|
واحسرتاه بقلم كمال الهِدي
|
05:14 PM Feb, 11 2015 سودانيز أون لاين كمال الهدي - الخرطوم-السودان مكتبتي في سودانيزاونلاين
تأمُلات
mailto:[email protected]@hotmail.com · أدمعت عيناي بعد نهاية آخر لقاءات أمم أفريقيا بين غانا وساحل العاج. · تأثرت كثيراً بالحالة النفسية للاعبي المنتخبين. · فقد بكى لاعبو المنتخب العاجي بعد أن ابتسم لهم الحظ أخيراً وظفروا بالكأس عبر ركلات الترجيح بعد غياب دام طويلاً. · وبكى نجوم المنتخب الغاني بعد أن عبس لهم الحظ خلال ركلات الترجيح. · وقد هزني موقف الغانيين أكثر مما تأثرت بحالة الفرح التي انتابت العاجيين. · هزني الموقف لأن عقلي الباطن كان يقارن بين حالهم وحالنا. · نحن الذين أسسنا مع آخرين الاتحاد الأفريقي صرنا لقمة سائغة لكل منافس. · وليت التراجع كان فنياً فقط. · لكن ما يحزن حقيقة أننا تراجعنا في كل شيء بدءاً من الروح الوطنية وانتهاءً بالجوانب الفنية والقدرة على مقارعة الآخرين داخل الميادين. · تألمت لأنني شعرت بأن هذا السودان يستحق أفضل مما هو عليه. · وحزنت لأن لاعبي غانا بكوا بحرقة على بطولة ضاعت على بلدهم، بينما نحن في السودان ورغم الاهتمام المبالغ به بالكرة لا يتأثر مسئولونا وإداريونا ولاعبونا بأي خروج مبكر كان أم متأخر. · ينهزم منتخبنا ويُذل فيخرج عليك وزير الشباب والرياضة بتصريحات مستفزة قائلاً " يعني شنو ما البرازيل انهزمت بالسبعة." · نخرج من كل مولد بلا حمص فتسمع تصريحات أسامة عطا المنان ليزداد ألمك وتتضاعف حسرتك على بلد ضاع من بين أيدينا في كل شيء. · نصبح كل يوم على خطأ كارثي للاتحاد المسئول عن اللعبة في ا لبلد، فيقول ود عطا المنان أن ما يُكتب في الصحف لن يؤثر فيهم. · بينما الغانيون لم ينتظروا ما إذا كانت الصحف ستكتب فيهم مدحاً أم ذماً وبكوا بحرقة لأنهم يشعرون بالانتماء لبلدهم. · أما نحن فلا يوجد بين القائمين على الأمور من يحس بهذا الانتماء. · ولو كانوا يشعرون لاعتذر مجدي شمس الدين عن حضور أي تظاهرة قارية وانتظر حتى يعود السودان لسابق عهده قبل أن يشارك الآخرين أفراحهم. · فمن المعيب تماماً أن يتحدث الجميع عن السودان كأحد مؤسسي الاتحاد الأفريقي ونحن ما زلنا نقبل بموقع متأخر بين نظرائنا في القارة دون أن يحرك فينا ذلك ساكناً. · تحصي ذلك العدد المهول من صحفنا الرياضية وتطالع عناوينها كل صباح فيخيل لك أن أنديتنا ومنتخباتنا تسود القارة. · تتابع أكاذيب المسئولين والقائمين على أمر الكرة فتظن أننا نسير من حسن إلى أفضل. · تحضر احتفاليات الأندية بافتتاح كل موسم فتعتقد أنهم أبطال العالم. · وقبل النهائي الأفريقي كنا قد حزنا مرات ومرات ونحن نتابع مباريات الأدوار الأولى من هذه النهائيات. · فغينيا التي شاهدنا ملاعبها الفخيمة ليست أغنى منا لا بمواردها البشرية ولا بثرواتها. · لكنهم اتفقوا كغيرهم حول حد أدنى لتوفير أساسيات الحياة والبنى التحية لبلدهم. · أما في سوداننا المكلوم فالمهم هو أن يتكسب المسئول وأن يغنى الإداري أو الصحفي دون أن يقدم أي منهم أي شيء للكرة أو أي مجال آخر. · وبعد كل ما رأيناه ونراه يومياً في الملاعب الأفريقية يتشدق مسئولو اتحاد الكرة عندنا ويزعمون أن بلدنا قادر على استضافة نهائيات أمم أفريقيا. · هل يا تُرى تمكن الغينيون من تشييد هذه الملاعب التي تسر الناظرين لأن بلدهم يخلو من ( الجقور) الأسطورية التي تقتات من أعمدة الخرسانة! · أي (عبط) هذا الذي آل إليه حالنا في هذا السودان! · لا أحد يريد أن يعترف بخطئه. · ولا مسئول يستشعر مسئوليته. · أيعقل أن يكون العذر في تصدع جسر أن ( الجقور) قد تكاثرت تحته! · وما يزيد أسفنا أن مدير الطرق والكباري لا فوض فوهه خرج عبر إحدى قنواتنا الفضائية ليقول للمشاهدين أن الشركة التي نفذت المشروع لم تخطيء في شيء. · قال المسئول مستهتراً بعقولنا كعادتهم أن الشركة قامت بعملها كما يجب وأن فترة المراجعة ( سنة) لم تشهد ظهور أي مشكلات في الكوبري ! · تخيل