|
كيف يسير نظام البشير، مصطفى مدثر
|
09:54 PM Feb, 10 2015 سودانيز أون لاين mustafa mudathir - Canada مكتبتي في سودانيزاونلاين
كيف يسير نظام البشير؟ بقلم مصطفى مدثر
بالكذب والشائعات يتخبط نظام البشير نحو نهايته الوشيكة. هذا احساس الجميع. فكل المنتديات تنقل أكاذيب رجال النظام، كل الاساتذة والمتدربين وتلاميذ ألف باء سياسة يسخرون من جرعات الكذب المركّزة التي يغرغرها النظام في حلوق هذا الشعب الصابر. كل الشائعات، وأقواها ما أطلقه أخيراً مصطفى ع اسماعيل، تؤكد قدر الهلع الفكري الذي أصاب النظام فراح (يخم) مما يلي بؤسه من التدابير السياسية (القديمة)، من لدنْ الميكيافيلية والنازية، التي ما لجأ إليها إلاّ كل يائس ومندحر. نسي نظام المشروع الحضاري، أو تناسي حقيقةً، أن يأخذ من الماعون الماهل للحكمة والموعظة الحسنة. نسي البشير وضاءة المعنى ونصاعة المبنى في صياغات القرآن والأحاديث في أمور الراعي والرعية وكال لشعبه، بكل التجني، قولاً شديداً وقاسياً بقصد إذلاله بعد إذ جوّعه. إن الأمثلة على حُمى تجريب الوسائل التي أصابت النظام لا حصر لها ولكن دعنا نأخذ (الحامض) منها وندلل عليه: - حديث الكاره لأهله المهري بلعناتهم، مصطفى عثمان، ويدخل في باب إعمال الشائعات. بلا سياق أو مناسبة يتحدث الرجل عن أن المحاميين الكبيرين غير معتقلين(!)، بل هما قيد اجراءات قانونية، وينبري لترتيب حكايته، أن فاروق وأمين أنشآ وحدات، في كل المحليات، لمنع الناخبين من الإدلاء باصواتهم. وأن الحزب الشيوعي وراء ذلك. ولم يسأل الرجل نفسه، كيف يقع ذلك على السامع؟ كيف لهذين الرجلين أن يفعلا ذلك؟ أحدهما محامٍ وناشط حقوق انسان والثاني رئيس سابق لإتحاد المحامين العرب؟ ويفعلانه في كل المحليات؟ أيضاً كيف ذلك، لمَن في سنهما أن يتربصَ بالمحليات؟ ولكن الاشاعة على سوء بنيانها أو برغمه تصلح لتمرير الغرض الأساسي من حديثه وهو تلميع صورة البشير بالحديث عن زيارات له مزمعة، ينوي عليها، في رحم الغيب، إلى دول الخليج مقروناً بأرقام مليونية بالدولار سيعود بها هذا المرشح! والمرشح أسهم، بأكثر من غيره من الساسة، وبشتمه الناس، في (مؤامرة) تفشيل الانتخابات! - المفارقة والكذب الصراح: وفي هذي تقع الجقور والضفادع وغيرها دون أن ينتبه رجال الأكاديميا والتكنوقراط من أهل النظام لإنهم وُلّوا أوسخ الأدوار. فدكتور حميدة بعد أن أنكر كلامه على اليوتيوب، لم يسره ذلك ليس من تبكيت الضمير الديني لديه ولكن لأن (الزرة) أمام الكاميرا حرقته حتى بان ذلك على محيّاه، عاد بعد ثوان ليقول إن حديثه عن بروتين الضفادع تسبب في تنشيط الواتساب وفي خلق نكات، وكان مفيداً! ثم عاد الرجل مرة أخرى في صورة الانسان الصالح الذي ينشغل بذكره الأتقياء فيأتي رسول الاسلام (ص) لشخص ما من زوار بيت الله في منامه ويوصيه خيراً بمامون حميدة. ولعمري فإن هذا ضرب من الكذب والنفاق لم نسمع به من قبل. ولكن الأمر كله خداع لرجل الشارع ولحميدة نفسه، فسيناريو الحُلم حدث لأحد المنافقين من المتأسلمين في بلد آخر، مع فارق واضح في قدر الهول إذ أن المنافق الأخير تحدث عن أن النبي (ص) سيصلي خلف مولاه المخلوع!! ومبلغ أهل نظام البشير وأعوانه التكنوقراط من الكذب والنفاق أنهم فاقوا ما وصفه الحديث الشريف من آيات المنافق. ولئن لم يأل رأس الدولة من أن تتعاظم حقيقته كشتّامِ ولعّان، فإنه فوق ذلك كذّاب وجميع مَن حوله يضربون نفس الدُف. ولما للمفارقة من علاقة بالصنعة، في اللغة وفي المصطلحات، فقد أولوا أمرها لأطباء الأسنان والأطباء والمهندسين لأن لهم من الدربة والتعليم ما يؤهلهم لتوقيعها بآثارها المرجوة. فالمواطن صريعُ مهندسٍ يتحدث عن الدفاع بالنظر، وتغلبه منازعة عقله البسيط لفكرة أن تفتت الجقور ما شيّد بالخرسانة، بل ويخر من الإعياء أمام طبيب يوصيه بأكل البروتين من حيوان لا يترعرع إلاّ في الراكد والمستنقع من الماء. والمفارقة في كل هذه الأحوال مركّبة لأن أثرها ليس من مجرد الكلمة وما تعنيه ولكنها مشهد كامل فيه مختصٌ في مجاله، وفي موقعٍ مسئول، أمام منجز عتيد أو حالة جادة، ولا يتمخض إلاّ عن شيئ أشبه بنكتة! والأنكأ من ذلك أنه لا عودة من هذه الكلمات، فهنا شيئ من "أكذب حتى يصدّقك الناس" كما لاحظ جمال م ابراهيم في مقالٍ مشابه حول أخذ هؤلاء الناس مما تيسر، ليس من الدين الحنيف أو الحديث أو وضاءة الحكمة الإنسانية، بل من أسوأ المصادر كالنازية، ما سنأتي عليه كختام. تساءل كمال الجزولي في مقاله "من هو داعش اتحاد الكتاب الغائب الحاضر؟" عن الجهة التي حلت اتحاد الكتاب السودانيين وعن الفعل المنسوب له وأدى إلى حله، لأنه لم يجد اجابة واضحة لا من وزير الثقافة ولا من مسجلة الجماعات الثقافية بل إن الوزير أنفق "حديثاً مطوَّلاً، لكنه غير مفصح ولا مفهوم، لجهة الخروج عن نصِّ القضيَّة المطروحة من حيث أسباب القرار، والسُّلطة الحقيقيَّة الكامنة وراء إصداره، فتطرَّق، بدلاً من ذلك، إلى أمور لم ترد في قرار الحل"! ولم يجد كمال، كما يشرح مقاله، "داعش" الثَّقافة الحقيقي الذي حكم بـ "إحراق" اتِّحاد الكتَّاب حيَّاً؟! ولكنني وجدت بين سطور نفس المقال، صورة جوبلز، وزير ثقافة هتلر، جالساً يتحسس مسدسه!
|
|
|
|
|
|