|
إيران مأزومة بعد الاتفاق كما قبله بقلم أحمد الجارالله
|
10:32 PM Aug, 11 2015 سودانيز اون لاين مقالات سودانيزاونلاين-phoenix Arizona USA مكتبتى فى سودانيزاونلاين
بدأ التخصيب الإعلامي والسياسي بشأن الاتفاق النووي بين ايران والدول الست يخفت شيئاً فشيئا, وها هي غباره تنحسر عن مفاعلات المأزق الداخلي والخارجي الذي يؤشر الى انهيار تام في مشهد هيمن لأربعة عقود على المنطقة كانت فيه بلاد فارس المفجر الاكبر لكل ردود الفعل على الانشطار النووي المذهبي المولود من فكرة “تصدير الثورة” استنادا إلى رؤية آية الله الخميني الانتقامية في جانب منها, كون العرب السور الطبيعي الفكري والجيولوجي لمواجهة تلك الأممية الثورية.
اليوم ينكشف الاهتراء, أكان داخليا من خلال تعمق الأزمة الاقتصادية وغياب المخطط التنموي الشامل الذي ينتشل ملايين الإيرانيين من فقرهم وعوزهم, أو عدم وجود خطاب وطني جامع يردم الهوة بين الطوائف والأديان, بل هي تتعمق يوميا في ظل الرؤية الاحادية إلى المجتمع, أو على الصعيدين الإقليمي والدولي.
إقليميا لم يكن الاتفاق خشبة خلاص ايران من التخبط في سورية والعراق واليمن ولبنان والبحرين, لأن المشروع الفارسي برمته اصطدم بالمقاومة الوطنية, واذا كان عمق الانقسام المذهبي في العراق, فإنه في سورية أوجد انقساما مذهبيا وطائفيا لم يكن مألوفا في هذا البلد منذ آلاف السنين, أما في لبنان فإنه أدخل الدولة في مأزق التحلل تمهيدا لفرض إرادة التابع على المكونات كافة لأن غير ذلك في حسابات القيادة الايرانية او “حزب الله” ومع انتخاب رئيس للجمهورية وانتظام عمل المؤسسات يعني التعرية الكاملة للحزب, وسقوط حججه السياسية للاحتفاظ بسلاحه كأداة ابتزاز داخلية واقليمية.
الاصل في سقوط المشروع كان من البحرين, حيث الأمر يختلف تماما, وإذا كنا نرى اليوم بعض المشاغبات السياسية لجماعات مرتبطة بإيران, فهذا مرده الى أن الحكم في المملكة لم يذهب يوما الى الخيار الامني في حواره مع من يفترض أنهم معارضة, رغم أن بعض هؤلاء راح منذ زمن يمارس أعمالا ارهابية سعيا منه لابتزاز الحكم, لكن لنكن واقعيين في القراءة, فالسواد الأعظم من الشعب التف حول الحكم ودافع عن خياراته الوطنية مقابل جماعة رهنت نفسها للخارج, وهذا منذ القدم هو الواقع البحريني, الذي يمكن القول إن كشفه لطبيعة المخطط الفارسي الذي يحضر للمملكة ومعها المملكة العربية السعودية ساعد الى حد كبير في ضرب المرحلة اليمنية من مشروع الغزو المقنع للخاصرة الجنوبية للجزيرة العربية.
يمنيا, ومنذ بدء الأزمة كان الرهان على الداخل, على الشرعية والمقاومة الشعبية بوجه قوات الحوثي وصالح, وايضا منذ اللحظة الاولى لسيطرة الانقلابيين على صنعاء سقط القناع عبر موجة الطائرات الإيرانية التي اخذت تهبط في مطار العاصمة محملة بالأسلحة والعتاد لدعمهم, فكان الرد العربي – الخليجي- الاسلامي سريعا بتحالف عاصفة الحزم المفتوح على إعادة الامل, وهو ما أثمر اليوم بدء اندحار القوات الانقلابية من مدن وقرى واقاليم عدة.
صحيح أن الاتفاق النووي الايراني يتشابه مع اتفاق ميونخ العام 1938 بين ألمانيا الهتلرية وبريطانيا بقيادة حكومة نيفيل تشمبرلن الذي كان السبب الاول في الحرب العالمية الثانية, لكن إيران الحالية بعيدة تماما عن المانيا ثلاثينات القرن الماضي, من حيث القوة الاقتصادية والعسكرية والحضور السياسي, فالأولى كانت تقيم علاقات مع كثير من الدول ولها تحالفاتها المتينة مع محور يمثل قوة اقتصادية وعسكرية في ذلك الوقت, بينما الثانية تعاني من حصار خانق مستمر منذ أوائل الثمانينات, اضف اليه حرب السنوات الثمانية التي استنزفت قدراتها كافة.
