|
... حديث الترابى حياة مابعد الموت ... وجدلية الروح والجسد ( 2 ) بقلم ياسر قطيه
|
11:21 AM Jul, 01 2015 سودانيز اون لاين ياسر قطيه- مكتبتى فى سودانيزاونلاين
ياسرقطيه ... العديد من التعليقات وردود الأفعال التى جاءت رداً على مقالنا الذى كتبناه بالأمس وجاء موسوماً بـعنوان ( حياه ما بعد الموت ) والذى ناقشنا من خلال أسطره الحوار الذى أجرته وكالة الأخبار التركيه مع المفكر الإسلامى الدكتور حسن الترابى الذى خلط أمامنا الأوراق والمفاهيم مخترقاً مسلماتنا التاريخيه ومثيراً الجدل على نحو غير مسبوق بقوله الذى نفى من خلاله ضمنياً ( سؤال القبر ) هازءً كعادته من المفهوم التقليدى للموت ونافياً بالتالى عذاب القبر أو نعيمه محيلاً الأمر كله محض كومه من العظام . وفى الوقت الذى عزى فيه بعض الأصدقاء والقراء الأمر الى ( تقدم الشيخ الترابى فى السن ) وبالتالى إنتفاء التمييز أو صعوبة إيصال الفكره بالنسبه لرجل بلغ من الكبر عتيا ويعج رأسه بشبكه هائله ومتداخله من المفاهيم والأفكار هى حصيلة جهد خارق لعقود طويله من الفكر والعصف الذهنى وأرتياد أفاق العلوم وعلى ضوء الحوار الذى نشرته العديد من وسائل الإعلام تجدنى ميالاً الى هذا الرأى الذى هو أخف وطأه من وصف مفكر ضخم بوزن وقامة الشيخ الترابى بالزندقه أو التجديف وما الى ذلك من أوصاف لا يليق بنا وسم رجل بقامة الشيخ العلامه بها . ومن قبل بل وعلى الدوام ظل الشيخ الدكتور حسن الترابى يقيم الدنيا ولا يقعدها بمفاهيمه النافيه للموروث الدينى فمن قبل أفتى الرجل وأباح زواج المرأه المسلمه من الكتابى ونفى قطعياً وجود منكر ونكير وسؤال وعذاب القبر قائلاً إن الروح تصعد الى السماء والجسد يُدفن فى الارض فيبلى ويخلق الله جسداً من طين ! يركب عليه هذه الروح لسؤالها يوم القيامه ! من حق الدكتور الترابى أن يقول مايشاء فكلٍ لديه ( رقيبٌ عتيد ) لكن ليس من حقه على الإطلاق الجزم بصحة معتقده وتسفيه الرأى الأخر المخالف ووصفه بالجهل ! فحديث الترابى هذا يأتى إما تفسيراً خاصاً للأيات والأحاديث وإنتقاءها على نحو يخدم مفهومه الجدلى وهنا يقبل هذا التفسير الخطأ والصواب لكونه ينضوى تحت لواء الإجتهاد أو تجديفاً ورجماً بالغيب وهذا ما لايجوز . فالترابى لم يذهب الى العالم الأخر ويعود ليروى لنا فى الحياة الدنيا هذه الأشياء التى ( صادفته ) أو تلك التى لم تصادفه أثناء مماته . ولا أعتقد إنه قد إلتقى بأى بشر أخر عائد من الرحله الأبديه ، رحلة الموت ، لذلك يبقى الجزم والتأكيد بما ساقه الدكتور الترابى هنا أى من خلال حواره الذى إنتشر على نطاق واسع والقطع بصحة رأيه محض غرور وترفع ليس إلا لهذا ولخطورة هذه المفاهيم الغريبه والمبثوثه عبر دهاليز ودروب الشبكه الشبكه العنكبوتيه يتحتم علينا الوقوف عندها طويلاً ومن ثم نأخذ بيد الرجل لنجادله بالحجه والمنطق . وبالأمس قلنا إن الشيخ حسن قد ضرب لنا مثلاً ونسى خلقه قال من يحيى العظام وهى رميم ، قل يحييها الذى أنشأها أول مره وهو بكل خلقٍ عليم . فتلك الكومه من العظام التى يراها