|
وثائق امريكية عن اكتوبر والديمقراطية الثانية (23): انقلاب خالد الكد بقلم محمد علي صالح
|
04:15 PM Feb, 14 2015 سودانيز أون لاين محمد علي صالح - واشنطن-الولايات المتحدة مكتبتي في سودانيزاونلاين
حكومة الصادق المهدي ترفض "في وقاحة" قرار المحكمة العليا هل انتقم بابكر عوض الله بتحالفه مع نميري في الانقلاب العسكري؟ من هو خالد الكد؟ هل كان الحزب الاشتراكي واجهة للحزب الشيوعي المنحل؟ ---------------------------------- واشنطن: محمد علي صالح هذه هي الحلقة رقم 23 من هذا الجزء من هذه الوثائق الامريكية عن التطورات السياسية في السودان، وهي كالأتي: الديمقراطية الاولى (25 حلقة): رئيس الوزراء اسماعيل الازهري (1954-1956). الديمقراطية الاولى (22 حلقة): رئيس الوزراء عبد الله خليل (1956-1958). النظام العسكرى الاول (19 حلقة): الفريق ابراهيم عبود (1958-1964). النظام العسكري الثاني (38 حلقة): المشير جعفر نميري (1969-1975)، اخر سنة كشفت وثائقها. هذه وثائق الديمقراطية الثانية، بداية بثورة اكتوبر (1964-1969). وستكون 30 حلقة تقريبا. هذه عناوين حلقة الاسبوع الماضي: المحجوب يريد رئاسة الجمهورية، ثم بعده الصادق عبد الرحمن المهدي ايد انقلاب عبود ليخلف عبود عداء متبادل بين الصادق والهندي الصادق يتحدث عن سنوات اكسفورد بدون اشارة الى زواج ----------------------------- تصويب: من بروفسير عوض محمد احمد، جامعة نجران، المملكة العربية السعودية: "... سقطت حكومة الصادق المهدي في مايو 1967. ولا علاقة لسقوطها بوحدة جناحي الحزب الاتحادي التي تمت في عام 1968 ، اي بعد عام من سقوطها ..." هذا تصويب، مع الشكر والاعتذار، للتعليق الأتي في الحلقة رقم 22، عن حديث بين السفير الامريكي ورئيس الوزراء الصادق المهدي، كما جاء في خطاب السفير الى وزير الخارجية الامريكية بتاريخ 29-10-1966: (تعليق: بعد شهور قليلة من هذا الحديث، توحد الحزب الوطني الاتحادي مع حزب الشعب الديمقراطي، تحت اسم "الحزب الاتحادي الديمقراطي". وتحالف الحزب الجديد مع نواب جناح الامام، واسقطوا حكومة الصادق المهدي. وعاد محجوب رئيسا للوزراء. ولعب الهندي دورا كبيرا في ذلك). --------------------------- قرار المحكمة العليا: 9-1-1967 من: السفير، الخرطوم الى: وزير الخارجية الموضوع: المحكمة العليا تعارض حل الحزب الشيوعي " ... يوم 22-12، رفضت المحكمة العليا القرار الذي مضى عليه عام، واصدره البرلمان السوداني (الجمعية التاسيسية)، بحل الحزب الشيوعي السوداني. لكن، رفض التحالف الحاكم بين الحزبين التقليديين، الامة والاتحادي، قرار المحكمة العليا "بلانتلي" (يعنف، بقوة، بوقاحة) ... لهذا، يعيش السودانيون، او، على الاقل الحكام والسياسيون والنخبة، اياما ساخنة، لا تعرف عواقبها بسبب هذه المواجهة بين الجهاز الحكومي والجهاز القضائي. ولابد ان الشيوعيين سيحققون خبطة دعائية من ما حدث. ها هم يدعون للديمقراطية، واحترام الدستور، وحرية الراي وحكم القانون، واستقلال القضاء ... كان الشيوعيون