|
نحن أكثر من حبات رمل الشاطئ – بقلم/ نوري حمدون – السودان – الابيض
|
09:58 م Feb 6,2015 سودانيز أون لاين نوري حمدون - مكتبتي في سودانيزاونلاين
= روبرت نيستا مارلي ولد في 1945 في قرية بشمالَ جامايكا كان والده الكابتن "نورفال مارلي" ضابطٌا في البحرية البريطانية، بريطاني أبيض في الخمسين من العمر، عندما تزوج فتاة جامايكية سوداء جميلة تدعى سيديلا بوكر ذات الثمانية عشر ربيعاً. التي ولدت منه طفلا سمته مارلي، والذي لم يكمل عامه الأول، حتى اضطر الكابتن نورفال إلي هجر زوجته وابنه نظراً لاستمرار معارضة عائلة الكابتن لهذا الزواج، و قد أدى زواج الكابتن من تلك الجامايكية إلى فصله من الجيش البريطاني . = انتقلت سيديلا وابنها بوب في العام 1957 إلي العاصمة كينغستون بحثاً عن عمل، وسكنا في ضاحيتها الفقيرة ترينش تاون . و هناك في أزقة ترينش تاون تعرف بوب إلي بعض الصبية الذين شاركوه عشق الموسيقي، حيث كان يقضي كل وقت فراغه في الغناء والاستماع إلي الموسيقي. لم يكن بوب يملك مالاً ليشتري به أسطوانات، لذلك كان يستمع طوال الوقت إلي الموسيقي التي تبثها الإذاعات الأمريكية، خاصة أغاني راي تشارلز . ترك بوب المدرسة مبكراً وعمل في ورشة لِحام. = تزوجت والدة بوب، سيديلا، مرة أخرى، وانتقلت إلي ولاية ديلاوير الأمريكية حيث وفّرت بعض المال، وابتاعت تذكرة سفر أرسلتها إلي بوب لكي يلحق بها من أجل الحصول علي عمل أفضل في أمريكا. وقبل سفره إلي أمريكا، تعرف إلي فتاة أعجبته تدعي ريتا اندرسون وتزوجها في 1966، ثم سافر إلي أمريكا ولحق بوالدته. = وفي أمريكا اشتغل بوب عاملَ نظافة في فندق دوبونت و كان يمسح الأرض، ثم عمل في مصنع سيارات كرايسلر في الفترة المسائية. اجتهد بوب في توفير المال لمواصلة طموحه الموسيقي. وفي هذه الفترة، تعرف عن قرب علي حركة المطالبة بالحقوق المدنية للسود في الولايات المتحدة ، كما شاهد بعينيه المعاملة العنصرية القاسية التي يتعرض لها السود هناك مما ترك أثراً عميقاً في نفسه انعكس في أغانيه لاحقاً مثل أغنية ( الجندي الجاموس) Buffalo Soldier.) ) وبعد ثمانية شهور في أمريكا، عاد بوب إلي جامايكا في 1966، وأعاد تكوين فرقه الويلرز من أعضاء قدامي وجدد. = اعتنق بوب الرستفارية في عام 1966، وهي عقيدة دينية نشأت في جامايكا في العقد الثالث من القرن العشرين بواسطة حركة من الشبان السود تعتبر افريقيا مهد البشرية متأثرين بدعوة القومية السوداء التي أطلقها الزعيم الجامايكي الشهير ماركوس مارفي . = أغاني بوب مارلي ساعدته كي يحقق نجاحا عالميا في القارات الخمس بدون تمييز فقد دعا في اغانيه للسلام وللأخوة الإنسانية بين جميع الأعراق والأديان ونبذ التعصب الديني في العالم. وقد تساءل مارلي فيها: "هل هناك مغفرة للمذنب اليائس.. الذي آذي كل البشر من أجل نفسه؟!". لقد غني هذه الأغنية في منتصف سبعينات القرن العشرين، وكان فيها صاحب رسالة سامية ورؤية استشرافية ثاقبة . وقد دعا فيها إلي مقاومة كل من يشعل الحروب الدينية .. حتي لا يكون هناك هلاك للبشرية .. و لكنه ايضا دعا الى النضال من اجل التحرر من الطغيان . = في اخريات ايام حياته القصيرة اصيب بالسرطان الذي ما لبث ان تغلغل في جسده تغلغلا كاملا . عاش بوب بعدها ستة أشهر أنهك فيها السرطان جسده المتعب حتي فتك بمعدته، ثم إحدي رئتيه، وأخيراً وصل إلي دماغه، قبل أن يتوقف قلب الفنان في أحد مستشفيات ميامي الأمريكية في 11 مايو 1981 عن عمر يناهز السادسة والثلاثين عاماً. = و قد مُنح بوب وساماً رفيعاً من بلاده قبل شهر من وفاته تقديراً لدوره في نشر السلام والحرية داخل وخارج جامايكا. = أصبحت اغانيه من بعده هي منشورات الثورة و النضال ضد الظلم و الطغيان . و قد كان لها الدور الكبير في تحرير الكثير من بلدان افريقيا من قبضة الانظمة الديكتاتورية العنصرية المتدثرة بالعلمانية او المتاجرة بالدين . و في ما يلي نماذج لهذه الاغاني الثورية .
