|
الصنم الذى هوى (2) بقلم نورين مناوى برشم
|
10:43 PM Aug, 20 2015 سودانيز اون لاين نورين مناوى برشم-الخرطوم-السودان مكتبتى فى سودانيزاونلاين
رغم الإنشقاقات المتوالية التى أصابت جسد الحركات المسلحة فى دارفور حتى غدت للناظر المدقق بأن التناحرات والإنشقاقات هى القاعدة التى تنظم العلاقة بين حركات دارفور المسلحة ، وان التقارب والوحدة هى الإستثناء . وعلى الرغم من أن تلك التناحرات والإنشقاقات فى صفوف الحركات المسلحة فى دارفور ظاهرة سلبية أدت إلى إثارة النعرات العرقية والقبلية وعملت على تشتيت الجهد الثورى وإضعاف العمل النضالى ومن ثم إطالة أمد معاناة أهل دارفور فى مخيمات النزوح واللجوء . غير أن الإنشقاق الجديد الذى حدث على التو فى حركة تحرير السودان جناح عبد الواحد محمد نور فهو خلافاً لكل الإنشقاقات السابقة فى هذه جسد الحركة أو فى غيرها من الحركات ، حدث مميز يجدر الوقوف عندها والنظر إليها بروية وتأن . إنشقاق يجدر للمرء النظر إليه من زاوية خاصة مختلفة بإعتباره ظاهرة إيجابية وأمر محمود لأنه أقرب إلى الإنتفاضة أو الثورة منه إلى الإنشقاق ، فهو يحمل فى طياته كثير من الدلالات وجملة من الإشارات الإيجابية نجملها فى الآتى : أولاً / المجموعة التى قادت هذه العملية خلافا لقادة معظم العمليات المشابهة الذين كان همهم الأول المناصب والمصالح الذاتية الضيقة ، أما هؤلاء فجلهم من الذين يحظون بقدر كبير من التقدير والإحترام والنزاهة ، فلا يستطيع أحد كائن من يكون الطعن فى صدقهم الثورى طوال مسيرتهم النضالية ، ويأتى على رأس هؤلاء أسطورة ثورة دارفور القائد محمد آدم عبدالسلام ( طرادة ) ضرغام جبل مرة الذى طبق شهرته الآفاق ، لا أحد فى أرجاء دارفور المختلفة رجلاً أو إمرأة ، صغيراً كان أم كبيرا لم يسمع به فى صولاته التى دوخ فيها متحركات الحكومة وجحافل مليشيات الجنجويد ، فقد ظل يتبوأ منصب رئيس اركان حركة تحرير السودان جناح عبدالواحد منذ ما يقرب من عقد من الزمان ، ثم القائد نمر محمد عبدالرحمن الناطق الرسمى( السابق) لحركة تحرير السودان جناح عبدالواحد والذى ظل على مدى تاريخه النضالى المديد يحظى بتقدير وإحترام الجميع لإعتداله وهدوئه وواقعيته ومن فى صحبتهما من القادة المميزين أمثال أركان ورزق ومكى وأبونواس وعبدالمولى وعطية الأمر الذى يدفعنا بالجزم بأن هذه العملية تمثل منعطف هام ونقطة تحول فى مسيرة الحركة بل تحمل فى طياتها بشريات سارة لأهل دارفور خاصة والسودان عامة . ثانياً /هذه العملية تنقل حركة تحرير السودان من حركة الرجل الواحد إلى حركة المؤسسات والدستور واللوائح وبالتالى إسدال الستار للدور الأبوى السالب الذى كان ينتهجه عبدالواحد فى التعامل مع الجميع فى قيادة الحركة كما لو كانت الحركة هى عبدالواحد وعبدالواحد هو الحركة . ثالثاَ / إنتقال القيادة من قيادة تحترف الخطاب الهتافى الخيالى الذى يدغدغ عواطف الدهماء فى مخيمات النزوح بشعارات عاطفية من ردهات الفنادق والفلل الفارهة إلى قيادة تحترف الفعل السياسى والعسكرى بمهنية وواقعية وفق معطيات الساعة من الميدان وسط الغابات والجبال والأحراش . رابعاً / ربما تساعد هذه العملية فى خلق مناخ جديد معافى يؤدى إلى التقارب بين الحركة والحركات المسلحة الأخرى فى دارفور ومن ثم تحسين علاقاتها بها ، فقد يفضى