|
اللجنة العليا لتنمية وتطوير ولاية غرب كردفان بقلم ا.د. سليمان محمد الدبيلو
|
04:32 AM Jun, 04 2015 سودانيز اون لاين سليمان محمد الدبيلو- مكتبتى فى سودانيزاونلاين
بسم الله الرحمن الرحيم
تأسيسا علي القرار الجمهوري رقم 127 لسنة 2014م والذي بموجبه كونت هذه اللجنة للإسهام في تنمية ولاية غرب كردفان باستنباط وابتكار الوسائل الملائمة لتعبية واستقطاب مساهمات الافراد والمؤسسات والخيريين من داخل السودان وخارجه لدعم مجهودات حكومة ومجتمع الولاية وتوفير المكون الشعبي من مشروعات تنمية وتطوير ولاية غرب كردفان.
بادي ذي بدء لابد لنا من الشكر والتقدير للاخ رئيس الجمهورية في اهتمامه البالغ ونظرة الثاقبة في تكوين هذه اللجنة وتحديد مهامها ومثارها وهو امر لا يدل فقط علي الاهتمام بالرعية وانما يدل علي ادراك الحاجة الحقيقية لانتشال ولاية غرب كردفان من حالة التخلف الي مصاف بقية ولايات السودان له من الشكر اجزله.
واستنادا علي الموجهات الاربعة الواردة في هذا القرار ( استنباط وابتكار - تعبية واستقطاب – دعم حكومة الولاية – توفير المكون الشعبي) اري ما يلي:
1- الوضع العام في الولاية:
لعله من المعلوم ان هذه الولاية ومنذ القدم كانت من كبار المساهمين في ميزانية الدولة واليوم تعتبر اغني ولاية في السودان بمواردها بباطن ارضها ( يترول – غاز – معادن – مياه ) وفوقها ( تربة زراعية خصبه – طبيعة متنوعة – تنوع ثقافي وعرقي – ثروة حيوانية كبيره – ومصادر مياه موسميه الخ).
بكل اسف حتي الان لم تستثمر هذه الثروات ولم يحس مواطن هذه الولاية بالميزات الاقتصادية بولايته إذ يعيش التخلف في ادني معانيه وينال منه الجهل في الفكر ويعاني عضال المرض ويكتوي بقسوة العطش وينهكه الجوع احيانا، حتي اللحظة ليست هناك رؤية او خطه علمية مدروسة للخروج بهذه الولاية من حالها هذا الامر الذي افقد الكثيرين من ابناءها الامل في النمو والتقدم فانفلت العقد وهو ذات الامر الذي حدي بالاخ رئيس الجمهورية لتكوين هذه اللجنة املا في انتشال هذه الولاية القديمة الجديدة من هذه الحالة اليئيسة الي حال تستطيع منها الانطلاق.
لقد عانت هذه الولاية ويلات الحرب طوال حرب الجنوب خاصة الجزء الجنوبي منها ومازالت تعاني. وللحرب نواتج سيئة علي اهل هذه الولاية، فقد انخرط جل شبابها في الدفاع عن تراب الوطن. خلالها ووقفوا سدا منيعا امام اختراقات التمرد ومحاولاته حماية للسودان، فساد الجهل المعرفي بين شبابها، وتزعزعت القيم المتوارثة فيهم، خاصة بعد اتفاقية السلام التي اوقفت الحرب جزئيا، فوجد هؤلاء الشباب انفسهم حاملين سلاحهم بلا عمل يقيمهم، فانتشرت الفوضى وانفلت الامن في ظل ضعف الادارة الاهلية التي كانت قوامهما الاعراف والتقاليد، وضعف الحكومات الولائية التي ركز ولاة الامر فيها امر ذاتهم بعيدا ذات العباد. ليس هذا فحسب فان فقدان الامل في بعض شبابها دفهم للالتحاق بحركات التمرد جنوبا كان ام غربا فنجد عددا منهم قادة في حركات دارفور او الحركة الشعبية او الحركة الثورية.