عزيزي القارئ جسر يُبنى بضمان سنة واحدة! · كيف يكون ضمان العربة التي تسير على هذا الجسر خمس سنوات على أقل تقدير، بينما يقول المسئول أن فترة الضمان للجسر بأكمله سنة واحدة! · أليس في ذلك أوضح دليل على الفساد الذي ضرب كل شيء في سوداننا. · وهل مع مثل هؤلاء يمكننا أن نتوقع تشييد بنية تحتية للرياضة! · هل يمكن أن يُكمل هؤلاء المدينة الرياضية أو يشيدوا ملاعب تُضاهي ملاعب الغينيين التي شاهدناه خلال النهائيات؟! · بالطبع لا يمكن أن نتوقع منهم شيئاً من هذا القبيل. · لكن إلى متى سيستمر نفاق السلطة والزعم بأن المسئولين مهمومون بالرياضة وساعون لتطورها ! · ما أن تُتاح الفرصة لأي مسئول في اتحاد الكرة أو أي صحافي، إلا وشنف آذاننا بمثل هذا النفاق الذي أضاع البلد والعباد. · نريد انطلاقة حقيقية في الرياضة، لكن كيف لنا أن نحلم بذلك في وجود معتصم ومجدي وأسامة! · هؤلاء القوم غير مهمومين بقضية الكرة في البلد كما يزعمون. · وقعوا في أخطاء كارثية ولم يستحوا على وجوههم. · لذلك لا تتوقعوا منهم شيئاً ولا تصغوا لتصريحاتهم ولا تضيعوا وقتكم بمتابعتهتم في قنواتنا الفضائية التي ترغب في ملء برامجها بأي شيء. · أي بلد بالله عليكم في عصرنا هذا يمكن أن يتابع فيه الناس مباريات الكرة عبر أثير الإذاعة! · وصلنا للأسبوع الخامس من دورينا غير الممتاز وما زالوا يتحدثون عن اتفاقيات مع هذه القناة أو تلك. · والعجيب أنهم في كل سنة يلجأون لرئاسة الجمهورية لحل مشكلة النقل التلفزيوني. · ألم أقل لكم أننا في بلد صار فيه ( العبط) نهجاً وأسلوباً للحياة! · أليست هذه الرئاسة تمثل الدولة التي يرفض قادة الاتحادات تدخلها في الشأن الرياضي ويتمسكون بأسس وقوانين ولوائح الفيفا في هذا الجانب! · فلماذا إذا يلجأون لها في مشكلة البث أو غيرها من المشاكل؟! · ما دمتم عاجزين عن حل هذه المشاكل البسيطة فلماذا لا تترجلون؟! · لكن كيف نتوقع من عديمي النخوة أن يترجلوا عن مناصب ليسوا أهلاً لها. · أمثالهم يتمسكون بكراسيهم ويلصقون فيها أكثر من التصاق (جقور) كوبري المنشية بخرسانة أعمدته. · لك الله يا سودان. · ولن يتغير حالك ما لم يُغير قومك ما بأنفسهم. نقاط أخيرة : · الأهلة لا ينخدعون بالشعارات البراقة ولا يحتفون بأعمدة الخرسانة وأكثر ما يهمهم هو فريق الكرة في النادي.. وقد طالبت المجلس في أكثر من مقال بأن يهتم بهذا الجانب ويفرض الانضباط وويوقف العبث وتدخل البعض فيما لا يخصهم.. وأكدت أنه ما لم يتحقق ذلك فلا أظن أن الأهلة سيفرحون لحديث الجوهرة الزرقاء أو غيرها من المشاريع، فالهلال نادي رياضي وفريق كرة في الأساس. · صحيح أن البنى التحتية ضرورية لتطور الرياضة، لكننا نرفض فكرة صرف الأنظار عن الفشل في كل جانب بالحديث عن جانب آخر، وما هو متاح للهلال من بنى تحتية يعين على تطوير حال الفريق بدرجة معقولة. · وعد المجلس ورئيسه جماهير النادي بفريق كرة يهز الأرض تحت أقدام منافسيه هذا العام، وحتى الآن تبدو الأمور على غير ذلك، فعليكم بترميم هذا الفريق وتصحيح الأخطاء التي تعيق تحقيق هذا الهدف. · الأمور ليست بذلك السوء الذي يصوره البعض، وليس هناك مشكلة في أن يتعادل الفريق مرتين، لكن المشكلة الحقيقية في الفوضى الحاصلة التي من شأنها أن تؤدي إلى ما لا تحمد عقباه ولهذا ننبه ونحذر قبل فوات الآوان. تنويه: · لم اخصص مقالي الأخير لشخص كما اعتقد بعض القراء، وكل ما في الأمر أنني انتقدت البعض في طريقة تعاملهم مع الشأن الهلالي ولم أتطرق لأمر شخصي فكان الرد بشتائم فعقبت على ذلك في المقال الأخير الذي ركزت فيه على مصلحة الهلال وليس أي شيء غير ذلك، وإن كان هناك تداخل فالذنب ليس ذنبي، بل هو ذنب غيري ممن يحاولون استخدام الهلال كمطية لتحقيق مكاسب شخصية.. وعموماً طالما أن رأي بعض القراء العقلاء أن هذه الزاوية أقيم من أن تُخصص للردود ، وبما أن القراء هم مُلاك هذه الزاوية أعدكم بأن أتجاوز ذلك تماماً في المرات القادمة.
|
|
|
|
|
|