رفعوا ثلاث قضايا دستورية ضد قرارات البرلمان الأتية: اولا: تعديل الدستور. ثانيا: حل الحزب الشيوعي. ثالثا: طرد نواب الحزب الشيوعي من البرلمان ... ويوم 22-12، أعلن قاضي المحكمة العليا صلاح حسن الاتي: اولا: بنود الحريات في المادة الخامسة من دستور السودان المؤقت المعدل لسنة 1964 لا يجوز الحد منها، بتشريع أو بتعديل دستوري. ثانيا: عدم دستورية التغييرات التي اجرها البرلمان في الدستور يوم 33-11-1965. والغاء اي قانون له صلة بهذه التغييرات ..." ------------------------ (تعليق: تطورت المواجهة بين الهيئة القضائية والهيئة التشريعية، وخرجت مظاهرات في الشوارع تؤيد الهيئة القضائية. واستقال بابكر عوض الله، رئيس القضاء. وكان رئيس اول برلمان سوداني. بعد استقالة عوض الله بسنتين، كان من قادة الانقلاب العسكري الذي قاده جعفر نميري، والذي انهى الديمقراطية الثانية، وجاء بالنظام العسكري الثاني. هل توجد صلة بين استقالة عوض الله من رئاسة القضاء، غضبا على قادة احزاب الامة والاتحادي والاخوان المسلمين، وبين اشتراكه في قيادة انقلاب نميري سنة 1969، الذي حل هذه الاحزاب؟ في موقع "سودانيات"، مقابلة اجراها مع عوض الله، في سنة 2006، الصحافي الكبير احمد البلال الطيب. وهذه مقتطفات منها: س: قال لي شخص ان الازهرى فصل بابكر عوض الله. وبناء علي ذلك، اعتقلت انت الازهرى بعد انقلاب مايو. كيف كانت علاقتك بالازهرى؟ ج: انا لازلت اكن للازهرى كل احترام، وذلك لان الازهرى كان استاذي منذ عام 1932 ... س: هل بعد استقالتك من القضائية عام 1967 بدأت تفكر في ابعاد الازهري وغيره من السلطة؟ خاصة وان انقلاب مايو تم عام 1969؟ ج: بعد استقالتي، عملت مستشارا لاحد الارمن تربطني به علاقة صداقة. وزارني في ذلك الوقت فاروق حمد الله (من قادة انقلاب نميري) ... س: قادة مايو سمعوا بموقفك، وبدأ فاروق حمدنا الله ورفاقه في التخطيط لمايو...؟ ج: ... قال لي فاروق حمد الله ان الاوضاع الحالية لا تناسبهم. وان لديهم رأي اخر، وطلبوا الاجتماع بي. س: هل خططتم لمايو في هذا المنزل (منزل عوض الله)؟ "). ج: نعم في سطوح هذا المنزل ... -------------------------- محاولة انقلاب خالد الكد: " ... رغم ان الشيوعيين حققوا انتصارات دعائية بسبب رفض حكومة الصادق المهدي تنفيذ قرار الهيئة القضائية، تشوهت سمعتهم، وربما لفترة قصيرة، بسبب محاولة انقلاب عسكري قادها الضابط خالد احمد حسين عثمان (خالد الكد) ... كان انقلابا ساذجا، ومحدودا. وقامت به مجموعة من الضباط الصغار الذين استعملوا عدة مئات من الجنود حديثي العهد بالجندية، بهدف قلب حكومة الصادق المهدي، وكان ذلك يوم 28-12... لم تعلن حكومة المهدي ادلة تربط الشيوعيين بمحاولة الانقلاب. لكن، اعتقلت حكومة المهدي قادة شيوعيين كبار، منهم بعض الذين فصلوا من البرلمان. ورغم ان الحكومة لم توجه لهم تهما معينة، ربما لعدم وجود ادلة معينة، كادت تصريحات مسئوليين وسياسيين تقول ان الشيوعيين حاولوا انقلابا عسكريا بسبب حل حزبهم، وطرد نوابهم