|
الزمن الثقيل بقلم عبد المنعم الحسن محمد
|
03:24 PM Jun, 15 2015 سودانيز اون لاين عبد المنعم الحسن محمد- مكتبتى فى سودانيزاونلاين
سنواصل قريباً بإذن الله بقية حلقات الزمن الجميل ولكن لا بد أن " نقرفكم " قليلاً بكتابة حلقة واحدة عن الزمن الثقيل الذي نعيشه اليوم حيث فرضت نفسها عليّ بشدة ، بعدها سنعاود الهروب للزمن الجميل ونعيش النستالوجيا السودانية الفريدة التي نجيدها تماما كسودانيين ونحب ان نغرق فيها .. في هذا الزمن الثقيل الذي قلّت فيه المشاعر بشكل مريع حتى كادت ان تنعدم وسادت المظاهر والسفاسف والماديات والانانية ، تصاب يومياً بعدة صدمات وكمية من خيبات الامل في الناس بل في اعز الناس ، تأتي اليهم فارد جناحيك للونسة والضحك وشايل كميات مهولة من الود والحِنيّن يا فؤادي .. ولكن يقابلونك ببرودهم وصدهم لكونهم مشغولون بامور لا وصف مناسب لها سوى انها سخيفة وتعود متلفحاً بالحزن والصمت وخيبة الامل وتركن الى نفسك وتحاورها ولكن نفسك البريئة العاطفية تلح عليك ان تحاول مرة أخرى ان تعدّل الكون وعليك تغيير اسلوبك وادواتك عسى ان يستجيب الناس للدعوة للخير والحب والفضيلة والطيبة والمحنّة والجمال ، وكلما عدت الى الناس رجعت منهم اكثر حزناً وحسرة على نفسك ، لم يعد للناس بالناس قيمة ولم تعد الالفة والمودة والحب والضحك والمرح هي ما يميزنا ، تلطخت قلوبنا البرئية بالحقد والحسد والبغضاء ، نمثل النفاق الاجتماعي في وجوه بعضنا البعض باعتبار انه حب ( وين يا أبو فلان ووينك يا ام فلان ) ونحن نعض على اصابعنا من الغيظ على بعضنا البعض ليس لسبب سوى أننا صرنا أعداء النجاح ولا نحب الخير لبعضنا البعض ، تأتي مهموماً ومضغوطاً ومتعباً الى ما تعتقد انه صديق حميم وياما بحت له بأسرارك عسى ان يفرّج عليك وتقضي معه وقتاً جميلا ولكنه للأسف يبث فيك كمية من المشاعر السلبية بتذكيرك بمشاكلك واخطائك وديونك وفقرك ويعيد عليك كل اسراراك المأساوية التي فضفضتها له في لحظة طيبة وغباء ما كنت تتوقع ان تصبح سكاكين يجرحك بها كل ما أتيت اليه مستجيراً من رمضاء الأيام الكالحة فتخرج منه أكثر الماً وهماً وطفشاً ، وهذا نوع تعيس من الأصدقاء يجب مقاطعته وهو موجود بكثرة ولكن لا يمثل نسبة كبيرة والحمد لله.
