|
السودان بين تحديات الفشل وفرص النجاح بقلم السماني هنون
|
01:27 AM Jul, 05 2015 سودانيز اون لاين السماني هنون-الخرطوم-السودان مكتبتى فى سودانيزاونلاين
السودان بين تحديات الفشل وفرص النجاح "السودان الآن دولة فاشلة" رئيس الوزاء المنتخب الامام/ الصادق المهدي في خطابه أمام البرلمان الأروبي في 10 /06/2015م
اذا عرفنا كيف فشلنا سنعرف كيف نصنع النجاح، والفشل نقيض للنجاح الذي يتطلع اليه الجميع وهو ظاهرة متعددة الابعاد نفسية واجتماعية واقتصادية وسياسية وثقافية، وبيئية وقانونية ويختلف حولها المعرفون ولكنهم يجمعون علي ان الفشل ربما يكون فردي وصغير في قضية ثانوية كقصة حب فاشلة في كلية جامعية او فشل جماعي وكبير في قضية مركزية كحالة فشل الدولة الوطنية في السودان. ويمكن ان يكون الفشل نجاحا ولكن في الاتجاه السلبي، بخلاف النجاح الذي يكون في الاتجاه الايجابي فمثلا نجح نظام الانقاذ في تفكيك وتشليع الدولة الوطنية ونشر ثقافة العنف في المجتمع وسرقة المال العام وارساء دعائم الفساد والاستبداد والجهوية والقبلية في اجهزة الدولة، هذه امثلة محدودة لنجاح ثورة الانقاذ في السودان!!! ... هذا ما نطلق عليه نموذج "النجاح في الفشل" وهو ماركة مسجلة حصريا لنظام الانقاذ في السودان... اذا كان الفشل يمثل الجانب السلبي فان النجاح يشكل الجانب الايجابي، ويمكن تعريفه بأنه القدرة علي تحقيق الاهداف الاستراتيجية للفرد او الدولة، والنجاح لايحدث مصادفة (علي شاكلة قام من نومو لقي كومو) ولكن يكون نتيجة طبيعية لخطط وبرامج استراتيجية قابلة للتنفيذ وقياس مؤشرات الاداء (KPI)... والفاشل لايمكن ان يتحول الي ناجح الا اذا نفذ حزمة من الاستراتيجيات والخطط والبرامج وفق منهجية علمية محددة الرؤية والرسالة والقيم والأهداف في اطار جدول محدد المواقيت الزمانية والمكانية ... مثلما يحتل السودان الصدارة في انتاج وتصدير الصمغ العربي، ايضا يحتل الصدارة في قوائم الفشل علي مستوي العالم حسب مجموعة من التقارير الدولية التي صدرت في السنوات القليلة الماضية وفي مقدمتها تقرير "مؤشر الدول الفاشلة او الهشة" الذي تعده "Foreign Policy " والذي صنف السودان ثالث دولة فاشلة في العالم بعد الصومال وجمهورية الكنغو حيث غطي التقرير حوالي 178 دولة في العالم. اما التقرير الثاني أصدرته "شبكة حلول التنمية المستدامة" التابعة للامم المتحدة حول السعادة العالمية 2015م، حيث احتل السودان المرتبة 118 علي مستوي العالم بينما احتلت اسرائيل المرتبة 11 عالميا، لقد ركز التقرير علي قياس اثر السياسات الحكومية علي سعادة المواطنين... السودان ضمن العشرة الأوائل في الفساد حسب تقرير "Verisk Maplecroft” ... السودان رابع أكثر دولة هشاشة في العالم حسب تقرير صندوق دعم السلام "Fund for Peace” لعام 2015 ... السودان دولة فاشلة حسب خطاب الامام / الصادق المهدي امام البرلمان الاروبي ... السودان منتج ومصدر رئيسى لطالبي اللجوء ومعبر للهجرة غير الشرعية لمختلف دول العالم ... السودان أكثر دول العالم عطشا وأغناها من حيث الموارد المائية حسب مظاهرات العطش في الخرطوم (الفتيحاب والكلاكلة وبري