|
يا أبناء العباس أعطوا الناس: هكذا كان صيتنا في يثرب الرسول بقلم عبد الله علي إبراهيم
|
02:23 PM Aug, 13 2015 سودانيز اون لاين عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA مكتبتى فى سودانيزاونلاين
من رأي بعضهم أن حديث الهوية لا جدوي منه. وهو بالطبع كذلك إذا ظللنا نحوض فيه بغير كتاب منير. فخلا الحديث عنها من النظر في نظريتها وممارستها مما جعله لغو بوليتيكا ساكت. فمن أكبر اعتراضات المتأفرقة الجدد (في قول وصف محمد المكي إبراهيم لهم) على عروبة أمثالي أن عرب الجزيرة والخليج وغيرهم لا يعترفون لنا بمثلها. وهكذا جعل أمثال الدكتور الباقر العفيف للهوية ضامناً أو كفيلاً له حق الموت والحياة على الهوية العربية لغير المستحق. وهذا شرط لن تجده في أي تعريف سائر للهوية. وأكتفي هنا بالنظر إلى شرط اعتراف العرب بنا لتخلص لنا عروبتنا السودانية من زاويتين. الأولي: هل نظر عرب الضمانة في الخليج والجزيرة لنا ك"متسلبطي" عروبة دائماً وأبدا؟ وأترك المجال هنا للاستاذ شوقي بدري ليجيب ب"لا" لا بغيرها فقد نقل من قريب في الأسافير نصاً من كتاب "حياتي" لجده بابكر بدري يثبت أن عرب الحجاز كانوا يعدوننا من بني العباس ويتكففونا. وهذا هو النص: "وكان الحاج السوداني يجد الاهتمام وكان يرافقهم الطبيب في الباخرة ويدفع الحاج مال تأمين يرد له بعد اكمال الحج حتي لا يتعرض الحاج الي المذلة اذا فقد ماله أو تعرض لمكروه . وكان أصحاب الجمال وأصحاب السيارات يتنافسون في خدمة السودانيين . وكان السودانيون يحضرون بمبالغ كبيرة ، وأوراق ثبوتية وشهادات صحية علي عكس الكثيرين . ويستقبل أهل المدينة الحجاج السودانيين بالاهازيج: "يا أبناء العباس أعطوا الناس . . وكان السودانيون كرماء ويعطون أهل مدينة رسول الله". وسنترك للقاريء حدس ما جعلنا ليس عباسيين فحسب بل طلعونا من الملة تب! إذا افترضنا جدلاً أن للهوية ضامناً: هل سأل المتأفرقة الجدد أنفسهم إن كان ضمين الهوية الأفريقية سيقبل بهم أفارقة حبابهم عشرة؟ وضمين الهوية الأفريقية هو الذي يرى أفريقيا زنجية حتى النخاع وكل من ليس كذلك سفاحي، مثلنا، خوّان للصفاء العرقي خليع. وهولاء الضُمان ممن نطلق عليهم "النيتيفست" (nativists) (أسياد البلد). ولن تجد هذه النعرة عند غمار الأفارقة بل عند رؤوسهم المفكرة مثل وول شوينكا النيجيري المرموق والحائز على جائزة نوبل. فقد صدف أن كنت في جامعة نوروسترن بإلينوي في بيئة أكاديمية وفرت لي متابعة تهاجي شوينكا وعلي المزروعي، الأكاديمي الكيني من أصول عربية وسواحيلية واشتهر عندنا بأطروحته عن "هامشية السودان المركبة" في 1968. وشالها المفكران حارة وباردة على صفحات مجلة "ترانزيشن" في 1991 و 1992. وكان المزروعي أذاع في سلسلته الوثائقية الأفريقية التلفزيونية المعروفة (1986) فكرته عن التراث الثالوث لأفريقيا وهي الزنجية الأرواحية والمسيحية والإسلام. فاستنكرها شوينكا ووصفها بأنها مواصلة للعبة الإزراء بالتراث الروحي الأفريقي. ووصف أفلام المزروعي بأنها دعاية مكلفة للاستعلاء العرقي الديني لخرافات ذات إغواء مجلوبة من خارج القارة لتجريعها للقارة تجريعاً". فالإسلام والمسيحية في نظره فُرضا بالعنف على أفريقيا التي هي سوداء ووُجدت حيث هي بالأصالة لم تشبها شائبة من الخارج. واشتركت في وحدة فوق طبيعية ميتافيزية. ووجدت فكرة شوينكا هذه تعبيرها الأوفى في كتابه "الأسطورة ، الأدب، وعالم أفريقيا" (1976). احتفل فيه بروايتين صورتا اقتحام الإسلام لأفريقيا وتأثيره المخرب. الأولى "مفطور على العنف" ليامبو أولوقيوم التي ميزها لقطعها بأن ذلك التقحم كان فاسدأً ومتخثراً وصفوياً وخال من الحساسية. وميز كذلك "المواسم الألفين" لآي كويسي أرما الغاني لعزتها بأفريقيا جوهرية سبقت الإسلام واصطناعه لرب