فوق هذا وذاك فإن علاقاتها مع العالم ومحيطها متوترة تاريخيا, وبالتالي فإن القلق أكبر من مفاعيل هذا الاتفاق السياسية والامنية لأن لا مخرج لايران من مأزقها إلا بالاستمرار في إثارة الخلافات والتوترات الإقليمية امتصاصا لغضب الداخل واشغالا للمحيط حتى تصل الى مخرج يحفظ لقادة نظامها ماء الوجه, لكن يبدو أن من اعتاد نصب المشانق ولف حبالها على رقاب المعارضين لف الحبل حول عنقه بهذا الاتفاق, وما ننتظره حاليا هو ان يقذف الجلاد الكرسي من تحت أقدام النظام.
أحدث المقالات
- الحركة الشعبية وقبائل التماس في الاتجاه الصحيح بقلم عبدالباقي شحتو علي 08-10-15, 04:30 PM, عبد الباقي شحتو علي ازرق
- مُستنْقعْ التوحُش والبربريّة والسلُوك القذِرْ معلُومات أوليّة عن المُتهمِ بقلم حماد وادى سند الكرتى 08-10-15, 04:26 PM, حماد سند الكرتى
- رداً على بيان لوردات الحرب !!! قتلة نساء واطفال النوبة بقلم الاستاذ. سليم عبد الرحمن دكي-لندن-بريط 08-10-15, 04:22 PM, سليم عبد الرحمن دكين
- اوسلو وفئة البدون في فلسطين بقلم سميح خلف 08-10-15, 04:18 PM, سميح خلف
- المتسع و المضيق بقلم بدوي تاجو 08-10-15, 04:16 PM, بدوي تاجو
- الى متى نحن موعودون بالمزيد من المعاناة ؟ بقلم د. عمر بادي 08-10-15, 02:56 PM, د. عمر بادي
- السيد عبد الرحمن لم يخطئ في الاتصال باسرائل بقلم شوقي بدرى 08-10-15, 02:54 PM, شوقي بدرى
- أضواء على مطار الخرطوم الجديد2 بقلم محجوب أبوعنجة أبوراس 08-10-15, 02:53 PM, محجوب أبوعنجة أبوراس
- العمل من الحبة (قبة)..!! بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين 08-10-15, 02:50 PM, نور الدين محمد عثمان نور الدين
- مصطفى سرى وعدم الإنضباط المهنى عادل شالوكا 08-10-15, 02:49 PM, عادل شالوكا
- ولن أكون ماركسياً في المرة القادمة بقلم عبد الله علي إبراهيم 08-10-15, 06:14 AM, عبدالله علي إبراهيم
- صدقا هل الحضارة الإسلامية حضارة نقلية أم مبتدِّعة ؟(1) بقلم محمد علي طه الملك 08-10-15, 06:09 AM, محمد علي طه الملك
- يا أبناء عد الفرسان اتحدوا وأعيدوا الطريق الى داخل مدينتكم وسوقها بقلم عبد الله أبو أحمد 08-10-15, 06:07 AM, مقالات سودانيزاونلاين
- مناشدة من الحركة الشعبية لتحرير السودان للأهل الجموعية والهواوير وكل زعماء القبائل بقلم مبارك أردول 08-10-15, 06:05 AM, مبارك عبدالرحمن أردول
- كتاب جديد بقلم أبكر محمد أبوالبشر مانشستر، المملكة المتحدة 08-09-15, 11:31 PM, مقالات سودانيزاونلاين
- عندما تبخر الحلم المصري في قناة جونقلي.. بقلم خليل محمد سليمان 08-09-15, 11:29 PM, خليل محمد سليمان
- للإسهام في بناء مستقبل أفضل بقلم نورالدين مدني 08-09-15, 11:27 PM, نور الدين مدني
- الحضور المسيحي في المغرب الكبير (ج1) و(ج2) بقلم عزالدّين عناية∗ 08-09-15, 11:25 PM, عزالدّين عناية
|
|
|
|
|
|