|
(٣) المعتزلة، رواد العقل في تاريخ الاسلام بقلم كامل سيد احمد
|
11:34 PM May, 07 2015 سودانيز اون لاين كامل سيد احمد-لنكلن-المملكة المتحدة مكتبتى فى سودانيزاونلاين
# مؤسس الاعتزال وأبرز المنظرين من رؤساء المعتزلة: حلقة (٣)
مؤسس الإعتزال هو واصل بن عطاء البصري (٨٠- ١٣١هـ)، الغزّال، المتكلم، البليغ المتشدق الذي كان يلثغ بالراء، فلبلاغته وتمكنه من ناصية اللغة العربية هجر حرف الراء هجراً تاماً وتجنب النطق بها في خطبه وأحاديثه. سمع واصل من الحسن البصري وسمع من غيره من الشيوخ، وقال عنه أبو الفتح الأزدي: أنه كان رجل سوء كافر، لكنه كان من أجلاد المعتزلة، ولد سنة ثمانين بالمدينة. ومما قيل فيه:
ويجعل البر قمحًا في تصرفـه *** وخالف الراء حتى احتال للشعر. ولم يطق مطرًا في القول يعجله *** فعاذ بالغيث إشفاقًا من المطـر،،
(فكان لكي يتفادي اللثغ بالراء يقول 'القمح' بدلاً من البر، و'القصيد' بدلاً من الشعر و'الغيّث' بدلاً من أن يقول المطر )
ولواصل بن عطاء من التصانيف: كتاب أصناف المرجئة، وكتاب التوبة، وكتاب معاني القرآن، وكان يتوقف في عدالة أهل الجمل (علي بن أبي طالب، وعائشة بنت أبي بكر، زوج النبي وأم المؤمنين، والزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله) ويقول: "إحدى الطائفتين فسقت لا بعينها، فلو شهد عندي عليٌّ وعائشة وطلحة والزبير على باقة بقل لم أحكم بشهادتهم". مات واصل سنة ١٣١ للهجرة عليه رحمة الله.
أبرز منظري المعتزلة:
(١) أبو الهذيل حمدان بن الهذيل العلاف (١٣٥- ٢٢٦هـ): هو شيخ المعتزلة، ومقدم الطائفة، ومقرر الطريقة، والمناظر عليها. أخذ الاعتزال عن عثمان بن خالد الطويل الذي أخذه عن واصل بن عطاء، وتُنسب إليه فرقة الهذيلية.
(٢) إبراهيم بن يسار بن هانئ النظَّام (توفي عام ٢٣١هـ) وقد طالع كثيرًا من كتب الفلاسفة، وخلط كلامهم بكلام المعتزلة، وتُنسب إليه فرقة النظاميّة.
(٣) معمر بن عباد السلمي (توفي عام ٢٢٢هـ) وهو من أعظم القدريّة في تدقيق القول بنفي الصفات، ونفي القدر خيره وشره عن الله تعالى، ونسب جميع افعال الانسان اليه، الي ارادة الفرد وقدرته علي فعل الخير أو الشر بمحض إختياره الحُر، وإليه تُنسب فرقة المعمرية.
(٤) عيسي بن صبيح المكنى بأبي موسى الملقب بالمردار (توفي عام ٢٢٦هـ). كان يقال له: راهب المعتزلة، وعُرف عنه التوسُّع في التكفير حتى كفّر الأمة بأسرها بما فيها بعض المعتزلة، وتُنسب إليه فرقة المردارية.
(٥) ثمامة بن أشرس النميري (توفي عام ٢١٣هـ) قيل عنه أنه كان جامعًا بين قلة الدين وخلاعة النفس، مع اعتقاده بأن الفاسق يخلد في النار إذا مات على فسقه من غير توبة، وهو في حال حياته في منزلة بين المنزلتين. وكان زعيم القدرية في زمان المأمون والمعتصم والواثق، وقيل إنه الذي أغرى الخليفة المأمون ودعاه إلى الاعتزال، وتُسمَّى فرقته الثماميّة.
(٦) أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ (توفي عام ٢٥٦هـ) وهو من كبار كُتَّاب المعتزلة، ومن المطلعين على كتب الفلاسفة، ونظرًا لبلاغته في الكتابة الأدبية استطاع أن يدسّ أفكاره المعتزلية في كتاباته، مثل البيان والتبيين، وتُسمى فرقته الجاحظية.
(٧) أبو الحسين بن أبي عمر الخياط (توفي عام ٣٠٠هـ) كان من معتزلة بغداد، تفرد بقوله بأن المعدوم جسم، والشيء المعدوم الآن، كان قبل وجوده جسم ثم إنعدم، وهو تصريح بقدم العالم، وهو بهذا يخالف جميع المعتزلة، وتسمى فرقته الخياطية.
(٨) القاضي عبد الجبار بن أحمد بن عبد الجبار الهمداني (توفي عام ٤١٤هـ) فهو من متأخري المعتزلة، كان قاضي قضاة الرَّيّ وأعمالها، وأعظم شيوخ المعتزلة في عصره، وهو الذي أرّخ للمعتزلة وقنن مبادئهم وأصولهم الفكرية والعقائدية، ولولا مؤلفه الذين عُثر عليه في اليمن لضاع كثير من الفكر الإعتزالي بعد إن أباده من أباده، تماماً كما أبيدت كتابات إبن الراوندي وغيره
مواضيع لها علاقة بالموضوع او الكاتب
- (١) المعتزلة، رواد العقل في تاريخ الاسلام بقلم كامل سيد احمد 05-06-15, 03:30 PM, كامل سيد احمد
- وفاة شاعر أفريقيا: محمد مفتاح رجب الفيتوري بقلم كامل سيد احمد 04-27-15, 08:47 PM, كامل سيد احمد
- هذا التعدي علي المال العام الذي أصبح سمة مسؤولينا أي علاقة له بالدين يا من تَدَّعون الدين ؟ 02-25-15, 04:13 PM, كامل سيد احمد
- الانتفاضات العربية: أين يقف شعب السودان من ثورته الثالثة؟ بقلم كامل سيد احمد 02-19-15, 04:47 AM, كامل سيد احمد
|
|
|
|
|
|