|
سياط القاضي أمين حسين أقرين: قاض في النار بقلم عبد الله علي إبراهيم
|
06:35 AM Jul, 11 2015 سودانيز اون لاين عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA مكتبتى فى سودانيزاونلاين
قرأت كثيراً من التعليقات والبيانات حول جلد الأستاذ مستور أحمد وزملائه من حزب المؤتمر السوداني في يوم السادس من يوليو الجاري بقرار من محكمة جنايات أم درمان. وهو حكم سياسي من الدرجة الأولي من جهتين. فمن جهة فالجلد ليس بين عقوبات المادة 77-1 من القانون الجنائي، الإزعاج العام، كما أوضح ذلك مولانا سيف الدولة حمدنا الله بمهنية دقيقة. ومن الجهة الثانية استعجل القاضي التنفيذ لم ينتظر استئنافاً. فلم تمض بين النطق بالحكم وتنفيذه سوى 7 دقائق. ولا يخفي، والحال هذه، أن وراء هذا الحكم تواطؤ سياسي مؤذ انعقد بين القاضي وجهات أمنية وحكومية ل"إدبة" المعارضين. استغربت لخلو التعليقات والكتابات عن الشائنة من ما ينبغي فعله بصورة مباشرة، وللمدى الطويل، لمحاصرة هذا الحلف، ورد بضاعته إليه بشل يده الآثمة وتحرير ساحة السياسة من هذه العقوية القاسية المهينة المذلة. فقد انصرف الكاتبون إلى التضامن مع مستور وصحبه، أو التأكيد على ظلم الإنقاذ واستهتارها، أو تجديد العهد بنضال لا رجعة منه للإطاحة بها، أو تذكيرها بيوم للثأر الأعظم قادم. وهذا كله من عزم الأمور. ولكن لكل حادثة حديث ولكل فعل رد فعل. ولا ينبغي أن يلهينا التعميم بالإمهال إلى يوم النصر الأكبر عن القصاص من المهنيين الجانحين مثل قاضي جنايات أم درمان للتو والساعة. لاحظت بأسف كبير أن أكثر الكاتبين نسب الحكم المذل للمجهول: محكمة الجنايات أم درمان غاضين الطرف عن الفاعل . فلم أجد اسم القاضي الخرع سوى في كلمتين. وهو أمين حسين أقرين. والانصراف عن ذكر اسم القاضي ثلاثاً ورباعاً دليل واضح عن خلو طرفنا من أي حيلة لرد صاعه وصاع من ورائه صاعين. فمجرد ذكر الاسم "وشيل خزيه على كل لسان" عقوبة في مجتمع يخجل لك فيه زوج وأهل وأقارب وقبائل وقرى وجيران ومعارف. فتعميم عاره سبيل لقطعه عن سياقه الاجتماعي والمهني. وخطة رمي المهني المسيء مثل أمين حسين أقرين في إتون العزلة خطة سياسية بوجه مهم. فنريد بها تفكيك ما بين المهنيين والنظام بعد أعوام من عزلتهم في طياته يكتنفهم بإمتيازات فاجرة معروفة في القضائية بالذات. فإحكام العزلة الاجتماعية حول مثل هذا القاضي الخرع تذكير لمهنيين كثيرين ظنوا ألا رقيب عليهم ولا حسيب، وأن بوسعهم بيع ذمههم في سوق الحكومة بلا وازع. فلقد فرطنا في هذا المدخل لرد المهنية إلى خلقها بما يتقوى به أفاضل المهنيين على سيف الحكومة وذهبها. فكثيراً ما قلت إن الشكوى المقيمة من الدكتور مامون حميدة ربما لم تكن لو لم نغفر له زلته الكبري كمدير لجامعة الخرطوم بفصله لقائمة من زملائه الأساتذة في 1992 لا فضل له في إعدادها. فليس لمثل حميدة الذي شرد زملائه في الجهات الأربع استحقاق التدريس بجامعة ناهيك من امتلاك واحدة. أزعجني أيضاً في ذيول جلد قادة المؤتمر السوداني غياب المحامين الديمقراطيين. ففوتهم لمثل خزي أمين حسين أقرين هو بعض عطالتهم بين دورة للنقابة وأخرى حتى تأتي الإنتخابات يستدركون خلو سجلهم المهني والسياسي بالشكوى لطوب الأرض عن مباغتة النقابة لهم بموعد الانتخابات، أو تزويرها، أو شراء المحامين بمنح الأرض. فمما يمكن لكتلة المحامين الديمقراطيين عملة في المسألة أدناه: 1- الطلب من رئيس القضاء ومجلس القضاء العالي فصل أمين حسين أقرين من الخدمة جزاء وفاقاً للتورط في حكم سياسي أملاه عليه من أملاه ونفذه بعجلة لم يستكمل بها دورة القسط. 2- الامتناع عن الوقوف أمامه للمرافعة عن متهمين بعد تخصيص فريق منهم يتولى الدفاع عن الماثلين أمام القاضي تطوعاً بقدوة عمال السكة الحديد في تسيير قطارت الماء خلال إضراباتهم لتأمين هذه المادة الحيوية لعمال المحطات وأهلها. أو ما يفعله الأطباء بالإذن لجماعة منهم بتسيير مراكز الحوادث. 3- رفع عريضة لسائر منظمات حقوق الإنسان عن خرق القاضي الخرع أمين حسين أقرين للمادة السابعة من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية لإخضاعه متهمين من قبل حكومة جورها معلوم بالضرورة لعقوبة قاسية لا إنسانية وحاطة بالكرامة. وأن يتأسس على هذه الجريمة حكم قضائي في بلد مناسب يصبح به القاضي طريد العدالة متى غادر السودان. وهذا ما لم نقم به تجاه القاضي محمد سر الختم الذي روع الصحافة في العقد الأول من هذا القرن. ولو صح أنه يتمتع الآن باللجوء السياسي في بريطانيا كما جاء عابراً في مقال لوقفنا على قصر تيلة ذاكرة المعارضة التي تؤجل القصاص السياسي ليوم الفتح الأكبر. ويوم الفتح الأكبر المنتظر هو محصلة حيل سياسية مثل المذكورة أعلاه. فهي لا تغادر المهني المسيء، ولا تتذرع له باستبداد النظام، ولن تنتظره حتى سقوطه.
