إضاءات في تاريخ تنظيم وحدة المزارعين بمشروع الجزيرة والمناقل بقلم د. عادل علي وداعة

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-13-2024, 11:49 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-19-2015, 07:29 PM

مقالات سودانيزاونلاين
<aمقالات سودانيزاونلاين
تاريخ التسجيل: 09-12-2013
مجموع المشاركات: 2052

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
إضاءات في تاريخ تنظيم وحدة المزارعين بمشروع الجزيرة والمناقل بقلم د. عادل علي وداعة

    08:29 PM Sep, 19 2015
    سودانيز اون لاين
    مقالات سودانيزاونلاين-phoenix Arizona USA
    مكتبتى فى سودانيزاونلاين



    بسم الله الرحمن الرحيم


    (1) مقدمة:
    منذ قيام مشروع الجزيرة في عام 1925م ، برزت الحركة المطلبية للمزارعين مصاحبة له وإن كانت في شكلها البدائي ، لكنها عكست اهتمامات المزارعين بالشأن القومي ، والحس الوطني ، وتوقهم للحرية والديمقراطية .
    وأدى تزايد نشاط الحركة الوطنية السودانية المناهضة للاستعمار البريطاني لدفع المزارعين للبحث عن كيان نقابي يعبر عنهم تعبيراً صادقاً ، ويختارونه بمحض إرادتهم دون وصاية من أحد. وبعد مجهودات مقدرة ، اتقن المزارعون فيها أساليب العمل السري والعلني ، ظهر إلى حيز الوجود إتحاد مزارعي الجزيرة في مطلع عام 1954م كمولود شرعي لحركة المزارعين الديمقراطية .
    ومن وقتها شرع إتحاد مزارعي الجزيرة في ترجمة برنامجه إلى واقع عملي ملموس فأخذ يوازن بين العمل المهني ، باعتباره هيئة نقابية همها في المقام الأول الدفاع عن مصالح قواعدها ، وبين العمل السياسي من أجل المشاركة في معركة الاستقلال، ومعارك استعادة الديمقراطية، والمساهمة في دفع الحركة السياسية في السودان إلى الإمام.
    (2) تكوين تنظيم وحدة المزارعين:
    بعد قيام ثورة 21 أكتوبر 1964م ، والتي أطاحت بالحكومة العسكرية الأولى 1958 – 1964م ، طالب اتحاد مزارعي الجزيرة والمناقل ، والاتحاد العام لنقابات عمال السودان بضرورة تخصيص نصف مقاعد الجمعية التأسيسية المزمع قيامها في عام 1965م للمزارعين والعمال ، ولكن الحكومة ومن خلفها الأحزاب التقليدية رفضت هذا المقترح ، مما دفع نشطاء المزارعين للعمل في أن يتحول اتحاد المزارعين إلى هيئة وطنية ترعى مصالحهم وحقوقهم الفئوية ، مع الاهتمام بالقضايا الوطنية ، وخصوصاً إن الجبهة الوطنية للهيئات مفجرة ثورة أكتوبر شرعت في التحول إلى تنظيم سياسي لخوض الانتخابات ، مما أزعج الأحزاب التقليدية وزاد من مخاوفها من نفوذ جبهة الهيئات والتنظيمات النقابية ، المؤيدة لها .
    وتوالت اللقاءات التفاكرية ، وحلقات النقاش بين نشطاء المزارعين ومثقفيهم ، وتعددت اجتماعاتهم وأثمرت تلك اللقاءات والاجتماعات عن مولد تنظيم وحدة المزارعين في عام 1965م ، ليتبنى برنامجاً يلبي طموحات المزارعين المهنية والوطنية ، ويراعى التمايز الاجتماعي والطبقي بينهم ، ويستوعبهم جميعاً على اختلاف مشاربهم ومنطلقاتهم في كيان تنظيمي واحد.