وغيرها) ... السودان يستورد الحليب والبلح السكري واندومي والشبس من الخارج بالرغم من قدرة الدولة علي انتاجها محليا ... السودان يشجع هجرة العقول الوطنية لتبني أوطان الآخرين وهو في أمس الحاجة لهولاء ... السودان يخصص أكثر من 70% من موازنته العامة لتمويل الحرب والعنف والانتقام ويفشل في توفير مياه صحية لحي الفتيحاب في ام درمان أو حتي جزيرة توتي التي تحيط بها مياه النيل من كل حدب وصوب ... السودان يدمر خدمته المدنية التي كانت مضربا للامثال في الانضاط والانجاز مثلما دمر مشروع الجزيرة والسكة حديد ومدارس حنتوب وطقت ومشروع غزالة جاوزت وشركة الاقطان والصمغ العربي والحبوب الزيتية وغيرها من مؤسساتنا التي كنا نباهي بها الغير، كلها ذهبت الي سبيلها وللابد ... أية دولة كهذه؟!؟ ... أي عبث بالموارد كهذا؟ ... وأي نظام كهذا؟!؟ ... ومن أين جاء هؤلاء؟!؟ .. قف! .. كما كنت! ... صفا! ... انتباه! ... وردد معي: السودان دولة فاشلة بدرجة امتياز وبشهادة العالم أجمع ... وهو فاشل في ذاته ومفشل لغيره... ليس عيبا ان يكون السودان دولة فاشلة لأن الفشل يمثل الخطوة الاولي في طريق النجاح، ولكن العيب الحقيقي ان تستسلم هذه الدولة للفشل وان لا تبذل الجهد الكافي لاحداث التغيير والثورة ضد واقع الفشل. راس الحكمة ان نسمي الاشياء بأسمائها، فلنبدأ بطرح سؤالنا المركزي (علي طريقة العالم الاقتصادي المخضرم / جون كينز) ما هي مفشلات هذه الدولة الفاشلة؟ توجد اسباب كثيرة لحالة الفشل التي يعيشها السودان الآن، علي سبيل المثال لا الحصر نورد المفشلات الاتية: (1) المفشل رقم (1) : عدم وجود فكرة مركزية متفق عليها لتاسيس دولة ناجحة، حيث لعب المجادلاتية والمنظراتية الدور الاكبر في تغبيش وعي المجتمع السوداني من خلال اقحامه في جدليات عنكبوتية لايمكن الخروج منها باي نتائج واقعية تسهم في بناء دولة ناجحة. (2) المفشل رقم (2): عدم الاستقرار الامني والسياسي للدولة، حيث بدأ عدم الاستقرار الامني قبل الاستقلال بتمرد حامية توريت في عام 1955م واستمر حتي تاريخه، حيث أضحي التمرد جزء من ثقافة هذا الشعب، طالما في دولة اسمها السودان سيكون هناك تمرد!... اما عدم الاستقرار السياسي فتجلي في الانتقال من انظمة ديمقراطية – عسكرية - عسكروشيوعية – عسكروسلاموية – عسكروسلاموعروبية (حلوة دي!) الخ ... فأضحي النظام السياسي للدولة مرقع كجلابية الدرويش. (3) المفشل رقم (3): سوء ادارة الموارد البشرية والطبيعية للدولة، تجلي في سوء ادارة التنوع في الدولة وظهور الاستعلاء الاثني "Ethnocentricity" وتفشي القبلية والجهوية والكراهية بين مكونات الشعب الذي عرف بدماثة خلقه وكرمه ومروءته ونخوته وحبه الخير للناس أجمعين. بينما سوء ادارة الموارد الطبيعية من مياه وغابات وهواء واراضي خصبة وغيرها تجلي في سوء استخدام النيل، هبه الله في الارض، فبدلا من ان يشكل النيل مصدر الهام للشعراء والادباء وعشاق الطبيعة الحالمة ومصدر مياه عذبة للعطشي والظمئ في بلادنا، أضحي النيل مقبرة للاحرار ويحتضن في جوفه كثير من الاسرار وقصص تقشعر منها الابدان. (4) المفشل رقم (4): سيطرة العروبوسلاموية المناوئة للافرومسيحية المتشددة وغياب الوسطية والتوازن في طرح قضايا الشان العام. (5) المفشل رقم (5): العقلية السودانية المتواضعة والزاهدة في الدنيا التي لا تسوي عندها جناح "باعوضة"!