|
غندور.. أيقونة التشكيل الوزاري بقلم الطيب مصطفى
|
04:30 PM Jun, 08 2015 سودانيز اون لاين الطيب مصطفى -الخرطوم-السودان مكتبتى فى سودانيزاونلاين
أكثرُ ما يلفت النظر ويبعث على الأمل في التشكيل الوزاري الأخير، تعيينُ بروف إبراهيم غندور لوزارة الخارجية، بالرغم من أن الأستاذ علي كرتي أبلى بلاءً حسناً، ووضع بصمته التي لا تخطئها عين على الدبلوماسية السودانية، وجهر بصوته وزأر ضد من يخربون سياساته ويتغولون على اختصاصاته، وما صيحته المدوية احتجاجاً على استضافة السفينة الحربية الإيرانية بدون علمه عنا ببعيد، وما قوله البليغ الناقد في إحدى جلسات البرلمان للتصريحات (المشاترة) التي تبث على الهواء مباشرة من كبار المسؤولين لتحطم ما يعمل على إنجازه إلا شاهدٌ على أن الرجل أعطى ولم يستبق شيئاً في ذوده عن حياضه واستبساله في إنفاذ أهدافه ومراميه، وقد تحققت بلا ريب بعض الاختراقات، خاصةً في العلاقة مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي، إلا أن علاقاتنا الخارجية لا تزال تحتاج إلى الكثير في سبيل التعافي من الأمراض المزمنة التي ألمّت بها وقعدت بها عن إزاحة القيود التي تكبّل السودان والمتمثلة في المقاطعة والعقوبات الأمريكية والأوروبية وإدراجنا في قائمة الإرهاب بكل تأثيرات ذلك على أوضاعنا السياسية والاقتصادية. أكاد أوقن أنه ما من أحد حتى من المعارضة يشكك في القدرات المتميزة لبروف غندور على التواصل مع الآخر مهما كانت درجة عدائه أو خلافه السياسي أو الفكري معه، وعلى المستوى الشخصي كنت قريباً من غندور حين أمسك بملف التفاوض مع الحركة الشعبية وشيطانها عرمان، وكتبت أكثر من مرة حينها منبهاً ومحذراً الرجل من بعض القضايا الشائكة التي قرأت عنها خلال متابعتي لمواقف الحكومة وكل من قطاع الشمال والآلية الأفريقية الوسيطة، وكان غندور في كل مرة أكتب فيها ناقداً أو مستوضحاً يتصل بي في الصباح الباكر مبيناً وشارحاً ومبرراً مما كان يطمئنني تماماً على مواقفه. قدرة مدهشة على محاصرة خصومه في قطاع الشمال وعلى إقناع الوسطاء بمن فيهم ثابو أمبيكي خلال مناقشة ملف منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان رغم الثغرة التي ورطتنا فيها اتفاقية نافع عقار والتي أصبحت جزءاً من الوثائق المثبتة في أضابير مجلس الأمن ومجلس السلم الأفريقي، وصدرت حولها قرارات كارثية تمكّن غندور من معالجتها بأسلوب السهل الممتنع الذي برع فيه وتميز. استطاع غندور حصار عرمان وإحباط محاولاته النفاذ إلى القضايا القومية التي ظل يعكر بها جلسات التفاوض من قديم، استناداً على بعض القرارات الأممية. خلال مناقشة خريطة الطريق مع الأحزاب المحاورة في آلية السبعتين، كان غندور سمحاً وراغباً في التوصل إلى تفاهمات تنقلنا إلى مربع جديد، ولن ألومه البتة على كل ما جرى بعد ذلك من نكوصٍ وتراجعٍ. بعد موقفي المؤيد لإعلان باريس، تلقيت اتصالاً من السيد الصادق المهدي المقيم وقتها في القاهرة، ولم يمانع الرجل عندما طرحت عليه التوسط للملمة الخلاف بما يمكنه من العودة والانخراط في مسيرة الحوار، زرت غندور في اليوم نفسه عارضاً عليه ما طرحه السيد الصادق المهدي عليّ وما تداولنا حوله، وأشهد أن الإمام كان متسامحاً وراغباً بروح وطنية متجردة في التفاهم، ولن ألوم غندور على ما حدث بعد ذلك كما لن ألوم الإمام. عندما التقيتُ بالشيخ موسى هلال عقب عودته مؤخراً كان يثني على غندور ويعتبر عودته إلى الخرطوم إحدى ثمار زيارة غندور له ولقائه به في مضارب قبيلته في شمال دارفور. سماحة ولطف وذكاء ودهاء وقدرة على المناورة، وتمكن من التعبير باللغتين العربية والإنجليزية.. كلها مؤهلات ستعين الرجل على إنجاز مهمة اختراق الملفات الشائكة في أمريكا وأوروبا من خلال الاستقواء بالمنافذ التي انفتحت مع المملكة العربية السعودية والخليج العربي مؤخراً. صحيح أن هناك مطلوبات سياسية تشترطها أمريكا وأوروبا لا بد من التعاطي معها، ولا أظنُّ الأمرَ صعباً على غندور الذي أُوتي من الحكمة والقرب من مراكز القرار ما يذلل تلك العقبات، وأرجو أن تمكن روح خطاب البشير أمام البرلمان الرجل من إحداث الاختراق المطلوب. نعم، لقد أبدى الرئيس البشير حماساً لفتح تلك الملفات، خاصةً ما يتعلق بالحوار ومما يُيسر على غندور الأمر، إنه كان جزءاً من خريطة الطريق التي أعلن المؤتمر الوطني بعد الانتخابات التزامه بها، وكذلك لم يكن الرجل بعيداً عن اتفاق أديس أبابا الذي تعتبر أجندته من أهم مطلوبات التطبيع مع أمريكا، وأعني تحديداً التوصل إلى سلام مع حملة السلاح. ليت غندور يظل ممسكاً بملف التفاوض مع الحركات المتمردة، سيما بعد أن تلقت ضربات موجعات في ساحات القتال، الأمر الذي يجعلها أكثر مرونةً في التفاوض. ومعلومٌ أن وقف الحرب هدفٌ إستراتيجيٌّ للسودان، وكذلك يعتبر من أهم مطلوبات التطبيع مع ما يسمى بالمجتمع الدولي. على كل حال فإن تعيين غندور في هذا الوقت بالذات مع المناخ المواتي نسبياً على المستوى المحلي والعربي مما يمكن أن يسهم كثيراً في نجاحه، سيما وأنه أوتي من المؤهلات الشخصية ما يعينه على تحقيق إنجاز تأريخي له وللوطن قبل ذلك.
