|
( كمان الكتب) بقلم الطاهر ساتي
|
04:36 PM Jun, 07 2015 سودانيز اون لاين الطاهر ساتي -الخرطوم-السودان مكتبتى فى سودانيزاونلاين
:: ومن غرائب الأخبار، حسب بيان وزارة التربية والتعليم الولائية، تم تأجيل بداية العام الدراسي لمرحلتي الأساس والثانوي بشمال دارفور إلى أجل غير مسمى..لم يحددوا الموعد للأسر التي هيأت طلابها للدراسة صباح اليوم، فالتأجيل لأجل غير مسمى..لماذا التأجيل؟.. للمزيد من الإستعداد وتهيئة البئة الدراسية بالمدارس، كما يقول نص الخبر بالوطن..وهذا يعني أن حكومة شمال دارفور تفاجأت بالعام الدراسي قبل الإستعداد وتهيئة البيئة المدرسية..نعم تفاجأت الحكومة هناك بالعام الدراسي، ولله في أمرها شؤون ..!! :: المهم، ليلة أمس عند باعة الكتب كانت كما ليلة العيد عند باعة الملابس والأحذية..فالزحام في سوق الكتب المدرسية يعكس بؤس حال السواد الأعظم من المدارس العامة، وكذلك يعكس أن مجانية التعليم ( كلام ساكت)..فالتعليم كان مجانا عندما كان ولاة أمر الناس والبلد طلابا..ومنذ تعلموا مجاناً وتولوا أمر الناس والبلد، لم يعد التعليم مجانا..فالمجانية محض شعار يتجمل به وزراء التربية في وسائل الإعلام، ويزينون ببه تقاريرهم التي ترفع للسلطة العليا..فالكتاب المدرسي الذي كان يوزع مجاناً لكل التلاميذ لحد الإكتفاء، يباع حاليا للأباء والأمهات كما الأحذية والملابس.. !! :: وما لم يشترِ التلميذ كتبه من السوق، فإنه يشترك مع زميله في كتب الحكومة المشتراة من بقايا ميزانية (الأمن والدفاع والسياسة).. نعم، يشترك - في بعض المدارس المحظوظة - كل تلميذين في كتاب، وبمدارس أخرى كل ثلاث تلاميذ، وربما هناك مدارس بعيدة عن عيون الصحف وقلوب الوزراء بحيث يشترك فيها كل الفصل في ( كتاب الأستاذ)..هكذا الحال العام..ولذلك تخصم الأسر من تكاليف قواتها لتوفر ( الكتب المدرسية)..كيف يكون حال الفقراء و ذوي الدخل المحدود في مثل هذا اليوم؟..منسيون على هامش صراع التشكيل الوزاري. وهم من لهم حق تأجيل العام الدراسي لأجل غير مسمى، أي لحين توفير تكاليف الملابس والأحذية والكراسات و..( كمان الكتب)..!! :: في الأزمنة الخضراء، كانت هيئة التربية للطباعة والنشر تطبع كتب المدارس، ولذلك كانت الكتب غزيرة وذات جودة، وكان لكل طالب كتاب غير مدفوع القيمة.. وفجأة - كما العهد بها دائما في التخلي عن الكثر من مسؤولياتها - شعرت الحكومة بأن طباعة كتب أبناء رعيتها ترهق كاهل ميزانيتها، فقررت أن ترهق كاهل رعيتها وتخلصت من مطابع الهيئة بالتصفية.. ثم تركت أمر الطباعة للولايات وعطاءات تجارها - وسماسرتها - لتقع الأسر فريسة في أنيابهم في مثل هذا اليوم من كل عام.. نعم، عندما تعجز الولايات عن تغطية حاجة تلاميذها، تصطلي الأسر بنار الشراء من الأسواق.. (6/ 15 جنيها)، قيمة الكتاب ..!! :: وبالتأكيد جشع التجار يزداد ثراءً حين تكتوى الأسر بنار أسعار الكتب..وليس في الأمر عجب، إذ وراء كل إرهاق عجز سلطة وجشع تاجر .. لماذا لا تقر الحكومة بفشل تجربة التخلص من مطابع هيئة التربية و خصخصة دار النشر التربوي ؟.. وماذا يضير السادة الولاة ورؤساء المحليات لو وجهوا بندا من بنود رسومهم وجباياتهم وأتاواتهم بأن يكون ثمنا لكتاب مدرسي في متناول يد الطالب، أو كما كان الحال عندما كانوا طلاباً ؟..لن يكون هذا الحلم المشروع ( حقاً مشروعاً).. فالسادة - على مدار سنوات الحكم -تشغلهم ميزانيات الإنتخابات والإحتفالات ..(عما سواها )..!!
أحدث المقالات
- الوفد الشعبي السوداني الى امريكا من رفع الحصار الى حصار الوفد بقلم شاكر عبدالرسول 06-07-15, 07:18 AM, شاكر عبد الرسول
- نص شعري بق التواريخ القديمة* بقلم *الحاج خليفة جودة 06-07-15, 05:28 AM, الحاج خليفة جودة
- خالد المبارك ومحمد مراد: ليس كل ما يهتف نضالاً بقلم عبد الله علي إبراهيم 06-07-15, 05:03 AM, عبدالله علي إبراهيم
- أبو خليل .. خاتم الزِفَريين! بقلم محمد رفعت الدومي 06-07-15, 04:59 AM, محمد رفعت الدومي
- حان الوقت لاستراتيجيّة جديدة بقلم: : أ.د. ألون بن مئيـــــــــــــــــــر 06-07-15, 04:57 AM, ألون بن مئير
- مقاطعة إسرائيل لا تحرر أوطاناً بقلم د. فايز أبو شمالة 06-07-15, 04:54 AM, فايز أبو شمالة
- الفساد و التنمية بقلم ماهر هارون 06-07-15, 04:53 AM, ماهر هارون
- مدنية Vs. عسكرية ! بقلم م.أ ُبي عزالدين عوض 06-07-15, 03:53 AM, أ ُبي عزالدين عوض
- من يسمع شكوى العاجزين عن الكلام بقلم نورالدين مدني 06-07-15, 03:51 AM, نور الدين مدني
- دفع الفتيات كتعويضات لدى بعض القبائل العربية!! بقلم فيصل الدابي/المحامي 06-07-15, 03:49 AM, فيصل الدابي المحامي
- هيَ وهوَ!! بقلم صلاح الدين عووضة 06-07-15, 03:48 AM, صلاح الدين عووضة
- جهاد الطلب وجهاد الدفع بقلم الطيب مصطفى 06-07-15, 03:47 AM, الطيب مصطفى
|
|
|
|
|
|