|
البشير .. مكبلاً بالأصفاد- بالنية! .. بقلم عثمان محمد حسن
|
00:38 AM Jun, 18 2015 سودانيز اون لاين عثمان محمد حسن-الخرطوم-السودان مكتبتى فى سودانيزاونلاين
أصدرت الخارجية الامريكية بياناً طالبت فيه حكومة جنوب افريقيا بالتجاوب مع المحكمة العليا واعتقال البشير وتسليمه الي المحكمة الجنائية الدولية.. ( رجالة كده.. و حمرة عين).. و دون أدنى التفاتة إلى جرائمها هي نفسها.. و جرائم ربيبتها اسرائيل على مستوى العالم.. ومنذ تأسيس الدولتين.. و تبع الاتحاد الاوربي أمريكا ببيان مماثل و سار خلفهم القط السيامي، بان كيمون، الامين العام لمنظمة الامم المتحدة.. و ما بان كيمون إلا ( تابعهما قفة)..
لقد آلمهم أن جنوب أفريقيا سمحت للبشير بالنجاة من ( تدبيرات) ترحيله إلى لاهاي.. و قد نتساءل ببراءة فيما إذا كانت مطالب تسليم البشير نابعة حقاً من إيمانٍ بحقوق الانسان.. إيمان ( وقر في القلب) و جلجل ضجيجاً ضد الجرم و المجرمين في كل مكان.
ضحكتُ.. ضحكتُ.. ضحكتُ حتى سالت الدموع- ليس كما دموع غندور الوزير الطيب!
لا أؤمن بالنية تأتي ( صافية) من لدن بعض منظماتهم.. و قد خبرتُ بعضَ ذاك البعضِ عن كثب! لكن كثيرين من أعداء نظام الانقاذ السودانيين ابتلعوا طعم حسن النية.. فاعتقلوا البشير- بالنية- و بعثوا به إلى محكمة الجنايات في لاهاي، مكبلاً بالأصفاد.. و ذابت نيتهم.. و لا يزالون يأملون في خير يأتي منها لصالح السودان و السودانيين- لوجه الله.. و لا تزال الشائعات و النكات غير المؤذية للنظام تحوم حوامة ( كلب الحَر) في الواتساب و الصحف الاليكترونية.. و طالما ظلت تحوم هكذا بلا موضوعية، فإنها لن تقتل النظام بل سوف تقويه.. و ينام البشير ملء جفونه عن شواردها.. و يسهر الشاتمون البشير و الممالئون له يتبادلون سباباً و مهاترات لا تتوقف في المواقع الاليكترونية بما يشير إلى أن موقعنا ( كسودانيين) في درك الإفلاس السياسي و الأخلاقي صار جزءً لا يتجزأ من ثقافة سلطة ( الانقاذ).. و أن ( لحس الكوع)، في الحالة هذه، أسهل من إسقاط هذه السلطة رغم أيلولتها للسقوط..
ثم، لماذا الشماتة من سفر البشير و عودته منكسراً أو منتصراً..؟ و لماذا الخوض في المغالطات.. و كلنا نعلم أن المحكمة كانت تريد أخذ البشير " أخذَ قويٍّ مقتدر".. و لم تستطع.. و أن البشير أراد أن يحرج المحكمة، و كان له ما أراد.. و عاد إلى السودان يهز عصاه بحيوية و ابتسامة عريضة أنعشت مستقبليه.. لماذا نفتعل صراعات خارج حلبة الصراع الوجودي ضد نظام الإنقاذ.. أين التخطيط المدرك للهم و الاحساس العام بزوال النظام الظالم أهله؟ إنه عجزنا.. عجزنا و لا ريب.. و إنه ضعف المعارضة و يأس الشعب من أي إصلاح يحدث داخل أحزابها ( المستكينة) في تشرذم مزرٍ.. و إنها ديكتاتوريات حزبية غبية تحاول إسقاط ديكتاورية متسلطة تلعب بتلك الأحزاب كما تشاء.. لا مكان للجموع سوى الأرصفة تقف عليها ( في انتظار جودو) قادماً من الخارج.. أو مكرمةٍ من المسيح المخلِّص يخرج من تحت ( أراضي) السودان التي تباع عياناً بياناً لكل من ( يكشكش) بحفنة من ريالات أو دراهم.. أو دنانير.. و ربما اعتقدت الجماهير - عن غير إدراك- أن محكمة الجنايات هي مسيحها المخلِّص عينه..! و البعض يلوم رئيس جنوب أفريقيا، جاكوب زوما لأنه لم ينصاع لأوامر المحكمة العليا.. و جنوب أفريقيا عضو موقِّع على ميثاق روما.. و تنتمي إلى جامعة الدول الأفريقية.. التي تعارض بشدة محاكمة الرؤساء الأفارقة أثناء توليهم السلطة.. أي أن هناك قراراً قائماً Standing Decree يلزم الدول المنتمية إلى الجامعة مراعاته في كل الأوقات.. دون حاجة من أي رئيس إلى الإعلان عنها..