صحراوي يتهجد جنوناً في الفلوات". واستشهد شوينكا في خصومة المزروعي بعثمان سامبيني، السينمائي السنغالي المسلم الذي روج في فيلمة "سيدو" بأن الإسلام المفروض حمل القارة على التهافت على الخارج ثقافياً وسياسياً. وللمركزيين الأفارقة ، بقيادة الأفارقة الأمريكان، من يرون أن تكون أفريقيا في مركز الدائرة في معارف أهلها، عقيدة بنظام أفريقي ثقافي مؤزر بصوت الرب الأفريقي. وبناء عليه فهم يخضعون الإسلام وجاذبيته للأفارقة الأمريكيين لنظر مركزي افريقي حديد. فالإسلام قرين العروبة طالما كان الدين هو تعبد المرء لقوميته. فسيادة اللغة العربية في الإسلام واستقبال القبلة في الصلاة والحج إلى مكة في نظرهم من أساليب الحياة العربية بما يذكر بأساليب أوربا وأعرافها التي جاءت لأفريقيا في ذيل المسيحية. وهذا الإسراف بدعة تأتي من أمريكيين سود انغمسوا في ديانات الغرب وجيناته وثقافاته الأنجلوساكسونية حتى أخمص قدمهم. إنت ما تشوف الحلة القالت لكفتيرة الشاي "يا سوداء!". وسألت يوماً أحدهم بعد عرضه علينا برنامج حضاري أفريقي مركزي جداً استغني فيه عن المسيحية والإسلام معاً. لماذا جعل الأحد يوم عطلة هذه الحضارة المركزها أفريقيا. يا للصفاء! لا أعتقد أن متأفرقة السودان تحسبوا لقلم تصحيح ضمين الزنوجية الأفريقية الذي سيخرجهم من الملة لخطفهم لونين ولسانهم المستورد ودينهم الغازي. وهكذا سيعود متأفرقة السودان من مطلبهم بالأفريقية وشهم يلعن قفاهم أو ب"كفيّ حنين" في خطأ مطبعي عظيم. ونواصل.
أحدث المقالات
- هل تاريخ بكري حسن صالح يؤهله لمحاربة الفساد بقلم جبريل حسن احمد 08-12-15, 07:55 PM, جبريل حسن احمد
- الرقم الوطنى والجواز الجديد : القاعدة والإستثناء ! بقلم فيصل الباقر 08-12-15, 07:53 PM, فيصل الباقر
- أسانسير حضرة الوزير!! بقلم عثمان ميرغني 08-12-15, 07:48 PM, عثمان ميرغني
- هل نقتدي بالحياء الأمريكي؟! بقلم الطيب مصطفى 08-12-15, 07:43 PM, الطيب مصطفى
- أو أحدهم ..!! بقلم الطاهر ساتي 08-12-15, 07:41 PM, الطاهر ساتي
- من أجل جامعة أمدرمان الأهلية..!! بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين 08-12-15, 02:45 PM, نور الدين محمد عثمان نور الدين
- نكتة جديدة لنج (مشكلة الهلال والمريخ)!! بقلم فيصل الدابي/المحامي 08-12-15, 02:43 PM, فيصل الدابي المحامي
- الحتات كلها باعوها .. وانت تتلفت بقلم شوقي بدرى 08-12-15, 02:41 PM, شوقي بدرى
- والعاملين عليها يبتلعون 32% من حصيلة الزكاة بقلم مصعب المشـرّف 08-12-15, 02:39 PM, مصعب المشـرّف
- كيف(صفع) وزير العدل السابق محمد علي المرضي لويس مورينو اوكامبو بقلم جمال السراج 08-12-15, 02:36 PM, جمال السراج
- التسامح الديني ومحنة الكنيسة الانجيلية!! بقلم حيدر احمد خيرالله 08-12-15, 06:10 AM, حيدر احمد خيرالله
- يا مغيث ... يا منقذ يونس من بطن الحوت بقلم حسين الزبير 08-12-15, 05:35 AM, حسين الزبير
- لن يستقيم الوضع فى جبال النوبة والعود اعوج بقلم الزاكى دبة 08-12-15, 02:12 AM, مقالات سودانيزاونلاين
- حقيقة الخلاف بين الرئاسة والحكومة الإسرائيلية بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي 08-12-15, 02:10 AM, مصطفى يوسف اللداوي
- كسرة وعصيدة!! بقلم صلاح الدين عووضة 08-11-15, 10:36 PM, صلاح الدين عووضة
- مساخر آخر الزمان! بقلم الطيب مصطفى 08-11-15, 10:33 PM, الطيب مصطفى
- يحتاج لأكثر من وقفة بذات الصراحة والوضوح بقلم نورالدين مدني 08-11-15, 10:31 PM, نور الدين مدني
- موسم العويل ..!! بقلم الطاهر ساتي 08-11-15, 10:28 PM, الطاهر ساتي
- حقائق وأرقام في طريق الثورة التصحيحية داخل العدل والمساواة السودانية بقلم حذيفة محي الدين محمد 08-11-15, 10:22 PM, حذيفة محي الدين
|
|
|
|
|
|