|
اليوناميد وأعيان "كاس".. فصول رواية دامية لم تكتمل (3( بقلم د. أنور شمبال
|
00:54 AM Jun, 25 2015 سودانيز اون لاين أنور شمبال- مكتبتى فى سودانيزاونلاين
أولياء الدم يتمسكون بحقهم ويطلبون الدية كاملة
كاس: د. أنور شمبال لم يفك بعد لغز المواجهة المسلحة بين اليوناميد ومجموعة من أعيان إحدى القبائل بدارفور، رغم مضي أكثر من (40) يوماً للحادث المشؤوم الذي وقع في مدينة كاس يومي الخميس والجمعة 23/24 من أبريل الماضي، ووقع ضحيته سبعة قتلى وثلاثة جرحى من أهالى المنطقة، بينهم أم مسار آدم عمر سليمان (أم آدمين) وهي امرأة مسنة أصابها العيار الناري الطائش في جبهتها قبل أن تكمل صلاة العصر بمنزلها بحي الرياض جنوب، وإدخال الرعب والخوف في قلوب الأطفال والنساء اللائي أجهضن بعضهن، كما أصيب خمسة من قوات اليوناميد. تناولنا في الحلقتين الأولى والثانية مجريات الاحداث لتلك القضية العالمية، وروايات الشهود والمعايشين للحدث بجانب الرواية الرسمية (حكومة)، ونخصص هذه الحلقة للآثار الإنسانية والنفسية التي خلفتها تلك المواجهات على الأحياء المتاخمة لمقر اليوناميد، وكم كانت هذه الأحياء عاشت حالة من الرعب والفزع، خاصة الأطفال الذين أُصيبوا بحالات تقيؤ جماعي وإسهالات، وحالات أخرى للكبار يعبرون عنها بالضحك المتواصل عند سؤالك عن تلك الأيام ولا يفصحون عنها، والتي ينطبق عليها المثل (شر البلية ما يضحك). طلقة طائشة أم مسار آدم عمر سليمان (أم آدمين) التي أنهت عقدها السادس من عمرها، عادت الى منزلها المتواضع المكون من خيمة وراكوبة، وسور من القش والطين، من السوق يومها وقد أذن المؤذن لصلاة العصر، فلم تتوانَ من أداء الفريضة، فتوضأت وصلت ركعتين، وجلست للتشهد وعند قيامها من الجلوس للركعة الثالثة فإذا بطلقة طائشة مما سمعته من صوت السلاح تسكن في جبهتها، ثم ينفجر الدم من أمامها، فما منها إلا أن تتناول الثوب الذي ترتديه وتربط به رأسها لإيقاف النزيف المنهمر، خاصة انها كانت لوحدها في المنزل، وكان ابنها (آدمين) الشرطي مرابطاً في مكان عمله، فنادت جارتها ولم تسمعها أو انها كانت مشغولة بنفسها وأولادها الذين دخلوا تحت السرائر من صوت السلاح الذي لم يتوقف، فما كان منها إلا أن تتحمل تلك الآلام حتى تصل منزل ابنتها الذي يبعد عن منزلها بحوالي (700) متر والدماء سائلة، فمرت ببيت جارتها وأخطرتها أنها اصيبت بالرصاص، ولكن يبدو أن الموقف لا يتيح للجارة إسعافها فواصلت سيرها وهي منحنية حتى لا يبلل الدم كل ملابسها حتى وصلت بيت بنتها، والتي لم يختلف حالها هي الأخرى حال جارتها. لحسن حظها كما تقول أم مسار إن زوج ابنتها كان موجوداً في المنزل، والذي قام بدوره والذهاب الى أحد جيرانه يمتلك عربة لنقلها الى المستشفى (مستشفى كاس)، ولكن بكل أسف لم تجد الدكتور، وباتت في المستشفى ليلتها تلك ليتم نقلها في صباح اليوم التالي الى نيالا، لاستخراج المعدن (رأس الطلقة) من عظم رأسها الذي تكسر بعد عشرة أيام من الحادث، بحسب روايتها لقصتها، وتقول الحمد لله ها أنا عائشة بينكم، (وكتر خيركم تجونا وتسألوا عنا)، وقد سبقتكم لجنة التحقيق التي جاءت من الخرطوم وقلت لها ما جرى لي وأخذت معها (المعدن) بحسب تعبيرها الذي أخرج من رأسي. وتقول الحاجة أم مسار إنه رغم تلك المعاناة، إلا أن لا جهة تقدم لهم أي إعانة وأنه حتى العلاجات كانت منهم رغم دخلهم الضعيف، ولم