من البرلمان. (وليس بسبب قرار المحكمة العليا لصالحهم). وربما لان الحكومة لم تجد ادلة ضد الشيوعيين، قال وزراء فيها ان الشيوعيين استعملوا "ريموت كونترول" (سيطرة من بعد) حتى لا يتهموا اذا فشلت محاولة الانقلاب. في كل الحالات، ضربت حكومة المهدي عصفورين بحجر واحد: اولا: اتهمت الشيوعيين بانهم "مخربون"، وانهم يريدون "اسقاط الديمقراطية." ثانيا: رفضت السماح بمظاهرات الشيوعيين، وغيرهم، تاييدا للهيئة القضائية ... رأينا: اولا: كانت القضية القانونية "شوت ان ذا ارم" (قوت) الحزب الشيوعي السوداني. رغم محاولة توريط الحزب في محاولة الانقلاب العسكري. ثانيا: زادت عمر حكومة المهدي، وذلك لان حزب الشعب الديمقراطي (حزب الختمية) ايد قرار المحكمة العليا. عكس الحزب الاتحادي، حليف حزب الامة في الحكم، الذي، مع حزب الامة، عارض قرار المحكمة العليا. قبل ذلك، كانت حكومة المهدي مهددة بالسقوط توقعا لتحالف بين الحزب الاتحادي وحزب الشعب. ثالثا: لابد ان يعارض اسماعيل الازهري، اول رئيس وزراء والان رئيس دائم لمجلس السيادة، قرار المحكمة العليا بعدم دستورية التعديلات في الدستور. وذلك لان البرلمان كان عدل الدستور ليكون الازهري رئيسا دائما لمجلس السيادة، بعد ان كانت الرئاسة دورية. رابعا: من المفارقات انه، في سنة 1964، بعد ثورة اكتوبر التي انهت نظام عبود العسكرى، اصرت الاحزاب التقليدية (الامة، الاتحادي، الاخوان المسلمون) على مادة الدستور التي تحمى الحريات. فعلوا ذلك خوفا من سيطرة الشيوعيين على البلاد، ولتاكيد ان الشيوعيين لا يحترمون الحريات. لكن، الأن، في سنة 1966، وبعد سنتين فقط، ها هي هذه الاحزاب التقليدية تبرهن على انها ليست حريصة على الحريات ... " ------------------- محاكمة خالد الكد: 9-3-1967 من: السفير، الخرطوم الى: وزير الخارجية الموضوع: محاكمة قائد محاولة الانقلاب الفاشلة " ... يوم 14-2، بدات محكمة عسكرية سودانية محاكمة الضابط خالد احمد حسين (خالد الكد) بتهمة محاولة قلب نظام الحكم يوم 28-12 الماضي. ومعه ثلاثة آخرون: محمد اغبش، عبد الله الضو، هارون كبسون ... يتراس المحكمة اللواء ابراهيم احمد عمر، قائد القيادة الغربية. وفي عضويتها: العقيد مصطفى عثمان حسين، والرائد عمر حسن التوم، والنقباء: توفيق محمد نور الدين، محمد الامين متولى، احمد ابراهيم ابو رفاس. والقاضي صلاح شبيكة. في البداية، اعترض عابدين اسماعيل، محامي خالد، على قانونية الطريقة التي جمبع بها المحققون والاتهام الادلة ضد موكله ... وقال شاهد الاتهام الرئيسي، الشاويش بابكر محمد، ان خالد تحدث معه عن خطة الانقلاب العسكري. وسارع هو، وابلغ الشرطة التي طلبت منه ان يواصل التعاون مع الكد بهدف جمع معلومات عنه، وعن الذين معه. وقال الشاويش ان الكد اعطاه اسماء قال انها اسماء ضباط يؤيدون الانقلاب ... واعطاه، ايضا، بيانا ليقراوه في "اذاعة امدرمان"، الاذاعة الحكومية والوحيدة، وهي في العاصمة، وذلك بعد ان تحتلها القوات الانقلابية. وقال الشاويش ان رجال الشرطةـ الذين كان ينقل لهم خطط وتحركات الكد، استعدوا لاعتقاله قبل ان يقدر على احتلال الاذاعة. وان هذا ما حدث. ثم، في وقت لاحق، اعتقلت الشرطة قوات الكد، ومن بينها الشاويش نفسه ... لكن، في مرحلة استجواب الشاويش، تحدث عابدين اسماعيل، محامي الكد، وقال ان الشاويش لا يعرف القراءة والكتابة. وتساءل اسماعيل عن امكانية ان يقرا شخص لا يعرف القراءة والكتابة بيان انقلاب عسكري يستولى على البلاد ... وفند اسماعيل اقوالا اخرى للشاويش: عن خلفيته، عن علاقته مع الكد، عن مكان اعتقاله، وعن لماذا نقل معلومات الانقلاب الى ضباط شرطة، لا الى ضباط في القوات المسلحة ... " (تعليق: لا توجد وثيقة تتابع محاكمة الكد. من هو خالد الكد؟ يوم 17-1-2007، نشرت صحيفة "السوداني" رايا عن الكد كتبه عبد القادر سيد احمد التويم. هذه مقتطفات منه: " ... الدكتور خالد الكد، الأستاذ الجامعي، ودكتوراة في الأدب من جامعات المملكة المتحدة. وما بين الملازم والأستاذ الجامعي، حياة واسعة عريضة حافلة بالأحداث والمصادفات والعجائب... مات والده يوم تخرجه من الكلية الحربية. قبل أن تكتمل الفرحة في المنزل، صادته عربة، فمات في الحال ... وخالد أيضاً مات في عاصمة الضباب. قتله سائق عربة باكستاني، وهو يعبر الطريق عن طريق ممر عبور المشاة ... ملازم في عشرينياته يقود انقلاباً لوحده بعساكر مستجدين من مركز تدريب المستجدين ... أحبط الانقلاب بوشاية من أحد الشاويشية الذين اعتمد عليهم. وعند القبض عليه مساء 28/12/66، كان في جيبه أسماء أعضاء مجلس قيادة الثورة الذين اختارهم: العقيد جعفر نميري، الرائد مصطفى عبادي، الرائد الرشيد نور الدين، الرائد الرشيد ابو شامة، الرائد بابكر عبد الرحيم، النقيب هاشم العطا! وما كانوا يعلمون ... صلة القرابة بالأستاذ عبد الخالق محجوب، ابن خالته، أُستغلت كثيراً. واعتقلت كل قيادات الحزب الشيوعي وقتها. لكن، كان خالد وحده هو المخطط، والمنفذ. وحوكم بالسجن ... ظل سجيناً حتى انقلاب مايو 1969م، ولعب معه القدر فصلاً، فعاد للقوات المسلحة معززاً مكرماً. لكن، سرعان ما أحيل للمعاش ... وكأنها دراما عبثية، أعاده انقلاب هاشم العطا للخدمة العسكرية ... وسرعان ما خبأ انقلاب منتصف النهار، وانهزم. واختفى خالد. ونجا من الاعدامات والمجازر ... وبدأ خالد حياة جديدة. وتزوج من الأستاذة فاطمة سالم، ابنة عمتي ... وأنجب خالد وفاطمة ابنتهما عزة... بعد ذلك، غادر خالد الى انجلترا، بعد الكثير من المضايقات والملاحقات ... وبدأ الانقلاب الكبير في حياته... الدراسة الجامعية حتى الدكتوراه في الآداب. والزواج الثاني، من بريطانية أنجب منها اخوات لعزة ... بعد الانتفاضة، عاد خالد ليعمل في الجامعات، أستاذاً للآداب. وليملأ الساحة الأدبية والسياسية والاجتماعية ... بعد الانقاذ، أعتقل خالد في شالا، حتى نهاية عام 1991، وبداية عام 1992 ... ثم عاد الى بريطانيا، حيث وافته المنية ... بعد وفاته حضرت زوجته برناديت، وحاولت، اعزازاً لخالد وتكريماً له، أخذ عزة لتتربى مع اخواتها