و أمام حشد من طلاب من جامعة ( ليمبوبو)، الجنوب أفريقية، قال ( جوليوس ماليما) رئيس حزب المحاربين من أجل الحرية الاقتصادية ( Economic Freedom Fighters)المعارض لحكومة بريتوريا:- " إن الرئيس المتهم عمر البشير في موقف (ضعيف).. و لا حيلة له.. و يتوجب الدفاع عنه ضد دولة جنوب أفريقيا و حلفائها الغربيين..!"
أي أن كلاً من الحكومة و المعارضة في جنوب أفريقيا يرفضان قرار تسليم البشير، في مواجهة المحكمة العليا بجنوب أفريقيا..
و أضاف ( ماليما):-
"... إننا نطالب كل القادة الأفارقة المجتمعين هنا اليوم، نطالبهم بالوقوف إلى جانب البشير.. و أن يقولوا لجنوب أفريقيا لا يمكنك تسليم البشير، لا .. لا يمكنك فعل ذلك في اجتماعنا هذا.... فالبشير ليس ضيف جنوب افريقيا.. بل هو ضيف الاتحاد الأفريقي.."
إذن، موضوع البشير و محكمة الجنايات الدولية قد تخطى حدود النظام السوداني إلى آفاق الدول الأفريقية.. و لا جدال في أن البشير قد كسب الرهان.. و لن يقتصر امر عودة البشير إلى السودان سالماً ( غانماً) عند هذا الضجيج الصاخب.. بل سوف تكون له اسقاطات في غير صالح محكمة الجنايات نفسها.. هذا في صالح أي رئيس أفريقي يُتربص به حالياً.. أو مستقبلاً.. و أن تكون ضد البشير، لا يعني أن تكون ضد أي رئيس سوداني قادم.. و لا ضد أي رئيس أفريقي مستقبلاً.. ثوبوا ألى رشدكم.. و فكروا في كيفية إسقاط نظام البشير.. و قد رأيتم كيف قاطع الشعب السوداني الانتخابات الماضية.. فقط، خططوا للعصيان المدني بدلاً من الكر و الفر.. إستفيدوا من ( نعمة) الأسافير المتاحة لديكم..! أحدث المقالات
- تجميد مذكرة الجنائية وسحبها نهائيا رهين بتحقيق السلام الشامل الحقيقي بقلم المثني ابراهيم بحر 06-18-15, 00:34 AM, المثني ابراهيم بحر
- بالله عليكم ، كيف ذهب البشير جنوب أفريقيا مطلوباً دولياً وعاد بطلاً قومياً !؟ بقلم عبدالغني بريش فيو 06-18-15, 00:32 AM, عبدالغني بريش فيوف
- الفرصة مازالت مواتية لاسترداد التعايش السلمي بقلم نورالدين مدني 06-18-15, 00:30 AM, نور الدين مدني
- الاجتماع الموسع لانصار المقاومة الايرانية بباريس – بارومتر الثورة الشعبية الايرانيه: متابعة - صافي ا 06-18-15, 00:28 AM, صافي الياسري
- حماس واسرائيل والتحالفات المرحلية بالمنظور الوطني بقلم سميح خلف 06-18-15, 00:27 AM, سميح خلف
- التهدئةُ قائمةٌ بين المقاومةِ وإسرائيل بقلم د. فايز أبو شمالة 06-18-15, 00:25 AM, فايز أبو شمالة
|
|
|
|
|
|