، شكلت عائق ومثبط رئيسي لمجهودات التنمية الشاملة التي تتطلب مزيد من الجهد والمثابرة. المواطن السوداني بطبيعته الزاهدة لا يميل للافراط في الشهوات والعواطف ومفاتن الدنيا الفانية، بالتالي بيقنع بالقليل من الرزق (قليلها رايح وكتيرها رايح / مستورة والحمد لله/ ولو تجري جري الوحوش غير رزقك ما بتحوش) كلها موروثات مثبطة للسعي والجد في طلب الرزق. هذه العقلية المتواضعة ادت الي تدني انتاجية المواطن السودان مقارنة بنظرائة الاخرين وشكلت ثقافة منفرة للاستثمار كاحد اهم مكونات الدخل القومي للدولة. بناء علي ما تقدم من تحليل وتشخيص للحالة السودانية، يتضح بأننا امام دولة كاملة الفشل (مش الدسم) وباجماع شعوب الارض قاضبة ... ثم ماذا بعد الفشل؟ "هل نقلوز العمه ونخط سفة ونقول معلون أبوك يا بلد؟" ام نبدأ البحث عن حلول حقيقية وفعالة لبناء دولة ناجحة؟ بالتأكيد خيارنا سيكون الجزء الاخير من السؤال وهو بناء دولة ناجحة. الفشل لا يشكل خاتمة المطاف بل هو خطوة أولي في مسيرة النجاح والانجاز، الشاعر الجاهلي (السوداني) عنترة ابن الشداد ما كان له ان يبلي بلاء حسنا في ساحات الوغي وان يقدم ادبا رصينا يسمو به الي مستوي الاسطورة عند العرب الا بعد ما كسر أغلال الفشل وحطم قيود العبودية. ولكم في جدكم ابن الشداد أسوة حسنة يابني السودان! فلنبدأ بتحطيم هذه القيود التي تشل حريتنا وتعادي ابداعنا ونتحد من أجل غد مشرق لشعبنا ووطنا، وأن نعلي من قيمة الكلمة بدلا من الرصاصة وأن تحل الوسطية محل الغلو والتنطع وأن تكون كلمة "سوداني" كافية للتعريف بهويتنا ... تلك أشواق وآمال عراض تبدو وكأنها عصية علي التحقيق في المستقبل المنظور ولكن ليس لدينا الوقت الكافي لأن ننتظر القدر حتي يحقق لنا ما نصبو اليه، فلنبدأ بتحديد أسئلتنا المركزية كما عودنا أسطورة الاقتصاد العالم جون كينز بطرح هذه الحزمة من الاسئلة المركزية، كيف نحول السودان من دولة فاشلة الي دولة ناجحة؟ وما هي الوسائل التي تساعدنا في تحقيق هذه المقاصد الاستراتيجية؟ ما هو المدي الزمني المطلوب لاحداث النهضة في السودان؟ كم تبلغ تكلفة تحويل السودان من دولة فاشلة الي دولة نجاحة؟ ما هو دور النخب السودانية في صناعة النجاح لهذه الدولة الفاشلة؟ هذا جزء يسير من حزمة اسئلة سنجيب عليها في ما تبقي من المقال لعلنا نهديكم شئ من التفائل بعد عرض حافل بالتشاؤم. التاريخ يعيد نفسه، والذين لايقرأؤن التاريخ محكوم عليهم بتكراره ... نعم! يمكن أن نحول هذه الدولة الفاشلة الي أيقونة نجاح باهر كما كانت في الماضي، اذا عقدنا العزم علي احداث التغيير المنشود وتحملنا تكلفته المادية والبشرية في صبر وكبرياء. ان التحول الي مربع النجاح يتطلب اصلاحات جوهرية في الفكرة الاساسية لبناء الدولة وصياغة منفستو جديد للعقد الاجتماعي بين الدولة والمواطن يراعي الحقوق والواجبات بشكل عادل ومعاصر. حلها في دولة مدنية مسودنة مشحونة بالامل تحل محل