|
جهاز الأمن ومافيا الذهب السودانية الروسية بقلم حسن احمد الحسن
|
03:33 PM Aug, 13 2015 سودانيز اون لاين حسن احمد الحسن-USA مكتبتى فى سودانيزاونلاين
قبل أسابيع قام مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي إف بي آي باعتقال عدد من المتورطين في قضايا الفساد التي لحقت بالفيفا وشملت الاعتقالات مواطني دول لا يحملون الجنسية الأميركية حيث لاتزال التحقيقات تجري معهم لكشف تلك الممارسات الفاسدة وتقديم من تثبت إدانتهم للمحاكمة لمجرد ان شبهات وتقارير حامت حول ممارسات بعض مسؤولي الفيفا . وفي بلادنا لعب جهاز الأمن الاقتصادي في عهد الرئيس نميري منذ تأسيسه دورا مقدرا في ملاحقة بعض قضايا الفساد وقد برز فيه متخصصون ومهنيون رغم اختلاف الناس حول تجاوزات بعض وحدات الجهاز السياسية الذي طغت على مهامه ملاحقة المعارضين والسياسيين والتضييق على الحريات إلا أنهم يحفظون ذلك الدور في جمع المعلومات الذي قام به الجهاز في المجال الاقتصادي وفي كل ما يتعلق بمصالح السودان الاقتصادية والعليا . أما في عهد الإنقاذ الحالي ورغم قساوة وتضييق جهاز الأمن والمخابرات على كل من يتبنى رأيا مخالفا ومعارضا في القضايا الوطنية بطريقة اكثر مما كانت عليه في عهد مايو فقد كان من الواجب أن يبرهن الجهاز على مهنيته على الأقل في جوانب أخرى أكثر أهمية ومن صميم اختصاصاته وتحديدا في مجالي الاقتصاد ، والسياسة الخارجية والسودان يمر بتطورات كبيرة على الجانب الاقتصادي والخارجي بغض النظر عن طبيعة النظام الذي يحكمه وهذا هو من أهم واجبات جهاز الأمن والمخابرات وليس فقط ملاحقة المعارضين والصحفيين بطريقة ضرها أكثر من نفعها. أما قضية شركة سيبريا الوهمية للتنقيب عن الذهب التي ذاع صيتها وانفضح امرها أمام الرأي العام السوداني وملابسات تلك القضية التي كشف عن تفاصيلها الخبير الجيولوجي السوداني الموجود حاليا في روسيا الدكتور محمد أحمد صابون هي من القضايا التي تقع في صميم اختصاصات تحقيقات جهاز الأمن الاقتصادي لأنها قضية مافيا اقتصادية روسية سودانية للتلاعب بموارد البلاد الاقتصادية أو اتخاذها سبيلا للاحتيال على موارد أخرى أكثر سهولة وبغطاء رسمي تم تضليله بمعلومات وهمية. وهي قضية ليست بأقل أهمية من قضية فساد الفيفا التي نشط مكتب التحقيقات الفيدرالي في جمع واعتقال أطرافها من عدة دول والتحقيق معهم إلا أن يكون جهاز الأمن والمخابرات السوداني لا يملك الصلاحيات الكافية للتحقيق مع أطراف هذه القضية لأن أطرافها فوق القانون وأن واجبه فقط حماية النظام وليس مصالح البلاد العليا ومواردها ومالها العام. ومن المعروف ان مجرد انتشار وتداول هذا الكم من المعلومات والشبهات والاتهامات الصريحة حول هذه القضية يستوجب مهنيا أن يشرع جهاز الأمن الاقتصادي في التحقيق والاعلان بأنه يحقق في هذه القضية لمعرفة الحقيقة ونشرها أمام الرأي العام السوداني. فالمعلومات الخطيرة التي تقتضي التحقيق والتي جاءت في حوار الزميل عبد الوهاب همت مع الخبير الجيولوجي محمد أحمد صابون وهو أحد الأطراف الرئيسيين في ملف الجيولوجيا في البلاد كشفت عن جوانب غامضة عديدة في قضية الشركة الروسية والشركاء السودانيين الخفيين أو الذين يحركونها من وراء حجاب وهم يستغلون في ذلك مؤسسات الدولة ومن أهم النقاط التي وردت في حديث الخبير الجيولوجي : 0 كلام الاقمار الصناعية هو كلام فارغ ولابد من التأكد من الخواص الفيزيائيه للتربه وهذه الاشياء لا تكون دقيقه مالم تكن في ارض الواقع. 