ذلك فى خاتمة المطاف إلى وحدة جميع حركات دارفور المسلحة وإندماجها تحت مظلة واحدة بقيادة سياسية وعسكرية واحدة أو تنسيق عال المستوى فى المواقف على أقل تقدير فى الحرب والسلام خامساَ / هذه العملية تساعد الحركة فى ترتيب أوضاعها وتحسين علاقاتها بدول الجوار الإقليمى للسودان بإعتبار أن عبدالواحد ظل يتحاشى التعامل مع أية جهة ولو كان ذلك التعامل مجرد مقابلة تخدم قضية دارفور ، مفضلاً إستخدام كلمته الشهيرة ، وهى كلمة ( No) باللغة الإنجليزية ، مما حدا ببعض مسئولى المجتمع الدولى المهتمين بالشأن السودانى عامة والدارفورى على وجه الخصوص فى نعته بمستر (No ) . تأسيساً على ما سبق فإنه من الحكمة بمكان التريث وعدم التسرع فى إطلاق تلك القوالب الجاهزة من النعوت السالبة التى درج بعض المتسرعين السذج إطلاقها فى مثل هكذا الحالة لكل من يتجرأ الجهر بصوته أو الإفصاح عن آرأئه ضد الإنحراف والشطط أوالطغيان . مهما يكن من أمر فإن هذه الخطوة كما أشرت تعد خطوة إيجابية بكل المقاييس والإعتبارات ، وأن كل القرائن والمؤشرات تفصح من دون أدنى لبس أوغموض بأن الأيام القادمة حبلى بخطوات أخرى أكثر قوة وجرأة للم شمل أطراف حركة تحرير السودان المبعثرة التى فاق عددها ضعف أصابع اليدين ، بل من يدرى ربما لمِ كل الحركات الدارفورية المسلحة على عمومها وإطلاقها فى حركة واحدة بما يخدم قضية السودان على وجه العموم وقضية دارفور خاصة . بقلم / نورين مناوى برشم
أحدث المقالات
- دحلان والمؤتمر الحركي السابع بقلم سميح خلف 08-19-15, 05:19 PM, سميح خلف
- جوهانسبيرج: دخلها القائد الحلو مرحباً به وهرول منها البشير ممسكاً بسرواله في فمه بقلم الفاضل سعيد سن 08-19-15, 05:16 PM, الفاضل سعيد سنهوري
- حماية العمالة المنزلية فى الخارج : التجريم فى مقام التنظيم ! بقلم فيصل الباقر 08-19-15, 05:13 PM, فيصل الباقر
- في انعدام الحس السياسي.. شر الصوفية وخير السلفية بقلم البراق النذير الوراق 08-19-15, 05:10 PM, البراق النذير الوراق
- في قبضة شلة من المؤلفة جيوبهم بقلم عثمان محمد حسن 08-19-15, 05:07 PM, عثمان محمد حسن
- الأكذوبة الحالية رغيفة!! بقلم حيدر احمد خيرالله 08-19-15, 02:37 PM, حيدر احمد خيرالله
- مراهق (يبغي) خدامة!! بقلم صلاح الدين عووضة 08-19-15, 02:35 PM, صلاح الدين عووضة
- لا تحسبوه شراً لكم بقلم الطيب مصطفى 08-19-15, 02:33 PM, الطيب مصطفى
- ( جرافات مصرية) بقلم الطاهر ساتي 08-19-15, 02:31 PM, الطاهر ساتي
- حكومة ولاية شمال كردفان الجديده ... الشعب ... يُلدغ من ذات الجحر مرتين ( 1/2 ) 08-19-15, 05:40 AM, ياسر قطيه
- كما في السودا ن في كندا أيضا حزب الفكة يمارس التهريج بقلم بدرالدين حسن علي 08-19-15, 02:44 AM, بدرالدين حسن علي
- ملهاة تاريخ زنيم !!! شعر نعيم حافظ 08-19-15, 02:04 AM, نعيم حافظ
- إحدى عشرة رسالة لوالي الخرطوم .. (2) المغالق شطحت وبالغت ..بقلم توفيق عبد الرحيم منصور 08-18-15, 11:01 PM, توفيق عبد الرحيم منصور
- سودانيات تحت الاستغلال وسوء الاستخدام بقلم نورالدين مدني 08-18-15, 10:56 PM, نور الدين مدني
- إحدى عشرة رسالة لوالي الخرطوم .. (1) النفايات الخطرة ومشروع السليت .. بقلم توفيق عبد الرحيم منصور 08-18-15, 10:54 PM, توفيق عبد الرحيم منصور
|
|
|
|
|
|