جداريات رمضانية (1) بقلم عماد البليك

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-18-2024, 01:16 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-19-2015, 11:03 AM

عماد البليك
<aعماد البليك
تاريخ التسجيل: 12-09-2013
مجموع المشاركات: 118

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
جداريات رمضانية (1) بقلم عماد البليك

    10:03 AM Jun, 19 2015
    سودانيز اون لاين
    عماد البليك -مسقط-عمان
    مكتبتى فى سودانيزاونلاين



    لا يحكى




    سيظل شهر رمضان معلقا عندي دائما بذكرى حزينة، ففي يوم الخميس التاسع من رمضان 1434هجرية الموافق الثامن عشر من يوليو 2013 أي قبل عامين من الآن تقريبا، رحل والدي رحمه الله عن هذه الفانية، كانت لحظات غامضة في هوية الموت كصيرورة لابد منها لنهاية حياة وبداية حياة. الموت كغرابة وكحزن دفين وكفقد، وكأشياء كثيرة نعجز عن وصفها أو احتوائها في هذا العالم. سأكتب خلال هذا الشهر الكريم مجموعة من الحلقات حول شهر رمضان من خلال ذاكرتي وذكرياتي، وذلك في بلدي الأم السودان. وليس الهدف هو إعادة الذكريات أو الوقوف عند إطلال الزمان الباقي، بل توثيق هذه الحياة التي كانت والمستمرة في عطر الأجيال، بحيث أن الدنيا تكتسب معناها في ساعات كثيرة من خلال الذاكرة والقدرة على أن يكون لليوم ظلا في الأمس. إن حضورنا الأكيد في هذا العالم ليس إلا إشارة ضوء لكوننا جئنا من مكان غامض وذاهبين إلى مناطق أكثر غموضا سواء في حيز الواقع والمثول الأبدي لمعنى الذات في العالم أو من حيث المشيئة والقدر وكثير من المعاني المرتبطة بفيزيائنا كبشر ليس لنا من أدلة كبيرة نقبض عليها لنثبت أننا خالدون إلا من خلال القدرة على التذكر والانتشاء بهذه الذكريات الأكيدة التي تمنحنا السعادة أحيانا ومرات الحزن وتحرك فينا الكثير من لواعج الأمل والحنين والأشواق.. حقيقة الأنا العجيبة ورغبة الانتباه لهذا العالم الأرضي الذي ما يفتأ يثير حولنا الأسئلة المربكة.
    قلت إن رمضان سيظل عندي ومنذ تلك الوهلة التي جاءني فيها خبر وفاة والدي في غربتي عن الديار التي امتدت لسنوات طويلة، وما كنت أظنها. مرتبطا بطاقة حزن. ولعلني أعشق الحزن منذ صغري وأراه فاعلية إيجابية في العالم وأتذكر أنني كنت دائم الامتثال للرواية المنقولة عن هند أبي هالة التميمي وهو ربيب رسول الله، أمه خديجة بنت خويلد، وأبوه أبو هالة، وقد روى الحسن بن علي عن هند أبي هالة، قوله في وصف النبي حديثا طويلا، كنت استحسن منه قوله: "كان رسول الله صلي الله عليه وسلم متواصل الأحزان، دائم الفكرة، ليست له راحة، طويل السكت لا يتكلم في غير حاجة".
    وكنت أفهم أن هذا الحزن ليس له دلالة الألم ولا القسوة على الذات إنما هو استغراق في معنى آخر للحياة غير التوقع والمرئي والمباشر، فالنبي كان له رؤيته للعالم التي تقوم على التقاط البعدين المرئي واللامرئي من الوجود، بنفس شفافة وعادلة في التعامل مع القرائن والأحوال. وقد أشار ابن تيمية إلى أن المقصود بـ "متواصل الأحزان" هو "الاهتمام والتيقظ لما يستقبله من الأمور".
    لكن طاقة الحزن الجديدة التي تفتحت أبوابها في ذلك اليوم كانت أخرى وغير ما ألفته، جعلتني أتوحد مع العالم بناء على نسق جديد، واقترب من فهم حقيقتي لأناي. إن الموت بقدر ما يحرمنا من أناس نحبهم إلا أنه يعلمنا كيف أن نفهم الحياة وأن نكون مثابرين على المضي بالإخلاص للمعنى إلى أبعد درجة ممكنة، كما أن تمثلات الموت في صوره غير الكلاسيكية تعلمنا أن الحياة ليست هي الطبقات المدركة والمعاشة إنما هي أعمق من ذلك، فإذا كانت الحياة في التصورات الشكلية هي الواقع المرئي والمباشر فإن الحياة في سيرتها العميقة هي الواقع الأبدي الذي يمزج ما بين عوالم اليقظة والغفوة والهواجس والبرزخ، ففي لحظة معينة يكون لكل هذه العوالم المتفاوتة أن تلتقي في حيز واحد هو ذواتنا بعد أن نكون قد تدربنا على المزيد من وعي حقيقة الذات والاقتراب من فحوى هذا الوجود الملغز.
    إن الحقائق الروحية في حياة الإنسان هي جانب ملهم ومهم ولكن الأمر الذي يكتنفها ويجعلها غامضة أنها لا تتحقق إلا عبر تدريب قاس ومران ليس سهل أبدا، لأن سيرة الذات الإنسانية أنها تتعلم وتظل تمارس التعلم إلى ما لانهاية، لأن الحياة جبلت على اشتهاء السؤال وكلما توقد الذهن واشتغل بالتدبر والتفكر والانتباه لما وراء العوالم المرئية والمحسوسات والمجسدات، كان له أن يقع على سحر هذا العالم أو اقترب منه على الأقل، لأن التحقق النهائي ليس إلا وهما في أغلب الأحيان.
    صيرروة الحياة والمعنى والذكريات والأحزان.. وسيرة رمضان.. كلها قصص وحكايات وسرديات تتحرك في ذهني بشغف بحيث يصعب القبض عليها مرة واحدة وتشكيلها في هوية نص محدد. إنني أحاول أن أكتب هنا عن ذلك المعنى الغائب وعن تلك الأيام وما بعدها، وذلك من خلال حضور آني يعني لي أن ذلك القديم ما زال قابعا في حيز اللحظة لم يبرحها، أي يتكيف معها ويعيد بناء ذاته وعلاماته في تقاطعه مع كينونة الحياة سواء في الأمس أو اليوم، كذلك مع أسرارها الكثيرة التي لا تنتهي.
    إن سيرة رمضان وهي تتماهى مع حيز الذاكرة تعني الحديث عن ألوان وجداريات الزمان والمكان، تلخص تاريخا قد يذهب ذات يوم أو يتلاشى مع تغيرات الحياة السريعة في عصرنا هذا، لا شيء بات ديمومي ومستقر. القيم والمفاهيم وكل شيء يتبدل، كما الطقوس والعادات والتقاليد، فكل شيء يلبس لباسا جديدا لا ندري إن كان حسنا أم لا. وليس هذا بالسؤال المهم، إنما الأهم هو قدرة الكائن على التعايش والقفز الدائب من حيز الارتهان لأثر التاريخ بحيث يحرر ذاته وتاريخه الشخصي من كل القلق السلبي ويفتح باب الانتباه لـ "الحزن النبيل" كما جاء في غنائية الراحل مصطفى سيد أحمد، فليس كل الأحزان البشرية تتمتع بالنبل والصفاء والبعد الإنساني الخالص.
    أحتاج إلى أن أحرك ذهني سريعا وأن أقفز في حيز الزمن إلى تلك اللحظات القديمة ومن ثم أعود للحاضر لكي أكتب. أعيد السيرة والصيرورة وأسجل على الجدار قصة تلو أخرى. وحكاية بعد حكاية. فرمضان يظل سردية لامتناهية من حيث التداعيات والقصص، كشهر اختصه الخالق ليمنحه صفة التميز والحضور دون غيره من الشهور، وهو واحة للتنقل في فضاءات الذات اكتشافا لوعي جديد وقيمة أخرى غير العادي والروتيني، وربما من هنا تأتي الحكمة والملاذات المرتجاة. وقبل أن نشرع في الحكاية.. ليغمض كل منا عينيه ليتذكر تلك الأيام الغابرة وربما كانت قريبة إن كان حديث السن، ليرى كيف بدأت علاقته تتشكل مع شهر رمضان، كيف أصبح يصنع له الصور والمشاهدات والحكايات، وكيف تحول إلى علامة في ذاكرته وبأي لون طبعت هذه العلامة، وهل من أحبار سرية سوف يكون للروح أن تكتب بها سوى شكل المرئيات الماثلة التي تراها العيون. في حين أن السحر الحقيقي يكمن فيما وراء تلك المرئيات.
    mailto:[email protected]@gmail.com