صارت العائلات اليوم تتبجح بالترابط الاجتماعي واللمات والقروبات هذا رئيس عائلة فلان وذاك امين مال عائلة فرتكان هذا ظاهريا ، ولكن قلوبهم شتى وفي انفسهم تجاه بعضهم الكثير من حتى بسبب الامراض الاجتماعية التي ظهرت وتسابق الناس المادي الغير شريف للنجاح الدنيوي والغنى المادي والبحث عن البريستيج الاجتماعي ضاربين عرض الحائط بقيم الإسلام وقيم الزهد والتعفف وان هذه الدنيا زائلة ولا خير فيها ومن طال أمله وقل عمله فهو النادم لقوله تعالى (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) ، نسائنا اليوم يبحثن عن زينة الحياة الدنيا ويتبارين ويتحاسدن من أجل هذا الهدف ، حتى أطفالنا الابرياء نحضهم على منافسة أبناء فلان وعلان ونطلب منهم دراسة تخصصات علمية لا تناسب قدراتهم ولا رغباتهم ولكن ترضي غرورنا نحن كأهل وكي لا يكون اقل من ابن عثمان او بنت سيد الدكان الذين هم اقربائنا من الدرجة الأولى ويجب ان نفرح لهم ونفخر بهم ، هو جرى ايه في الدنيا الصداقات صارت تتحول الى عداوات ليس لسبب الا الحقد وكراهية الخير لبعضنا البعض وما ان يفتح الله على احدنا حتى يجد نفسه في عزلة بسبب نجاحه وربما حملة ضده لتفشيله من اقرب اقربائه واعز أصدقائه ، تتزوج امرأة جميلة يحسدك الناس عليها ويطلقون عليك ابيخ النعوت وانك لا تستحقها ويدي الحلق وما الى ذلك ، تتزوج امرأة دميمة ولكنها عاجباك ترى السخرية في عيونهم والشماتة تملأ نفوسهم ولكنهم يرحبون بك ويطلقون كلمات جميلة في وجهك وما ان تدخل الحمام الا وتبدأ النميمة ، كان الناس امة واحدة متوادين متراحمين الصديق مخلص لصديقه وبار به ويقطع المسافات الطوال ويسافر الليالي عبر اقسى طرق السفر كي يحضر زواج صديقه او يعزيه او يذهب اليه شوقا ومودة قبل ان يصبحوا على ما هو عليه اليوم من ضعف إنسانية ومشاعر وهمية زائفة ، اليوم الحياة الاجتماعية من بكيات وافراح صارت مظهر كبير من مظاهر النفاق الاجتماعي وتجاذب الشمارات والتنافس غير الشريف بين الاهل والاقرباء المباشرين ولا يوجد حزن حقيقي ولا فرح حقيقي الا عند القلة التي فيها الخير من امة محمد ، والصداقات صارت مرتبطة بالمصالح والبريستيج والمستويات ولم تعد لوجه الله ، " يا ولد ما تباري فلان " ما حا يفيدك في شيء وخليك ولد ذكي ونجيض وباري أولاد فلان ، النساء صرن حاسدات ويضمرن السوء لبعضهن وصداقاتهن مبينة على النفاق ، كل الحياة أصبحت مصالح وشلليات فاسدة فاقدة لكل معايير الصداقة والاخوة البريئة المخلصة والكل صار يبنى علاقاته على الرياء والاستفادة المحتملة وكلها مبينة على توازنات واهداف ومآرب ، ناس يدوهم مويه من الزير وناس يسوطوا لهم عصير ، ناس شاي سادة وناس ببسي وناس يحلفوا عليهم ويجيبوا ليهم عشا من المطعم رغم انهم لا يستحقون وما فيهم اجر ، وآخرين بسطاء طيبون ربما جائعون يدوهم الطرشاء ويوزعوهم او يعزموهم عزومه مراكبية جنب الجامع " ياخي اتفضل معانا " وقبل ان يسمعوا ردهم يقولون لهم " طيب في أمان الله تحياتنا للوالدة " .
بمناسبة قرب حلول الشهر الفضيل هذه دعوة لنفسي ولكم للتصافي واحسان النوايا والعفو والعافية وعمر التحاسد والنميمة والبغضاء ما نفعت بني آدم ... تعالوا نتوب الى الله في هذا الشهر الكريم ونعود الى صفاتنا الاصيلة وما ينفع آخرتنا وان الله غفور رحيم .
( ما بين طيفك الأنيق وحزني العميق يختبئ الألق ) .
مع بالغ اسفي وحزني على نفسي وعليكم ،،،،
اخوكم عبد المنعم الحسن محمد .