دولة الفشل والارهاب، وأن نطبق مبدأ العدل مقابل الامن والسلام الاجتماعي وأن نقدم متغير الاقتصاد علي المتغيرات الاخري كالسياسية والامنية ونجعل الاقتصاد المتغير الرئيسي الذي يجر قاطرة التنمية الشاملة في الدولة . الوسائل كثيرة لتحقيق النجاح ويأتي الاقتصاد والثقافة وجودة التعليم والبحث العلمي في مقدمة هذه الوسائل التي تحقق ما نصبو اليه. وعلي سبيل المثال نموذج “Pioneer Variable Model – PVM” الذي يعمل دكتور هنون علي تطويره يمكن ان يسهم بشكل ايجابي في الانتقال بالمجتمع السوداني من مربع المتغيرات الاخري كالسياسة والرياضة الي مربع الاقتصاد والبزنس كمواضيع رئيسة في دوائر النقاش ومجالس الانس، لان كثير من أفراد المجتمع السوداني يهدرون وقتا ثمينا في جدل رياضي او سياسي عقيم، وبالتالي نريد لهم ان ينتقلوا الي مربع الاقتصاد وجعل المواضيع ذات الصلة بالبزنس ذات أولوية في مجالسهم ومنتدياتهم. أيضا للثقافة دور مركزي في التعريف بالحضارة السودانية ونشرها علي مستوي العالم، الفن والمسيقي والمسرح كلها تلعب دور رئيسي في عصر العولمة فمثلا رقصة الكمبلا واغنية كده ...كده ... ياتريلا والبمبو سوداني وأسمر جميل وربيع الدنيا والطير المهاجر ساهمت في تصدير الاغنية السودانية لأفريقيا والوطن العربي في أبهي صورها ولعبت دور كبير في تشكيل وجدان تلك الشعوب تجاه الحضارة السودانية ... فالشعوب حول العالم تنتظر من السودان صادرات ثقافية كالفن والموسيقي والمسرح وصادرات اقتصادية كالصمغ العربي والفول والسمسم والكركدي والحلومر بدلا من تصدير الارهاب واللجوء والاتجار بالبشر كصادرات رئيسة لآية دولة فاشلة!!. أضف الي ذلك الاهتمام بجودة التعليم والعودة للمناهج الدراسية قبل عصر التأصيل واعلاء قيم الجودة الشاملة في التعليم والبحث العلمي وتفكيك المؤسسات الطفيلية التي حولت المؤسسات التعليمية ودور البحث العلمي الي مولات وسوبرماركت لجني الارباح الطائلة، وأغفلت الدور المركزي للتعليم في أي نهضة للامة "Education widens horizons " وفي هذا الاطار نستطيع ان نحدد بشكل دقيق تكلفة الطالب الواحد “Cost per student” في كليات الطب والهندسة والدراسات الاجتماعية ويضاف لها معدل التضخم في الاقتصاد لتكون مرشد للجامعات الخاصة في تحديد الرسوم الدراسية للطلاب والتي ساهمت في افقار الاسر السودانية ... ومن واقع عملي كأستاذ جامعي متعاون مع اربعة جامعات معروفة في الخرطوم، التقي ذات الاساتذة في كل هذه الجامعات فلماذا يكون هناك اختلاف كبير جدا في المصروفات الدراسية من جامعة وأخري؟ وماهي طبيعة المصروفات الاضافية التي تتحملها هذه الجامعات حتي تزيد المصاريف الدراسية بهذا الشكل الجنوني؟ فمثلا احدي جامعات "باروص المشروع الحضاري" تتقاضي من طالب الطب ما يناهز 70 الف جنيه في العام!! والغريب في الامر أن بعض هذه الجامعات التجارية تحصل المصاريف الدراسية من أبناء السودانيين العاملين بالخارج بالدولار وتحصل من الاجانب (غير السودانيين) بالعملة المحلية وبعضها يحتفظ بالعملات الاجنبية خارج النظام المصرفي للدولة... أضف الي ذلك ان بعض هذه الجامعات تنسق في ما بينها بشكل دقيق ومحكم في كل ما يتعلق بتحسين شروط خدمة الاستاذ الجامعي حتي تكلفة ساعة التدريس للاستاذ في برامج الماجستير وبقية الدراسات العليا يتم تحديدها ولايسمح بذيادتها الا بموافقة الاخرين ... هذه طريقة مفقرة للاستاذ الجامعي وساعدت علي هروبه من الجامعات السودانية الي الجامعات الاخري بطريقة أشبه بطريقة الهروب في جنوب أفريقيا!!! ... خلاصة القول ان التعليم والبحث العلمي في حاجة ماسة لمراجعة حقيقية وباشراف دولي حتي نؤسس لنهضة حقيقية في هذه الدولة الفاشلة. وللاجابة علي سؤالنا ما هو المدى الزمني للنهضة في السودان؟ نستطيع القول بأن النهضة الشاملة تحتاج لفترة بين 10-20 سنة من العمل المتواصل وفق رؤية واضحة ووسائل مجربة في احداث التنمية، فمثلا التنمية في دول الخليج تحققت خلال عشرين سنة في الفترة من 1980 – 2000م حيث تحولت تلك الربوع من صحراء جرداء يقطنها اللصوص وقطاع الطرق الي قطعة من فردوس تنعم بالامن والرفاه و تشرئب لها أفئدة الناس أجمعين! ... وتجربة النمور الخمسة "Five Tigers" (تايلاند – سنغافورة – كوريا الجنوبية – هونج كونج – تايوان ) لا تتعدي العقدين من الزمان ... تجربة دول امريكا اللاتينية التي لا تتعدي ذات الفترة الزمنية ... وعليه يمكن ان يحقق السودان النهضة في مدي زمني أقصاه عشرين سنه من تاريخ أعلان ضربة البداية ... احداث النهضة عملية شاقة ومضنية تحتاج لبذل جهود مضاعفة ومراجعة شاملة لكل التشريعات في الدولة وموائمتها مع التشريعات الدولية ووضع استراتيجية محكمة لتنفيذ برامج المرحلة واحكام الرقابة وقياس الاداء للتأكد من جودة المخرجات... ولاحداث التنمية الشاملة لابد من تحمل تكلفة التغيير وهي باهظة وقاتلة لأن القوي المعارضة للتغيير لن تستسلم بل تسعي بكل قوة لافشاله وفرض ارادتها بقوة الحديد والنار... تكاليف التغيير متعددة وربما تشمل تكاليف اقتصادية وسياسية واحتماعية وثقافية وبيئية وغيرها من التكاليف التي يتحملها رواد التغيير... النخب وطلائع التغيير ستدفع الجزء الاكبر من هذه التكاليف وتتحمل جهود التوعية والاعداد للتحول الكبير في مسيرة الدولة من حالة الفشل والاحباط الي حالة النجاح والامل والحياة الكريمة في وطن يسع الجميع ... الفهم الصحيح للمشكلة يشكل 50% من الحل الصحيح، وبتحليل البيئة الداخلية للفشل نكون وضعنا النقاط فوق الحروف وتعرفنا علي جزء كبير من مسبباته، وعليه يجب ان نفكر بطريقة جديدة متفائلة لكي نعبر ببلادنا الي رحاب التقدم والرفاه الاقتصادي الذي طالما تغني به شعبنا. السودان بلد غني بموارده البشرية والطبيعية مما يؤهله لأن يلعب دور أكبر في الفترة القادمة، خاصة في عصر الفرص اللانهائية التي تتيحها العولمة وثورة التقنية والمعلومات الظافرة، حيث يلعب السودان دور أكبر في القرية الكونية من خلال تبني رؤية ورسالة وقيم جديدة مستمدة من روح العولمة والتوجهات الكونية المعاصرة والتي تهدف الي بناء مجتمع كوني متجانس ومتسامح ومتنافس ... ويكون الانتماء فيه للانسانية جمعاء، وتسوده روح رياضية في التنافس من اجل تحقيق المقاصد الاستراتيجية للانسانية، وتحطم فيه الحواجز امام حركة الناس والبضائع