|
ردك سريع..بقلم كمال الهِدي
|
تأمُلات
كمال الهِدي
mailto:[email protected]@hotmail.com
· لم أسعد لهدف سجله لاعب كرة خلال السنوات القليلة الماضية بقدر ما سعدت وطربت لهدف اليافع وليد علاء الدين. · لا لأنه قريبي أو جاري في الحي. · ولا لأنني لم أتوقع فوز الهلال في لقاء الأمس أمام الأمل عطبرة. · فقط لأنها موهبة تستحق أن تتفجر. · ولأن رد الصغير الحريف جاء بأسرع مما توقعت. · لم يجف حبر مقال سطرته بالأمس رافضاً مطالبة بعض الزملاء للمدرب بـ ( ركن) وليد علاء الدين بحجة أن سنه صغيرة، فإذا بوليد يقول هانذا قادر ليس فقط على التمرير، بل على تسجيل الأهداف الحاسمة والمطلوبة بشدة. · وفي رأيي أن اللاعب وليد ضرب أكثر من عصفور برمية واحدة. · فالهدف جاء في وقت مناسب جداً ليفتح الطريق أمام ناديه لتحقيق فوز كبير. · وكلنا نعلم أن الأندية الولائية عندما تواجه الهلال والمريخ تحاول التقفيل في نصف الساعة الأولى، وكلما تأخر الهدف تزداد خططها الدفاعية احكاماً. · لكن ما أن يأتي الهدف يصبح الواحد منهم لقمة سائغة ويسهل الفوز عليه بعدد وافر من الأهداف. · إضافة لذلك ربما أراد الفتى أن يرد على منتقديه وتعليمهم درساً مفاده أن المهارة هي الأهم في كرة القدم. · أما العمر وقوة الالتحام وخلافها من المبررات الواهية التي أرادوا من خلالها إجلاسه في دكة البدلاء، فهي أمور يمكن أن يتغلب عليها صاحب الموهبة متى ما توفرت الإرادة والعزيمة. · وحتى لا يحاول البعض تبرير عدائهم لبعض اللاعبين بمثل هذه الحجج الواهية أعيد وأكرر أن على المهتمين بشأن الكرة في البلد ومتابعيها تجاوز مفهوم أن اللاعب الصغير لا يفترض أن يشارك أساسياً. · فهذا مفهوم خاطئ جداً. · وبنظرة للعالم من حولنا سنجد أن بيليه عندما شارك أساسياً مع منتخب بلاده الأرفع في العالم لم يكن قد بلغ العشرين. · ونيمار الذي يمتع الكثير جداً من جماهير الكرة في العالم أيضاً لم يبلغ العشرين من عمره حينما صار نجماً تقاتل من أجله أعظم الأندية العالمية. · لذلك فإن عمر وليد علاء الدين وأنداده هو العمر المثالي لتقديم العطاء المطلوب في ميادين الكرة. · ومن يظن أن لاعب الكرة لابد أن يبلغ الخامسة أو الثالثة والعشرين قبل أن يصبح أساسياً في تشكيلة ناديه عليه بمراجعة فكرته هذه. · أقول ذلك وأعلم تمام العلم أن الأمر لا علاقة له بعمر الفتى. · فالغرض دائماً هو ما يحطم مواهبنا. · وإلا فكيف يقول بعضنا أن وليد علاء الدين صغير ولا يحق له المشاركة كلاعب أساسي، وفي ذات الوقت يطالبون بمشاركة آخرين من نفس فئته العمرية! · من لم يبلغ العشرين صغير في نظر بعض الإداريين والصحفيين.. · ومن تخطاها عجوز في رأيهم.. · فمن يشرك المدربون بالله عليكم؟! · ألم أقل إنه الغرض لا أكثر ولا أقل. · يبدو أن المدربين مطالبون دائماً بإشراك من نرضى عنهم وابعاد من لا نحبهم ربما لأنهم لا يعيروننا اهتماماً، أو لا ينظرون لنا ككتاب كبار تجب طاعتهم والإذعان لما يكتبونه! · هذه هي المشكلة الكبرى التي يجب أن تواجهها مجالس الإدارات والأجهزة الفنية. · أعجبني مدرب الهلال باتريك بإصراره على مشاركة صغيري السن وليد وأطهر الطاهر. · الغريب أن من طالبوا بابعاد وليد لصغر سنه، لم يعبروا عن نفس الرأي في حالة أطهر!! · بختك يا أطهر يبدو أنك من المرضي عنهم. · أتمنى أن يستمر باتريك في فرض رأيه بعيداً عن أي مؤثرات خارجية. · ولوليد علاء الدين