|
كيف تصبح الخرطوم.. دبي؟! بقلم عثمان ميرغني
|
02:56 PM Aug, 27 2015 سودانيز اون لاين عثمان ميرغني-الخرطوم-السودان مكتبتى فى سودانيزاونلاين
حديث المدينة الأربعاء 26 أغسطس 2015
الكاتب الصحفي حسن مختار- رحمه الله- كان له عمود ساخر في صحيفة الصحافة.. علق على مسرحية عرضها المسرح القومي اسمها (أحلام عباس).. فكتب (عباس لا يعرف كيف يحلم).. وهي عبارة موجزة لخص بها المسرحية وبالأحرى (انتهى بها) من المسرحية نهاية كاملة الدسم. الذي يلفت نظري في الخطابات التي استهل بها معظم الولاة الجدد دورتهم الجديدة.. أنهم قدموا من الوعود والأحلام ما ينطبق عليه وصف أستاذنا الكبير حسن مختار (لا يعرفون كيف يحلمون).. وحتى لا أظلمهم وأحملهم المسؤولية وحدهم يجدر بي أن أصدقكم القول إننا الشعب السوداني– ذات نفسه- لا نعرف كيف نحلم.. أحلامنا بسيطة صغيرة.. في مقاس ما قال شاعرنا المبدع الحلنقي (عشة صغيرة.. كفاية علينا).. والله العظيم نحن نعاني من حالة (هشاشة) بل و(أنيميا) في الأحلام.. بالله أرهق نفسك ساعة وتفرج في الفضائيات العربية.. في عزّ القصف والقنابل والمدفاع انظر إلى شوراع المدن السورية.. لا.. بل انظر إلى شوارع القرى.. وأتحداك أن تفرق بين القرية والمدينة في سوريا.. كذلك العراق.. بل وأستميح أخوتنا الأفاضل في اليمن السعيد الشقيق عذراً.. تفرجوا بالله على أخبار الدمار في عدن وتعز وغيرها من المدن اليمنية.. انظروا من ثقب الباب إلى الشوارع والمباني والمحلات. ثم تعالوا إلى هنا.. اختر أجمل شارع في الخرطوم.. وأجمل حي.. وقارن!. يا للهول.. نحن لسنا بلداً فقيراً.. لأن هذا الوصف تحتله بلاد أخرى تضع نفسها في لائحة (فقير) لكنها أجمل وأفضل منا كثيراً.. مثل نكتة التلميذ الغبي.. قيل إن المدرس زجر التلميذ؛ لأنه أتى متأخراً، وأمره أن (يذهب ويقف في آخر الطابور).. ذهب التلميذ لكنه عاد سريعاً يلهث ويقول لمعلمه (يا أستاذ.. لقيت زول واقف في آخر الصف..).. والحقيقة نحن لا نجد موقعاً حتى في آخر (الصف) العربي أو الأفريقي.. والسبب هو أننا لا نعرف (كيف نحلم).. طلباتنا وطموحنا صغير وبسيط.. نحن في حاجة ماسة لنتعلم الأحلام الكبيرة.. وعليها يجب أن نحاسب من يحكموننا.. تصوروا.. تحولنا إلى شعب مشكلته (القمح)!.. و(الماء) في نسختيهما.. نسخة ماء الشرب المعدوم.. وماء الأمطار الذي إذا فاض (تهدمت بيوت) الناس.. وإذا غاض (خربت بيوت) المزارعين. أول خطوة لنخرج من واقعنا (الواقع أرضاً) أن نعرف كيف نحلم.. الأحلام الكبيرة تصنع شعوباً كبيرة.. نحلم بمدن جميلة منعمة بكل مظاهر المدن العصرية.. مدينة دبي مثلاً هل نحن أقل من أن نحلم بمدينة مثل دبي؟.. وميناء مثل ميناء دبي؟.. وشوارع مثل دبي؟. كل شيء ممكن وفي متناول اليد- فقط- تنقصنا الأحلام الكبيرة.. فإذا سمعتم بعد اليوم والي ولايتكم.. أو معتمد محليتكم.. يحدثكم عن (النفايات)- أو ما في حكمها- فاعلموا أنكم ما زلتم (بره الشبكة). تعالوا نحلم أحلاماً كبيرة!. http://www.altayar.sd/play.php؟catsmktba=8555http://www.altayar.sd/play.php؟catsmktba=8555
أحدث المقالات
- مآلات الديمقراطية كقيمة أمريكية في مصرن بقلم عبد الله علي إبراهيم 08-27-15, 02:28 AM, عبدالله علي إبراهيم
- حكومة عنصرية للعاصمة القومية مبروك للمهمشين بقلم ادريس حامد أوهاج 08-27-15, 02:24 AM, مقالات سودانيزاونلاين
- الوسطية والانفتاح المطلوب على العالم بقلم نورالدين مدني 08-27-15, 02:22 AM, نور الدين مدني
- Blaise Kaptue Fotso الشاعر والمسرحى الكاميرونى بليز كابتو فاتو بقلم د.الهادي عجب الدور 08-27-15, 02:21 AM, الهادى عجب الدور
- الخديعة الكبري بقلم عميد معاش طبيب سيد عبد القادر قنات 08-27-15, 02:17 AM, سيد عبد القادر قنات
- أمبيكي ؟ قبض الريح وشئ من سدر قليل ؟ بقلم ثروت قاسم 08-27-15, 02:14 AM, ثروت قاسم
|
|
|
|
|
|