يأت أحد ليعدنا بشيء. الانزواء تحت الأسرة ووصف محمد وادي محمد إبراهيم من مواطني حي الرياض جنوب مكان الأحداث التي جرت في اليومين بأنها عصيبة، وأن الذخيرة اخترقت سقوف منازلهم، وسكنت طلقة في التراب تحت رجلي أحد أبنائه، غير الهرج والمرج الذي اصاب أهل الحي، وقد رحل بعض سكان خاصة أولئك الذين يجاورون المقابر الى وجهات أخرى. وأضاف جارة محمد إسحاق محمد بخاري، إنه كان في الطريق الى منزله عندما اشتدت المواجهات يوم الخميس، ومنزلي بالقرب من الحادث، وكان أبنائي وزوجتي في المنزل وما علي إلا مواصلة المسير الى منزلي ونتفقد أبنائي ولم أكن مكترثاً من صوت السلاح التي نسمعها من فوق رؤوسنا، الى أن وصلت المنزل، فوجدتهم منهم تحت السرائر ومنهم انزوى في ركن خائفاً يترقب، ولأن سقوف المنازل من الزنك فإن اختراق الذخيرة لها جعل جرعات الخوف تزيد، إلا أن كل أهل الحي التزموا منازلهم، ولم يخرجوا منها، ويضيف هناك قصص كثيرة عن الحادث ولكن هذا غير محلها. وروى لي أحد المواطنين بالحي إنه رأى حصانين "يقالدن المدرعة" أي يجعلنها بين الحصانين، ولكنه لم يبين لي هل الحصانين تسابقا حتى جعلا المدرعة بينهم، أم المدرعة سابقتهما الى أن صارت بينهما، ثم دهست أحد الحصانين ومات. ( صو صو صو محمدين عبد الله إسحق، رجل تجاوز الـ(60) من عمره يعد من القاعدين بسبب كسور في فخذه، يسكن بالقرب من المقابر على بعد (800) متر تقريباً محل الحادث، قال إنه سمع كل شيء لكنه لم يشاهد شيئاً لعدم مقدرته على الخروج من المنزل، إلا أن كل الأطفال والذين هم في البيت كانوا من حوله وداخل البيوت، وأن صوت الذخيرة من فوقهم (شو شو شو) كما سمعنا أصوات العربات التي استخدمت. ويقول محمدين إن حجم الذخيرة التي فرغت في اليوم الثاني هي أكثر من اليوم الأول، وهي أيام ومشت... وأضاف محمدين عبد الله أن أبناءه جاءوه في اليوم الثاني ليتم نقله من منزله الى مكان آخر آمن إلا أنه رفض، وقال لهم إنه بعد أن أتوا به من القرية الى المدينة بذات الحجة، فإنه لم ولن يرحل من البيت الذي هو فيه، وأنه على استعداد مقابلة كل مكروه ولن يرحل، فأقنع أبناءه وأبقوه في منزله.يعد الذي جرى لهؤلاء إرهاباً، لمواطنين مسالمين، لا ناقة لهم ولا جمل ما جرى فقط أنهم يسكنون في ذلك الجزء من المدينة، وفي القانون الدولي لحقوق الإنسان أن لهؤلاء حق في التعويض جراء الأضرار التي تعرضوا لها، فمن يعوض هؤلاء؟!!! " أحدث المقالات
- يوم شكرك في عزاء استاذي د محمد عبد الرزاق بقلم دكتور عيسي حمودة 06-25-15, 00:40 AM, عيسي حمودة
- أمن المعلومات فى السودان ... ( دنقر شيل * ) بقلم ياسر قطيه 06-25-15, 00:36 AM, ياسر قطيه
- يوسف القعيد .. الشعب والثقافة بقلم أحمد الخميسي – كاتب مصري 06-25-15, 00:32 AM, أحمد الخميسي
- الحكومة بين الترهل والرشاقة والبرنامج بقلم عميد معاش طبيب سيد عبد القادر قنات 06-25-15, 00:08 AM, سيد عبد القادر قنات
- مشروعات ليست للبيع بقلم نورالدين مدني 06-25-15, 00:04 AM, نور الدين مدني
- السودان المهان بين دموع اليتامى و دموع التماسيح بقلم بدوي تاجو 06-25-15, 00:02 AM, بدوي تاجو
- لم يحدث عفواً..!! بقلم الطاهر ساتي 06-25-15, 00:00 AM, الطاهر ساتي
- ما حك جلدك إلا ظفرك، إزاحة الجنرال البشير ونظامه بأيدي أبناء الشعب السوداني لا بأيدي غيرهم 06-24-15, 11:59 PM, الصادق حمدين
|
|
|
|
|
|