    وتمكن المزارعون من صياغة ميثاق لتنظيمهم الجديد مستلهمين فيه الماضي التليد لتاريخ حركة المزارعين الديمقراطية ، ومواقفهم الوطنية إبان حقبة الاستعمار، والمعارك الجسورة التي خاضوها لتأسيس اتحادهم ، وانتزاع حقهم الشرعي في التنظيم والممارسة السياسية والنقابية ، وجاء ميثاق وحدة المزارعين في مجمله شاملاً لكافة قضايا المشروع . ففي الإطار السياسي أقر الميثاق زيادة فعالية اتحاد مزارعي الجزيرة والمناقل كتنظيم ديمقراطي ، يضم كل المزارعين بمختلف اتجاهاتهم السياسية ، وميولهم العقائدية ، وخلفياتهم الاجتماعية ، والعمل على تأكيد استقلاليتة ، وصيانته بالقانون ، والالتفاف الجماهيري حوله ، ويستدرك الميثاق طبيعة المرحلة التي تعيشها البلاد منادياً بتوسيع قاعدة النضال بالتحالف والتنسيق بين كافة اتحادات المزارعين في السودان من أجل العمل المشترك في سبيل ترقية ظروف حياتهم ، فضلاً عن اهتمام الميثاق بالقضايا المطلبية للمزارعين.
    وفي الإطار التنظيمي استند تنظيم وحدة المزارعين في تركيبته على الأساس الطبقي ، بعد أ ن توصل إلى التمايزات الاجتماعية في حركة المزارعين وانقسامهم إلى ثلاثة أقسام قلة غنية ، وفئة متوسطة الحال ، وأغلبية فقيرة ، وهذه الفئات الثلاثة تجمعها مصلحة مشتركة تتمثل في زيادة حصة المزارعين من عائد الإنتاج ورفع الإنتاجية ، وبعض المطالب الإجتماعية والسياسية الأخرى . وهذا الواقع يحتم قيام تنظيم يخدم مصالحهم جميعاً ، ويمكننا القول أن تنظيم وحدة المزارعين نظر إلى المشروع كوحدة إنتاجية واحدة تضم إلى جانب المزارعين ، العمال الزراعيين ، والمهنيين الذين أرتبطت حياتهم بالمشروع . وعلى ذات التقسيم الطبقي جاء تمثيلهم في اللجنة التنفيذية للتنظيم ، فأغنياء ومتوسطي الحال من المزارعين نالوا 42% من مجمل أعضاء اللجنة التنفيذية وفقراء المزارعين نالوا 36% والعمال الزراعيين 14% بينما نال المهنيون 8% من مقاعد اللجنة التنفيذية لوحدة المزارعين.
    أما في مجال السياسة الخارجية للدولة فجاءت رؤية وحدة المزارعين لها داعية إلى التعاون الوثيق مع بلدان المعسكر الاشتراكي ، وتعميق روابط الإخاء والصداقة مع كافة الشعوب المحبة للسلام والدعوة لتمتين أواصر الصلة مع الشعوب الأفريقية والعربية لربط السودان بمحيطه الإقليمي .
    إن مولد تنظيم وحدة المزارعين جاء لضرورة تاريخية ملحة ، وإحتياج موضوعي ، فبعد نجاح ثورة أكتوبر وعودة الحرية والديمقراطية للحياة السياسية في السودان، اقتضى الأمر تكوين تنظيم للمزارعين ، فكان ذلك التنظيم هو وحدة المزارعين ، ليقوم بدوره المنوط به ويبث الوعي في الريف السوداني ، وينظم جماهيره ويفجر طاقاته ، لبناء الجبهة الشعبية العريضة والتي تضم إلى جانب المزارعين ، العمال الزراعيين ، والمثقفين ، والرأسمالية الوطنية ، لتنجز مهام المرحلة التاريخية ، والتي تعرف بمرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية ، وهي مرحلة تنتقل بالمجتمع من مرحلة الإقطاع وشبه الإقطاع إلى آفاق الاشتراكية ، وتقع مهمة إنجاز هذه المرحلة على عاتق الأحزاب التقدمية واتحادات العمال والمزارعين ، وجماعات المثقفين الديمقراطيين والرأسمالية الوطنية غير المرتبطة بالاحتكارات الدولية وأخيراً اجتمعت اللجنة التنفيذية لتنظيم وحدة المزارعين وأختارت الشيخ الأمين محمد الأمين رئيساً لتنظيم وحدة المزارعين ، والسيد حسبو إبراهيم محمد سكرتيراً للتنظيم ، وكان من أبرز أعضاء اللجنة التنفيذية السادة يوسف أحمد المصطفى ، ومحمد حمدنا الله ، وداؤود عبد الجليل ، وعبد الله محمد الأمين برقاوي ، وصلاح أحمد حمد النيل ، وبشرى العبيد ، وأحمد عبد الباقي ، والنعمة النعيم والأمين يوسف ، ومحمد عمر أبو شمة وآخرين.