=1= ( بوب مارلي – الحرب )
الى ان يتم الانتصار على العنصرية التي تجعل احد الاجناس الاعلى و الآخر هو الادني و الى ان يتم القضاء عليها و تفكيكها و أسقاطها بالكامل و نهائيا فاننا نعلن الحرب في كل مكان .
و حتى لا يكون هناك مواطنين من الدرجة الاولى و آخرين من الدرجة الثانية .. و حتى القضاء علي كون لون البشرة اهم من لون العيون .. فاننا نعلن الحرب .
و حتى نضمن حصول كل الناس على حقوق الانسان بغير تفرقة بينهم بسبب الجنس .. فنحن نعلن الحرب .
و الى ان نصل الى ذلك اليوم الذي تتحقق فيه الاحلام بالسلام الدائم و تتحقق فيه المواطنة العالمية و تصبح فيه الاخلاق العالمية حقيقة واقعية و ليس وهما نطارده و لا يتحقق .. فاننا نعلن الحرب من كل مكان .
و الى ان نرى الانظمة القبيحة القميئة التي تستعبد اخواننا في انقولا و موزمبيق و جنوب افريقيا .. نراها قد اقتلعت و دمرت بالكامل .. فاننا نعلن الحرب في كل مكان .
حرب في الشرق و حرب في الغرب و حرب في اقصى الشمال و حرب في أدنى الجنوب .. حرب و حرب .. و اشاعات بالحرب
و حتى يأتي ذلك اليوم فان القارة الافريقية لن تعرف السلام .. و نحن الافارقة سنحارب .. و نرى ان ذلك ضروريا .. و نؤمن باننا سوف ننتصر .. فنحن واثقون من ان الخير سينتصرعلى الشر في آخر المطاف . =============================
=2= ( بوب مارلي – قم و انهض )
قم و إنهض و تصدي لحقوقك , قم و إنهض و لا تتوقف عن النضال . و لا تحدثني أيها الواعظ .. عن الجنة التي هناك أسفل الأرض , فأنا أعلم أنك تجهل .. قيمة الحياة التي نعيش . ليس كل ما يلمع ذهبا . و لا أحد قد روى القصة الكاملة للحياة . أما و قد أبصرت عيناك الضوء , . فقم و إنهض و تصدي لحقوقك .. هيا قم .
معظم الناس يعتقدون أن الله ياتي من السماء .. لينجز كل شئ .. .و يجعل الجميع يشعرون بالسمو في العلياء و لكنك لو أدركت ما الذي تعنيه الحياة .. لبحثت عن إلهك عبر النظر الى الأرض . و حينها ستبصر الضوء . فقم و إنهض و تصدي لحقوقك . و لا تتوقف عن النضال .. فحق الحياة واحد من حقوقك . قم و إنهض .. فجمعينا لن نتوقف عن النضال . قم و إنهض .. و تابع الكفاح .. و لا تتوقف عن النضال .
لقد سئمنا من لعبة التصوف , و الموت ثم الخلود في الجنة بإسم يسوع الإله . نحن نمتلك المعرفة عندما نفهم .. بأن الله يسعى بين الناس . بإمكانك أن تخدع بعض الناس بعض الوقت .. لكنك لن تخدع كل الناس كل الوقت . فالآن نستطيع أن نرى الضوء .. فماذا أنت فاعل ؟ نحن سننهض من أجل حقوقنا .. و الأفضل لك أنت .. أن تقوم و تنهض كذلك .. إنهض منذ الصباح .. و لا تتوقف عن النضال .. لا تتوقف .. لا تتوقف لا تتوقف عن النضال ============================== =3= ( بوب مارلي – استيقظ )
استيقظ و إنهض الى الحياة فالحياة طريق واحد عريض تحفه الكثير من العلامات فلا تعقد التفكير و أنت تسير عبر الأخاديد تجنب الكره و الشر .. تجنب أن تكون الرجل الغيور لا تئد خواطرك .. و حول أحلامك الى واقع ملموس فلننهض جميعا فلننهض الى الحياة
قم أيها الشعب العظيم أمامك عمل ينتظر الإنجاز أنجزه شيئا فشيئا قم من نومك الممحوق فنحن اكثر من حبات رمل الشاطئ و نحن أكثر من أن نعد هيا جميعنا الآن هيا ننهض الى الحياة =========================== نحن أكثر من حبات رمل الشاطئ – بقلم/ نوري حمدون – السودان - الابيض
مواضيع لها علاقة بالموضوع او الكاتب
- الاسلام و القتال – بقلم الاستاذ نوري حمدون – السودان – الابيض 31-01-15, 03:54 PM, نوري حمدون
- مُجَمَّعٌ سياسي بلباسٍ فقهي بقلم / نوري حمدون – الأبيض - السودان 25-11-13, 05:33 AM, نوري حمدون
- الهجرة من الخطاب التقليدي الى الخطاب الحداثي بقلم / نوري حمدون – الأبيض - السودان 06-11-13, 07:13 PM, نوري حمدون
- الإسلام و الحداثة بقلم / نوري حمدون – الأبيض – السودان 12-10-13, 07:17 PM, نوري حمدون
|
|
|
|
|
|