أقول ستواجه الكثير جداً من الضغوط المتباينة. · فهناك من يعتبرونك نجماً لامعاً يطلقون عليه ألقاباً أكبر منه. · وهناك من يعارضون وجودك ضمن التشكيلة الأساسية للفريق وسيقاتلون من أجل إجلاسك على الدكة. · فعليك بالتركيز على لعب الكرة والتدرب بجدية وهمة حتى تفرض نفسك على الكل. · تذكر دائماً أنك في بداية الطريق. · لا تفرح كثيراً لأي نجاح تحققه. · ولا تغضب أو تشعر بالاحباط لأي نقد هدام. · فموهبتك حرام أن تتحطم ما بين هؤلاء وأولئك. · وليت الأمر توقف على وليد وحده. · فما دعاني لكتابة مقال الأمس هو شعوري بأن هناك عزفاً على وتر أدركت منذ الوهلة الأولى أن وراءه ما وراءه. · حتى جاءني الخبر اليقين بالأمس بعد مقالي ذاك. · ومثلما فرحت لهدف وليد علاء الدين - رغم أنني لم أتابع المباراة عبر الإذاعة لأنها وسيلة لا تشبه عصرنا الذي نعيشه ولكوني لا أثق في وصف مباراة لا أراها بعيني- مثلما فرحت لذلك الهدف، حزنت في آخر الليل حين بلغني من مصدر موثوق ما يخيفنا حقيقة على الهلال. · لن أدخل في تفاصيل تلك المعلومات التي أرجح صحتها، لا لشيء سوى مصلحة الهلال الذي نريد له الاستقرار رغم أن بعض المقربين يرمون لهدم هذا الاستقرار. · لكنني أشير فقط إلى أن صاحب هذا القلم كان من أشد المعارضين لأسلوب إدارة صلاح إدريس للنادي. · وكل من تابع هذه الزاوية خلال السنوات الماضية يعرف ذلك تماماً. · لم يقنعني صلاح إدريس إلا في القليل جداً أثناء فترة رئاسته للهلال. · ومقتنع أيضاً بأن الرئيس الأسبق يمارس أساليب غير حميدة وغير مرغوبة في معارضته لمختلف المجالس التي أعقبته. · لكن لو كان صلاح بهذه القوة التي تجعله يدير النادي كما يرغب ويشتهي وحين يتحول للمعارضة يقوى على استمالة بعض الإداريين واللاعبين والصحفيين بهذا الشكل الخرافي الذي نصوره به فهو إذاً يستحق أن يكون رئيساً دائماً للهلال. · مضحك جداً أن يصدق أي رئيس يأتي بعد صلاح أن من أوجب واجباته أن يكنس آثاره حتى إن تمثلت هذه الآثار في بعض اللاعبين الذين لم يألوا جهداً أو يبخلوا بنقطة عرق من أجل الهلال. · المشكلة أن بعضنا يوهم الإداريين بمثل هذه الأمور، لكنهم يجدون آذاناً صاغية من بعض الإداريين للأسف الشديد. · إن عجز الرئيس الحالي عن حشد طاقات لاعبيه واقناعهم بأن فترته هي الأفضل، فلن يجدي نفعاً الحديث عن الجوهرة الزرقاء ولا غيرها من المشاريع. · نحن لا نريد للهلال أن يتحول إلى مؤسسة غير نادي كرة قدم. · سنسعد جداً بأن يكون للنادي ملعب يضاهي ملاعب الآخرين. · لكن يظل فريق الكرة هو الأهم. · وقد حدثت تغييرات كبيرة في هذا الفريق مع بداية الموسم، وحان وقت البناء وخلق الانسجام. · ومن يظن أن تغيير اللاعبين بين الفينة والأخرى هو الطريق لتحقيق البطولات واهم جداً. · ودونكم المريخ الذي أنفق رئيسه مليارات لا تحصى ولا تعد. · بدلوا وشطبوا وسجلوا على مدى سنوات طويلة دون أن يتحقق الهدف المنشود. · لم يكن الهلال بعيداً عن هذا التوجه أيضاً في السنوات الماضية. · لكن العام الحالي شهد أكبر تغيير في تشكيلة الفريق. · تغيير اللاعبين في بلدنا صار وسيلة لتكسب قلة على حساب الأندية. · لهذا نحذر من وقوع رئيس الهلال في مثل هذا الفخ. · المحافظة على ما تبقى من ( عضم ) الفريق أمر بالغ الأهمية. · وأرجو ألا يسمح مجلس الإدارة لبعض من يريدون تصفية حساباتهم بالاستمرار في هذا الدرب الشائك. · هو درب شائك على