    (3) النشاط السياسي لتنظيم وحدة المزارعين :
    قرر تنظيم وحدة المزارعين خوض انتخابات الجمعية التأسيسية لعام 1965م ، ووجه رئيس وحدة المزارعين نداءاً لهم أهابهم فيه بالإسراع بتكوين لجانهم الانتخابية على مستوى القرى والتفاتيش ، وأن يولوا عملية التسجيل والتي انطلقت عنايتهم واهتمامهم بحسبانها البداية الحقيقية لنجاحهم في الانتخابات ، كما وجه بتكوين لجان خاصة للنساء لاستقطابهن لمصلحة المزارعين وتنظيمهم . وأتسم البرنامج الانتخابي لتنظيم وحدة المزارعين بملامسته لواقع البلاد ومشروع الجزيرة والمناقل ومزارعيه ، إذ دعا إلى المحافظة على استقلال السودان وسيادته ، وتصفية نظام الإدارة الأهلية كونها عائقاً يحول دون تغلغل تنظيم وحدة المزارعين وسط الجماهير ، وذلك لموالاة رجالات الإدارة الأهلية للأحزاب التقليدية . كما نادى البرنامج بتبني سياسة اقتصادية واجتماعية تراعي فيها المساواة التامة بين المواطنين ، وأهتم البرنامج بقضية الإصلاح الزراعي . ولا غرابة في ذلك إذ أن قضية الإصلاح الزراعي هي القضية المركزية بالنسبة لتنظيم وحدة المزارعين ، وعن طريقها يتم نقل الريف السوداني ذي الثقل الحاسم في التركيبة السكانية من العلاقات شبه الإقطاعية والرأسمالية وعبر خطوات انتقالية متعددة إلى مشارف التحول الإشتراكي المفتوح ، ونادى البرنامج بضرورة حل مشكلة الجنوب ، وذلك بتبني نظام الحكم الذاتي في إطار الوطن الواحد وتوسيع مشاركة الجنوبيين في السلطة المركزية ، والتوزيع العادل للثروة والخدمات بين أقاليم السودان المختلفة .
    وعلى أساس هذا البرنامج الانتخابي تقدم تنظيم وحدة المزارعين بمرشحيه للجمعية التأسيسية في خمس عشرة دائرة انتخابية من مجموع دوائر الجزيرة والمناقل والبالغ عددها ثمان عشرة دائرة انتخابية ، ولم يتمكن التنظيم من تقديم مرشحيه في ثلاث دوائر لأسباب تنظيمية تتعلق بتلك الدوائر . والدوائر التي ترشح فيها المزارعون باسم تنظيم وحدة المزارعين هي:
    1. دائرة المسيد ترشح فيها الشيخ إبراهيم محمد علي.
    2. دائرة المعيلق ترشح فيها الشيخ عبد الله عبد الله عديل.
    3. دائرة الحلاويين ترشح فيها الشيخ عبد الله محمد الأمين برقاوي.
    4. دائرة الحصاحيصا الغربية ترشح فيها الشيخ الأمين محمد الأمين
    5. دائرة الحصاحيصا الشرقية ترشح فيها الشيخ يوسف أحمد المصطفى.
    6. دائرة المناقل الشمالية ترشح فيها الشيخ حسبو إبراهيم محمد.
    7. دائرة المناقل الغربية ترشح فيها الشيخ حمد النيل دفع الله .
    8. دائرة المناقل وسط ترشح فيها الشيخ البخاري إبراهيم بابكر
    9. دائرة المناقل المدينة ترشح فيها الشيخ عبد الرحيم الريح عبد الرحيم.
    10. دائرة المدينة عرب شرق ترشح فيها الشيخ عبد الرحمن أحمد دفع الله .