ببريطانيا.. لكن فاطمة أحسنت تربية عزة حتى صارت طبيبة، وتزوجت ... "). ----------------------- الحزب الاشتراكي: 31-1-1967 من: السفير، الخرطوم الى: وزير الخارجية الموضوع: تاسيس الحزب الاشتراكي " ... بعد اشاعات استمرت سنة كاملة عن تاسيسه، تاسس الحزب الاشتراكي في مؤتمر صحافي، يوم 21-1، عقده المحامي امين الشبلي، من قادة الحزب ... يشترك معه في القيادة: الشفيع احمد الشيخ، وفوزي التوم ... وقال عبد الخالق محجوب، امين عام الحزب الشيوعي، عندما ساله صحافي عن رايه في الحزب الجديد: "ليس عندي راي، وادعو الله ان يوفقهم." رأينا: اولا: سيكون الحزب الاشتراكي اداة دعائية باسم الحزب الشيوعي المنحل. وقالت صحف للاحزاب التقليدية ان الحزب الاشترالي "ليس الا امتدادا للحزب الشيوعي المنحل." ثانيا: لا نقول ان الحزب الاشتراكي امتداد للحزب الشيوعي، لكن نقول ان شخصيات شيوعية معروفة تسيطر على الحزب. منهم ثلاثة اعضاء في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي (لا اسماء)؟ ثالثا: حسب معلوماتنا، يوجد انقسام داخل الحزب الشيوعي عن كيفية مواصلة العمل بعد قرار حل الحزب. هل يواصل الحزب محاولات اعادة شرعيته؟ او يحل نفسه، ويستعمل الحزب الاشتراكي؟ رابعا: لاحظنا فلسفة جديدة جاء بها الحزب الاشتراكي، وهي الجمع بين الاسلام و "الاشتراكية العلمية." ويبدو ان الحزب يريد تاييد غير الشيوعيين. لكن، وجد هذا الجمع هجوما عنيفا في صحف الاحزاب التقليدية، وحتى في صحف مستقلة. وقالت صحيفة: "يستحيل الجمع بين الاسلام والاشتراكية العلمية" ... " ----------------------- المصالح الامريكية: 3-3-1967 من: السفير، الخرطوم الى: وزير الخارجية الموضوع: تقييم سياستنا في السودان " ... استطعنا اقناع اغلبية القادة السياسيين في السودان باننا نؤيد وحدة السودان، رغم شكوكهم السابقة باننا نشجع الانفصاليين الجنوبيين. زادت الشكوك سنة 1965 عندما طلبت حكومة السودان اسلحة امريكية: طائرات صغيرة، وطائرات هليكوبتر. ونحن وافقنا. لكن، في سنة 1966، رفضت الحكومة الصفقة لانها لا تشمل تدريب طيارين سودانيين. لكن، على الاقل، يبدو ان موافقتنا المبدئية جعلتهم يقتنعون باننا لا نريد شرا لهم ... يحدث ذلك في جو متوتر. لان كثيرا من السودانيين يقولون اننا نؤيد الانفصاليين الجنوبيين. وهذا الشعار جزء من شعارت اخرى يرددونها بان سبب مشكلة جنوب السودان هو الدول الاجنبية الامبريالية والمسيحية ... في نفس الوقت، تستمر مساعداتنا الاقتصادية والانسانية للسودانيين. ونحن نقدم لهم شحنات من الطعام، ونشترط عليهم الاستثمار في ارضهم الغنية لاطعام انفسهم، واطعام الدول المجاورة ... بالنسبة للسياسة السودانية الخارجية، يبدو ان اغلبية القادة السودانيين اقتنعوا بان نشاط السودان كواحد من دول عدم الانحياز شئ لا يقلقنا. لكن هولاء القادة، في نفس الوقت، ينتقدون قرارات نتخدها نحن لخدمة مصالحنا، وهم يرون بانها ضدهم... غير ان جزءا من مصالحنا هو مقاومة النفوذ الشيوعي، في السودان وغير