|
بين بلة الغائب وقصر المشير وإتحاد الكتّاب السودانيين! بقلم أحمد الملك
|
لا يحتاج الأمر الى أن يعدّل (الشيخ) بلة الغائب تنبؤاته التي اعلن فيها ان البشير سيحكم 31 عاما وخمس وعشرين يوما. قبل أن يصدر طبعة جديدة يعلن فيها بطلان حكاية ال 31 وأن مشير الغفلة سيتحول الى الملك بوكاسا الثاني، سيعتلي عرش السودان . اي انه لن يفارق قصره الجديد المبني فوق جماجم الملايين من ضحايا العهد المجيد. إلا الى القبر!
لا يحتاج الأمر لنبوءة بلة الغائب (المعدّلة) لنعرف ان الحكم الانقلابي تحول الى ملك عضوض. والمشير وأسرته وحزبه أصبحوا يتصرفون في وطننا مثل ملك حر ورثوه عن آبائهم الأولين!
نفس فكرة الرزق من الله، التي استخدمها المشير حين تحدث عن ثروته التي أحرزها (بعرق جبينه) الاسلوب الذي ابتذله كيزان السودان: تخدير الناس باستخدام الدين. وكما أن الله يرزق من يشاء فإنه أيضا يعطي الملك من يشاء، ويعز من يشاء، فان البشير باق بنبوءة بلة الغائب المعدّلة و لأن تلك ارداة الله ، ذلك قضاء الله وقدره، ولا راد لقضاء الله.
كل ما من شأنه تغبيش وعي الناس مرحّب به، ويجد رعاية النظام وذهبه، والسيف لمراكز الاستنارة والتوعية، السيف لاتحاد الكتاب السودانيين. لا يكاد يوم واحد يمضي قبل أن يتم اغلاق مركز ثقافي أو مصادرة صحيفة أو إستدعاء صحفية أو صحفي للتحقيق. ثم يتحدثون عن الحرية وعن الانتخابات الحرة وعن دولة القانون، وفيما المشير مشغول بإفتتاح القصر الجديد، يموت الأطفال من الاهمال وسوء التغذية وتنعدم المحاليل الوريدية في المستشفيات، ويهجر شباب وطننا بلادهم الى أي مكان تتوفر فيه الحدود الدنيا من إحترام إنسانية الانسان. يعرضون (كلاهم) للبيع في كل مكان أملا في تأمين مستقبل لهم ولأسرهم.
يفتتح مشيرنا قصره الجديد، قبل إجراء الانتخابات (الحرة) دون أن يخشى من مزاحمة شخص ما في كرسي القصر الجديد، طالما مليشيات الجنجويد موجودة وجهاز الأمن والمخابرات موجود، وكتائب جهاد الخج موجودة. التعديلات الدستورية التي تعطي جهاز الأمن صلاحيات جديدة، تحصيل حاصل، فالجهاز أثبت أن التعديلات لا تتم بالبرلمانات التي أتى نوابها بالخج، بل تقتلع إقتلاعا! مثل الحرية. والدليل أن الجهاز الشيطاني يمارس في الواقع أعماله بصلاحيات مطلقة أكثر كثيرا مما تعطيه التعديلات الدستورية الأخيرة! ولكل مشكك، فإن الرد موجود: البلد بلدنا والما دايرنا (يلحس كوعه) هذا الكوع الذي (اتسهك) من كثرة (اللحس)! ليضيف على كاهلنا غير أعباء الحياة المضنية عبء لحس الكوع اليومي!
حارب النظام منذ لحظة الانقلاب بيديه وأظافره ضد الوعي.صادر الصحف وأغلق اتحاد الكتّاب وإستخدم مع الصحافة كل الوسائل، من الجزرة والعصا الى الرقابة القبلية والبعدية والمصادرة والسجن والمنع من العمل. تستحق صحافتنا دخول موسوعة غنيس من فرط ما تعرضت للمصادرة. ولأن بلادنا هي الوحيدة في العالم التي يتصل فيها ضابط أمن بأحد الصحفيين فيبلغه قرار منعه من العمل لأجل غير مسمى! مثلما تتلقى وزارة(الثقافة) قرار إلغاء تسجيل إتحاد الكتّاب من جهاز الأمن والمخابرات، تبصم عليه وترسله للسادة إتحاد الكتّاب! لو كنت مكان المشير لقمت بخصخصة كل شئ، لقمت بتوفير النقود التي باتت تشكل عبئا بعد أن (راح) البترول. بدلا من وزارات ثقافة وخلافه، من تلك التي يتم عملها واتخاذ قراراتها في جهاز الأمن(ذكر طارق الأمين انه إستأنف قرار جهاز الامن بإغلاق بيت الفنون لدى وزير الاعلام الذي أمر بان يعود بيت الفنون للعمل، لكن جهاز الأمن أبلغه أن (يبل قرار الوزير ويشربه!) بدلا من وزراء اعلام وثقافة وخارجية وملحقين ومنصرفات وخلافه، ومادام هؤلاء يبصمون في النهاية على قرارات مرسلة من الجهاز، اقترح على المشير انشاء ادارات داخل الجهاز، ادارة الثقافة، ادارة الاعلام،ادارة الشئون الخارجية، ادارة وخلافه، وأهو القصر الجديد واسع ومريح، اذا النفوس (اتطايبت) ممكن يسع من الحبايب مائة ألف، من جهاز أمن بجنجويده وأقسام مصالحه الوزارية!.
