل خميس جلاب وموسى عبدالباقى رئاسة المؤتمر حيث قام بعمل تعليق عام على خطاب القائد وبعد ذلك أعطى الفرصة للمؤتمرين للإجابة على سؤال القائد حول إستمرارية الحرب من عدمه .. فبعد أن منح جلاب الفرصة للمؤتمرين للإجابة على السؤال لم يقدم أحد من المؤتمرين نفسه لطلب فرصة للإجابة على السؤال.. فإستمرت الفرصة مفتوحة لأكثر من خمسة دقائق من دون أن يطلبها أحد .. فحينها سرب لى موسى عبدالباقى نائب رئيس المجلس الإستشارى حديث التكوين ورقة مع أحد حراس القائد ، فسلمنى قطعة صغيرة من الورق فتحتها وقرأتها فوجته يقول لى طالما أن لا أحد يريد أن يتحدث لماذا لا تبدأ أنت لكى نقوم بدعمك بعد ذلك ؟ فحقيقة كنت لا أريد التحدث فى البداية حتى أسمع رأى الآخرين.. ولكن طالما لا أحد حتى تلك اللحظة يريد التحدث فرفعت يدى فمنحنى رئيس المؤتمر الفرصة.. فوقفت وحييت القائد بتحية عسكرية وقدمت للمؤتمرين تحية السلام.. وشكرت القائد لدعوته لنا لحضور المؤتمر بغرض تناول القضايا الهامة .. فقلت له أننى والقوات تحت قيادتى بما فى ذلك مواطنى غرب كادقلى والريف الجنوبى نقف وندعم قيادته من أجل تحرير شعبنا من ظلم أنظمة الخرطوم.. وقلت له أننى أشكره على ما جاء فى خطابه من أفكار تخص المرحلة القادمة وخاصة بما يختص بالإجابة على السؤال بإستمرارية الحرب أو وقفه ! وبالنسبة لى فسأجيب بملء الفم بضرورة وقف الحرب فى جبال النوبة للأسباب الآتية : (1) عندما اُرسل لنا المنفستو (البيان السياسى ) من قيادة الحركة الشعبية فى أكتوبر 1984م عبر د. لام أكول بجامعة الخرطوم كان البيان يتحدث عن النضال من أجل السودان والآن لقد ظهرت لنا الحقيقة مجردة أن ذاك كان مجرد شعارات لتمويه الهدف الحقيقى وما إنشقاق د . ريك مشار و د . لام أكول والمجموعات المندسة معهم لدليل قاطع على أنهم يناضلون من أجل الإنفصال وهذا يعنى بالضرورة أنهم سيمقلبوننا فى نهاية المطاف .. (2) عدم ثقة قيادة الحركة الشعبية العليا فى أبناء النوبة داخل الحركة الشعبية وظهر ذلك جلياً فى تصرفاتهم نحو عدم تسليح الجيش الشعبى المتجه إلى جبال النوبة (فرقة كوش الجديدة ) بمدافع مثل تلك التى يُسلح بها الفرق المتجهة لمسارح العمليات فى جنوب السودان .(3) حشدنا أكثر من خمسة عشر ألف من المستجدين فى 1989م وأرسلناهم للتدريب فى إثيوبيا وبعد تدريبهم تم توزيعهم من دون إخطار لنا فى جبال النوبة حيث وُزعوا لمسارح العمليات فى الإستوائية إثنى عشرة ألف مقاتل مجموعة إنتصار .. بينما اُرسل لنا الباقى وهم من كبار السن والمرضى وبتسليح (ج/3) كان قد اُستخدم فى حرب تحرير زيمبابوى ومن دون زخيرة ومن دون مدفع واحد ولو حتى آربى دى 44.. بينما زملائهم الذين وزُعوا فى الإستوائية كانوا جميعهم من الشباب من عمر 16 سنة إلى 24سنة وتم تدريبهم مرة أخرى لتسعة أشهر (كوماندوز) وتم تسليحهم بأجود أنواع الكلاشنكوف والمدافع الهجومية والدفاعية ..(4) لم يتم إمداد جبهة جبال النوبة بأى إمدادات فى الزخائر والدانات والأدوية والملبوسات العسكرية منذ إنشائها ..