|
الإمام يقطف ثمرة.. بقلم عبدالباقي الظافر
|
03:27 AM Jun, 17 2015 سودانيز اون لاين عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان مكتبتى فى سودانيزاونلاين
قبل أسابيع حينما لاذت الحكومة السودانية بالصمت إزاء هجمة حكومة المشير السيسي على جماعة الإخوان المسلمين كان الإمام المهدي ينحت رأسه.. من القاهرة كتب الإمام رسالة شجاعة يطلب من حاكم مصر أن يوقف حملة الإعدامات، ويصف في رسالته جماعة الأخوان بأنها راسخة في التراب المصري.. كثير من المراقبين، ومنهم من تربى في بيت أنصاري كصديقنا الصحفي حسن إسماعيل كان يعتقد أن الإمام تلبسته حالة المفكر المبدئية.. لكن في تقديري أن الإمام- لحظتها- كان غارقاً في حسابات سياسية معقدة.. الرسالة لم تكن معنونة إلى قصر الاتحادية حيث يقيم الجنرال السيسي بل عنوانها الأصيل كان إلى الخرطوم المتعاطفة مع الرئيس مرسي- شعباً وحكومة. أمس بذات السرعة كان الإمام يستثمر في أخطاء الحكومة السودانية.. أرسل الإمام الصادق المهدي رسالة إلى جاكوب زوما رئيس جنوب أفريقيا يناشده ألا يتعاون مع المحكمة الجنائية وإلا يغدر بضيفه الزائر.. هذه الرسالة- أيضاً- موجهة إلى بريد المشير البشير الشخصي.. في هذه اللحظة كان المهدي هو الشخصية السياسية الأولى التي ترمي بحجر في أجواء الوجوم.. لم ينافسه في ذلك إلا الجنرال المهرج ضاحي خلفان نائب رئيس جهاز الأمن في إمارة دبي.. صفة التهريج لأن الخلفان على غير عادة رجال الأمن يعشق الأضواء الإعلامية. في تقديري أن الإمام بدأ يفكر في العودة إلى الخرطوم.. كل من رسالتي القاهرة وجوهانسبرغ كان هدفهما فتح مسارب تعاون جديدة مع الخرطوم.. قبل أشهر كانت الخرطوم تتوعد الإمام المهدي بالملاحقة القانونية جراء تواصله مع الحركات المسلحة.. بل إن الرئيس البشير اعتذر عن مقابلة الإمام في القاهرة.. أغلب الظن أن اجتهاد المهدي صائبا.. مواقفه الجديدة ستجب ما قبلها ويعود المهدي إلى داره في الملازمين معززا مكرما. إلا أن السؤال لماذا يفكر الإمام المهدي في العودة في هذا التوقيت.. منذ فترة ظل الإمام المهدي يعتقد أن غيابه عن السودان أوجد فراغا داخل الحزب.. وحينما يصبح الباب مفتوحا على مصراعيه لرجل في قامة مبارك المهدي جمع بين الحسب والنسب والسياسة مضافا إلى كل ذلك المكر والمال فحق للإمام المهدي أن يقلق على مسار الخلافة السياسية في حزب الأمة القومي. أما السبب الرئيس الذي يجعل فؤاد الإمام يأوي إلى الخرطوم اكتشافه أن التقارب بين الترابي والبشير لم يكن سوى بعض من الأوهام.. الحقيقة أن التواصل حدث بين الشيخ والمشير لكنه لم يثمر تقاربا.. الرئيس البشير أراد في لحظة أن يسند ظهره المثقل على كتف الترابي المجهد.. بعد الجراحة الحرجة في الحزب والدولة والتي انتهت بمراسم الانتخابات لم يعد البشير بحاجة إلى صديق قديم كحسن الترابي صداقته ذات تكلفة عالية.. في هذا المناخ سيجد الإمام نفسه بين منزلة الموالاة باعتبار ابنه العميد عبد الرحمن في القصر مساعداً، ومنزلة المعارضة باعتبار الحزب بأكمله يتخذ ذلك الموقف. أغلب الظن أن ما يعجِّل بعودة المهدي هو عدم حماس المعارضة المسلحة لوجوده بين صفوفها.. الإمام يريد أن يقود جيوش المعارضة بعمامة بيضاء.. المعارضة تريد أن تصل الخرطوم على ظهر طائفة الأنصار التي تنتظر الإشارة من قائد متردد، وحينما لم يتحقق ذلك وجبت المفاصلة . بصراحة.. لم يعد السؤال هل سيعود الإمام بل متى تكون العودة؟.