والافكار وراس المال، وتسود فيه الديمقراطية وحكم القانوني وتحترم فيه حقوق الاقليات في اطار الدولة القطرية. من المؤكد ان المارد الافروعربي – السودان – لن يخضع لحالة الفشل الراهنة الي الابد، بل سيعمل علي جمع قواه بثقة وعزيمة مستمدة من ارثه وتاريخه النضالي الحافل بالانجازات التاريخية، ليتبوأ موقعه الطبيعي بين الامم في ركب التنمية، حيث تنتظره فرص هائلة في مختلف المجالات يمكن تناولها بايجاز علي نحو ما يلي: (1) فرص اقتصادية هائلة، حيث يمتلك السودان مزايا نسبية في كل القطاعات الاقتصادية الرئيسة، الزراعية والصناعية والخدمية. (2) فرص سياسية بالتحول الي نظام ديمقراطي حقيقي وتفكيك دولة الحزب الواحد لمصلحة الوطن وبناء المؤسسات التي دمرها مشروع "التأصيل الهلامي" والفصل بين السلطات الثلاثة التشريعية والتنفيذية والقضائية في الدولة. (3) فرص اجتماعية واعدة تؤهله الي بناء علاقات اجتماعية ناجحة مع الشعوب الاخري وتعزز فرص الجذب السياحي والانفتاح نحو الاخرين. (4) فرص ثقافية هائلة في الغناء والموسيقي والمسرح مستمدة من التنوع الثقافي للسودان، تسهم في نشر الحضارة السودانية حول العالم. (5) فرص بيئية وتنمية مستدامة من خلال سن تشريعات مشددة لحماية البيئة وادخال نظم حديثة لحماية واستدامة البيئة في السودان. وبالله التوفيق،،،
أحدث المقالات
- تهانينا لتشيلي بطولة كوبا أميريكا بقلم بدرالدين حسن علي 07-05-15, 01:13 AM, بدرالدين حسن علي
- المالكي بين تسليم نفسه للقضاء او الهرب بقلم * طارق العزاوي – صحفي عراقي 07-05-15, 01:12 AM, مقالات سودانيزاونلاين
- حقوقُ الإنسانِ مُنتهكةٌ في دولِ القمعِ بقلم عبدالله الهدلق 07-05-15, 01:11 AM, مقالات سودانيزاونلاين
- لاجئون ومنافي بقلم samih aldabi 07-05-15, 01:09 AM, samih aldabi
- قريمانيات .. بقلم .. الطيب رحمه قريمان .. بريطانيا... !! ذكريات رمضانية.. 2 ... !! 07-05-15, 01:07 AM, الطيب رحمه قريمان
- يا ملكنا "العاهل السعودي"!.. "الإرهابيون" لا يحاربون الإرهاب.. والبديل دعم المعارضة السودانية 07-05-15, 01:05 AM, أحمد قارديا خميس
- قادتنــــــــا شهــــــداء بقلم/ ماهر إبراهيم جعوان 07-05-15, 01:04 AM, ماهر إبراهيم جعوان
- وأد التغيير من قوى التغيير بقلم أبوهريرة زين العابدين عبد الحليم 07-04-15, 11:49 PM, أبوهريرة زين العابدين
- ختآم قصة قصيرة بقلم هلال زاهر الساداتى بقلم هلال زاهر الساداتى 07-04-15, 11:43 PM, هلال زاهر الساداتى
- حول ظاهرة التطرُّف الدينى فى السودان ( 1 -2) بقلم عادل إبراهيم شالوكا 07-04-15, 11:39 PM, عادل شالوكا
- مرتضى .. وجه مشرف للسودان بقلم محمد الننقة 07-04-15, 11:35 PM, محمد الننقة
- راعي سوداني (بالسعودية) يشكو حاله.. وتالله لتُسألن يومئذ..!! بقلم عبدالوهاب الأنصاري 07-04-15, 11:33 PM, عبد الوهاب الأنصاري
- هل يكون ايلا رسول البشير للقضاء علي ما تبقي من مشروع الجزيرة بقلم المثني ابراهيم بحر 07-04-15, 11:27 PM, المثني ابراهيم بحر
- المَعرَكة: الفِكرُ أوَّلاً بقلم محمد حسن مصطفى 07-04-15, 10:28 PM, محمد حسن مصطفى
|
|
|
|
|
|