(5) لم يتم دعم جبهة جبال النوبة بأى نوع من المدافع الدفاعية بل مجموعة إنتصار 1990م وصلت إلينا من دون مدفع واحد .. (6) يُرسل الضباط من الجنوب إلى جبال النوبة من دون قوات بينما يتم إرسال قوات من جبال النوبة إلى الجنوب من دون ضباط ..(7) يتم إبتعاث الضباط من الجنوب إلى الكورسات التدريبية فى كوبا بينما لا يشمل ذلك الضباط من جبال النوبة ..(8) عندما ضربت المجاعة منطقة جبال النوبة فى 1990م لم يحرك ذلك ضمير القيادة العليا بالحركة الشعبية فمات الناس فى جبال النوبة بالعشرات ولم يتم إنقاذ الموقف بينما لو ضربت المجاعة أى منطقة فى جنوب السودان فيتم إنقاذها بإسقاط الغذاء بالطائرات بالباراشوت .. هذه هى النقاط التى تحدثت أنا عنها فى المؤتمر وصفق لها المؤتمرون من النقطة الأولى حتى الثامنة تصفيقاً فات ذلك الذى منحوه ليوسف كوه الذى دعا الناس للمؤتمر.. وقد أزعج هذا يوسف كوه كثيراً.. وبعد أن جلست كانت القاعة تعج بالمتسابقين لنيل فرصة للتحدث فاُعطيت الفرصة الثانية ليعقوب عثمان كالوكا والذى تحدث فى نفس الإتجاه طالباً بضرورة وقف الحرب لنفس الأسباب التى ذكرتها وكذلك صفق له الحضور تصفيقاً حاراً فحين ذاك لم يستطع يوسف كوه من الصبر والإلتزام بما تعهد به على أنه سوف يكون مثل أى عضو عادى يطلب الفرصة إذا أراد التحدث ولكنه نسيى ذلك عندما ذُهل من حجم المؤتمرين المؤيدين لوقف الحرب.. فقام ووقف من دون إذن رئيس المؤتمر وبدأ يتحدث مشيداً بوضوح وصراحة رأيى الذى قدمته.. ولكنه تساءل هل صحيح حان الوقت لكى نوقف الحرب ؟ وقال أن الجناح الرئيسى للحركة الشعبية الذى يقوده القائد جون قرنق لا زال يدعم النضال من أجل السودان.. وأن الجناح الذى يقوده د . ريك مشار هو جناح لا يجد الدعم من بقية الجنوبيين.. وتحدث مبرراً أن ما حدث فى الجنوب سوف لن يغير من أهداف الحركة الشعبية وترجى من المؤتمرين ضرورة الإستمرار فى النضال وهدد الضباط الذين يريدون الحديث عدم الخوض فى النقاط التى تحدثت أنا فيها .. وبعد ذلك مباشرة بدأ المتحدثون فى الإنبطاح وكسير الثلج والهتاف بحياة القائد الملهم وما شابه ذلك.. لدرجة أن إحدى الأنسات قالت أنكم أيها الرجال لو فترتم من النضال فنحن النساء لقادرين على مواصلة النضال.. ويا ليتها مكثت بعد ذلك شهراً واحداً !.. فقد ضمت إلى نظام البشير فى الدلنج .. عندما شعرت أن المؤتمرين زاغوا من الإجابة على سؤال القائد وأصبح حديثى محور الكلام فطلبت فرصة أخرى فأعطانى أياها رئيس المجلس على الفور فوقفت وقلت للمؤتمرين أيها المؤتمرون أراكم قد تركتم الإجابة على السؤال الذى وجهه إلينا القائد وتخندقتم خلف حديثى فلمعلوميتكم أنا لم أدعكم لهذا المؤتمر .. فالذى قدم لى ولكم الدعوة لحضور المؤتمر ووجه لنا سؤالاً واحداً وهو يحتاج منا للإجابة هو يوسف كوه مكى .. مش كل واحد منكم يلوى ذنبه كالكلب وينبح بكلامى !.. ثم أنك يا كمرد القائد يوسف كوه مكى فأنت كنت غير صادق فى طلبك منا للإجابة على السؤال .. لأنك بعد أن تحدث المتحدث الثانى وهو يعقوب عثمان كالوكا ودعم حديثى وعندما عرفت أنه من المحتمل أن يسير الآخرين فى نفس الإتجاه قمت أنت من دون إذن وتحدثت وإنتقدت حديثى وهذا ليس من حقك وكما قمت أنت بتوجيه تهديد للضباط