|
يوم أن تُشيدوا لكل مواطن قصراً؟! بقلم كمال الهِدي
|
23:16 م Feb 2,2015 سودانيز اون لاين كمال الهدي الخرطوم-السودان
تأمُلات
mailto:[email protected]@hotmail.com
· يبدو أننا شعب يتعجل الثراء والنتائج الإيجابية. · لما لا نصبر قليلاً حتى يتحقق حديث رئيس برلمان الحكومة!!! · فقد قال الرجل أن الوضع الاقتصادي بالبلاد يمضي نحو التحسن!! · ومالي أرى الصفوف متراصة بحثاً عن أسطوانة غاز!! · لو قلتم لنا من البداية أن الوضع الاقتصادي يتحسن لما تكبد هؤلاء القوم كل هذه المشاق ولأنتظروا أسطوانات الغاز حتى تأتيهم في بيوتهم!! · وأضاف رئيس البرلمان أنه سيأتي يوم لن يجدوا فيه أحداً يقبل الصدقة في سوداننا المأزوم!! · ويبدو أعزائي أنه يعني يوماً سيتم فيه تشييد قصر لكل مواطن، مثلما شيدت رئاسة الجمهورية قصرها الجديدة بمنحة صينية!!! · وكما بنى وزير الدفاع سلسلة من البنايات الراقية كقيادة للجيش! · ومثلما مُنح أعضاء برلمان الحكومة أراضِ سكنية بأسعار زهيدة لعملهم الدؤوب وسهرهم من أجل راحة هذا الشعب المنكوب ووضع لبنات الاقتصاد القوي الذي سيختفي معه طالبو الصدقات!! · ويا لعجبي من هؤلاء قوم يكذبون ويتحرون الكذب حتى يُكتب الواحد منهم عند الله كذاباً. · فحتى في عهد الخلفاء الراشدين الذين كانوا يجوبون الشوارع لتفقد أحوال الرعية لم يختف طالبو الصدقات يا رئيس البرلمان المبجل. · فهل نتوقع ألا نجدهم في بلدنا الذي صارت فيه ندرة في كل شيء بدءاً بالقيم النبيلة وانتهاءً بالسلع الاستهلاكية والخدمات الأساسية! · والآن دعك من هذا ولنسألك عن رأيك في القصر الجديد الذي بدأت الكتابة حوله قبل أن أطلع على ترهاتك المُشار إليها أعلاه. · فهل كانت رئاسة جمهوريتنا في حاجة لقصر جديد يا رئيس برلمان الحكومة؟! · بالطبع لم تكن رئاسة جمهوريتنا في حاجة لهذا القصر الجديد. · فهم يبحثون عن الفخامة والأبهة في بلد يفتقر أهله لكل شيء. · وقبل تشييد القصر ( المنحة ) بنى وزير الدفاع عدداً من البنايات الفخمة بمقر القيادة العامة. · وحين سئل في أحد اللقاءات التلفزيونية عن ذلك الصرف البذخي قال أن وزارته تشكل واجهة للبلد، ولابد أن تكون مشرفة لأنهم يستقبلون ضيوفاً من بلدان مختلفة. · حتى ذلك اليوم كنت أفهم أن لوزارة الدفاع أدوراً أخرى أبعد ما تكون عن حكاية الوجاهة تلك! · لكن الوزير المبجل أضاف لنا معلومة جديدة. · يتحججون الآن بأن القصر الجديد لم يكلف خزينة الدولة شيئاً، لكونه منحة من الحكومة الصينية. · وهل منعت الحكومة الصينية حكومتنا من تحويل أموال القصر الفخيم إلى مشروع آخر يفيد كل السودانيين؟! · ألم يسأل امبراطور اليابان الدكتور زاكي الدين في سابق الأزمان عما يريده بعد أن عالج ابنته، فكان الرد أنه يرغب في إنشاء مستشفى بمواصفات عالية، ليولد مستشفى ابن سيناء القائم حتى يومنا هذا بحي العمارات! · فهل نفهم من ذلك أن أطباء البلد أكثر وطنية من رؤسائها! · ودعكم من المبرر الفطير والحديث عن المنحة الصينية. · ماذا عن بنايات وزارة الدفاع وغيرها من المنشآت التي كلفت الكثير من الأموال! · وإن كنا نبحث عن مرافق تشرفنا عند ضيوفنا، فلابد أن نسأل أنفسنا أولاً: كيف يصل هؤلاء الضيوف للقصر أو المقر الفخيم للمسئول الكبير؟! · ألا يمر الواحد منهم عبر شوارعنا وكباري عاصمتنا المليئة بالحفر والمطبات والقاذورات؟! · فكيف نتطلع لقصر مُشرف دون أن نمهد الطريق لزائره أولاً؟! · المسئولون يبخلون على الشعب بأمواله. · لا يرغب الواحد منهم في انفاق ولو اليسير مما يحصلون عليه عبر (عصر) هذا الشعب ومص دمه، لتطوير المرافق وتوفير الخدمات التي تقدمها أي دولة لشعبها بكل طيب خاطر. · سبق أن أشرت في مقال رياضي للحالة الرثة لكوبري النيل الأزرق كمثال، وكيف أن الصدأ قد ضرب بحديده وصار منظره مقززاً. · فكيف تعز عليهم مبالغ علب طلاء يزينون بها هذا الكوبري وفي نفس الوقت يشيدون القصور حتى وإن كانت عبر المنح؟! · كيف يصممون نفق عفراء بطريقة تجعله يمتليء بمياه الأمطار كل عام رغم أنه في طريق المطار؟! · كيف نقبل بمطار محدود المرافق وضيق وخانق وخالِ من كل خدمة للمسافرين ونتطلع للقصور الفارهة؟! · صحيح أن القصر الجديد تم تشييده بمنحة ولم يكلف خزينة الدولة شيئاً. · لكن أليس للبلدان التي تعاني من محدودية الموارد أولويات، هذا إن سلمنا بإن موارد بلدنا محدودة! · مع العلم بأن لدى السودان ما يكفيه هو وجيرانه، لكن ماذا نقول في لصوص المال العام! · لماذا لم تطلب الحكومة من الصينين أن يحولوا مبلغ المنحة إلى أي مشروع حيوي آخر يحتاجه المواطن أكثر مما يحتاج لفخامة القصور الزائفة! · أليس لدينا جوعى! · أليس بيننا مرضى كثر لا يجدون العلاج! · ألا يلتحف الكثير من أهلنا بمختلف مناطق الوطن السماء! · ألا يجلس بعض صغارنا في العراء لتلقي دروسهم! · ألا يعاني حتى سكان العاصمة التي تستضيف القصر الجديد من شح الكهرباء وتلوث المياه! · فأي فخامة بالله عليكم تبحث عنها رئاسة يعيش شعبها كل هذه الويلات! تأمُلات مكتبة بقلم كمال الهدي
الحزب الإشتراكي الديمقراطي الوحدوي (حشد الوحدوي) ينعى سعودي دراج تشييع مهيب لسعودي دراج وبكي الرجال والنساء ( صور ) وداعا المناضل الجسور سعودي دراج الجبهة السودانية للتغيير تنعي المناضل العمالي سعودي دراج
الرفيق سعودي دراج: مناضل من موطن الانبياء الجبهة الوطنية العريضة تنعي المناضل النقابى سعودى دراج الرفيق سعودي دراج: مناضل من موطن الانبياء سعودي دراج: الذكرى الجميلة لو تعرف معناها بقلم عبد الله علي إبراهيم
|
|
|
|
|
|