|
مستشفى نيالا...دموع الوزير، دماء الجرحى وبول المراحيض بقلم الحافظ عبدالنور مرسال
|
06:53 PM Sep, 17 2015 سودانيز اون لاين الحافظ عبدالنور مرسال- نيالا -السودان مكتبتى فى سودانيزاونلاين
مستشفى نيالا التعليمي الذي يقع في قلب مدينة نيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور لم يكن المستشفى الوحيد الذي يوجد في المدينة، لا بل هناك مستشفيات كثيرة منها اثنان عسكريان هما مستشفى السلاح الطبي التابع للجيش ومستشفى الشرطة الذان قدما الكثير وما زالا يقدمان خدمات طبية جليلة للعسكر والمواطنين على حد سواء خاصة في مجال العمليات الجراحية المختلفة وهناك مستشفيات ومراكز علاجية كانت تتبع لوزارة الصحة وتحولت الآن للعمل تحت ادارة التأمين الصحي واشراف الوزارة هذا بجانب بعض المراكز الموجودة بالمعسكرات القريبة من نيالا والتي تقدم خدمات علاجية مدعومة من قبل بعض المنظمات ويستفيد منها بعض سكان نيالا خاصة النساء الحوامل والاطفال بالتنسيق مع الجهات المسؤلة في الولاية، هذا بالاضافة الى المستشفى التركي الذي يجب ان تشكر عليه حكومة تركيا لما بذلته من جهود مقدرة في انشائه، وبالطبع وكما اصبح الاستثمار في الجانب الطبي العلاجي واقعا وامرا مدرا للدخل نتيجة لسياسات الدولة في هذا الجانب فان هناك مستوصفات وعيادات خاصة منتشرة بكثرة في هذه المدينة المليونية ويتمركز اغلبها في وسط المدينة، ولكن رغم ذلك فان العبء الواقع على مستشفى نيالا التعليمي كبير للغاية ولكن ليست هناك اي غرابة اذا نظرنا الي غلاء العلاج في المستشفى التركي الذي بني اساسا ليقدم خدمات علاجية مجانية ولكن بقدرة قادر وفعل فاعل اصبح يقدمها بمقابل مثل المستوصفات والعيادات الخاصة ذات الطابع والهدف التجاري ولا غرابة طالما ان المستشفيات الحكومية تتوقف احيانا وتضعف احايين اخرى لاسباب مالية وتقف احيانا عاجزة امام بعض الحالات المرضية اما بسبب عدم وجود الطبيب المختص او لعدم وجود الاجهزة والمعدات ذات الكفاءة في مثل هذه الحالات، ورغم ذلك فان الاسباب التى ولدت الضغط على مستشفى نيالا هو انه اكبر مستشفى على مستوى دارفور الكبرى باستثناء مشتشفى الفاشر وان مستشفى نيالا ظل يقدم خدماته لسكان الولاية الذين يقرب عددهم الثلاثة (2,876,875) نسمة بعد فصل ولاية شرق دارفور، اضف الى ذلك الحالات المحولة من الاجزاء المتاخمة للولاية من ولايتي وسط وشرق دارفور وبعض الحالات المرضية القادمة من الاجزاء المتاخمة لها من الدول المجاورة هذا فضلا عن ان تدهور الاوضاع الاقتصادية للمواطنين وارتفاع تكلفة العلاج في العيادات والمستوصفات الخاصة وارتفاع سعر تذكرة الطائرة الى الخرطوم لما يقارب الالف جنيه للتذكرة الواحدة (ذهابا دون اياب او العكس) وصعوبة السفر عبر السكة حديد بل اصبح السفر عبرها الآن شبه مستحيل لرداءة الخط الحديدي في بعض اجزائه وكذلك الارهاق الذي يجده المسافر بالبصات هذا كله من جهة بالاضافة الى كثرة المشاكل القبلية والحوادث المتكررة وحوادث النهب العرضية والتي تخلف اعدادا من