على أن لا يتناولوا النقاط التى تحدثت أنا فيها مما غير من حرية إدلاء المؤتمرين بآرائهم ومنه كذلك صفق المؤتمرون وجلست .. ومرة أخرى وقف يوسف كوه مكى ومرة أخرى من دون إذن وخاطبنى وقال يا تلفون لا تزعل عندما يتناول الناس حديثك فالناس عادة فى مثل هذه المجالس يتناولون الحديث المثير الجاذب.. فحديثك هذا أعطى حيوية للمؤتمرين.. فأنت جذبت الناس بحديثك عندما تطرقت لما يشعرون به فى دواخلهم.. فكان لا بد أن يتناولوا حديثك .. ومع ذلك تعمَد يوسف كوة عدم الإجابة لماذا ينتقد كلامى وهو الذى طلب منا الإجابة على سؤاله ؟ ولماذا هدد الضباط ؟ ولماذا لم يلتزم بحديثه بطلب الإذن عند التحدث من رئيس المؤتمر ؟ وكما أن رئيس المؤتمر نفسه لم يعترض على العضو غير الملتزم عند تناوله للفرص من دون إذن ! وحينما إكتشفت مجموعة الضباط الكبار الذين نسقنا معهم الموقف تحفظوا على آرائهم حتى نهاية المؤتمر من دون الإدلاء بأى حديث .. ولو كان هنالك حرية الحديث فى هذا المؤتمر لفاز رأى بالأغلبية المطلقة .. وفى النهاية اُختتم المؤتمر بقرار مشروخ يدعو إلى ضرورة إستمرار الحرب .. هذا بإختصار شديد ما دار فى مؤتمر دبـي بريفى هيبان سبتمبر 1992م.. ولم يكن هناك من دعا للإستسلام بل كان هناك من أبدى رأيه عن الوضع العام فى الحركة الشعبية بكل صراحة ووضوح.. وقد صدقت هذه التنبؤات حيث تم الإنقلاب على النضال من أجل السودان إلى النضال من أجل إنفصال الجنوب وترك النوبة لوحدهم فى الحرب .. فالرأي الذى كنت قد أدليت به كان هو تقدير موقف أبناء النوبة من الضباط الكبار والضباط الصغار الذين لهم وعى سياسى عن ممارسات القيادات العليا فى الحركة الشعبية من ظلم على الجيش الشعبى فى جبال النوبة .. ولو أن يوسف كوه مكى كان له من الحكمة قليلاً لترك المؤيدين لفك الإرتباط مع الجنوبيين يدلوا بآرائهم بحرية على مرآ ضباط من الجنوب المشاركين فى المؤتمر بما فيهم نائبه دوت دمكوج وضباط الإستخبارات ليستخدم هذه الآراء للضغط على القيادة العليا للحركة الشعبية وذلك بغرض عمل موازنة لتغيير أشياء كثيرة مغلوطة فى الحركة الشعبية.. ولكنه فضل أن يحتفظ بثقة الجنوبيين فيه بدلاً أن يكسب ثقة شعبه .. فأصبح حديثى حديث المجالس عند كسارى الثلج وحارقى البخور ليستلمها منهم أنصار السنة الذى إرتد عن دينه وألحد مبارك الأردول الذى كان ليس له وجود على خارطة الحركة الشعبية بعد ثلاثة وعشرين عاماً ويتحدث عنها وعن مواقف د . سليمان رحال و د . كبشور كوكو ، عميد محمد مركزو كوكو والأستاذ مكى بلايل الذين أدلوا برأيهم بشجاعة فى ذلك الحين 2003م حول مطلب الحكم الذاتى بصلاحيات واسعة بدلاً من حق تقرير المصير.. بينما فى تلك الفترة كان هذا الأردول عضو ملتزم فى جماعة السنة يكفر أعضاء الحركة الشعبية ويسميهم بالكفار .. أسمعوا لهذا النفاق واليوم هو من ينظف حذاء ياسر سعيد عرمان .. أردول يتحدث عن كيانات للنوبة يقودها على عثمان طه فى المؤتمر الوطنى وأخرى يقودها نافع على نافع فى المؤتمر الوطنى ولم تكن لديه الشجاعة ليذكر أن هناك أيضاً كيان فى الحركة الشعبية يقوده ياسر سعيد عرمان فى التفاوض وهو الأسوأ منهم جميعاً على الإطلاق !! وعن أن وفد التفاوض لحكومة النظام بُهتوا عندما قدم عرمان مقترح الحكم الذاتى فهذا يا عزيزى القارئ و ياعزيزتى القارئة كذب واضح فاضح .. لأن وفد الحكومة لم يُبهت ولا حاجة .. كيف يبهت وفد الحكومة من حديث لم يُقدم فى أروقة التفاوض .. هكذا يريد أردول أن يخدع شعب النوبة.. يتفاوضون على أساس الحل الشامل وما أدراك ما الحل الشامل ويتركون حل قضية المنطقتين حسب ما جاء فى تفويض مجلس الأمن الدولى 2046 ديسمبر ولا يذكرونه ولو مرة واحدة فى قاعة التفاوض .. وعندما جفت الأقلام ورُفعت المحادثات لأجل غير مسمى وخرجوا من قاعات التفاوض وعندما شعر عرمان بالهزيمة إتصل بالمذيعة منى با وهو يبكى أنقذينى أنقذينى من فضلك.. هلا سمحت لى بفرصة حتى أبُث سمومى للغافلين والغافلات من حولنا (الثلاثي)؟ فمنحته الفرصة من دون أن تدرى أن سمومه تلك ستهلك كميات من الأنفس البريئة.. فراح يردد كالببغاء فى إذاعة البى بى سى عن مطلب الحكم الذاتى .. والبى بى سى غير معنية بالتفاوض ولا هى مكان للتفاوض .. إلى متى سيظل أردول وياسر عرمان يكذبون على شعب النوبة هكذا ؟! نختم بالقول ونقول أن مبارك أردول ومجموعة الغافلين والغافلات حول الثلاثي الفاشل لم ينتبهوا حتى الأن على أن الاُمور تتداعى وبسرعة سريعة ومدهشة... وما إنتقال رئاسة الجبهة الثورية من الديكتاتور الفاشل الثور الأجوف الفارغ إلى د.جبريل إبراهيم إلا إحدى هذه التداعيات ..فمرحباً بك د.جبريل.. وعندما تبدأ مفوضية تقييم ومراقبة تنفيذ إتفاقية جنوب السودان أعمالها فذاك سيكون اُم التداعيات. ونواصل بإذن الله.. 20/9/2015م..جوبا...
أحدث المقالات
- منظمة الدعوة والجمعيةالطبية الإسلامية،المتشابه!!(1) بقلم حيدر احمد خيرالله 09-20-15, 04:27 PM, حيدر احمد خيرالله
- الكيزان هل يخبرون زوجاتهم وابناءهم بأفعالهم في بيوت الاشباح؟ (1- 20) بقلم مهندس/ الفاضل سعيد سنهوري 09-20-15, 04:26 PM, الفاضل سعيد سنهوري
- الانتخابات: الواقع ـ المسار ـ الآفاق.....3 بقلم محمد الحنفي 09-20-15, 04:22 PM, محمد الحنفي
- الاحتجاجات الشعبية تعصف بايران تزامنا مع احتجاجات العراقيين بقلم صافي الياسري 09-20-15, 04:20 PM, صافي الياسري
- استجمامٌ قبل عيد الأضحى بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي 09-20-15, 04:18 PM, مصطفى يوسف اللداوي
- الترابي وبودلير .. الحسابات الصُّغرى وسيرة الفشل بقلم عمر الدقير 09-20-15, 03:45 PM, عمر الدقير
- حصانة الست المدام.. بقلم عبد الباقى الظافر 09-20-15, 03:43 PM, عبدالباقي الظافر
- ابن الكلب !! بقلم صلاح الدين عووضة 09-20-15, 03:42 PM, صلاح الدين عووضة
- معركة الدقيق وبشاعة الاحتكار ! بقلم الطيب مصطفى 09-20-15, 03:40 PM, الطيب مصطفى
- دروس أحمد ..!! بقلم الطاهر ساتى Taher Sati 09-20-15, 03:37 PM, الطاهر ساتي
- مهنة نبيلة ورسالة سامية بقلم نورالدين مدني 09-20-15, 02:37 AM, نور الدين مدني
- في ذكرى الفقيد الأستاذ الدكتور عثمان أحمد على فضل بقلم الدكتور/قندول إبراهيم قندول 09-20-15, 02:36 AM, مقالات سودانيزاونلاين
|
|
|
|
|
|