أحدث المقالات
- تبيان لبعض وجوه الخير للفوز بالجنة والعتق من النار ان شاء الله .. في العشر اﻻواخر من رمضان 07-10-15, 06:27 AM, حيدر محمد أحمد النور
- صدقني أنك لن تعدو أن تكون قرداً في عيون آخرين.. بقلم عثمان محمد حسن 07-10-15, 06:23 AM, عثمان محمد حسن
- نظام الفرعون العاري يبصق على نفسه بجلد مستور أحمد ورفاقه/بقلم:الصادق حمدين 07-10-15, 06:20 AM, الصادق حمدين
- الفرقدان وابن آوى شعر نعيم حافظ 07-10-15, 06:18 AM, نعيم حافظ
- سوري –مصري – لبناني وسوداني فريد الأطرش سينمائيا وغنائيا بقلم بدرالدين حسن علي 07-10-15, 06:16 AM, بدرالدين حسن علي
- الفساد (البينة على من ادعى).. بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين 07-10-15, 06:14 AM, نور الدين محمد عثمان نور الدين
- طفيلية قبيلة الرزيقات من الانقاذيين ، يختطفون قبيلة الرزيقات العريقة المشهود لها بالفروسية والشجاعة 07-10-15, 06:11 AM, ابوبكر القاضى
- تائه بين القوم / الشيخ الحسين/ عطبرة الثانوية....... وود ابرهيم الإنقلابي بتاع الدبابين 07-10-15, 05:27 AM, الشيخ الحسين
- كيف ينخفض التضخم وترتفع الاسعار؟ بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين 07-10-15, 05:24 AM, نور الدين محمد عثمان نور الدين
- همس المدينة:جنوب دارفور تفضح نفسها وتمتحن واليها الجديد! بقلم الحافظ عبدالنور مرسال 07-10-15, 05:21 AM, الحافظ عبدالنور مرسال
- يكاد الشك في المتأسلمين يعصف بالاسلام- حماه الله! بقلم عثمان محمد حسن 07-10-15, 05:17 AM, عثمان محمد حسن
- التلاقي بين قفة ملاحنا وشيخ الترابي!!بقلم حيدر احمد خيرالله 07-10-15, 05:15 AM, حيدر احمد خيرالله
- يا والي الخرطوم لو ما قادرين عليها انسحبوا وانبطحوا وارضاّ سلاح: بقلم جمال السراج 07-10-15, 05:14 AM, جمال السراج
- بيت الجالوص..!! بقلم عبدالباقي الظافر 07-10-15, 04:34 AM, عبدالباقي الظافر
- الحل (فكري).. لا (أمني)..!! بقلم عثمان ميرغني 07-10-15, 04:32 AM, عثمان ميرغني
- حكايات !! بقلم صلاح الدين عووضة 07-10-15, 04:30 AM, صلاح الدين عووضة
- بين باقان أموم وأمن السودان القومي بقلم الطيب مصطفى 07-10-15, 04:28 AM, الطيب مصطفى
- كارلوس .. الإبداع الحر ..!! بقلم الطاهر ساتي 07-10-15, 04:26 AM, الطاهر ساتي
- المسألة البيئيّة في الأديان الإبراهيميّة بقلم د. عزالدين عناية∗ 07-10-15, 04:24 AM, عزالدّين عناية
- البراغماتية العباسية وبراغماتية ابو عمار بقلم سميح خلف 07-10-15, 04:22 AM, سميح خلف
- تبرءوا منهم قبل أن يتبرءوا منكم بقلم/ ماهر إبراهيم جعوان 07-10-15, 04:20 AM, ماهر إبراهيم جعوان
- المستشار مأمون رشيد يكتب : مكافحة الارهاب ,, جهد جماعي 07-10-15, 04:18 AM, مقالات سودانيزاونلاين
- مستور ورفيقاه .. إذا كانتِ النفوسُ كِباراً بقلم عمر الدقير 07-10-15, 03:56 AM, عمر الدقير
- مُجتمع السودان فِى أُسْتراليا بقلم حماد سند الكرتى 07-10-15, 03:52 AM, حماد سند الكرتى
- إنكار عذاب القبر ... حديث الترابى وجدلية الروح والجسد ( 5 ) بقلم ياسر قطيه ... 07-10-15, 03:50 AM, ياسر قطيه
- حـــرية الــرأى بقلم عبدالله البشرى الجبلابى 07-10-15, 03:48 AM, عبدالله البشرى الجبلابى
- الحوار .. بالسياط ؟ القضاة اداة للتنكيل بالمعارضين ؟ السياط رسالة النظام لكل القيادات السياسية ؟ تكم 07-10-15, 03:45 AM, مقالات سودانيزاونلاين
|
|
|
|
|
|