الدكتور الترابى محض رفات وبالتالى يسترخصها هى الهيئه وهى الهيكل الذى بنى الله عليه البشر والخلق أجمعين ثم ( الأيه ) ... ثم سواه ونفخ فيه من روحه وجعل لكم السمع والأبصار والأفئده قليلاً ما تشكرون ) صدق الله العظيم ... سورة السجده خطورة الأمر تكمن فى تناول الشيخ الترابى لأمر ( غيبى ) ويبنى معتقداته تلك على هيكل من الخيال والتصور الذهنى الخاص ولما تختمر الفكره فى رأسه يدلقها لوسائل الإعلام ولا يبالى فلو كانت تلك الكومه من العظام هى محض رفات لا غير فلم يبعثر الله يوم ما فى القبور ؟ ( أفلا يعلم إذا بٌعثر مافى القبور وحٌصل مافى الصدور ؟ ويوم يصدر الناس أشتاتاً ليروا أعمالهم ؟ الغيب من علم الله شأنه فى ذلك شأن الموت والحياه والخلق فكل الأشياء الغيبيه هذه مصدرها ملكوت الله الأعلى فالله هو الذى يحيي ويميت والله هو الذى يخرج الحى من الميت ويخرج الميت من الحى ومن قبل أراد سيدنا إبراهيم أن يستيقن من كيفية الفعل الإلهى بالحياة والموت فسأل ربه أن يريه كيف يحي الموتى ، ( وإذ قال براهيم رب أرنى كيف تحي الموتى ) البقره 260 . وكذلك من قبل تساءل سيدنا زكريا أنى يكون له غلام وإمرأته عاقر وهو قد بلغ من الكبر عتيا ,,,, قال كذلك الله يفعل مايشاء ! راجع سورة مريم الأيات من 6 لـ 9 . وأيضاً وفى سياق سورة هود يقول الله سبحانه وتعالى .... ( وإمرأته قائمه فضحكت وبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحق يعقوب ( 71 ) قالت يا ويلتى أألد وأنا عجوز وهذا بعلى شيخاً إن هذا لشى عجيب ( 72 ) .
وحين يورد الله هذه الأمثله فى القرأن فإنه يشير بذلك ضمناً الى صعوبة أن يدرك البشر مثل هذه الأوضاع على حقيقتها ينسى البشر البعد الغيبى المتمثل فى قدرة الله المطلقه وهو الذى يقول للشئ كن فيكون وينظر الإنسان الى نفسه وحدود قدرته الجزئيه الممنوحه له من الله سبحانه وتعالى فيرى إستحالة حدوث الأمر ، بهذه القدره الإلهيه يهيمن الله على الحركه الكونيه بكاملها ( يدبر الله الأمر من السماء الى الأرض ثم يعرج إليه فى يوم مقداره مقداره ألف سنه مما تعدون ) سورة السجده يحدث هذا ليس فى حدود ظواهر الأشياء وأشكالها وحركتها ولكن أيضاً فى توقيتها أى عامل الزمن وبذلك تتجلى قدرة الله فى ضبطه للزمان والمكان ضمن حركتهما فى المجال الواحد بهذا يحيط الله بالفعل البشرى ويهيمن عليه واهباً له نتائجه ، نتائج الفعل البشرى ... إذاً الموت والحياه وحياة ما بعد الموت مسائل غيبيه لذلك لا ينبغى لبشر الجزم بما يحدث فى العالم الأخر ، العالم الغير مرئى ، عالم الغيب ونواصل .............. قطقط ... ( المنتخب ) ...
أحدث المقالات
- الإعلان هو الذى يقتل أوّلاً، أمّا الرصاصات، ففيما بعد !. بقلم فيصل الباقر 07-01-15, 01:31 AM, فيصل الباقر
- للوصول بسفينة السودان إلى بر الحل الديمقراطي بقلم نورالدين مدني 07-01-15, 01:21 AM, نور الدين مدني
- اِنهيار الدبلوماسية في السودان بين .. الهروب والدموع بقلم عبدو حماد 07-01-15, 01:18 AM, مقالات سودانيزاونلاين
|
|
|
|
|
|