0 هناك تضليل للوزير من قبل مستشاريه الذين كانت كل زياراتهم إلى روسيا سياحية لم يقدموا من خلالها أي رؤى للروس تعمل على تحقيق مصالح البلاد. 0 أكثر دوله تنتج ذهب في العالم هي جنوب أفريقيا ويبلغ الاحتياطي لديها 29 ألف طن فقط وهو أعلى انتاج في العالم أما ما تم تحديده في منطقتين في السودان من قبل الشركة الوهمية بحجم 64 ألف طن فلا يستند على أساس علمي وعملي وأن الأقمار الصناعية ليست دقيقة بل هي مرحلة ضمن عدة مراحل . وأن الموضوع أخذ طابعا دعائيا غير ذي مضمون. 0 القائم بالأعمال في السفارة الروسيه بالخرطوم غاضب غضباً شديداً على أساس ان هناك عقد رسمي ولم تتم دعوة السفارة الروسيه لحضوره وهذا أمر يدعو للريبة . 0 الشركة نفسها غير موجودة أو معلومة في روسيا وهناك سماسرة من الطرفين الروسي والسوداني لهم مصلحة في الترويج للعقد المبرم وإعطاءه مباركة رئاسية. 0 رئيس الشركة فلاديمير جاكوب لا علاقة له بالجيولوجيا وشركته غير موجودة ضمن الشركات الروسية . 0 وغير ذلك من المعلومات الجديرة بالاهتمام بل وبالتحقيق ، فهل يملك جهاز أمننا الاقتصادي القدرة والصلاحيات لفتح تحقيق رسمي في هذه القضية أم أنها ستمضى مثل الكثير من قضايا الفساد المحمي بسلطان المتنفذين في الدولة دون مساءلة. هل السيد وزير المعادن تم توريطه لدرجة عدم قدرته على توضيح الحقائق للرأي العام . وإذا سلمنا بأن هناك قوانين في السودان تحترم ، كيف تتعامل الدول التي تحترم قوانينها وحرمة مالها العام ومواردها مع مثل هذه القضايا ؟ أسئلة حائرة تنتظر الإجابة .
أحدث المقالات
- مواقف وحكايات تبعث علي الضحك أو الأبتسام بقلم هلال زاهر الساداتي 08-13-15, 02:29 PM, هلال زاهر الساداتى
- الدولب وجيب الله ، ملك حر!! بقلم حيدر احمد خيرالله 08-13-15, 02:27 PM, حيدر احمد خيرالله
- نحن اصحاب المهن الوضيعة بقلم شوقى بدرى 08-13-15, 02:26 PM, شوقي بدرى
- يا أبناء العباس أعطوا الناس: هكذا كان صيتنا في يثرب الرسول بقلم عبد الله علي إبراهيم 08-13-15, 02:23 PM, عبدالله علي إبراهيم
- كي لا يتم تضليلنا بقلم هشام عوض عبد المجيد 08-13-15, 02:21 PM, مقالات سودانيزاونلاين
- نتانياهو وأوباما، لمن الغلبة؟ بقلم د. فايز أبو شمالة 08-13-15, 00:10 AM, فايز أبو شمالة
- للحالمين والجراقيس ..لا أحد يستطيع عزل القائد عبدالعزيز الحلو.. بقلم عبدالغني بريش فيوف 08-13-15, 00:09 AM, عبدالغني بريش فيوف
- المعالجة المطلوبة والتغيير المنشود بقلم نورالدين مدني 08-13-15, 00:07 AM, نور الدين مدني
- المنافق و الكذاب و انهيار الاخلاق بقلم عمر عثمان-Omer Gibreal 08-13-15, 00:06 AM, عمر عثمان-Omer Gibreal
- كيف صارت إدارة اوباما وإدارة البشير كقرني التور ؟ الحلقة الثانية ( 2- 3 ) بقلم ثروت قاسم 08-13-15, 00:04 AM, ثروت قاسم
|
|
|
|
|
|