السودان. ولا تقلقنا كثيرا معاملات السودان مع دول شرق اروبا الشيوعية. هذه معاملات اقتصادية، وتعتمد على التبادل التجاري. ورغم حل الحزب الشيوعي السوداني، واصلت هذه الدول مساعداتها، ولم تنقض اتفاقياتها مع السودان. طبعا، هي الاخرى تريد خدمة مصالحها ... لكن، في السودان وغير السودان، يظل يقلقنا النفوذ الشيوعي، والتوسعات الشيوعية، والتحالفات السياسية والعسكرية مع الدول الشيوعية. ونظل نتابع امكانية توسع النفوذ الشيوعي من دول عربية نحو السودان ونحو دول افريقية مجاورة. من دول عربية مثل العراق وسوريا ومصر. وخاصة مصر، جارة السودان القوية والمؤثرة، بقيادة الرئيس عبد الناصر ... ليس توسع النفوذ المصري في السودان عن طريق الشيوعيين، الذين يعاديهم عبد الناصر في مصر نفسها. لكن، عن طريق حزب الشعب الديمقراطي، حزب طائفة الختمية الاسلامية. ومن المفارقات ان حزبا اسلاميا يتحالف مع نظام اشتراكي حليف للشيوعيين الروس. لكن لطائفة الختمية حسابات سياسية لها صلة بميزان القوى مع طائفة الانصار، طائفة حزب الامة، الاكثر عددا، واقوى تاثيرا ... غير ان هناك مجالات اخرى، اهم واكبر من حزب الشعب، تخدم توسع النفوذ المصري في السودان. منهأ: مدارس مصرية، وشركات مصرية، وبنوك مصرية. وهناك دعايات اذاعة القاهرة، والصحف المصرية ... لهذا، نحن راضون عن النظام الحاكم في السودان اليوم، وعن قدرته على مواجهة هذه الاخطار الاجنبية. رغم المشاكل الحزبية. ما دام يعمل لتطوير الوطن، ولمواجهة واقعية للمشكلة في جنوب السودان. في نفس الوقت، نحن نخشى تغييرا في الحكم يجلب عناصر شيوعية، او تؤيد الشيوعية، او ناصرية، او بعثية، او يسارية ... لهذا، نرى ان حكومة حزب الامة الائتلافية مع الحزب الاتحادي، او حكومة حزب الامة وحده، تخدم مصالحنا اكثر ... ونفضل ان يكون حزب الامة تحت قيادة عناصر شابة، مثل الصادق المهدي، رئيس الوزراء الحالى، لا قيادة تقليدية مثل الامام الهادي المهدي ... " ------------------------ الاسبوع القادم: سقوط حكومة الصادق المهدي mailto:[email protected]@gmail.com مواضيع لها علاقة بالموضوع او الكاتب
- وثائق امريكية عن اكتوبر والديمقراطية الثانية (22): صراع الصادق المهدي والمحجوب 06-02-15, 03:55 PM, محمد علي صالح
- وثائق امريكية عن اكتوبر والديمقراطية الثانية (21): انقسام حزب الامة بقلم محمد علي صالح 30-01-15, 06:18 PM, محمد علي صالح
- وثائق امريكية عن اكتوبر والديمقراطية الثانية (20): النخبة السودانية بقلم محمد علي صالح 24-01-15, 01:23 AM, محمد علي صالح
- وثائق امريكية عن اكتوبر والديمقراطية الثانية (19): عبود يدافع عن نظامه بقلم محمد علي صالح 17-01-15, 07:15 PM, محمد علي صالح
- وثائق امريكية عن اكتوبر والديمقراطية الثانية (18): حل الحزب الشيوعي السودانى بقلم محمد علي صالح 09-01-15, 03:48 AM, محمد علي صالح
- وثائق امريكية عن الديمقراطية الثانية (17): شوقي محمد علي بقلم محمد علي صالح 20-12-14, 03:34 PM, محمد علي صالح
|
|
|
|
|
|