وللحرب ايضا بصمات سالبة فنجد قلة الخدمات او انعدامها في بعض المناطق (انهيار الصحة – وغور المياه – وانعدام الكهرباء- وانهيار التعليم الخ)، اخذين في الاعتبار ان هناك عددا مقدرا من اهل الولاية رحل، اضافة الي حالة عدم الاستقرار الامني التي ابعدت الكثير من الاكفاء من المدرسين والمعلمين. والحرب ايضا هزت وزعزعت القيم التقليدية والاعراف، في ظل ضعف عام للوازع الديني، الامرالذي جعل من السلاح وسيلة سهلة لإزهاق الارواح. ففي الاعوام الثلاثة الماضية فقدنا قرابة الخمسمائة مواطن في معارك بينية بين اهل المنطقة الجنوبية بالولاية بل انتشرت المعارك بين القبائل (الفيارين الرزيقات – اولاد سرور اولاد هيبان – حمر والمعاليه الخ).
بجانب ضعف وانعدام الخدمات الاساسية لا توجد مشاريع تنمية استراتيجية تمكن من اتاحة فرص عمل كريم لشباب الولاية، المشروع الاستراتيجي الوحيد فيها هو انتاج البترول الذي يعتبره اهل الولاية نغمة عليهم، فقد استقطع جزءا كبيرا من اراضيهم وحرمهم من الاستفادة منها فتآكلت مراعيهم وتلوثت بيئتهم ورغم ذلك لم ينعكس عليهم بالخير حيث انهم لم ينعموا باليسير منه وحتي فرص العمالة العادية في شركات البترول محكومة وقليلة.
وفي الجانب الشمالي من الولاية وهي منطقة انتاج الضأن الحمري المطلوب اقليميا ودوليا والصمغ العربي المطلوب دوليا والمنتجات الزراعية من الحبوب خاصة حب البطيخ فليست بأحسن حال من جنوبها فالعطش مازال مخيما علي اهلها وكذا التعليم والصحة والكهرباء الخ ليس باحسن حال من جنوبها.
اخيرا الطرق والطاقة هي عماد اية تنمية وهي قطعا مشروعات ذات طابع قومي حتي تاريخه هناك طريق واحد مكتمل (الابيض النهود) اما بقية الطرق فهي مشاريع قيد التنفيذ (دبيبات الفولة جاري التنفيذ – كادقلي لقاوه الفولة متعثر التنفيذ – الفولة المجلد جاري التنفيذ – بابنوسه المجلد متعثر التنفيذ – المجلد ابيي متوقف التنفيذ – ابوزبد النهود دراسة – النهود الاضيه غبيش دراسة، الانقاذ الغربي حدث ولا حرج) ونتيجة لهذا الوضع تعاني المنطقة فترة الخريف من قلة الحركة وفي بعض الاحيان تكون مغلقة علي اهلها. اما الكهرباء فهي من مولدات في زمن محسوب في بعض المدن، غالية التشغيل، اما القري ففي ظلام دامس.
هذه الصورة القاتمة تملي علينا التكاتف والعمل الجاد لإيجاد بعض الاضاءات التي قد تحي الامل في اهل الولاية وتساهم في اصلاح الحال.
2- هيكلة اللجنة:
ان اللجنة بهيئتها الحالية جسم هلامي كبير في تقديري يمكن اعتبارها مجلس متعدد التخصصات ونظرا للمسؤوليات القومية لبعض اعضائها خاصة الدستوريون منهم وحتي تكون هذه اللجنة بقدر من الفعالية لابد من هيكلتها علي النحو التالي:
1- تعتبر اللجنة بهيئتها هذه مجلس يجيز خطط واستراتيجيات عملها اضافة الي متابعة التنفيذ.
2- تكوين جسم تنفيذي من سبعة اعضاء
3- تكوين عدد من اللجان لوضع الدراسات والاشراف علي تنفيذها ( لجنة فنيه – لجنة مالية – لجنه اجتماعيه – لجنة اقتصاديه – لجنة ثقافية – لجنة دينيه – لجنة عرف – لجنة مغتربين – لجنة موارد )
3- وضع خطة تنميه للولاية (مدي قصير – وطويل)
لن يستقيم عمل هذه اللجنة الا من خلال خطة عمل واضحة المعالم وخطة تنمية مدروسة ومؤسسة علي واقع حال الولاية وبرؤية ذات نهايات محددة. نستطيع التحرك بها في مجتمع الولاية لاستنفاره، وفي المجتمع القومي لشحذ همته وضمان دعمه، وفي المجتمع الاقليمي والدولي لتبيان جدوي دعمه واستثماره بالولاية. مثل هذه الخطة لابد ان تكون ذات مكونين قصير المدي (fast track) يؤسس علي استكمال مشروعات الخدمات المدروسة والتي شرع في تنفيذها خلال حكم الوالي الاسبق وتوقفت نتيجة لاندلاع الحرب بجنوب كردفان وفصل القطاع الشمالي من شمال كردفان، علي ان تكون هذه الخطة محدودة الزمن ومتابعه لتسهم في خلق مناخ ايجابي يقلل من الانفلات الامني وتمهد للخطة طويلة المدي والتي تحمل الرؤية الكلية بالنهوض بالولاية من حالها الي مصاف الولايات الأخرى. علي ان تشمل هذه الخطة مشروعات تحول استراتيجي تسهم في تطوير الولاية وبث امل التطور في اهلها وتستوعب قدرا من العاطلين وتدعم الاقتصاد القومي. لوضع هذه الخطة لابد من مسح علمي لحالة الولاية واحتياجاتها مدنا وريفا علي ارض الواقع وذلك بتحرك لجان الدراسات الممنبثقة من اللجنة لزيارة مناطق الولاية والاستماع الي اهلها وحصر مطلوباتهم وتطلعاتهم علي ان يستفاد من الخبراء باللجنة والخبراء من ابناء الولاية وبيوت خبرة لوضع هذه الخطة.