الجرحى الذين يحولون للمستشفى للعلاج، كما ان اكتظاظ الناس في المعسكرات وضعف مستوى المعيشة ونوع الطعام وثقافة الاكل لدى الناس وضعف التثقيف الصحي رغم الجهود المبذولة فيه، ادت جميعها الى زيادة طلب الناس للعلاج مما شكل ضغطا كبيرا بل غير متوقع اومتصورعلى مستشفى نيالا، ولاشك ان هذا الضغط الكبير عليه سيخلف آثارا ظاهرة فيه من النواحي الادارية والمالية والهندسية والصحية وغيرها مما يتطلب جهودا عظيمة فوق الجهود الحالية لمجابهتها. ان ما لايمكن انكاره هو جهد الدولة والمنظمات والمؤسسات الطبية المحلية منها والعالمية وجهود الخيرين من ابناء الولاية والمتطوعين وحتى القبائل التي تنافست في يوم من الايام في صيانة المستشفى ولكن هل من مزيد في ظل الضغط الكبير هذا المتمثل في طلب الخدمات العلاجية المختلفة المطلوبة على راس كل دقيقة ان لم نقل كل ثانية؟. لاشك في انكم رسمتم بعد هذا الكلام الطويل صورة ذهنية للضغط الحاصل على هذا المستشفى ثم تخيلتم حجم الزيادة المطلوبة في القوى العاملة وتكلفتها من حيث اللبس وبدله والمرتبات والحوافز والتسيير والتدريب والترحيل وتوزيع وادارة الورديات وترتيب امر المباني والتوسعة فيها والصرف الصحي المنهار والصيانات المتكررة للعنابر والعيادات والعربات ومعدات النظافة واجهزة غرف العمليات وحالتها من حيث التطور والحداثة والمواكبة وديمومة الكهرباء ومشاكل النقابة والتهديد بالاضرابات ومشاكل سد النقص في الاخصائيين ونوابهم والاطباء العموميين والممرضين وعمال النظافة وخاصة اخصائيي الجراحة العامة والعيون وجراحة المسالك البولية والناسور وجراحة القلب المفتوح والمخ والاعصاب، نعم القلب المفتوح والمخ والاعصاب والمناظير كمان أليسو بشر؟ يتألمون مثل غيرهم وعلاجهم في ذمة من ياكل العيش باسمهم ومن عرقهم وعلى حسابهم؟ ويريدون العلاج كغيرهم؟ اذا اعني تلك بكل صراحة. والآن دعك من التخيل وتتبع الصور الذهنية لاحكي لك ما رايته بام عيني في هذا المستشفى فقد دخلته قبل شهر تقريبا لزيارة قريب لي تم حجزه في غرفة العناية المركزة التي كتب على بابها: غرفة العناية المركزة الرجاء الهدوء لراحة المرضى، ورغم ذلك دخلت هذه الغرفة كغيري من السودانيين الذين يصرون دائما على سلام المريض يدا بيد والتحدث معه وسؤاله عن حاله وحالته المرضية وجلست وبدأت انظر للشبابيك والمراوح لاتحقق من العناية البشرية المركزة هذه فاذا بي اري ثلاثة من شبابيك الغرفة زجاجها مكسَر وجميعها من الناحية الشرقية ناحية الهواء والشمس والمطر ويبدو ان المسؤلين انتبهو لذلك فقامو بوضع اقمشة حمراء في شكل ستائر( نعم حمررررراء )! وان السقف مليء بخيوط العنكبوت، والله هذا ما رايته ومازال هذا الحال حتى تاريخ نشر هذا الكلام! أما ما شممته فهو رائحة بول تاتي مباشرة من حمامات عيادة الحوادث فهي الرائحة الوحيدة المسيطرة على كل المكان بما في ذلك ممرات الحوادث والممر المؤدي من والى داخل المستشفى حيث توجد بقية العنابر والعيادات وقد ايقنت انه مالم تتضافر الجهود المختلفة فان هذا الحال