أحدث المقالات
- المعلقة السودانية موديل جنوب أفريقيا بقلم فيصل الدابي/المحامي/الدوحة/قطر 06-16-15, 05:53 PM, فيصل الدابي المحامي
- لماذا ضحكت المراسلة السودانية في قناة France 24 بقلم أكرم محمد زكى 06-16-15, 05:51 PM, اكرم محمد زكى
- طيب الاسماء .. شعرية التسامح والأمل بقلم عماد البليك 06-16-15, 05:44 PM, عماد البليك
- أهمية التفريق بين الإسلام وأفعال بعض المسلمين! بقلم فيصل الدابي المحامي 06-16-15, 05:36 PM, فيصل الدابي المحامي
- البشيرالافلات من الاعتقال بشق الانفس حتي اشعار اخر بقلم محمد فضل علي..كندا 06-16-15, 09:54 AM, محمد فضل علي
- رقعة شطرنج (الانقاذ).. بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين 06-16-15, 09:28 AM, نور الدين محمد عثمان نور الدين
- المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي العنتريات التي ما قتلت يوما ذبابة! بقلم أحمد علاء الدين 06-16-15, 09:25 AM, أحمد علاء الدين محمد موسى
- وزارة حقوق الانسان تنتهك حقوق الانسان بقلم صافي الياسري 06-16-15, 08:57 AM, صافي الياسري
- إيران تصوت للتغيير و الغد الجديد بقلم حسيب الصالحي 06-16-15, 08:55 AM, مقالات سودانيزاونلاين
- البشير ما زال محتجزاً بجنوب أفريقيا بقلم سهير شريف - لندن 06-16-15, 08:53 AM, سهير شريف - لندن
- النادي النوبي بهولندة يحتفي بتدشين كتاب شاعر الدهليز توفيق صالح جبريل بقلم عادل عثمان عوض جبريل 06-16-15, 08:16 AM, عادل عثمان عوض جبريل
- تكريم فوق العاده لنجوم فوق العاده ... بقلم عادل قطيه / المملكه العربيه السعوديه 06-16-15, 08:13 AM, عادل قطيه
- انها لحظة المصداقيه بقلم سعيد شاهين 06-16-15, 08:10 AM, سعيد عبدالله سعيد شاهين
- في حضرة مولانا الانقسام ....................!! بقلم توفيق الحاج 06-16-15, 08:06 AM, توفيق الحاج
- حول الهروب المُذِل للبشير من جنوب أفريقيا بقلم عادل إبراهيم شالوكا 06-16-15, 08:03 AM, عادل شالوكا
- قضاء جنوب أفريقيا, مأثرة قضائية و تاريخية ضد تزييف الوعى وأهدار الجناية! بقلم بدوى تاجو 06-16-15, 05:37 AM, بدوي تاجو
- وثيقة "نحو حساسية شيوعية تجاه الإبداع والمبدعين" (1976): 40 عاماً من العزلة بقلم عبد الله علي إبراهي 06-16-15, 05:36 AM, عبدالله علي إبراهيم
- للخروج من شرنقة الحزب وبناء الإتفاق القومي بقلم نورالدين مدني 06-16-15, 03:47 AM, نور الدين مدني
- قصة فساد معلن عثمان كبر واختطاف شمال دارفور من يتحمل مع كبر المسؤولية ؟ بقلم صلاح محمدي 06-16-15, 03:45 AM, صلاح محمدي
- علاقة الريع التنظيمي بالفساد التنظيمي وبإفساد العلاقة مع المستهدفين..... بقلم محمد الحنفي 06-16-15, 03:43 AM, محمد الحنفي
- ماذا وراء التسهيلات الإسرائيلية؟ بقلم د. فايز أبو شمالة 06-16-15, 03:41 AM, فايز أبو شمالة
- صفحة جديدة من ملف التلفيق المخابراتي الايراني على سكان ليبرتي بقلم صافي الياسري 06-16-15, 03:39 AM, صافي الياسري
|
|
|
|
|
|