    11. دائرة المدينة عرب غرب ترشح فيها الشيخ دفع الله الشيخ كمال الدين
    12. دائرة بركات ترشح فيها الشيخ علي إبراهيم.
    13. دائرة الحوش ترشح فيها الشيخ عبد الله عبد الحفيظ.
    14. دائرة المدينة ترشح فيها الشيخ سلمان كركساوي.
    15. دائرة أبو قوته ترشح فيها الشيخ محمد عبد الرحمن اللدر .
    وفي أثناء الحملة الانتخابية لمرشحي تنظيم وحدة المزارعين وقع احتكاك بينهم وبين جماهير الأحزاب السياسية المنافسة لهم في المنطقة ففي قرية العقدة وهي معقل من معاقل الأنصار في الجزيرة ، وترشح في دائرتها سكرتير وحدة المزارعين حسبو إبراهيم ، وكان أن حضر وفد من المركز العام لحزب الأمة للقيام بحملة انتخابية ، فحدثت مشادة بينهم وبين بعض مواطني القرية المؤيدين لمرشح وحدة المزارعين ، الأمر الذي أدى لأن يتظاهر المزارعون تأييداً لمرشحهم وتنظيمهم . وفي دائرة المدينة عرب حدث احتكاك بين جماهير وحدة المزارعين ومؤيدي جبهة الميثاق الإسلامي في أثناء ندوة سياسية أقامتها وحدة المزارعين وتحدث فيها رئيس التنظيم الأمين محمد الأمين ، ومن كل ذلك العراك الانتخابي يتضح لنا بجلاء التفاعل الشعبي والجماهيري إبان الحملة الانتخابية ، ويعكس نمو الوعي الاجتماعي لدى المزارعين . مما مكنهم من تأسيس حزب سياسي فئوي توافرت كل المبررات الموضوعية لقيامه ونشأته.
    وأجريت الانتخابات في صيف عام 1965م وعلى الرغم من عدالة برنامج تنظيم وحدة المزارعين وتلبيته لطموحات المزارعين ، وتجاوبه مع تطلعاتهم ، إلا أن التوفيق لم يحالف مرشحيه ، وذلك لحداثة تجربتهم في خفايا الانتخابات البرلمانية ، والتي تختلف عن انتخابات إتحاد المزارعين ، وقلة قدراتهم المادية ، كما أن الأحزاب التقليدية خشيت من تقدم ونمو تنظيم وحدة المزارعين في النطقة المروية الأمر الذي يترتب عليه التأثير في شعبيتها ، فعملت على بث الدعاية المناوئة للتنظيم ومناهضته بمختلف الأساليب والطرق.
    ورغم فشل تنظيم وحدة المزارعين في الانتخابات إلا أن التنظيم أسس قاعدة شعبية لا يستهان بها في الجزيرة والمناقل ، وبمنطق الأرقام فقد حصل مرشحوا وحدة المزارعين على ما يقارب من 43.000 صوتاً من عدد الذين أدلوا بأصواتهم والذين يقدر عددهم بنحو 220.000 ناخباً ، وقد نافس مرشحوا وحدة المزارعين في بعض الدوائر ففي الدائرة 69 الحصاحيصا الغربية حصل الأمين محمد الأمين على 4920 صوتاً محتلاً المرتبة الثانية وبفارق 79 صوتاً من منافسه مرشح حزب الأمة بابكر عبد القادر دكين ، وفي الدائرة 70 الحلاوين نال مرشح وحدة المزارعين عبد الله محمد الأمين برقاوي 3239 صوتاً ، وفي الدائرة 66 المعليق حصل مرشح المزارعين على 3225 صوتاً ، وكذلك في الدائرة 85 المناقل الشمالية والتي حاز فيها سكرتير وحدة المزارعين على أكثر من 2500 صوتاً .
    (4) مؤتمر وحدة المزارعين الثاني 1970م:
    قام تنظيم الضباط الأحرار بقيادة العقيد جعفر محمد نميري بالاستيلاء على السلطة في صبيحة 25 مايو 1969م ، مبرراً ذلك العمل بتدهور الأحوال السياسية والاقتصادية ، وتعقد مشكلة الجنوب ، وغيرها من المبررات التي دفعت التنظيم للاستيلاء على السلطة ، وفي بيانه الأول أعلن النظام الجديد عن عزمه إتباع طريق الاشتراكية والعدالة الاجتماعية ، وإيجاد حل لمشكلة الجنوب ، وتبني النظام الجديد سياسة منح الجنوب الحكم الذاتي الإقليمي ، واتخذ جملة من الإجراءات لتأمين حكمه.