سيبقى طويلا، كيف لا وان جهل بعض المواطنين واهمال البعض الآخر وعدم الوطنية تضامنو مع فقر الحكومة وانشغالها بامور اخرى جعلوا هذا الامر عاديا ومعايشا ومعتادا لدى الجميع، اما ما تحسسته فهو كيفية متابعة المرضى فعندما تسال المريض او ممارضيه عن قرار الطبيب يقولون لك الطبيب من امس ما جانا او ضربو ليهو تلفون وقالو جاي، هذا هو الحال هناك! وحقيقة لقد احسن والي الولاية المهندس آدم الفكي حينما اعلن عن قيام نفرة لتأهيل هذا المستشفى الذي يحتاج للكثير الكثير. حدثني احد المقربين من الشأن الصحي في الولاية بأن وزير الصحة الحالي الاستاذ يعقوب الدموكي حينما زار المستشفى عقب تكليفه بالوزارة فاعتبرت بكاء الوزير على حال المستشفى دليل خير وعافية وتمنيت ان تغسل دموعه هذه دماء الجرحى في عنابر الجراحة المختلفة في المستشفى كما تمنيت ان تتضافر الجهود الرسمية والشعبية لغسل ونظافة بول حمامات المستشفى حتى يصبح مستشفى نيالا التعليمي مكانا للاستشفاء وليس مكانا للعدوى والاكتئاب النفسي. الحافظ عبدالنور مرسال- نيالا -17/9/2015م أحدث المقالات
- نداء مع زنقة جنيف .. والقرار المخيف !! بقلم خضرعطا المنان 09-17-15, 04:21 PM, خضرعطا المنان
- الحراك الجماهيري هو الحل تعويل المعارضة علي الاتحاد الافريقي وقرارات البند الرابع, وهم الظمأن الذي 09-17-15, 04:18 PM, المثني ابراهيم بحر
- حقيقية أستخدام القنابل العنقودية بجبال النوبة/جنوب كردفان في العام 2015م. (2-2) 09-17-15, 04:16 PM, الفاضل سعيد سنهوري
- في الدقيقة 90 بقلم عثمان ميرغني 09-17-15, 04:12 PM, عثمان ميرغني
- ولد سوداني في أمريكا يرفع راس كل السودانيين!!! بقلم فيصل الدابي/المحامي 09-17-15, 03:03 PM, فيصل الدابي المحامي
- صورتك !! بقلم عبد الباقى الظافر 09-17-15, 02:58 PM, صلاح الدين عووضة
- الجنرال يصفعنا بحذائه..!! بقلم عبد الباقى الظافر 09-17-15, 02:55 PM, عبدالباقي الظافر
- عِبر أليمة من وحدة الدماء والدموع بقلم الطيب مصطفى 09-17-15, 02:53 PM, الطيب مصطفى
- انتهى الحفل ..!! بقلم الطاهر ساتي 09-17-15, 02:51 PM, الطاهر ساتي
- محنة الأطباء بقلم عميد معاش طبيب سيد عبد القادر قنات 09-17-15, 06:48 AM, سيد عبد القادر قنات
- لا ياسيادة وزير البيئة ، إنه الفساد!!(2) بقلم حيدر احمد خيرالله 09-17-15, 06:42 AM, حيدر احمد خيرالله
- نجم الهوكي الكندي بي كان نعم يا سوبان فأجمل الأطفال لم يولدوا بعد !!! 09-17-15, 06:37 AM, بدرالدين حسن علي
- ضحايا الاسلاموفوبيا طفل سوداني متهم بصناعة قنبله في امريكا بقلم محمد فضل علي ..كندا 09-17-15, 01:15 AM, محمد فضل علي
- البيان بالعمل للتداول الديمقراطي للسلطة بقلم نورالدين مدني 09-17-15, 01:06 AM, نور الدين مدني
- خربشات مسرحية (5) حصة من تاريخ محقق بقلم محمد عبد المجيد أمين (براق) 09-17-15, 01:05 AM, محمد عبد المجيد أمين(عمر براق)
- سيكولوجيا حرب الطاقة ومؤثراتها على الشعب الفلسطيني بقلم سميح خلف 09-17-15, 01:04 AM, سميح خلف
|
|
|
|
|
|