الهلال بالطبع. · أما بالنسبة لهم فهو ممهد جداً لتحقيق مآربهم الخاصة على حساب الكيان وتطوره واستقراره. · قلت بالأمس أن الخط الأحمر الذي تحدث عنه رئيس الهلال فيما يخص اللاعبين يفترض أن يشمل الجميع وليس الكتاب المعارضين فقط. · فإن تم تصحيح الأوضاع سنشعر بشيء من الإطمئنان. · أما إن استمر الحال على ما هو عليه الآن، فسوف نبوح صراحة بكل معلومة تصلنا، حتى لا يصبح الهلال مطية لبعض المتسلقين. · أجدد التأكيد مرة ثانية على أن صمت مجلس الإدارة على اتهامات يطلقها المنسق الإعلامي للنادي في حق بعض نجومه يشير إلى موافقة المجلس على مثل هذا الطرح. · فالحذر الحذر يا مجلس إدارة الهلال من الوقوع في الفخ مجدداً . · هذا النادي الكبير العريق لم يكن في يوم من الممتلكات الشخصية لأي كائن، ولا أظن أن جماهيره ستسمح بأن يصبح كذلك. · أن ينتقد كاتب رأي عادي لاعبي الفريق أمر مفهوم. · وأن يشير أي منا لأوجه قصور بعضهم حق لا نطلبه من أحد. · لكن الاتهامات الخطيرة التي ننسجها كأوهام لتتحول إلى حقيقة تتعامل معها مجالس الإدارة وتقبلها بعض جماهير النادي أمر مرفوض جملة وتفصيلا. · ومن تولونها مهمة التحدث باسم النادي يفترض أن تزن كلامها أكثر من الكتاب العاديين. · وبعدم ذلك نكون أمام أمرين لا ثالث لهما. · فإما أنها غير مؤهلة للمنصب. · أو أنكم تفسحون لها المجال لتهيئة جماهير النادي لتمرير أجندة شخصية للمرة الثانية. · يحضرني ضمن هذا السياق نقاش دار بيني وبين مشجعة هلالية بمنتدى الهلال قبل سنوات عديدة. · كان ذلك بعد شطب ريتشارد من الهلال في آخر يوم للتسجيلات وأثناء ترويج بعض الأقلام إلى أن الشطب تم لأن ريتشارد اتفق مع المريخ. · كتبت أن الشطب قرار خاطئ وظالم من مجلس صلاح إدريس وأن التبرير فطير، فهاجت المشجعة الموالية لصلاح وثارت وقالت أنها تعرف ريتشارد معرفة شخصية وأنها تناقشت معه حول الأمر قبل سفره لسلطنة عمان، وأكد لها على اتفاقه مع المريخ. · ولأنني لم أرم لشيء غير الحقيقة اتصلت بريتشارد بعد أن قرأت تعقيها وطلبت منه أن يكون صريحاً معي في كل حرف يجيب به على سؤال أطرحه عليه حول ما قالته تلك المشجعة. · بعد أن ذكرت له اسمها أكد لي أنها هاتفته فعلاً قبل حضوره للسلطنة لكن لأمر مختلف تماماً رواه لي بالتفصيل. · وقتها كنت قد تناقشت معه مراراً وأقسم لي مرات ومرات أنه جدد لصلاح نفسه من قبل بمجرد تلفون طلب منه فيه منه أن يتوجه للاتحاد للتجديد وقبل أن يتسلم مليماً واحداً أو يناقش حول المقابل. · وأكد لي أن الوالي سبق أن قدم له عروضاً كثيرة ولو كان يرغب في المريخ لما جدد للهلال قبل الحديث عن المقابل مع صلاح إدريس. · بعدها عاد ريتشارد للسودان على أمل أن يعيده الهلال، وعندما تجاهلوه سجل للمريخ. · كثيراً ما يزين بعض الزملاء أخطاء مجالس الإدارات لأشياء في أنفسهم، أو يجرون هم هذه المجالس لقرارات يصفون من خلالها حسابات مع لاعبين لا يحبونهم. · والمؤسف أن بعض الجماهير تتلقف القفازات السامة سريعاً وتبدأ في الدفاع عن الباطل دون أن تدري. · لهذا أكرر.. الحذر ثم الحذر. · وعلى جماهير الهلال أن تكون أكثر يقظة. · وختاماً عذراً للقراء فقد لاحظت خلال إعادة قراءة مقال الأمس صباح اليوم – وهو أمر أفعله كلما سمح لي الوقت من أجل التجويد- لاحظت أنني كتبت مفردة ( تفرغاً) بالقاف وليس الغين، لذا وجب التنويه. تأمُلات مكتبة بقلم كمال الهدي
|
|
|
|
|
|