    وعلى الفور اجتمعت اللجنة التنفيذية لتنظيم وحدة المزارعين لاتخاذ موقف من التغيير الذي حدث في البلاد وبعد دراسة مستفيضة قررت وحدة المزارعين تأييد التغيير الذي حدث في 25 مايو ، نسبة لتبني السلطة الجديدة للشعارات والأهداف التي كافح من أجلها تنظيم وحدة المزارعين منذ تأسيسه ، وأرسل التنظيم برقية هنأ فيها فصيل الضباط الأحرار باستيلائهم على السلطة ، بل تم تكليف وفد بالسفر إلى الخرطوم لينقل تأييد وحدة المزارعين للحكام الجدد ، وأهاب تنظيم وحدة المزارعين قواعده واستنفرها لتأييد البرامج التي طرحتها الحكومة ، والمتمثلة في إجراء إصلاحات جوهرية للاقتصاد السوداني ، وتطوير وتحديث مشروع الجزيرة وترقية الخدمات الاجتماعية فيه.
    وفي وسط هذه المتغيرات السياسية في السودان، أنعقد مؤتمر وحدة المزارعين الثاني في عام 1970م ، وتم التحضير له بصورة جيدة ، واستغرقت عملية التحضير للمؤتمر الثاني ، قرابة الستة أشهر كما وصفها يوسف أحمد المصطفى ، أنعقدت من خلالها المؤتمرات القاعدية على مستوى تفاتيش المشروع ، وأقيمت فيها أكثر من خمسمائة ندوة جماهيرية للتبشير ببرنامج وحدة المزارعين وأهدافها واستقطاب المزارعين للالتفاف حولها ، وشارك في المؤتمر الثاني وفود من اتحادات المزارعين في النيلين الأزرق والأبيض بغية أن يتحول التنظيم لكل مزارعي السودان ولا يكون حصراً على مزارعي الجزيرة والمناقل ، وشارك في المؤتمر نائب سكرتير اتحاد عام نقابات عمال السودان ، وذلك في إشارة للتحالف الوثيق بين المزارعين والعمال إلى جانب لفيف من الإعلاميين وممثلي منظمات المجتمع المدني ، ورسمياً حضر الجلسة الافتتاحية للمؤتمر محافظ مديرية النيل الأزرق ، وجاءت قرارات وتوصيات المؤتمر معززة لكل المكاسب التي نالها تنظيم وحدة المزارعين بفضل كفاحه ونضاله عبر سنوات طويلة ،وأيد المؤتمر وبشدة كل القرارات والإجراءات التي اتخذتها الحكومة في المجالين الاقتصادي والزراعي ، وثمن سياستها الداخلية والخارجية ، بل حث قواعده بمضاعفة الإنتاج لكي يتحقق الرخاء الاقتصادي للبلاد وبعد أحداث يوليو 1971م ، تراجعت الحكومة المايوية عن خطها السياسي الذي اعلنته في عام 1969م ، وترتب على ذلك أن تراجع تنظيم وحدة المزارعين عن دعمه وتأييده للحكومة ، بل توترت العلاقات بينهما ، وتصدى تنظيم وحدة المزارعين بكل ثبات وثقة لمواجهة النظام وكشفه ، فطالت أعضائه الملاحقات والاعتقالات لفترات مختلفة ، وكل هذا لم يمنع وحدة المزارعين من مواصلة كفاحها لتصفية النظام المايوي مع القوى الوطنية حتى تمكن الشعب السوداني من الإطاحة بالسلطة المايوية في 6 أبريل 1985م .