    أحدث المقالات


  • ماهر جعوان /يكتب/ سبق المقربون 06-19-15, 00:15 AM, ماهر إبراهيم جعوان
  • الإسلام / الإرهاب ... أية علاقة؟ بقلم محمد الحنفي 06-19-15, 00:14 AM, محمد الحنفي
  • أمن المنطقة في تغيير النظام في إيران بقلم منى سالم الجبوري 06-19-15, 00:09 AM, منى سالم الجبوري
  • هل نلوم الوزير محمد مهدي البياتي أم نلوم وسائل الإعلام؟! بقلم علي احمد الساعدي 06-19-15, 00:07 AM, مقالات سودانيزاونلاين
  • الحكومات الفلسطينية تباديل وتوافيق وفشل بقلم سميح خلف 06-18-15, 10:21 PM, سميح خلف
  • المجرم الهارب يرتكب جريمة اخري بقلم د. ابومحمد ابوآمنة 06-18-15, 10:13 PM, ابومحمد ابوآمنة
  • مرفودين للصالح العام والخاص (1)! بقلم فيصل الدابي/المحامي 06-18-15, 10:08 PM, فيصل الدابي المحامي
  • منتدي رؤوس الأفارقة : وفرار المشير البشير المثير بقلم شول طون ملوال بورجوك 06-18-15, 10:05 PM, شول طون ملوال بورجوك
  • بنك الجبال للتجارة والتنمية إلي أين ؟ بقلم اللواء اسماعيل خميس جلاب 06-18-15, 10:00 PM, اللواء اسماعيل خميس جلاب























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de