assayha.net/play.php?catsmktba=5250 أحدث المقالات
- ويحق لمدني أن ترقص وتطرب بقلم الدرديري ابراهيم البشرى 06-07-15, 08:51 PM, الدرديري ابراهيم البشرى
- حزب التواصل (التقري )... ؟؟ بقلم عمر عثمان ادروب 06-07-15, 08:48 PM, عمر عثمان ادروب
- حاجتنا إلى قافلة الفقهاء : ( 4 ) بقلم عمر حيمري 06-07-15, 08:45 PM, عمر حيمري
- ايلا ليلمع بريق الجزيرة ام الجزيرة ليخبو بريق محمد طاهر ايلا بقلم بهاء جميل 06-07-15, 08:42 PM, بهاء جميل
- الشعر عندما يعبر عن قضية بقلم بدرالدين حسن علي 06-07-15, 08:38 PM, بدرالدين حسن علي
- السودان تخلف عن العالم ( أجمع).. و يستجدي أمريكا! بقلم عثمان محمد حسن 06-07-15, 04:58 PM, عثمان محمد حسن
- نفس الوجوه ونتوقع نفس الانجازات .. بقلم عمر الشريف 06-07-15, 04:54 PM, عمر الشريف
- المحن السودانية البوبينه والكتاوت بقلم شوقي بدرى 06-07-15, 04:48 PM, شوقي بدرى
- انبطاحة من أجل الوطن! بقلم الطيب مصطفى 06-07-15, 04:40 PM, الطيب مصطفى
- ( كمان الكتب) بقلم الطاهر ساتي 06-07-15, 04:36 PM, الطاهر ساتي
- ألمحامى المهان بالسودان , ووضع حد للمهازل بقلم بدوى تاجو المحامى 06-07-15, 07:21 AM, بدوي تاجو
- الوفد الشعبي السوداني الى امريكا من رفع الحصار الى حصار الوفد بقلم شاكر عبدالرسول 06-07-15, 07:18 AM, شاكر عبد الرسول
- نص شعري بق التواريخ القديمة* بقلم *الحاج خليفة جودة 06-07-15, 05:28 AM, الحاج خليفة جودة
- خالد المبارك ومحمد مراد: ليس كل ما يهتف نضالاً بقلم عبد الله علي إبراهيم 06-07-15, 05:03 AM, عبدالله علي إبراهيم
- أبو خليل .. خاتم الزِفَريين! بقلم محمد رفعت الدومي 06-07-15, 04:59 AM, محمد رفعت الدومي
- حان الوقت لاستراتيجيّة جديدة بقلم: : أ.د. ألون بن مئيـــــــــــــــــــر 06-07-15, 04:57 AM, ألون بن مئير
- مقاطعة إسرائيل لا تحرر أوطاناً بقلم د. فايز أبو شمالة 06-07-15, 04:54 AM, فايز أبو شمالة
- الفساد و التنمية بقلم ماهر هارون 06-07-15, 04:53 AM, ماهر هارون
- مدنية Vs. عسكرية ! بقلم م.أ ُبي عزالدين عوض 06-07-15, 03:53 AM, أ ُبي عزالدين عوض
- من يسمع شكوى العاجزين عن الكلام بقلم نورالدين مدني 06-07-15, 03:51 AM, نور الدين مدني
- دفع الفتيات كتعويضات لدى بعض القبائل العربية!! بقلم فيصل الدابي/المحامي 06-07-15, 03:49 AM, فيصل الدابي المحامي
- هيَ وهوَ!! بقلم صلاح الدين عووضة 06-07-15, 03:48 AM, صلاح الدين عووضة
- جهاد الطلب وجهاد الدفع بقلم الطيب مصطفى 06-07-15, 03:47 AM, الطيب مصطفى
|
|
|
|
|
|