    يعد تنظيم وحدة المزارعين تجربة رائدة وجريئة ، استفاد منها المزارعون لشرح قضاياهم بأفق سياسي متقدم، يستند على التخطيط السليم والبناء التنظيمي الدقيق ، وتعرف المزارعون من خلال مشاركتهم في العمل السياسي على الدروب الوعرة وخفايا السياسيين ، وكيفية التغلب عليها ، كما فطنوا إلى أهمية بناء التحالفات السياسية بأنواعها المختلفة وضرورة ترسيخها وسط المزارعين ليصب ذلك في تطور حركتهم الديمقراطية.


    مراجع الدراسة:
    1. وثيقة رقم ( 143 -100 ) ، دار وثائق مشروع الجزيرة بركات ، بعنوان ميثاق وبرنامج وحدة المزارعين.
    2. المصطفى ، يوسف أحمد : كان للحواشة أن تكافح ذكريات يوسف أحمد المصطفى في الجزيرة ، مركز الدراسات السودانية 2001.
    3. برقاوي ، عبد الله محمد الأمين : مشاوير خضراء ( قصة قيام وتطور حركة المزارعين بمشروع الجزيرة ، مطبعة العين .
    4. بشير ، محمد عمر : تاريخ الحركة الوطنية في السودان 1900 – 1969م ، المطبوعات العربية للتكاليف والترجمة 1987م.
    5. طاهر ، محمد إبراهيم: تاريخ الانتخابات البرلمانية في السودان ، بنك المعلومات السوداني ، الخرطوم 1986م.
    6. عبد الحليم ، حسن مصطفى : معالم في حركة مزارعي الجزيرة والمناقل ، مطبعة جامعة الخرطوم2004.
    7. محمد أحمد ، حسن مكي : حركة الأخوان المسلمين في السودان 1944 – 1969م ، الدار السودانية للطباعة والنشر ، 1994م.
    8. صحيفة الجزيرة الأعداد 600 ، 602.
    9. صحيفة الميدان الأعداد 408 ، 444.




    أحدث المقالات
  • تروبادور المغنى شعر نعيم حافظ 09-19-15, 08:23 PM, نعيم حافظ
  • القبلية و العنصرية في تعيين الاساتذة و العاملين بجامعة الجنينة بقلم د. عمر يس 09-19-15, 07:07 PM, د. عمر يس
  • فبركات (الأغلبية الصامتة) وتنفيذ أجندة (فرِّق .. تسُد) بقلم عاطف نواى 09-19-15, 07:04 PM, عاطف نواى
  • أزمات السودان -2- بقلم محمد ناجي الأصم 09-19-15, 06:59 PM, محمد ناجي الأصم
  • نكتة جديدة لنج (سوداني ينتحر بسبب نكتة بايخة)!! بقلم فيصل الدابي/المحامي 09-19-15, 06:53 PM, فيصل الدابي المحامي
  • الدولة الفلسطينية وحكومة عموم فلسطين.. مراجعات بقلم سميح خلف 09-19-15, 06:52 PM, سميح خلف
  • القنبلة والقرار بقلم د. فايز أبو شمالة 09-19-15, 06:50 PM, فايز أبو شمالة
  • تغريدة (مظلوم ) على تويتر يمكن ان تغير العالم ؟!! بقلم ابوبكر القاضى 09-19-15, 06:00 PM, ابوبكر القاضى
  • صورة الإسلام في الغرب...؟؟؟ بقلم خليل محمد سليمان 09-19-15, 05:56 PM, خليل محمد سليمان
  • المبادئ الثابتة لنظام الحكم وتنظيم المجتمع : (1 ) بقلم عمر حيمري 09-19-15, 05:54 PM, عمر حيمري
  • السودان: فرص مناهضة العودة مجدداً للبند الرابع بمجلس حقوق الانسان بقلم مهندس/ الفاضل سعيد سنهوري 09-19-15, 05:52 PM, الفاضل سعيد سنهوري
  • بروف حميدة [رائع] ود. أحمد قاسم [فاشل] بقلم جمال السراج 09-19-15, 05:49 PM, جمال السراج
  • قصة التلميذ أحمد السودانيّ الأمريكيّ.. قراءة مختلفة بقلم د. حسين حسن حسين 09-19-15, 04:36 PM, حسين حسن حسين
  • لقاء غندور.. بقلم عثمان ميرغني 09-19-15, 04:30 PM, عثمان ميرغني