قبل سنوات، أكمل النظام تصفية الخدمة الوطنية والنقابات والمنظمات المدنية والسياسية، ودفع بملايين الشباب والناشطين الى الهجرة، وإطمأن الى تفكيك الانتفاضة قبل وقوعها، (ضحكت) الاقدار وانفتحت كوة الانترنت! أشرع النظام الذي سحقه رعب الوعي القادم من منافذ لا قبل له بها، سيوفه نحو السماء. وصرف أموال اهل السودان في تجييش كتائب (الجهاد) الالكتروني! ودفعها لحروب الاسافير لتعمل مع رصفائها (الارضيين) الناشطين في مصادرة الصحف واعتقال الصحفيين ومطاردتهم وإغلاق مراكز الفكر و الثقافة والفنون، أملا في فرملة الوعي المتنامي، انها نفس أعمال الرجال البلهاء في كتاب المطالعة، حين يمسك كل واحد منهم بالعصا للتأكد أن عددهم لم ينقص، وفي كل مرة ينسى أن يقوم بعد نفسه مع الجماعة والنتيجة أن العدد يكون دائما ناقصا. ولا يستطيعون معرفة أين ذهب الشخص الذي لا يستطيعون العثور عليه!
لأنهم يحسبون أنفسهم فوق الشبهات، بل فوق مجتمع يرونه غير راشد يستحق التقويم بالسيف لاخراجه من جاهليته. لو نظروا الى المرآة لرأوا منبع الخراب الذي إمتد الى المجتمع، لرأوا الجاهلية في أبشع صورها، لرأوا الشيطان نفسه يطل من دواخلهم، ولتواروا خجلا إن بقي لديهم شئ من خجل أو حياء!
http://http://www.sudantoday.orgwww.sudantoday.org
mailto:[email protected]@gmail.com
- سنبني قصرا جديدا سيدي الرئيس! فصل من رواية: الحب في مملكة الجنجويد بقلم أحمد الملك 28-01-15, 01:39 PM, أحمد الملك
- حين يعلن المشير: إنتخبوا من يخاف الله فيكم! بقلم أحمد الملك 20-01-15, 01:16 PM, أحمد الملك
- ويظل ذاك الليل طفلا يحبو في الذاكرة! في ذكرى الراحل المقيم محمود عبد العزيز بقلم أحمد الملك 19-01-15, 02:22 AM, أحمد الملك
- حول خطاب البشير في ذكرى الاستقلال بقلم أحمد الملك 05-01-15, 03:55 AM, أحمد الملك
- تحية الصمود والمحبة لأهلنا في لقاوة بقلم أحمد الملك 30-12-14, 03:47 AM, أحمد الملك
- الموسيقار الراحل محمدية وشيوخ (الاسكايب) بقلم أحمد الملك 22-12-14, 01:44 PM, أحمد الملك
- بين هوجو تشافيز ووكيل خارجية السفّاح! بقلم أحمد الملك 15-12-14, 02:17 AM, أحمد الملك
- بين (تربية الشيوعيين) وتربية (الاسلامويين)! بقلم أحمد الملك 08-12-14, 05:46 AM, أحمد الملك
- لنا (القصر) دون العالمين أو القبر! بقلم أحمد الملك 01-12-14, 01:39 PM, أحمد الملك
- المشير في المتاهة! بقلم أحمد الملك 23-11-14, 09:52 PM, أحمد الملك
- تابت خطاب ولاية المشير الجديدة!؟ بقلم أحمد الملك 17-11-14, 06:26 AM, أحمد الملك
- الصبي الصغير لم يسرق الانسولين أحمد الملك 09-11-14, 10:37 PM, أحمد الملك
|
|
|
|
|
|