|
نداء عاجل إلى كل المنظمات الصحية في العالم بقلم جهاد جمال شاعر ، كاتب سوداني
|
بسم الله الرحمن الرحيم
نداء عاجل إلى كل المنظمات الصحية في العالم:
في قسم حوادث مستشفى أمدرمان وفي عنبر واحد يشرف 4 من الأطباء والطبيبات وممرضتين وفني جهاز رسم القلب بينما عدد المرضى يتجاوز الخمسين مريضاً ، وهؤلاء الأطباء والطبيبات يتراكضون كي يفعلوا ما عليهم أن يفعلوه وهو الكشف على المرضى ومتابعة حالاتهم بينما التعب والارهاق قد بان على وجوههم إلا أنهم وبين صراخ أهالي المرضى عليهم يردون بهدوء وأدب (يا حاج الأولوية عندنا للأكثر مرضاً) ولا يزالون يرهقون أنفسهم لأداء واجبهم الإنساني تجاه المرضى.. (الإنسانية) هذه الكلمة هي الدافع الوحيد الذي يجعلهم يزاولون هذه المهنة التي لا تعود عليهم بفائدة مادية في السودان ، فمرتب الطبيب العمومي 1000 جنيه سوداني في الشهر أي أقل من 110 دولار أمريكي ، ومرتب الطبيب العمومي في خارج السودان على الأقل في الشرق الأوسط وفي أسوأ أحواله يساوي 22 ضعفاً من أجرهم في السودان، لذلك مستشفى أمدرمان يودع شهرياً ما لا يقل عن 10 أخصائيين يتوجهون للغربة ، ناهيك عن أن هؤلاء الأطباء المزاولين في مستشفى أمدرمان لا يكتفون بأداء واجبهم فحسب بل إنهم - لا مرة ولا اثنتين ولا عشرة - عندما يتعسر على أهل المريض توفير حق العلاج (يطقطقوا) أي يتشاركوا حق العلاج للمريض من دافع (الإنسانية)، ناهيك عن كلفة العلاج ، وقلة تمكن الاطباء الشرفاء في معاينة المرضى لقلتهم وكثرة المرضى . فمن هنا أنادي كل المنظمات الصحية في العالم ولأن التأمين الصحي يستلم المال ولا يوفر العلاج ، أقول :
1- الدولة تجبر الأطباء على المغادرة بالضغوط المادية وفي حال اضطروا إلى المغادرة عن طريق الوزارة تشترط وزارة الصحة على الدولة المستضيفة للطبيب باستقطاع نصف مرتبه وتسليمه للوزارة، بأي وجه حق؟
2- المستشفيات الحكومية أصبحت تباع على الملأ وتفتتح مكانها مستشفيات خاصة بأضعاف أضعاف كلفة العلاج. من المسئول؟
3- وزارة الصحة لا تضع حداً للأطباء الذي يحددون كلفة مقابلتهم على هواهم برغم الوضع الاقتصادي الراهن، لماذا؟
أنجدونا من وزارة الصحة التي لا توفر للطبيب شيئاً ، وليتها تعطيهم ربع ما تمنحه للوزراء والنواب والخ ... لكفتهم السفر إلى الخارج ، ولوفرت لنا أطباء أكفاء مثلهم.
يا أطباء بلادي ،يا شرفاء ،يا أشباه الأنبياء ، حفظكم الله وسهل عليكم وبارك فيكم ولكم فمحض الإنسانية أن تعطي لا أن تأخذ وما أجمل أن تمنح عديماً ابتسامة.
وأجد العذر للذين ضاقت بهم البلاد فغادروها وأتمنى أن يصلح الحال حتى لا نجد البلاد بلا أهلها. اللهم بلغت ، اللهم فاشهد ..
تأمُلات مكتبة بقلم كمال الهدي
|
|
|
|
|
|