  • في بيتنا أجنبي .!! بقلم عبد الباقى الظافر 09-19-15, 04:27 PM, عبدالباقي الظافر
  • إستراتيجي (قال) !! بقلم صلاح الدين عووضة 09-19-15, 04:22 PM, صلاح الدين عووضة
  • المسجد الأقصى في زمن الهوان ! بقلم الطيب مصطفى 09-19-15, 04:21 PM, الطيب مصطفى
  • الاعتماد علي المجتمع الدولي وحده دافع لبقاء النظام بقلم صلاح شعيب 09-19-15, 07:08 AM, صلاح شعيب
  • آخر نكتة (العودة النهائية للمغتربين السودانيين)!! بقلم فيصل الدابي/المحامي 09-19-15, 07:05 AM, فيصل الدابي المحامي
  • هرجٌ ومرج فى " التحرير" حول التغيير المنشــــود بقلم فيصل عبد الرحمن السُحــــــيني 09-19-15, 07:04 AM, فيصل عبدالرحمن السحيني
  • قامة المفوضية القومية لحقوق الإنسان :وقيامتنا!! بقلم حيدر احمد خيرالله 09-19-15, 07:01 AM, حيدر احمد خيرالله
  • سوداني يرفض 500,000 ريال سعودي وسودانية تطالب بها! بقلم فيصل الدابي/المحامي 09-19-15, 07:00 AM, فيصل الدابي المحامي
  • الأقصى يسلط الأضواء على دور المغرب بقلم بقلم نقولا ناصر* 09-19-15, 06:58 AM, نقولا ناصر
  • إلى أين تقود الجبهة الثورية جماهيرها !!.. بقلم عبدالغني بريش فيوف 09-19-15, 06:56 AM, عبدالغني بريش فيوف
  • الحوار النوبي النوبي ضرورة تقتضية المشهد السياسي لراهن3/3 بقلم صديق منصور الناير 09-19-15, 03:32 AM, صديق منصور الناير
  • رسالة كندا حمى الإنتخابات الكندية !!! بقلم بدرالدين حسن علي 09-19-15, 03:28 AM, بدرالدين حسن علي
  • لا مساومة فى القضايا المصيرية .. بقلم عادل شالوكا 09-19-15, 03:26 AM, عادل شالوكا
  • هل يصبح أحمد محمد صانع الساعة ذو الأصول السودانية أول رئيس أمريكي مسلم؟؟ بقلم د/ محمد حسن فرج الله 09-19-15, 03:23 AM, محمد حسن فرج الله
  • ضمانات أبوجا لعمر البشير تظـل وهمية بقلم مصعب المشرّف 09-19-15, 01:37 AM, مصعب المشـرّف
  • السودان. حكومة ظالمة وفاسدة والشعب صابر والمستقبل مجهول, بقلم محمد نور عودو 09-19-15, 01:33 AM, محمد نور عودو
  • عمر .. و العجوز اليهودى .. ؟؟ بقلم حمد مدنى 09-19-15, 01:31 AM, حمد مدنى
  • المهدية السابقة والحالية بقلم الفاضل عباس محمد علي 09-19-15, 01:28 AM, الفاضل عباس محمد علي
  • الحوار النوبى .. النوبى !!! خيار عقلى ومثالى وأستراتيجى بقلم الاستاذ. سليم عبد الرحمن دكين-لندن- 09-19-15, 01:26 AM, سليم عبد الرحمن دكين
  • النوبيون يتحدون الصعاب بقلم أحمد دهب 09-19-15, 00:49 AM, أحمد دهب
  • علي عثمان طه و نافع علي نافع و صلاح قوش بقلم جبريل حسن احمد 09-19-15, 00:46 AM, جبريل حسن احمد
  • الحركات المسلحة بين الوعي وثقافة الاعتراض بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن 09-19-15, 00:45 AM, زين العابدين صالح عبد الرحمن
  • الهوية السودانية والتحديات التربوية في دول المهجر بقلم نورالدين مدني 09-19-15, 00:43 AM, نور الدين مدني
  • الخروج من المأزق بقلم كمال الهِدي 09-19-15, 00:42 AM, كمال الهدي























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de