|
مُستقبل ومآلات شواء صحافة البصّاصين ! بقلم فيصل الباقر
|
11:47 PM May, 07 2015 سودانيز اون لاين فيصل الباقر -نيروبى-كينيا مكتبتى فى سودانيزاونلاين
عاد - مرّة أُخرى - إلى السطح ، موضوع ( دمج الصُحف ) أو إختصارها فى عددً أقل ، وكأنّ أزمة الصحافة السودانية المُستفحلة ، والواقعة تحت نير السيطرة الأمنيّة " كاملة الدسم " ، تكمُن فى ( كثرة الصُحف ) ، وأنّ الحل المنشود ، لأزمة الصحافة المطبوعة فى السودان ، يأتى عبر هذه ( الخلطة السحريّة ) ، وهذا - فى تقديرى - إستسهال غير محمود ، و هروب ، بل ، وهرولة مفضوحة للأمام من مواجهة مشكلة " شجرة " ( الصحافة الإنقاذيّة ) ، من ( الجذور ) إلى ( الفروع ) ، ولن تنفع ، ولن تجدى ، مثل هذه " المُعالجات " الفطيرة ، حتّى وإن جعلوها ( صحيفة واحدة ) ، تُطبع بماء الذهب ، و تُوزّع فى مكاتب الدولة والأسواق ، وسكنات الجيش ، وأقبية الأمن ، على القُرّاء بالمجّان ، وتُقرأ مُحتوياتها - صباح مساء - فى التلفاز والمذياع " القومى " و نُسخه " الولائيّة " ، أو فى تلك (القنوات ) المكشوفة التى " غرُبت شمسها " ، وهى تُسبّح فى برامجها ( الماسخة ) بحمد الحزب الحاكم ، لأنّ أزمة الصحافة الإنقاذيّة ، يُمكن تلخيصها فى أنّها صحافة ( دعاية / بورباقاندا ) " رخيصة " ، وليست صحافة ( معلومات) ، والسبب الرئيس ، فى هذا المشهد الصحفى المُرتبك ، أنّ جهاز الأمن ، مازال يُصر على فرض ( الإظلام الإعلامى ) عبر إستمرار سياسة ( حجب المعلومات ) عن الصحافة والصحفيين ، وبالتالى غيابها أو تغييسبها عن الجمهور ، وهذا أس البلاء ، لو يعلمون !. الصحافة - ياهؤلاء - تتأثّر بالمناخ العام ، الذى تنشأ ، و تترعرع ، و تعمل فيه ، وبالضرورة ، وبطبيعة الحال ، إنّ بيئة قمع الحُريّات ، ومُصادرة الحقوق ، ورفض القبول بالتعدّد أو الإختلاف فى المُجتمع ، لن تنتج ، عنها صحافة تعكس التعدُّد فى الآراء ، وللمزيد من الشرح والتوضيح ، نقول : إنّ الصحافة المملوكة للأجهزة الأمنيّة (صحافة البصّاصين ) ، ستظل ( صحافة أمنيّة ) ، حتّى وإن إجتهدت إداراتها فى أن تجعل من ( الفسيخ شربات ) ، بحقن بعض موادها الصحفية ، بأسمدة و مُنتجات ( الخبر المُحوّر ) ، وكذا الحال فى الصحافة المملوكة للحزب الحاكم ، أو للتيّارات المُتصارعة فى داخله ، إذ يبقى خطّها التحريرى ، يُعبّر عن ( المُلّاك الحقيقيين ) ، لأنّ من يملك الصحيفة ، يملك - دوماً - خطّها التحريرى ، سواء كان مُعلناً عنه صراحةّ ، أو مخبوءاً فى الصدور وهذا لا يحتاج إلى( درس عصر ) ، فشعبنا أذكى من أن تمُر عليه ، مثل هذه الحيل والألاعيب ، يا هؤلاء !. الهدف من كُل هذه المُحاولات البائسة ، وراء ( عملية ) دمج الصُحف - بإختصار شديد - هو مُحاولة التغطية على الصراعات المُستفحلة فى مُكوّنات النظام ، إذ أدرك عباقرة الإنقاذ ، أنّ صُحفهم (البائرة ) ، بدأت تعكس - لجمهورهم - فى تخبُّطها ، حالة التفكّك و الإرتباك الفكرى والسياسى والتنظيمى ، و درجة ( عدم ) التماسك الذى يتوهمونه ، و يتحدّثون عنه ، ويُحاولون إظهاره ، عبر مهرجانات الخُطب الحماسيّة ، فى العاصمة والأقاليم ، وفى كُل هذا وذاك ، فإنّهم ينسون أو يتناسون ، أنّ الصحافة الإنقاذيّة ، بعد إنقلابها فى 30 يونيو 1989، على الديمقراطية والنظام التعدّدى ، بدأت بذات " غزوة " ( الدمج الخبيث ) ، فهجمت على الصحافة ( المُستقلّة ) و( الحزبيّة ) ، وشرّدت الصحفيين ، ودمّرت المؤسسات الإعلامية و الصحفية ، وجاءت - فى البداية - بصُحف " ماسخة " تحت مثسمّيات خادعة ( الإنقاذ ) و ( السودان الحديث ) ، وأعادت للصدور أو أبقت على صحيفة ( القوات المسلّحة ) ، وعسكرت التلفزيون والإذاعة ، وذهبت بالشيخ إلى ( السجن ) ، وبالجندى المُطيع إلى ( القصر ) ، ومع ذلك ، لم تستطع أن تكسب تاييداً مُستداماً ، للإنقلاب المشئوم ، وهاهى الإنقاذ ، نُسخة 2015 ، تُحاول ان تُعيد الكرّة وتُرجع التاريخ للوراء ، بالحديث عن ( دمج الصُحف ) ، فى مؤسسات قليلة قادرة ( إقتصاديّاً ) وفاعلة ( مهنيّاً ) ، وهذا الزعم المثتوهّم ، كذبة بلغاء ، يتوجّب على المُجتمع الصحفى ، والجمهور العريض ، عدم تصديقها ، أو إبتلاع طُعمها ، و " سنّارتها " القاتلة .. وعلى دُعاة ومهندسى سياسة دمج الصُحف ، أن يشرحوا لنا وللجمهور، لماذا يجىء هذا ( الإستدراك ) و إدّعاء ( الحرص ) على مهنة و بقاء وتطوير الصحافة ، فى هذا الوقت بالذات ؟!..، وعليهم - أيضاً - ومن قبل ومن بعد أن يشرحوا لصاحب ( زبدة الصحافة ) الإنقاذيّة ، فوائد أو مضار ومآلات ، بل مخاطر الشواء !. 7 مايو 2015
مواضيع لها علاقة بالموضوع او الكاتب
- طريق التوتُّر المُتواصل ...إلى أين ؟ ! . بقلم فيصل الباقر 04-30-15, 03:50 PM, فيصل الباقر
- الإنتخابات الإنقاذيّة فى السودان :بين سلاحى المُقاطعة والنُكتة ! بقلم فيصل الباقر 04-23-15, 03:38 PM, فيصل الباقر
- مسرح اللامعقول المؤدّى إلى مسرح الرجل الواحد ! بقلم فيصل الباقر 03-25-15, 11:20 PM, فيصل الباقر
- أُمّ الفضائح : ورقة مضروبة ، ومركز وهمى !!.. بقلم فيصل الباقر 03-18-15, 11:20 PM, فيصل الباقر
- محكمة الإرهاب : من يُحاكم من ؟!. بقلم فيصل الباقر 03-12-15, 02:09 PM, فيصل الباقر
- أزمة دارفور : حرب القبائل ..حتّى متى و إلى أين ؟ بقلم فيصل الباقر 03-05-15, 01:39 PM, فيصل الباقر
- لمناصرة النساء ، وكشف سياسات الإنقاذ لها بقلم فيصل الباقر 02-26-15, 02:34 PM, فيصل الباقر
- ذاكرة المُصادرة الأمنية : من حريق الميدان إلى مُصادرة صحف الحيران ! بقلم فيصل الباقر 02-19-15, 03:44 PM, فيصل الباقر
- إتحاد الكُتّاب السودانيين : أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض !. بقلم فيصل الباقر 02-12-15, 07:08 PM, فيصل الباقر
- خبر اليوم : عن منعم رحمة وقصر الصين العظيم بقلم فيصل الباقر 01-29-15, 05:18 PM, فيصل الباقر
- إمبراطوريّة الناشرين : الصحافة ملك المُجتمع ! بقلم فيصل الباقر 01-22-15, 03:23 PM, فيصل الباقر
- غزوة باريس : إنتصاراً للرسول أم إنتقاماً للزعيم ! بقلم فيصل الباقر 01-14-15, 08:53 PM, فيصل الباقر
- التعديلات الشِرّيرة !!. بقلم فيصل الباقر 01-07-15, 11:48 PM, فيصل الباقر
- نداء السودان .... قبل أن يصبح فسادستان ! بقلم فيصل الباقر 12-31-14, 07:13 PM, فيصل الباقر
- الحوار بمن فتر : لماذا الإصرار على تجريب المُجرّب ! بقلم فيصل الباقر 12-25-14, 03:17 PM, فيصل الباقر
- نساء تابت : الواجب المُقدّم حقوق الضحايا 11-12-14, 04:46 PM, فيصل الباقر
- الأخبار الصادمة والأخبار الصامدة ... رسالة إلى هؤلاء ! 11-06-14, 03:21 PM, فيصل الباقر
- فى طريق إنتزاع حريّة الصحافة والتعبير : التنظيم أرقى أشكال الوعى ! 10-30-14, 01:59 PM, فيصل الباقر
- جنوب السودان : الحكمة جنوبيّة - أروشا على الخط الساخن 10-23-14, 02:37 PM, فيصل الباقر
- الإسلام الإنقاذى :يخلق من الشبىه أربعين ! 10-15-14, 03:34 PM, فيصل الباقر
- يوم الزيارة ... يوم المهرجان ! بقلم فيصل الباقر 09-18-14, 04:19 PM, فيصل الباقر
- Re: في ذكرى شهداء سبتمبر: سيُسألون!....../بلّة البكري 09-23-14, 08:38 PM, فيصل الباقر
- مؤتمر إعدام الإعلام ! 06-25-14, 10:41 PM, فيصل الباقر
- قمّة لندن : ضرورة المرحلة ...حان الوقت للتحرُّك ! 06-16-14, 04:27 PM, فيصل الباقر
- العدالة الإنتقائيّة ..عايرة وأدُّوها سوط ! / 05-05-14, 02:55 PM, فيصل الباقر
- ود أُم بُعلُّو يُصادر الميدان ! 04-14-14, 04:02 PM, فيصل الباقر
- عبدالحميد موسى كاشا..السقوط إلى أسفل بقلم عبدالرحمن العاجب 09-23-13, 10:01 PM, فيصل الباقر
|
|
|
|
|
|