4- ضبط الانفاق الحكومي:
من المعلوم ان نجاح تنفيذ اية خطة تنمية والتمكن من استقطاب الدعم لها واقناع الجانب الشعبي في دعمها يعتمد اعتمادا كليا علي الحكم الراشد الشفاف الذي يؤتمن علي توظيف الموارد حسب اولويات الخطة الموضوعة لبلوغ غاياتها وعليه فهناك ضرورة تفرض علي حكومة الولاية خفض الانفاق الحكومي خاصة فيما يلي الدستوريين اذ يتجاوز الصرف الشهري عليهم المليونين جنيه (الراتب الاساسي وتسيير المواصلات فقط) وهو مبلغ كان يمكن ان يوظف لمشروعات (fast track) اضافة للاستقلال الامثل لنسب انتاج البترول المخصصة للولاية كمقدمات لمشاريع تنمية استراتيجية بدل ان تضمن في الفصل الاول.
وهنا نقترح ما يلي:
ضرورة تجميع كافة الموارد التنموية الموفرة لهذه الولاية من انتاج البترول (نسبة 2% الولاية المنتجة و 2% نصيب المسيرية في بترول ابيي و 2% نصيب الولاية في بترول ابيي) والمخصص لهيئة غرب كردفان وصندوق تنمية القطاع الغربي وما سبق ان رصد بالميزانية العامة للدولة من مال للتنمية، في صندوق واحد وتوجيه هذه الموارد للتنمية فقط.
5- التعبئة
يلي الترتيبات بعالية وانجاز خطة التنمية قصيرة المدي للولاية هناك ضرورة لانتشار بعض من اعضاء اللجنة لمدي اسبوع بالولاية،
اقترح:
ستة لجان ثلاث تجوب القطاع الشمالي والثلاث الأخرى للقطاع الجنوبي. للقيام بندوات توعيه عن دور المجتمع المحلي في التنمية وابراز دور خطط الدولة في محاربة الفقر بالتركيز علي كيفية الاستفادة من التمويل الاصغر ومدن الشهداء وما الي ذلك من خطط للدولة في هذا الصدد. وللتبشير بجهود اللجنة والمشروعات السريعة التي سيتم تنفيذها مع التركيز علي ضرورة حث المجتمع المحلي للاسهام فيها علي اقل تقدير ضمان سلامة تنفيذها ورعايتها.
6- مؤتمر مانحين محلي
خلال زيارة اللجان للولاية يجري التحضير لمؤتمر مانحين محلي يخاطبه الرئيس بحضور الوزراء علي اقل تقدير وزراء القطاع الاقتصادي ويشمل كافة رجال الاعمال السودانيين اضافة الي شركات البترول تعرض عليهم الخطة قصيرة المدي للحصول علي ا سهامهم فيها.
7- مؤتمر مانحين دولي
يلي المؤتمر المحلي وبعد انجاز الخطة الاستراتيجية لتنمية الولاية يتم التحضير لمؤتمر مانحين تدعي له الصين ودول الخليج والشمال الافريقي والاتحاد الأوربي وروسيا وامريكا والهند واليابان يعقد بالخرطوم علي ان ترتب زيارات لأعضاء الوفود لمناطق الولاية حسب اولويات الخطة. يستفاد في التحضير لهذا المؤتمر من المغتربين من ابناء الولاية المنتشرين في هذه الدول خاصة بدول الخليج، تعرض فيه خطة تنمية الولاية علي امل الدخول مع المانحين في شراكات تجارية خاصة فيما يلي مشروعات التحول الاستراتيجية.
كل هذا لا يمكن ان يتحقق اذا لم تكن بالولاية حكومة راشده مؤتمنة علي المال العام لا تتصرف فيه دون محاسبة او رقابة ولا تستقطع جزء من الموارد لمصالح شخصية. حكومة حريصة علي مواطني الولاية وتتعامل مع الجميع علي قدم المساواة دون استهداف فئة دون الاخري. حكومة تلتزم بنظام المشتروات في عقودها لتمكين الشركات ذات الخبرة والمقدرة المالية في تنفيذ المشروعات وليست حكومة توزع المشروعات علي الحظوة دون مراعاة لقدراتهم التنفيذية او خبرتهم العملية. حكومة تنفيذيها من ذوي الكفائة والدراية الادارية والفنية وليست حكومة جلها من الفاقد التربوي او المفصولين من الوظائف الدستورية في ولايات اخري. حكومة قادرة علي حفظ الامن بخلق المناخ الملائم لامن المواطن وليست حكومة تترفع فوق القانون بارهاب المواطن بقانون الطوارئ دون الالتزام بالقانون.
وفوق كل ذلك لابد من ان يدير هذا العمل والي قادر ومقتدر ذو حنكة والمام بالادارة والتاسيس عفيف النفس واللسان ذو خلق وقيم واخلاق يده نظيفة لم تمس المال العام. والي يستطيع ان يجلس بين المواطنين في قراهم وفرقانهم و يتحرك وسط اهله بالولاية سيرا في طرقهم الوعرة ووديانهم ليس بطائرة من الجو ودون جيش الحراسة المدجج بالسلاح من ابناء قبيلته. والي يخاف الله علي رعيته دون ضغينة او محاباه وال راحج العقل لا يستخه الضعفاء او الجهلاء.
بهذا وحده وبهذه المنهجية نستطيع تحقيق الموجهات التي وردت في قرار تكوين اللجنة ونسهم ايجابا في تطوير غرب كردفان وبث الامل في انسانا وانتشالها من بؤرة التفلت الي النماء والازدهار
ا.د. سليمان محمد الدبيلو
عضو اللجنة مواضيع لها علاقة بالموضوع او الكاتب
- ذكريات موظف سابق بادارة اللاجئين (1) بقلم د. طارق مصباح يوسف 06-04-15, 04:25 AM, طارق مصباح يوسف
- ميني تحقيق مع ود أرقو الشاعر أبو ناجي بقلم بدرالدين حسن علي 06-04-15, 04:10 AM, بدرالدين حسن علي
- قال الملك الدهمشى وقلنا ! بقلم على حمد ابراهيم 06-04-15, 04:09 AM, على حمد إبراهيم
- نداء الإنسانية للإنسان السوداني في دارفور بقلم نورالدين مدني 06-04-15, 04:06 AM, نور الدين مدني
- جهاز الأمن يستهدِف أعمدة الأستقامة لكسر الإرادة.. د.ساندرا طوبى لك..!! بقلم عبدالوهاب الأنصاري 06-04-15, 04:05 AM, عبد الوهاب الأنصاري
- عن وعود الشفافية ومكافحة الفساد مركز إقتراع نصف الكوب : ممنوع التصوير ! بقلم فيصل الباقر 06-04-15, 04:03 AM, فيصل الباقر
- محطات ..... من هنا وهناك بقلم صلاح الباشا 06-04-15, 04:01 AM, صلاح الباشا
- شكراً شيخ علي ولكن..!! بقلم عبدالباقي الظافر 06-04-15, 03:30 AM, عبدالباقي الظافر
- برنامج المائة يوم..!! بقلم عثمان ميرغني 06-04-15, 03:27 AM, عثمان ميرغني
- هدية لمسؤول بقلم صلاح الدين عووضة 06-04-15, 03:26 AM, صلاح الدين عووضة
- شر البلية ما يضحك! بقلم الطيب مصطفى 06-04-15, 03:24 AM, الطيب مصطفى
- ( الجفلن خلهّن ) بقلم الطاهر ساتي 06-04-15, 03:22 AM, الطاهر ساتي
- إلي متي تستمر ذلة وملطشة الأطباء بقلم عميد معاش طبيب سيد عبد القادر قنات 06-04-15, 03:21 AM, سيد عبد القادر قنات
|
|
|
|
|
|