14/06/2015
أحدث المقالات
- رجل الدولة : بين النصب والتنصيب! بقلم دكتور الوليد ادم مادبو 06-15-15, 03:21 PM, الوليد ادم مادبو
- ثم ماذا بعد أداء القسم والاستقبالات الحاشدة بقلم بارود صندل رجب 06-15-15, 03:19 PM, بارود صندل رجب
- طمبل والبحث عن حقيقة الذات بقلم عماد البليك 06-15-15, 03:18 PM, عماد البليك
- (ملايين)حزب الأسد النتر التى لم تنتر عند قارعة جوهانسبرج ؟! بقلم على حمد ابراهيم 06-15-15, 03:17 PM, على حمد إبراهيم
- لماذا غاب السيسي..!! بقلم عبدالباقي الظافر 06-15-15, 02:43 PM, عبدالباقي الظافر
- نحن وهم !! بقلم صلاح الدين عووضة 06-15-15, 02:37 PM, صلاح الدين عووضة
- عندما يُترَك الرُّضّع تحت رحمة الشغالات بقلم الطيب مصطفى 06-15-15, 02:34 PM, الطيب مصطفى
- ( كل يوم حظر ) بقلم الطاهر ساتي 06-15-15, 02:33 PM, الطاهر ساتي
- المعارضة التى نريد .. بقلم حيدر احمد خيرالله 06-15-15, 05:07 AM, حيدر احمد خيرالله
- البشير لن يعود . . حتى لو دفع الرشوة بقلم أكرم محمد زكي 06-15-15, 05:06 AM, اكرم محمد زكى
- نكتة سودانية جديدة لنج (تحري رؤية طيارة البشير)!! بقلم فيصل الدابي/المحامي 06-15-15, 05:04 AM, فيصل الدابي المحامي
- للإنتقال معاً إلى غد أفضل بقلم نورالدين مدني 06-15-15, 03:11 AM, نور الدين مدني
- "الجهاز"..مِن نَزع الإعتذار إلى نَزع الروح..!! بقلم عبدالوهاب الأنصاري 06-15-15, 03:09 AM, عبد الوهاب الأنصاري
- !عواصف لير شعر نعيم حافظ 06-15-15, 03:07 AM, نعيم حافظ
- مسائل الكبار للكبار بقلم/ ماهر إبراهيم جعوان 06-15-15, 03:05 AM, ماهر إبراهيم جعوان
- عباس وازمة الخلافة....!!! بقلم سميح خلف 06-15-15, 03:04 AM, سميح خلف
- أين الأخبار السارة التي وعد بها الجنجويدي حميدتي الناس وقد انتهى موسم الصيف؟ بقلم عبدالغني بريش فيوف 06-15-15, 03:02 AM, عبدالغني بريش فيوف
- البشير وتشومبي بقلم شوقي بدرى 06-15-15, 02:38 AM, شوقي بدرى
- البشير ضيفُ ثقِّيل..(الجنائية)وأرواح الضحايا تطارده!! بقلم عبدالوهاب الأنصاري 06-15-15, 02:35 AM, عبد الوهاب الأنصاري
- محطات في السياسة والفن والمجتمع بقلم صلاح الباشا 06-15-15, 02:33 AM, صلاح الباشا
- أشواق بروميثيوس السوداني ! بقلم عماد البليك 06-15-15, 02:31 AM, عماد البليك
- ضد التلوث في الخرطوم! بقلم هاشم كرار 06-15-15, 02:30 AM, هاشم كرار
- باب كبار الزوَّار..!! بقلم عبدالباقي الظافر 06-15-15, 01:58 AM, عبدالباقي الظافر
- دعوة خاصة جداً لوزير الداخلية!! بقلم عثمان ميرغني 06-15-15, 01:57 AM, عثمان ميرغني
- وصل يا عسل !! بقلم صلاح الدين عووضة 06-15-15, 01:51 AM, صلاح الدين عووضة
- بين مناوي ولوردات الحرب بقلم الطيب مصطفى 06-15-15, 01:50 AM, الطيب مصطفى
- ( أنا هو الحُثان ) بقلم الطاهر ساتي 06-15-15, 01:47 AM, الطاهر ساتي
|
|
|
|
|
|