عندما تـزال الأحجار من فوق الأوراق !! أحياناً العقل يقف عاجزا حين تتجلى الحكمة الربانية في تلك الصخور الكابحة القاسية التي تمنع الأوراق من الفوضى والتبعثر عند هبات الرياح .. تلك الصخور التي تكتم الأنفاس وتجسم فوق الصدور .. وتمل الأنفس منها لدرجة الغليان .. وتشتكي من شدة الإحاطة ودوام الكبت والظلمات .. ثم تأتي لحظات لا تتحمل المزيد من الويلات والضغوطات .. فإذا بلحظات الثورات والفورات .. تلك القوة الهائلة التي تزيل الحجارة عن مواضعها بشدة الانفجار .. فإذا بتلك الأوراق تتبعثر وتطل بعيوبها القاتلة المقيتة الهالكة .. وحينها تتمنى الأنفس لو أن تلك الأحجار بقيت في مواضعها حتى قيام الساعة !! .. تلك الأحجار التي زحزحت وأزيحت من فوق سماء الصومال والعراق وتونس وليبيا ومصر واليمن وسوريا .. ثم أوجدت ذلك الكم الهائل من الفوضى والاضطراب وعدم الاستقرار .. وكشفت عن تلك الصور الكالحة المظلمة .. حيث تلك الأحوال المزرية العجيبة الغريبة التي يشهدها العالم اليوم .. والمحصلة تؤكد أن إنسان تلك الساحات وغيرها من ساحات العرب هو ما زال بعيدا جداَ عن مسميات الحرية والديمقراطية والمصطلحات العصرية .. وأنسب الحلول لها أن تعاد لحالات الكبت والقمع لتقبع تحت القهر والمذلة والمهانة من جديد .. وأن تكون تحت سطوة تلك الحجارة القاسية الصلدة .. والتجارب أثبتت الآن أن العلل لا تكمن فقط في تلك الحجارة القاسية الكاتمة .. إنما العلل الخطيرة تكمن في تلك الأوراق التي تدوسها الحجارة !! . فيا أمة ضحكت من جهلها الأمم !! .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة