|
المحاولات الفاشلة (لأدلجة) معاوية محمد نور و(تجييره) حزبيا! (6 من 11) بقلم محمد وقيع الله
|
04:44 PM Aug, 23 2015 سودانيز اون لاين محمد وقيع الله- مكتبتى فى سودانيزاونلاين
ضرب الكاتب الجمهوري المتعصب النور حمد عددا من الأمثال الخاطئة التي لا تدعم استنتاجه القائل بأن المثقفين السودانيين في عمومهم أسرى خاضعون لسلطان الثقافة والأدب المصري. ومن تلك الأمثال ما جاء في كتاب (ملامح من المجتمع السوداني) للأستاذ حسن نجيلة، نقلا عن الأستاذ عرفات محمد عبد الله، حيث قال:" والذي دعانا إلى هذا الحديث هو هذا الفيض من الشعر الذي امتلأت به أعمدة الصحف بمناسبة مقدم الشاعر المصري علي بك الجارم، فكل من استقام له الوزن ساق القريض إلى ملك القريض مادحا أو شاكيا، وفيما يبدو لنا كانوا ينتظرون منه إصدار حكمه على مبلغ شاعريتهم، بل ربما انتظر البعض منهم أن يعطيه الجارم ورقة براءة كتلك التي يوزعها القسس أيام محاكم التفتيش ". (المصدر: حسن نجيلة، ملامح من المجتمع السوداني، دار عزة للنشر والتوزيع، الخرطوم، 2005 م، ص 522 ). وعلى ذلك القول عقَّب الكاتب الجمهوري الحانق على مصر قائلا:" واضح مما خطه قلم الأستاذ، عرفات محمد عبدالله، فيما أورده عنه الأستاذ حسن نجيلة، مبلغ تهافت أولئك المتشاعرين على الإجازة من قبل الشاعر الزائر علي بك الجارم مما حدا بعرفات على شن تلك الحملة الشعواء عليهم". ولكن السؤال المنطقي الذي ينبغي رفعه هنا هو: هل تهافت من تهافت على أعتاب الشاعر الجارم، من معاشر متشاعرينا السودانيين، بسبب أنه شخص قادم من مصر، أم لأنهم ألفوْا أنفسهم إزاء ملك خطير من أكابر ملوك دولة الشعر في هذا العصر؟ إن هذا هو السؤال المهم الذي لم يخطر على بال الكاتب الجمهوري، الذي يبدو أنه لا يدرك قدر الشاعر على الجارم، ولا يعرف مقامه في دولة الفن والشعر، وإنما ينظر إليه كشخص غريب وافد من مصر وحسب! ولم يكن لدى الكاتب الجمهوري من التفطُّن، ولا من القدرة على إعمال الحسِّ النقدي المنطقي الموضوعي ما يدعوه إلى التملِّي جيدا في كلام من استشهد به في هذا المقام، وهو الأديب السوداني الرصين، الذي كاد أن يكون صنوا لمعاوية، سوى أن عصف به الردى أيضا وهو في الميعة والريعان، الأستاذ عرفات محمد عبد الله. وعرفات - لسوء حظ الكاتب الجمهوري! - مفكر وأديب وناقد مصري الذوق والهوى، بل هو في الحق مصري الأصل، وقد كان جَده الأقرب من أمة الأقباط فأسلم، وحسن إسلامه، ومنه ورث ولاءه الصميمي العميق لدين لإسلام، وقد وصف الناقد الكبير عرفات الشاعر الفحل الجارم في غضون هذا النص بما كان خليقا أن يصفه به فقال إنه ملك القريض! ثم استند الكاتب الجمهوري إلى مَثل آخر مما ذكره الأستاذ حسن نجيلة عن زيارة إمام الفكر والشعر الأستاذ العقاد إلى الخرطوم، في أوائل أربعينيات القرن الماضي، وإلقائه محاضرة هناك، قائلا:" ولعل دار الثقافة منذ إنشائها لم تشهد حشدا من المثقفين وعشاق المعرفة مثل الحشد الذي تجمع ليستمع للعقاد وهو يحاضر عن الثقافة، فقد تحدث حديثا ساميا رفيعا صعب على كثير من المستمعين أن يلاحقوه فيه، ولما فتح باب النقاش عقب المحاضرة ظهر قصور آفاقنا الثقافية آنذاك عن مناقشته، أما الذين تصدوا للنقاش فسرعان ما تكشف ضعفهم فاستسلموا صاغرين ". (المصدر: حسن نجيلة، ملامح من المجتمع السوداني، دار عزة للنشر والتوزيع، الخرطوم، 2005 م، ص 314 ). وبغير نهج علمي ولا نظر منطقي موضوعي شاء الكاتب الجمهوري المتحيز أن يغالط صاحب الرواية الأصلية، وأن يخطئ وجهة نظره التي أوردها، زاعما أن فهم العقاد ليس عسيرا إلى هذا الحد، وإن الأمر إن هو إلا خطب إحساس بالدونية ليس غير:" فالعقاد، مع سمو مكانته الأدبية وصيته الذي ملأ النصف الأول من القرن العشرين في الشرق العربي، ليس ذلك المفكر الذي يصعب فهمه أو مجاراته. وفي تقديري إن الذي أنشأ ذلك الاحساس بالانسحاق ليس قامة العقاد الفكرية الحقيقية، بقدر ما هي الهالة التي باعتها لنا آليات الثقافة المصرية المعاصرة وهي تروج نفسها، محاولةً استتباع هامشها المحيط بها، ولقد اشتريناها نحن منها ذلك الترويج الإعلامي دون فحص يُذكر ". إن الذي شهد المحاضرة وسمع ما دار فيها ثم رواه لنا، وهو صاحب أوسع رواية في الموضوع على كل حال، الأستاذ حسن نجيلة، قد حدثنا عن عجز جمهرة النخبة الثقافية عن مجاراة العقاد، وانهيار بعضهم ممن حاولوا مناوشته، بسبب حزبي صغير مقيت، أساسه خروج العقاد عن حزب الوفد آنها! وأما الذي لم يشهد المحاضرة، ولم يقرأ عنها سوى ما رواه الراوي الأصلي، الأستاذ نجيلة، فإنه يماري في إفادتها بشكل (دوغمائي) غاية في التنطع، ويغالط راويها مغالطة من أشنع ما يكون، ثم لا يكون بمكنته أن يورد دليلا واحدا على أن مثقفا سودانيا ممن شهدوا تلك المحاضرة استطاع أن ينهض لمناجزة العقاد! ثم دلف الكاتب الجمهوري من بعد ذلك ليصف الأستاذ معاوية، الذي لم يشهد تلك المحاضرة، لأنه كان قد خرج من الدنيا قبل ذلك بسنوات قليلة، بأنه كان بريئا من عقدة الدونية تجاه المفكرين المصريين، مثله مثل زعيم الحزب الجمهوري محمود محمد طه! وقال الكاتب الجمهوري، وهذا هو بيت القصيد من كل ما قال:" غير أن هناك من بين السودانيين من برئ من مثل هذه الإحساس بالدونية برءا تاما، وعلى رأس هؤلاء النابغة معاوية محمد نور، والأستاذ محمود محمد طه. ناقش معاوية أدب العقاد، وأدب شوقي، وأدب المازني وسرقات المازني الأدبية، وأدب طه حسين، ورومانسية علي محمود طه المهندس، وغيرهم، من منصة الناقد الند. وناقش بعده كبار الكتاب المصريين، وبندية تامة، الأستاذ محمود محمد طه. فعل ذلك مع كل من طه حسين، وعباس العقاد، وأحمد لطفي السيد، ومحمد النويهي، وخالد محمد خالد، ومصطفى محمود ". فكان لزاما على الكاتب الجمهوري - مرة ثانية - أن يربط معاوية بزعيم الحزب، إذ لا يكاد الكاتب الجمهوري يفكر دون أن يستصحب زعيم حزبه، ويحشده في أفق تفكيره، فزعيم الحزب هو كل شيء في خاطره، وسواه لا شيء، إلا أن تكون له علاقة شبه أو قربى أو مودة بزعيم الحزب، وكفى بذلك تسييسا وتشخيصا طائفيا بغيضا يشين مجال الفكر!
أحدث المقالات
- الحوار النوبي النوبي ضرورة تقتضيه المشهد السياسي الراهن ( 2/3 ) 08-23-15, 03:07 PM, صديق منصور الناير
- آخ ياوطن المرهقين الحزانى ! بقلم على حمد إبراهيم 08-23-15, 03:04 PM, على حمد إبراهيم
- لم نجدكم !! بقلم صلاح الدين عووضة 08-23-15, 02:59 PM, صلاح الدين عووضة
- وهل يطاع لقصير أمر؟! بقلم الطيب مصطفى 08-23-15, 02:57 PM, الطيب مصطفى
- عالم الدقيق ..(2) بقلم الطاهر ساتي 08-23-15, 02:55 PM, الطاهر ساتي
- ثلاثة خميسات كادت تغير تاريخ السودان ؟ بقلم ثروت قاسم 08-23-15, 06:42 AM, ثروت قاسم
- ونسة ماسخة ياشيخ الترابي!! بقلم حيدر احمد خيرالله 08-23-15, 06:24 AM, حيدر احمد خيرالله
- حرية التظاهر في العراق بين الواقع والطموح بقلم د. علاء الحسيني/مركز آدم للدفاع عن الحقوق والحريات 08-23-15, 01:57 AM, مقالات سودانيزاونلاين
- الاتفاق النووى الايرانى ... حرب الصين الباردة بقلم هيام المرضى 08-23-15, 01:55 AM, هيام المرضى
- ربيع العراق الإصلاحي.. الفرصة التاريخية بقلم عدنان الصالحي/مركز المستقبل للدراسات الستراتيجية 08-23-15, 01:53 AM, مقالات سودانيزاونلاين
- السجين رقم 161 في احداث عنبر جودة عمي يوسف احمد المصطفي: دخري الغلابة وحواشة للضعاف مزروعة 08-23-15, 01:52 AM, حسين سعد
- الاتفاق النووي الإيراني في الميزان بقلم حمد جاسم محمد الخزرجى/مركز الفرات للتنمية والدراسات الاسترات 08-23-15, 01:49 AM, مقالات سودانيزاونلاين
- إحدى عشرة رسالة لوالي الخرطوم .. (5) صور مشوِّهة للعاصمة .. بقلم توفيق عبدا لرحيم منصور 08-23-15, 00:28 AM, توفيق عبد الرحيم منصور
- التضامن المهني والأخلاقي معهم ومعنا بقلم نورالدين مدني 08-23-15, 00:22 AM, نور الدين مدني
- سطور ملهمة من سجن النساء المصريات بقلم د. أحمد الخميسي 08-23-15, 00:20 AM, أحمد الخميسي
- على ماذا تعتمد (داعش) في حروبها ضد المسلمين!؟ (5( بقلم خالد الحاج عبد المحمود 08-23-15, 00:17 AM, خالد الحاج عبدالمحمود
- أطلقوا سراح الحركة الإسلامية في السودان بقلم محمد مجذوب محمد صالح 08-23-15, 00:13 AM, محمد مجذوب محمد صالح
|
|
|
|
|
|